أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...














المزيد.....

أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك سقوط إن لم يكن انهيار تام للسلطات التي نتجت عن الشكل السائد من "الديمقراطية التمثيلية" باتجاه تشكيل حالة سلطوية غارقة في مصالحها الخاصة تعيش اغترابا أقرب إلى الانفصال عن الشارع..في الانتخابات الأخيرة في لبنان كشفت البرجوازية و القوى المتحالفة معها عن حقيقة موقفها من الشارع و مفهومها عن الديمقراطية , تصرفت هذه القوى و تحدثت و كأنها لوردات حرب طائفية أو أهلية هذا الموقع الذي تمارسه القيادات العراقية منذ زمن بصورة عملية كقادة ميليشيات سياسية عسكرية تمارس العنف ضد أي كان من الآخر إلى الشقيق باسم المقدس الطائفي أو الوطني أو حتى دون حجة مناسبة..تبقى الديكتاتوريات الاستبدادية تشكل خلفية الصورة أو المشهد السياسي في كل مكان من مجتمعاتنا أنظمة عائلية مافيوية تمتلك هي الأخرى ميليشياتها المضادة للمجتمع..هناك واقع مدمر يغلب اليوم على حياتنا السياسية يتمثل في سيطرة القوة سواء الفيزيائية أي العسكرية أو قوة القبضايات أو قوة النفوذ المالي و الاقتصادي و ثانيا أن القيادات السياسية تتصرف على أنها قيادة ميليشيات سياسية و عسكرية في أغلب الأحيان و ينطبق هذا أولا على الأنظمة التي تحاول الحفاظ على السلطة بكل أشكال القمع الممكنة..هذا ينطبق على الجميع من مقتدى الصدر إلى حارث الضاري إلى أي حاكم عربي إلى قادة 14 آذار و ربما 8 آذار في لبنان و يجري هذا في إطار من تأبيد تهميش الإنسان رجل الشارع و تشديد اغترابه عن مصيره و حياته و حريته..هناك حالة من همجية القوة المنفلتة الذي كان هناك بالتأكيد من قبل و ربما منذ وقت أطول مما نعتقد لكن وعينا به اليوم أصبح أشد مع سقوط الأوهام الذي قوض أركان حالة العزاء التي كنا نمارسها تجاه إنسانيتنا المهمشة أمام كم القهر الهمجي هذا..المؤلم هنا ليس حالة سقوط الوهم التي فرضت نفسها مع اشتداد أزمة الأنظمة الديكتاتورية و سقوط جدار برلين بل هي عملية محاولة تسويق أوهام جديدة..تستند هذه الأوهام إلى فكرة الديمقراطية التمثيلية التي تقدم على أنها المخرج الديمقراطي من سطوة الديكتاتوريات..في الممارسة أصبحت الديمقراطية التمثيلية وسيلة لإنتاج سلطة قوى موجودة بالفعل كانت مكبوتة أو تشغل دور الحليف الهامشي في إطار سيطرة الديكتاتوريات قوى تؤسس سيطرتها ما قبل الدولتية أي قبل أن تحولها إلى سلطة فعلية ( كما سبق القول ) إما على وضعيتها العائلية أو المالية أو دورها في مركز المجموعات الطائفية أو المؤسسات العقيدية لهذه الطوائف أو المجموعات العشائرية..في إطار الصراعات السياسية التي تدور حول مفاهيم الديمقراطية التمثيلية هناك هراء سياسي أو سفسطة فارغة عن الدستورية و الشرعية التي تشبه دروس سيبويه في تفسير الدستور أو القوانين من حيث قواعد اللغة أي حالة أشبه بالفقه الديني , هذا الهراء السياسي الذي لا يتعلق بأي حال من الأحوال بحالة الشارع لا بحريته و لا بمستوى مشاركته أو تنظيمه السياسي و لا بوضعه المعاشي الذي يذكر دائما إلى جانب أوصاف من قبيل المأساوي أو المتردي في أفضل الأحوال , إنه جزء من إنتاج وهم جديد حالة عزاء تسمح بتقبل كل سليبات الوضع الراهن لصالح تشكيل السلطة الجديدة سلطة القوى الطائفية و التقليدية المتحالفة مع رأس المال السياسي..تعتمد فكرة الديمقراطية التمثيلية على أن دور هذا الشارع يقتصر على انتخاب مؤسسات تمثيلية تختزل إرادة هذا الشارع نظريا لكن من المؤكد أن هذه الديمقراطية التمثيلية في حالة وجود رئيسي لقيادات اجتماعية أو مالية أو تقليدية أو طائفية كما هو الحال في مجتمعاتنا و في حالة تهميش الشارع السياسي و الاقتصادي تتحول إلى آلية لإنتاج سلطة هذه القوى و للإمعان في تهميش الإنسان الذي يفترض أن يشكل مرجعية السلطة..إن الليبرالية البراغماتية الأمريكية ترفع فعل الترميز إلى مستوى أقرب للمقدس..هذا الترميز الذي لا يلبث إلى أن يصبح غاية بحد ذاته مع غياب الهدف الأبعد المفترض و أخيرا اختفاؤه بعيدا في غياهب النسيان..هكذا يولع الأمريكان بتحويل حقوق الإنسان إلى مجموعة من القوانين و الدساتير و التعديلات و المؤسسات التي تصبح في ذاتها "روح" الديمقراطية فيما تترجم هذه المؤسسات سيطرة القوى السائدة اجتماعيا إلى سيطرة سياسية..هنا يمكننا مثلا أن نفهم لماذا يتكأ الفكر السياسي الأمريكي على جون لوك الذي كان أول من صاغ هذه الرموز و التي دعاها بحقوق مدنية و ينأى بنفسه عن روسو الذي دعا في نفس الوقت إلى العدالة و الحرية متسائلا عن سر غياب المساواة بين البشر السياسية و الاجتماعية..إن هذا العبث السياسي الفارغ و انفلات القوة المستهتر بالإنسان يطرح مخرجين أساسيين للأزمة الراهنة المتمثلة في العلاقة المشوهة بين السلطة و الإنسان و المجتمع : إما إعادة إنتاج ديكتاتوريات جديدة بأسماء أو شعارات جديدة أو الاحتفاظ بالقديمة في حالة عطالة و أزمة مزمنين أو تجاوز هذه الديكتاتوريات و سيطرة الطبقة السياسية التقليدية و رأس المال السياسي إلى بناء صيغ حقيقية من الديمقراطية المباشرة التي تنقل السلطة فعلا إلى الشارع إلى الإنسان و تضع حدا لهمجية القوة و عبثية الصراعات السياسية الراهنة بين القوى المسيطرة على مصائرنا..




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...