|
بحوث الخلايا الجذعية ونظرة الأديان لبعضها
عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 11:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتطور البحوث بسرعة هائلة على مستوى الخلية، في بيئتها أو خارجها، خلق مثل هذا التطور جدال بين العلماء أنفسهم من جهة وبين العلماء ورجال الدين من جهة أخرى وخاصة فيما يتعلق منها ببحوث الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية، فمنهم من يركز على الفوائد التي يجنيها البشر من هذه البحوث وأيجاد العلاج لآَلام المرضى منهم، و القسم الآخر يركز على القيم الأخلاقية ومدى مخالفتها للتعاليم السماوية، سنتوخى في هذا المقال التبسيط والأبتعاد عن المصطلحات العلمية والتحيز لرأي عالم أو لدين لكي نعطي للقارئ الكريم الحرية في المشاركة واستنتاج الرأي الصائب.
الخلايا الجذعية هي مجموعة الخلايا الأولية التي توجد في جمبيع الأحياء المتعددة الخلابا بعد بلوغها، تجدد نفسها من خلال الأنقسام غير المباشر ولها قابلية التشكل والتخصص للقيام بوظائف متنوعة.
توجد ثلاث فئات من الخلايا الجذعية الحيوانية وهي: الخلايا الجذعية من الجنين الحيواني، يتحد الحيمن مع البويضة مكونا اللاقحة المضاعفة الصبغيات، تبدأ اللاقحة بالأنقسام غير المباشر فتتكون كتلة من الخلايا عددها 70-100 خلية خلال ثلاثة الى خمسة أيام الأولى من الأخصاب، تعتبر هذه المرحله وسط بين اللاقحة وتكوين الجنين، تأخد الخلايا الوسطية كماده للبحوث، يترتب على ذلك قتل الخلايا المتبقيه وأيقاف تطور الجنين، أن هذه الخلايا هي محور الخلاف بين الأديان وبين علماء البحث من جهة والحكومات والطوائف المسيحية من جهة أخرى.
الخلايا البالغة، توجد في جميع أعضاء جسم الأطفال والبالغين، خلايا غير متخصص، تنقسم أنقسام غير مباشر لتعوض الخلايا الميتة المتخصصة والأنسجة المتضررة، استخدم مثل هذه الخلايا في الدراسات الرئيسية سواء كان مصد رها بشري أو من الجرذان والفئران.
خلايا الدم البشري من الحبل السري ومن المشيمة في الرحم، يجمع الدم مباشرة بعد فصل الحبل السري عن المولود الجديد، يخزن الدم في بنوك خاصة وعامة ويصبح مصدراً للخلايا الجذعية.
يحبذ علماء البحث استعمال الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة البشرية، لأنها واعدة أكثر من الخلايا الجذعية المأخوذة من مصادر أخرى وذلك لأنقسامها السريع وطول فترة نموها ومقاومتها للتجميد والذوبان المتكرر وتتخصص مكونة خلايا متنوعه أكثر من الخلايا الجذعية البالغة.
تجرى الآن بحوث في عدة دول مستعملة الخلايا الجذعية، الغرض منها علاج أمراض متعددة كمرض السكري و السرطان و الألزهايمر ( فقدان الذاكرة ) و الباركنسون (الشلل الرعاشي) واللوكيميا(سرطان الدم) وامراض القلب وذلك من خلال اصلاح وبناء البنكرياس والكبد والمعدة والعظام والعضلات والجهاز العصبي والمخ.
طبيب جراح متقاعد يعتنق المذهب السني يقول بأن الأسلام يعلمنا بأن الجنين حي ولاكنه ليس بكائن بشري إلا بعد نفخ الروح فيه من قبل ملاك في اليوم 121 من الأخصاب أوالحمل (بعد أربعة أشهر)، تغرس الروح في الشخص السلوك والأشياء التي يحبها ويكرهها و تقررنهايته، فالآن يصبح الجنين أنساناً، وقال بأن الأسلام ليس ضد بحوث الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية بعد معرفة عمر الجنين والغرض من البحث، فأذا كان الغرض من البحث أنتاج أنسجة كصمامات القلب واعضاء جديدة للعلاج فذلك مرغوباً به جداً ويستحق التشجيع أما أذا كان الغرض من البحث أنتخاب الجنين المرغوب جنسه وقتل بقية الأجنة فذلك ممنوع منعا باتاً، أن الله يرسل الرسل لأرشاد الناس كنبينا محمد، فالتعاليم الأسلاميه علمتنا بأن الروح تتحد بالجنين بعد 120 يوم وهذا ليس اعتباطاً او بدون سبب.
تجرى بحوث على الخلايا الجذعية الجنينيه في دولة ايران ذات الأغلبية الشيعية، ويقول أمام مسجد شيعي بأن الحياه تبدأ عند الحمل بينما تنفخ الروح في الجنين بعد ثلاثة أشهر، ويقول بأن المذهب الشيعي يسمح بأجراء الدراسه والبحوث على الخلايا الجذعية ولكن عدم احترام وتدمير هذه الخلايا غير مسموح به وقال يجب احنرام الجنين بنفس طريقة احترام جثمان الميث. بحوث الخلايا الجذعية الجنينة ليست مثار خلاف في اليهودية الأرثوذوكسية فالمذهب اليهودي الى جانب هذه البحوث حسب أقوال أحد الحاخامات، فالتلمود وشرح الحاخامات للكتاب المقدس وكيفية تطبيق الوصايا في العالم المعاصر لا يتعبر الجنين في بدايات الحمل أنسان حتى يبلغ عمره 41 يوماً، بعد هذا العمر تتحد الروح مع الجنين فيصبح انساناً، وقال يعتبر الجنين نسيج حي قبل 41 يوماً وهو بمستوى الحيوان الذي يمكن أجراء البحوث عليه لفائدة الجنس البشري، واذا تم تجميد الجنين في بدايات الحمل تتوقف الحياة موقتا، وتسمح اليهودية بأجراء مثل هذه البحوث لسبب اَخر وهو أي شيئ يؤدي في النهاية الى حفظ الحياة تشجعه اليهودية، واذا كانت هناك أجنة سوف لاتتطور او لم تتطور لأنها تركت من قبل عيادات الخصوبة أو الأسقاط فمنفعة تلك الأجنة للحياة لاتقاس بثمن كما قال، لذلك يمكن استعمال الأجنة التي تكونت من أجل الأنجاب كمادة للبحث، وتعارض اليهودية انتاج أجنة بشرية لأغراض بحثية وتسمح به فقط على الأجنة التي تكونت فعلياً.
تعتقد كثير من طوائف المسيحيين بأن الحياة البشرية تبدأ من بدايات الحمل اي من تكوين اللاقحة وقبل تكوين وتطور الجنين ومن هذه الطوائف الطائفة الأنجيلية البروتستانتية التي كانت من بين المجموعات التي ساعدت وشجعت اعضاء البرلمان على تشريع قانون مساعدة التناسل البشري لسنة 2004، و يقول مدير السياسة العامة في هذه الطائفة بأن الحياة تبدأ عند الحمل وهذه مبادئ احلاقية ثابتة تعامل بها الحياة اما وجهات النظر الأخرى التي تقررمتى تبدأ الحياة ومتى تتطور الروح فهي وجهات نظر أعتباطية فالأنجيل يعلمنا بأن البشر يخلقون حسب تصور الله لذلك لجميعنا منزلة عنده جديرة بالأحترام، وتقول الصلاة 139 انت اي الله اربطني في رحم أمي، لم يبين اتباع هذه الطائفة رأيهم فيما يجب عمله بالأجنة البشرية المتروكه من عيادات الخصوبة ( وفي عيادات الخصوية تأخذ عدة بويضات من الأم الى خارج الرحم وتخصب بعدة حيامن، فيتم اختيار 2-3 أجنة قوية ويعاد زراعتها في الرحم وفي النهاية يتم اختيار جنين واحد)، تطلب هذه الطائفة من الاَباء والأمهات عدم تكوين أجنة أكثر من المطلوب لغرض استعمالها في الأخصاب خارج الرحم وتقترح هذه الطائفة تجميد الأجنة لغرض أستعمالها في الحمل مرة ثانية أو تكوين أجنة لغرض التبني من قبل أمرأة اخرى، وفي نشرة اصدرتها المنظمة الكاثوليكية للعائلة والحياة ذكرت فيها بأن الحياة البشرية تبدأ من الحمل ، ولايوجد مؤقف رسمي لأتحاد الكنائس الكندي من بحوث الخلايا الجذعية الجنينية ولكنه أيد حق المرأة في اسقاط الجنين من عدمه سنة 1980 وأكد بأن الحياة الأنسانية متأصلة في الجنين.
لا تختلف الأديان السماوية الثلاث حول بحوث الخلايا الجذعية أذا كانت من مصادراخرى غير الأجنة البشرية أي أذا كانت من الخلايا الجذعية البالغة ومن دم الحبل السري أو دم المشيمة، بينما تعارض معظم الطوائف المسيحية اجراء البحوث على الخلايا الجذعية من الجنين البشري ومن اليوم الأول للحمل، الدين الأسلامي واليهودية يؤيدان هذه البحوث قبل نفح الروح في الجنين ولا تجوز هذه البحوث بعد 41 يوم في اليهودية و121 يوم في المذهب السني وبعد ثلاثة اشهر في الذهب الشيعي.
#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)
Asmat_Shalan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطة أدارة بوش المستقبلية للعراق
-
تهريب البضائع عبر الحدود العراقية الأيرانية
-
فسيسفاء الثقافة ومهمات مجلسها العراقي
-
تناقض بين مشروع د.علاوي وأقامة جبهة وطنية عريضة
-
ثقافة متخلفة أفرزت جند السماء وأتباع أحمد بن الحسن
-
هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟
-
تاريخ عقوبة الأعدام باختصار
-
أسباب وتداعيات الصراع بين بعض المراجع الشيعية
-
أنتفاضة المحرومين في كوردستان العراق
-
حزب الله...وبعض الكتاب العلمانيين
-
أسلحة حزب الله المتطورة تفاجأ الأسرائيليين
-
صمود المقاومة اللبنانية يلحق الهزيمة بمخططات أمريكا وأسرائيل
-
خطة حماية بغداد - الثغرات والدعم الشعبي المفقود
-
توسيع عدد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق يثير التسا
...
-
تجنيد المغفلين في أوربا وكندا وأنتحارهم في العراق
-
حب صدام للشعب العراقي والأمة العربية !!!
-
وحدة الشعب العراقي تجلت في مؤتمر القاهرة
-
أنها محكمة الشعب برئاسة الشهيد المهداوي
-
الديمقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
-
المطلوب جمعية وطنية وحكومة بمستوى التحديات
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|