|
ٱلديمقراطية أسلوب عيش للإنسان ٱلخليفة؟
ٱنطلاق ٱلرَّحبى
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 11:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ٱلديمقراطية مفهوم أنزله ٱللَّه مع ٱلروح ٱلّذى نفخه فى قلب ٱلبشر ٱلوحش وجعله ءادم خليفة للَّه ربِّ ٱلعالمين فِىۤ أسمآءه ٱلحسنى. فهِىَ ﭐسم معلَّم فِى قلبه يتطور مع أطوار ٱلروح وٱلخبرة لدى ٱلإنسان ٱلعامل بمآ أُنزل فِى قلبه من منهاج ومفاهيم من لّدن ٱلعليم ٱلحكيم." وعلَّم ءادم ﭐلأسمآء كلَّها" 31 ٱلبقرة. فٱلديمقراطية هى ٱلمثل لِّمجتمع ٱلنّاس فى طوره ٱلأول وقد أقامه ٱلأنبيآء وٱلرُّسل. "ومآ أرسلنا من قبلك إلاَّ رجالاً نُّوحىٓ إليهم من أهل ٱلقرىٰٓ أفلمـ يسيرواْ فى ٱلأرض فينظرواْ كيف كانت عـٰقبة ٱلَّذين من قبلهمـ ولدار ٱلأخرة خير لِّلَّذين ٱتَّقواْ أفلا تعقلون" 109 يوسف. فتخرج ٱلقرية عن سبيل ٱللَّه وعن طورها ٱلديمقراطى وتنقلب علىٰٓ أعقابها فتعود إلى طور ٱلطّاغوت فتفسق وتفسد وتظلم فيهلكها ٱللَّه بظلم أهلها "وماكان ربُّك مهلك ٱلقرىٰ حتَّى يبعث فىٓ أمِّها رسولاً يتلواْ عليهم ءايـٰتنا وما كنَّا مهلكى ٱلقرىٰٓ إلاَّ وأهلها ظـٰلمون" 59 ٱلقصص. أفهم من ذلك على ٰٓ أنَّهآ ءاية حق من سنن ٱللَّه فى ٱلحيوٰة ٱلدنيا ٱلتى يحياها ٱلإنسان.وقد ضرب ٱللَّه فى كتابه ٱلقرءان ٱلكثير من ٱلأمثال للنَّاس لعلَّهم يعقلون ويتفكرون ويتذكَّرون ويفقهون ويشكرون ومنها قوله " وٱلبلد ٱلطَّيِّبُ يخرج نباته بإذن ربِّه وٱلَّذى خبُث لايخرج إلاَّ نكِدًا كذٰلك نصرِّف ٱلأيـٰت لقومـٍ يشكرون" 58 ٱلأعراف. فٱلزوجية هنا بين ٱلنقيضين ٱلطيّب وٱلخبيث فٱلبلد ٱلطيّب هو ٱلبلد ٱلديمقراطى ٱلفرد فيه حرًا مسئولاً شكورًا . أمّا ٱلبلد ٱلخبيث فهو ٱلبلد ٱلّذى يسود فيه ٱلطّاغوت وٱلكهنوت وٱلفرد فيه عبدًا ذليلًا تابعًا ظالمًا لِّنفسه كافرًا لأنعُم ربِّه. وفى كتاب ٱللَّه ٱلقرءان سورة كاملة بٱسم ٱلروم وفيها تبين لى ما تشابه فهمه أن ٱللَّه يؤيد ٱلقرية ٱلديمقراطية فى قتالها دفاعًا عن مثلها ضد ٱلقرية ٱلطاغوتية وهو قوله "الۤمۤ 1 غلبت ٱلروم 2 فىۤ أدنى ٱلأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون 3 فى بضع سنين للَّه ٱلأمر من قبل ومن بعد ويومـءـِذٍ يفرح ٱلمؤمنون 4 بنصر ٱللَّه ينصر ٱللَّه من يشآء وهو ٱلعزيز ٱلرحيمـ 5 وعد ٱللَّه لا يخلف ٱللَّه وعده ولـٰكنَّ أكثر ٱلنّاس لايعلمون 6 " ٱلرومـ. فٱلّذى ينصره ٱللَّه ويفرح ٱلمؤمنون بنصره يكون عزيزًا رحيمًا وهو هو ٱلمجتمع ٱلديمقراطى فى سلوكه ٱلإنسانى. أمّا نقيضه ٱلمغلوب فيكون ذليلاً قلبه قاسى كالحجارة أو أشدُّ قسوة. وٱلديمقراطية منهاج وكَّد وذكَّر به ٱلأنبيآء وٱلرسل وأولهم نوح فهو ٱلقآئل للمترفين من قومه بعد أن فسقواْ وظلمواْ "يـٰقومـ أرءيتم أن كنت علىٰ بيِّنة مِّن رّبِّى وءاتـٰنى رحمةً مِّن عنده فعُمِّيت عليكمـ أنُلزمُكُمُوها وأنتمـ لها كـٰرهون" 28 هود. وهو قول ديمقراطى يدلّ على منهاج ٱلرّسل وٱلأنبيآء فى دعوتهم وتذكيرهم للنّاس بمفهوم ٱلديمقراطية فى عدم إلزامهم بما يؤمنون وللنّاس ٱلخيرة من أمرهم فى ٱلقبول وٱلرفض ( ٱلإيمان أو ٱلكفر) بما جآء به أنبيآءهم ورسلهم. وقول محمد لقومه "قل يـٰۤأيّها ٱلنّاس قد جآءكم ٱلحقّ مِّن رّبِّكم فمن ٱهتدىٰ فإنَّما يهتدى لنفسه ومن ضلَّ فإنَّما يضلُّ عليها ومآ أناْ عليكم بوكيلٍ" 108يونس. وهو قول ديمقراطى فلا وكالة على ٱلنّاس لأحد بل بلاغ وبيان ولهم ٱلخيرة فٱلجميع يرجعون إلى ٱللَّه فيفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وقد شرع ٱللَّه لكلِّ طور من أطوار ٱلديمقراطية على لسان رسله وأنبيآءه. فكما قلت بدأ ذٰلك مع نوح وأخر مثل ضربه ٱللَّه للنّاس كان على لسان محمد فى مجتمع ٱلمدينة ٱلتىۤ أقامه للنّاس وخطَّ ميثاقه فى ٱلصحيفة. وللنّاس ٱلخيرة فى ٱتِّباعه ليتم لهم خلافة ربِّ ٱلعالمين فى ٱلأرض. وبذٰلك يرثواْ ٱلأرض ويكونواْ من عباد ٱللَّه ٱلصالحين.
#ٱنطلاق_ٱلرَّحبى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل
...
-
وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
-
بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
-
جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
-
قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا
...
-
قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل
...
-
هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س
...
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|