|
نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان من الممكن أن يمر مرور الكرام خبر تحول الشاب محمد حجازي وزوجته من الإسلام إلى المسيحية فقد سبقه في هذا المضمار الكثيرين من الذين تعامل معهم السيد المسيح وجذبهم إليه مثل ناهد متولي وأسماء الخولى بل وبعض أفراد من عائلة الملك فاروق ولكن ما أعطى لقضية تحول محمد حجازي من الإسلام للمسيحية كل هذا الزخم هو: - أن محمد أعلن عن تحوله جهرا وهو لازال مقيم في مصر عكس الذين سبقوه فاغلبهم أعلنوا أيمانهم بعد هروبهم من مصر. - أن محمد تحدى المجتمع الاسلامى والدولة المصرية التي لازالت تعيش خارج الزمن فى هذا الأمر ورفع قضية مطالبا بحقه في الحصول على أوراق رسمية تثبت هويته وديانته الجديدة. - ان محمد حجازي بفعلته تلك حطم تابوهات كثيرة من أهمها عدم تعود المسلمين في مصر على وجود شخص يجاهر بتركه للإسلام بل ويرفع قضية مطالبا الدولة بهذا الحق فسيف الردة المسلط على رقاب الجميع جعل الكثير من الكتاب والفنانين والوزراء يتراجعوا ألف خطوة للوراء عن كل موقف يتخذونه نتيجة الخوف من هذا السيف ومن لم يتراجع تم إرغامه على الموت كمدا او على الرحيل مثل الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس. ولكن لماذا يحدث هذا في مصر الآن ؟ اى لماذا هذا الاهتمام الاعلامى الكبير بهذه القضية والقضايا المشابهة لها كقضية اندرو وماريو ووالدتهم السيدة الفاضلة كاميليا وقبلهم قضية أسماء الخولى وكريستين وماريان وقضية العائدون للمسيحية وفتاة الفيوم وغيرها ؟ ولماذا يغرقنا التلفزيون بجميع قنواته الحكومية والخاصة كدريم والمحور وغيرها بالقضايا الخاصة بالاعتداءات على المسيحيين كإحداث بمها والعديسات والإسكندرية بعد أن كانت كل هذه الأمور تابوهات محرمة لاتناقش ولايجوز الاقتراب منها ؟ وللإجابة على كل هذه الأسئلة لابد لنا بداية من : 1 عدم إغفال دور التقدم التقني والمعلوماتى الذي وفر كل وسائل الاتصال الحديثة من انترنت وتليفون محمول فساهم هذا كله فى نقل ونشر اى خبر لاى اعتداء يحدث في اى قرية صغيرة إلى العالم اجمع في ثوان معدودة وهنا نخص بالذكر جهود كل أبطال البالتوك من الأقباط الذين استغلوا هذه الوسائل والذين أصبحوا لا يتركون شاردة أو واردة تخص الأقباط في مصر وخارجها إلا ونقلوها للعالم اجمع. 2 عدم إغفال مجهودات القائمين على قناة الحياة الذين جعلوا الكنيسة تعود إلى دورها الحقيقي ككنيسة كارزة ومبشرة بعد أن تم حصارها في مصر ومنعها من القيام بهذا الدور. 3 عدم إغفال دور بعض الصحف المصرية المستقلة التي ناقشت هذه الأمور ببعض الصراحة ومنها صحيفة المصري اليوم التى ناقشت مثل هذه الأمور بكل جرأة. 4 عدم إغفال شئ هام أخر وهو أن مصر برغم مساؤى نظامها الا ان موقعها يجعلها دولة منفتحة على العالم إلى حد ما فهي ليست منغلقة ككوريا الشمالية مثلا وهذا أدى إلى تأثر المصريين بعالمية حقوق الإنسان وشجع الكثير من المصريين مسيحيين ومسلمين لإعلان مطالبهم ومعتقداتهم حتى لو خالفت مطالب ومعتقدات الأغلبية فقد رأينا البهائيين يطالبون بحقوقهم ورأينا أكثر من 45 مسيحيا سبق واسلموا ويريدون العودة للمسيح يطالبون بحقهم في هذه العودة. كل هذه الأسباب وغيرها هي التي ساعدت على تبنى الأعلام المصري خصوصا التلفزيون المصري مناقشته القضايا السابقة ولكن كما قلت هي عوامل مساعدة والعامل المساعد كما درسنا في الكيمياء هو الذي يساعد على سرعة التفاعل الكيمائي ويحفزه ولكن لابد من وجود سبب رئيسي لإتمام التفاعل وهذا السبب في رأيي المتواضع في تبنى التلفزيون المصري لهذه القضايا هي رغبة النظام القائم وأركانه في ذلك فعلينا إلا ننخدع ونظن إن هناك حرية رأى حقيقية فى التلفزيون المصري تسمح فجأة بمناقشة والاقتراب من هذه التابوهات المحرمة. إذا لماذا يريد النظام إظهار هذه الأمور وتغطيتها بعد أن كانت خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها ؟ وهنا قد يرد ويقول بعضهم أن السبب في ذلك هو: أولا أن النظام يريد مناقشة قضايا الأقباط تمهيدا لحلها وإعطائهم حقوقهم ونرد على هذا قائلين ان مشاكل الأقباط وحلولها معروفة للقاصى والداني وان النظام لو كان يريد إعطائهم حقوقهم لكان أعطاهم هذه الحقوق منذ زمن طويل فالنظام يملك القدرة على ذلك ولكنه لا يملك الإرادة لفعل لذلك وذلك لغرض في نفس ابن يعقوب فهو يملك القدرة والقوة التي تتيح له تحقيق هذا الأمر دون اللجوء لمثل هذه الأساليب وهذه القوة وهذه القدرة تجلت في : تغيير بعض مواد بالدستور بعد أن كان يقول أن الدستور لا يمس وتم ذلك عن طريق مجلس الشعب في مناقشة لم تستمر إلا ساعات معدودات . وفى فتح أبواب مجلس الشعب فى يوم إجازة لرفع الحصانة عن ايمن نور تمهيدا لمحاكمته و التخلص منه. وفى التخلص من الأخوين السادات المزعجين في لمح البصر . فنظام بمثل هذه القوة وهذه القدرة لو كان يريد إعطاء الأقباط حقوقهم لتم ذلك منذ زمان طويل ولتم مناقشة تقرير العطيفى مثلا أو قانون البناء الموحد لدور العبادة الراقدين بأدراج مجلس الشعب ولكنه نظام لا يريد ذلك . ثانيا قد يقول احدهم أيضا ان النظام يركز على هذه القضايا كي يبين للمسلم أن هناك شركاء له في الوطن ومن الضروري إعطائهم حقوقهم وانه بهذه البرامج يساهم في أنزال المسلم المصري من على أعلى الشجرة التي اصعده إليه ولكننا نقول أن النظام الذي يزايد مع المتطرفين باللعب بورقة الدين لايمكن أن يفعل هذا فمن غير الممكن فعل الشئ ونقضيه في نفس الوقت. ولكن غرض النظام الاساسى من التركيز على هذه الأمور في هذه الآونة هو التغطية على حالة التململ الشعبي المتزايد حتى لا تتحول إلى ثورة تقضى على هذا النظام وأركانه وهذا التململ ظهر جليا في صورة اعتصامات عمالية في بداية السنة وظهر أيضا في صورة مظاهرات للعطشى في مختلف محافظات الجمهورية ومظاهرات للجياع في مدينة الفشن بمحافظة بنى سويف الذين اقتحموا مخابز المدينة واستولوا على خمسين ألف رغيف وظهر هذا التململ أيضا في التحركات الشعبية للمحافظة على ثروات مصر مثل التحرك الشعبي فى قضية بيع عمر افندى سابقا وبيع بنك القاهرة الآن. كل هذه التحركات والمظاهرات جعلت النظام يلجأ إلى التركيز على القضايا الدينية لإلهاء الجميع مسيحيين ومسلمين بقضايا جانبية وقضايا دينية حساسة لن يربح فيها اى من الطرفين بل الرابح الوحيد منها هو النظام القائم الذي سيضمن من خلال هذه الممارسات أطالة مدة بقائه في الحكم وتمرير مخططاته ولكننا نحذر هذا النظام وأركانه من الاستمرار في هذه اللعبة الخطيرة فان اللعب بهذه الورقة قد تحرقهم كما حرقت الذين قبلهم وكما من الممكن أن تحرق مصر كلها. أخيرا أحب أن أوجه نظر اخوتى نشطاء الأقباط في الداخل والخارج وأقول لهم اذا كان من واجبنا ان نقف مع محمد حجازي من منطلق حقه في اعتقاد ما يشاء إلا إننا يجب إلا ننسى أن النظام هو أس البلاء ببمارساته وتستره على المعتدين علينا وهو الذي يحاول إجهادنا وتشتيتنا وشغلنا طوال الوقت بحيث أصبحنا نلهث طوال الوقت وراء محاولة إرجاع فتاة أرغمت على الإسلام أو وراء خبر اعتداءات عنصرية وقعت على الأقباط في هذه القرية او تلك المدينة أو وراء مهاجمة هذه الكنيسة أو هدم ذلك المبنى وهذه الاهتمامات كلها جميلة وواجبة علينا ولكن لا يجب أن تشغلنا كمسيحيين بل ومسلمين عن سبب علتنا ومصدر أوجاعنا وهو هذا النظام المطبق على أنفاسنا منذ ستة وعشرون عاما. مجدي جورج [email protected]
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسكوا القط مفتاح الكرار
-
انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
-
الإفراج عن الممرضات البلغاريات
-
هل يعيد التاريخ نفسه؟
-
القضاء يحكم لموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد بديلا لأيمن نور
-
إلغاء إجازة الجمعة العظيمة بلبنان تهميش اضافى لمسيحيي لبنان
-
محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب(2
-
محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب
-
جمهورية غازاستان على حدود مصر الشرقية فماذا نحن فاعلون ؟
-
صفقة اليمامة واللي اختشوا ماتوا
-
حرية العقيدة من مصر إلى الجزائر
-
السكوت ممنوع-لا تخف بل تكلم ولا تسكت -
-
يا أقباط العالم انتفضوا
-
تصرفات الأمن و إحكام القضاء من العديسات إلى بمها
-
أبونا عبد المسيح البسيط ودور الكنيسة وأشياء أخرى
-
أنى اخجل
-
استبعاد المستبعد وتهميش المهمش
-
اعتصام بدو سيناء
-
الأمن هو أساس البلاء فى الأحداث الطائفية
-
ديرمواس كانت واصبحت
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|