ثبات هداد
الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 07:20
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لم تشهد عاصمة السويد ستوكهولم ما شهدناه هذا الأسبوع من قبل, كان كرنفال عراقي أشبه بقوس قزح يتضمن كل أطياف الشعب العراقي بأديانه وقومياته المختلفة. كل من شارك في الاحتفالات بمناسبة فوز المنتخب العراقي بكأس امم آسيا شارك لكونه عراقي وليس لسبب آخر. المشاهد التي شهدناها لا تنسى, فهناك نكهة خاصة لرؤية أعلام بلادك ترفرف تحت سماء سويدية. أن تكون محاط بالآف من أبناء شعبك في ساحة واحدة وتشاركهم الفرحة دون السؤال عن الاسم أو الهوية. ربما يتساءل البعض عن السبب الحقيقي لكل هذه الفرحة؟ هل من المعقول أن كل الشعب العراقي له اهتمامات في كرة القدم؟ اعتقد أن كل العراقيين لديهم الجواب الحقيقي في داخلهم. أن الظروف التي يمر بها الشعب العراقي الآن تجعله متعطش لأي خبر مفرح فكيف لو كان الخبر مليئ بالفرح والفخر في مجال بعيد عن النزاعات السياسية والطائفية؟ أن هذه البهجة ليست سوى تعبير عن الكبت الذي يعيشه شعب عانى الكثير لدرجة جعلته يبكى حتى في أجواء الفرح.
حتى الشباب والأطفال الذين عاشوا اغلب سنواتهم في السويد تهافتوا لإبداء فخرهم لكونهم عراقيين وكانوا يتلهفون للإمساك بالعلم العراقي أو اطلاء وجوههم بألوانه. وذلك ليس له تفسير سوى انهم كانوا بحاجة لشئ يجدون أنفسهم فيه, ربما لم تنجح منظمات المجتمع المدني العراقية في السويد باستقطاب الشباب والأطفال في النشاطات السياسية والثقافية التي تقيمها في السويد لكن المنتخب العراقي نجح في ذلك بفوزهم بالبطولة. يبقى السؤال المهم هو مدى استمرارية هذه الفرحة وكيفية الاستفادة منها للإبقاء على أجواء التفاؤل والسعادة بين العراقيين وكيفية الحوز على اهتمام الشبيبة العراقية في القضايا التي تخص شعبهم ووطنهم؟
كان الاحتفال بالأمس عرس عراقي حقيقي ادخل الفرحة للكثير من القلوب المنتظرة ولا ننسى أن ذلك كان بفضل شباب عراقيين تكاتفوا و تعاونوا للوصول إلى هدفهم. فلنتمنى للحكومة العراقية ولكل صاحب قرار في العراق أن يتعظ بهذه التجربة.
#ثبات_هداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟