أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - الاستماع والإقناع














المزيد.....

الاستماع والإقناع


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 614 - 2003 / 10 / 7 - 03:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية يمكن للمرء أن يقرأ النصّ الكامل للتقرير ذي العنوان الطريف "تبديل الأذهان، كسب السلام"، والذي يسير عنوانه الفرعي على نحو يخلو تماماً من الطرافة: "توجّه استراتيجي جديد للسياسة العامة للولايات المتحدة في العالم العربي والمسلم". وهذا التقرير، كما بات معروفاً، هو ثمرة أبحاث "مكثفة" واستقصاءات "معمّقة" وجولات ميدانية "منيرة"، قامت بها مجموعة استشارية خاصة شكّلها الكونغرس في حزيران (يونيو) الماضي، وباركها البيت الأبيض، ورصد لها ميزانية ضخمة.
المجموعة برئاسة إدوارد دجيرجيان، المساعد الأسبق لوزير الخارجية والسفير الأسبق في سورية والدولة العبرية، وأمّا الأعضاء الـ 13 (ونزعة التشاؤم المسبق لم تكن الحافز وراء هذا العدد بالذات، على الأرجح!) فهم من الخبراء ذوي الباع الطويل في السياسة والاجتماع والثقافة والاقتصاد والاتصال والعلاقات العامة وعلم النفس. ولكي تتخفّف المجموعة من سلسلة الشكوك المعتادة التي تقترن بتشكيل لجان من هذا النوع، ضمّت المجموعة إلي عضويتها عدداً لا بأس به من العرب والمسلمين، بينهم فقيه كبير ــ ولاعب حواة لا يُشقّ له غبار ــ في شؤون الشرق الأوسط هو البروفيسور المصري مأمون فندي (عند سقوط تمثال صدّام حسين قبل أشهر، كتب صاحبنا يذكّر بأغنية "الأطلال" ويخبر قرّاءه الغربيين أنّ الصرح الذي كان من خيال فهوى، ليس سوى الرئيس المصري الراحل عبد الناصر!).
ومجموعة العمل هذه هي آخر ما تفتّقت عنه أذهان العاملين في دائرة الإتصال بوزارة الخارجية الأمريكية، وضمن ما يطلق عليه دهاقنة العلم هناك تسمية "دبلوماسية الجمهور"، أي شنّ الحملات الدبلوماسية التي تتوجّه إلى شوارع الشعوب أكثر ممّا تتوجّه إلى قصور الحكّام. وكانت السيدة شارلوت بيرز، المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأمريكي، هي التي تشرف على دائرة طويلة عريضة منهمكة في سبر شوارع العرب والمسلمين، والوقوف على أهواء الأجيال الشابة بصفة خاصة، وإجراء استطلاعات رأي حول مختلف القضايا التي تهمّ مصالح الولايات المتحدة. وبالطبع، كان ويظلّ في طليعة اللائحة ذلك السؤال الحارق الكبير: لماذا تكره الشعوبُ الولايات المتحدة... كلّ هذا الكره؟
ونقول "كانت السيدة شارلوت بيرز" لأنها لم تعد تشغل هذه الوظيفة اليوم، واستقالت قبل أسابيع لأسباب صحية يعلم الجميع أنها ذريعة تخفي الأسباب الحقيقية التي تدور حول فشل الدائرة الذريع، وانتقال خططها واستراتيجياتها من باب مسدود إلى آخر، إنْ لم يكن علي يد البنتاغون أو مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وزارة العدل أو معتقل غوانتانامو، فعلى يد الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه. وليست خلاصات تقرير دجيرجيان وصحبه سوى إعادة إنتاج للخلاصات التي بلغتها بيرز، والتي تختصرها هذه العبارة الوجيزة الدالة: "الولايات المتحدة فشلت في الاستماع، وفشلت في الإقناع"!
وعلى سيرة ثنائية الاستماع/الإقناع هذه، يُعدّ "راديو سوا" ثمرة أخرى من ثمار المشروع الشهير مبادرة 11/9 ، والذي تشرف عليه وزارة الخارجية بالتعاون مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وهذه الإذاعة الأمريكية، التي تبثّ باللغة العربية وتحلّ محلّ القسم العربي في "صوت أمريكا"، كانت قد انطلقت في 22 آذار (مارس) الماضي وأعلنت أنّ هدفها الإستراتيجي هو الوصول إلى 80 مليون عربيّ، أعمارهم تقلّ عن 30 سنة. وهي تسعى إلى تصحيح الصورة التي يحملها العرب والمسلمون عن أمريكا، ومكافحة تيّارات العداء لأمريكا علي اختلاف عقائدها ومنطلقاتها.
وإذا كانت ذروة الذكاء في منهاج عمل راديو سوا هي التركيز علي الأغنيات والبرامج الخفيفة والرياضة والطقس والإتصال مع المستمعين والتخفيف ما أمكن من البرامج السياسية واعتماد نشرات أخبار قصيرة سريعة، فإنّ بؤرة الغباء هي الإنطلاق من الفلسفة القديمة/الجديدة: افتراض الجهل المطبق لدى شعوب العالم، والإيمان تالياً بأنّ تثقيف الشعوب (وترفيه أجيالها الشابة بصفة خاصة!) كفيل بتصحيح الوضع واستبدال صورة الأمريكي البشع بصورة الأمريكي الطيّب.
وليس أدلّ على مآلات هذه الإذاعة، ومعها مآلات دبلوماسية الجمهور بأسرها عملياً، من هذا الحكم القاسي الذي تطلقه مجموعة دجيرجيان على "راديو سوا" تحديداً: "بحاجة إلى هدف أكثر وضوحاً من مجرّد بناء جمهور عريض من المستمعين"، وممّا يثير القلق أنّ استراتيجيتها لا تشير أبداً إلى أهداف مثل "تبديل الأذهان" أو "تحسين المواقف" أو "شرح السياسات". ولكن كيف يمكن تحقيق هذه الأهداف إذا كان نورمان ج. باتيز، عضو مجلس الأمناء ومالك تسعة أعشار إذاعات أمريكا العابرة للقارّات وصاحب ومنفّذ فكرة "راديو سوا"، يروّج لهذه الإذاعة كمَن يروّج لبنطال جينز؟
وفي الأساس، كيف لأيّ نافخ أن يملأ قربة مثقوبة؟



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينطوي على حال دائمة من المناورة بين سِراطين مستقيمين: السبيل ...
- أحزان وأحقاد
- بعد تحليق طويل في التواريخ واللغات والثقافات: رحيل -الفلسطين ...
- الوزارة السورية الجديدة: هل يُصلح العطّار ما أفسد الدهر؟
- ضمير من عصرنا
- تهتدي بالبربرية النازية أكثر ممّا تستعيد حلم تيودور هرتزل: ا ...
- مهرجانات
- غيفارا وجورج وسوف
- العلاقات الهندية ـ الإسرائيلية وبؤس الموقف الرسمي العربي
- أفغان العالم يتوافدون إليه خفافاً وثقالاً: العراق بوصفه مستن ...
- محمود عباس أمام انكشاف الجوهر الحقيقي للصراع
- الدولة الرأسمالية المعاصرة والتاريخ الذي انتهى وما انتهى
- مجازر الجزائر مستمرّة و العالم الحرّ يتفرّج ويتثاءب
- بلا بطيخ..!
- بشار الأسد في السنة الرابعة: الحفاظ على -أمانة الوالد
- استبدال الخاكي بالزهريّ والسماويّ لن يجمّل صورة النظام
- أمثولة فؤاد عجمي: سبينوزا أم ذبابة الخيل؟
- الحوار مع إسرائيل يكمل سيرورة دشنتها -الحركة التصحيحية-النظا ...
- عشية وصول باول وقبيل الخضوع التامّ للشروط الأمريكية - سورية ...
- في أحــــوال الـمـثـقـف الـعـــربـي على أعـتـــاب هـزيـمـة ن ...


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - الاستماع والإقناع