منذ سقوط النظام الصدامي و قبلة سقوطة أيضا، و الدول المحيطة بالعراق تتدخل بصورة مباشرة حينا و غير مباشرة أحيانا أخرى في الشأن العراقي والكردستاني. متذرعة تارة بالتدخل الامريكي و الحفاظ على الامن في العراق و تارة بمساعدة الشعب العراقي في محنتة، متناسية بأن هذه الدول هي نفسها التي كانت في حالة حرب مع الانظمة المتعافبة في العراق ولم تخفي أطماعها في الارض العراقية. فكيف يستطيع العراقيون الائتمان لهم ولجحافلهم المزنجرة.
فتركيا الى يومنا هذا تضع ميزانية لولاية الموصل بصورة رمزية وقيمتها ليرة تركية واحدة، وهذا دليل على عدم اعتراف تركيا بعائدية ولاية الموصل الى العراق. أطماع تركيا في العراق لا تختلف عن أطماع صدام في الكويت. وقس على ذلك أطماع الدول الاخرى.
العراقيون والعراق هم في عنى عن التدخل العسكري ولا تحتاج الى الجيوش بقدر ما هم في حاجة الى سحب القوات المتواجدة الان على أراضية وتسليم زمام الامور الى العراقيين. نحن لا نريد القوات العسكرية بقدر ما نريد إنهاء التدخلات المشبوهة وسحب ميليشيات الدول المجاورة من مرتزقة وإرهابيين.
في هذة الايام تتزايد التصريحات الصحفية للمسؤولين السياسيين و العسكريين الاتراك والامريكيين، وكلها تشير الى قرب أتخاذ قرار تركي حول إرسال قوات عسكرية تركية الى العراق، في لعبة مشبوهة بين الاتراك و الامريكيين. في الوقت الذي تسكت فيه تركيا وتنسى التدخل العسكري في العراق نجد امريكا تحث هذه الدولة على إرسال القوات وتمارس سياسة الترغيب بالاموال و القروض، والترهيب بدعم تكوين دولة كردية وهمية أو فيدرالية كردية في العراق، لذا فإن التدخل التركي يصب في المصلحة الامريكية الاسرائيلية. فإذا كانت تركيا قد منعب القوات الامريكية من التوجة الى العراق عن طريق أراضيها، نجدها تفتح الابواب للموساد الاسرائيلي من التوجة الى محافظة نينوى وكركوك بالذات و تسهل لهم الاتصال بعملاء تركيا في هذه المناطق. وإذا سمحت أمريكا للتواجد التركي في العراق فإن تركيا ستفتح حدودها وأراضيها أمام الجيوش الامريكية و الاسرائيلية وغيرها وسوف تنسى ما تدعية الان من حرص و حق الجوار، وهذا دليل على عدم حرص تركيا على مستقبل العراق وامنة وسلامة أراضية.
نحن في مركز حلبجة ندين هذه المحاولات و التدخلات المشيوهة في الشأن العراقي و الكردستاني، وندين هذا الاصرار الامريكي على زيادة عدد القوات الاجنبية و جنسياتها في العراق بدل إرجاع السلطة و تسليهما الى العراقيين. لذا ندعوا العراقيين جميعا الى إستنكار هذا التدخل ورفع صوتهم من أجل إستقلال العراق و طرد القوات الاجنبية وفي مقدمتهم المرتزقة و الخونة والارهابيين، كي ننهي الاحتلال وتخرج القوات الاجنبية. إن دخول اي جندي أو إرهابي الى العراق من أية جنسية كان سيؤخر ساعة الحرية و الاستقلال والديمقراطية المنشودة سنوات.
فالنرفع صوتنا ضد هذة المختطات والتدخلات المشبوهة ولنقف صفا واحدا ضد كل التدخلات الخارجية وليكن شعارنا،
لا للقوات الاجنبية!
لا للارهاب والارهابيين!
لا للعملاء والمرتزقة!
لا للقوى التي تريد جلب الجيش التركي وغيرهم الى العراق!
نعم للوحدة الوطنية و الاستقلال وحرية الشعوب العراقية في تقرير مصيرهم!