حسين سليم
(Hussain Saleem)
الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 10:43
المحور:
حقوق الانسان
لاتستقم الديمقراطية دون مجتمع مدني ، كما لا تستقم بدون حقوق انسان. المجتمع المدني وحقوق الانسان سمتان للديمقراطية الحقيقية. وهما سمات الدولة الديمقراطية الحديثة في العالم المتمدن. و في العراق لازال لدينا عدم ادراك لتطبيقات هذه المفاهيم، على مستوى احزاب ودولة ومجتمع. لقد عانينا جميعا كدولة واحزاب ناهيك عن الوطن والشعب، بهذا او ذاك القدر قسطا من المعاناة ، من نظام شمولي ، يحصي حتى الانفاس. فما بالنا اليوم ، ونحن نعيد اظافر اصابعنا ، نتحول الى نهش الاخرين ، ونتصرف كمن ينسى ويتناسى السجن والمنفى والنضال. وعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، اعتبر السيد وزير النفط اخيرا، ان نقابة عمال النفط في البصرة وتظاهراتها السلمية غير شرعية، وكذا الامر مع اصدار مديرية شرطة الناصرية مذكرة اعتقال بحق اربعة صحفيين ، مهمتهم نقل الحقائق كما هي ، عن شكاوى الناس ومعانتهم . والانكى قبل مدة وصلني خبر ، بان المواطن لا يحصل على قنينة غاز، حتى يتوسط لدى حزب ، او جهة متنفذة ، تصل حد المساومات بالانتساب الحزبي . فاين نحن نسير من مفاهيم ، دولة المؤسسات ، الدستور ، فصل السلطات ، حرية الصحافة والتعبير ، وحق التظاهر ، وكل القيم الانسانية التي طالما عملنا وضحينا من اجلها ، ومن منا من لم يذهب الى جنة الخلد ، اخذ نصيبه من السجن والمنفى. تصوروا كيف سيبنى مجتمع مدني في العراق اذا كانت قنينة الغاز مشروطة بعمل سياسي! ونحن نتسأل كما يتسأل الكثير، اذا كانت الدولة ، في كل حقبة زمنية لا تعترف بفعاليات المجتمع المدني وحقوق الانسان كتطبيق حضاري وانساني، فلماذا عملنا بكل السبل لاسقاط النظام المقبور ؟
#حسين_سليم (هاشتاغ)
Hussain_Saleem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟