أمل أسكاف
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 02:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لنحكي عن ذلك الفتي المسلم الذي تلقفته هو وزوجته جماعة تبشيرية مسيحية ليغير دينه هو وزوجته بل ويطالب بأحقيته في أثبات ديانة وليده القادم ....
لالالا لنحكي عن موضة أختفاء الفتايات المسحيات ليظهرن بعد أشهر تحت النقاب ومتزوجات من شبان مسلمين ...
أم نحكي عن خبر القبض على مجموعة من موظفي السجل المدني - من المسيحين - لقبولهم رشي مقابل تغيير خانة الديانة للمسحيين اللذين أعلنوا أسلامهم ثم عادوا للمطالبة بحق العودة إلي ديانتهم لكن قوانين الدولة تمنعهم من ذلك ... لا لاهذا ولا ذاك سأحكي لكم عن جدي .... عندما كان شاباً وفي أربعينيات القرن العشرين كانت القاهرة ساحة مفتوحة تتلاقي فيها الأفكار والديانات ... ولأن جدي كان أبيض البشرة .. يرتدي البذلات الأوربية خالعاً الطربوش ... فلقد كان يعطي أنطباعاً لمن يراه بأنه شاب يهودي أو يوناني على أسوء تقدير بل أنه قد حاز لقب الخواجة وهو لقب يخلع على غير المسلمين من بعض الباعة والبوابين ......
أأخبركم بشئ ما كان جدي ليهتم في كثير أو قليل بأنطباعات الناس عن مظهره ... ربما لأنه لم يخدع يوماً ببريق الثقافة الغربية التي كان يتظاهر ضد أحد أهم رموزها بريطانيا العظمي كما أنه لم يقع يوماً ضحية الشعور بالبرانويا وجنون الأضهاد الذي الذي أصبح مرضاً أسلامي بأمتياز هذه الأيام ....
لم يكن يهتم في كثير أو قليل برأي الناس في مظهره أو أفكاره .... كما لا أذكر له يوماً أنه قد حكي لي عن محاولة لتنصيره أو تهويده .... ألخ وهو المعايش بشكل يومي لشبان من أصول يونانية وتركية وإيطالية .... ومن ديانات متعددة أحدها اليهودية .... لم يحاول أحدهم تجنيده في حرب طائفية ضد أحد ولم يحاول هو تجنديد نفسه لمعركة طائفية ... لجدي حكايات وحكايات .. بعضها شاهدتها بعيني .... حكايات تجبرني أن أعتقد أن ذلك الجيل الذي حلم في أربعينيات القرن العشرين وفوق أرض القاهرة لم يكن ملوثاُ بالطبائع الفاشية أو القومية أو حتي الدينية المتطرفة .. . كان أخر الأجيال الحقيقية .
#أمل_أسكاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟