أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - الاجتثاث بالحوار














المزيد.....

الاجتثاث بالحوار


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 613 - 2003 / 10 / 6 - 03:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



تصدر بين الحين والاخر هنا وهناك دعوات،  يحرك اغلبها الحرص والنوايا الحسنة، تطالب بايقاف او منع نوع من الطروحات والافكار لانها منتمية للفكر القومي العروبي الشوفيني او مرتبطة بالنظام الفاشي تحاول تقديم افكارها وتدافع احيانا عن النظام المنهار. واذا كانت هناك ضرورة عملية، سياسية واخلاقية، تدعو لمنع النشاط السياسي لحزب البعث لارثه التخريبي ولروحيته المشبعة بالعنف والقسوة والكراهية فان امر منع او التضييق على دعاة الفكر القومي العروبي بالحضور وممارسة حريتهم الفكرية ينطوي، برايي، على خطأ جسيم، لان عملية اجتثاث  لفكر وعقلية النظام والبعث الفاشيين، وللفكر العروبي والشوفيني، لاتتم بالمصادرة والقمع، الاسلوبان اللذان اعتمدهما هذا الحزب في مجمل ممارسته السياسية، وانما بالحوار. وهذا ليس لان حزب البعث  ككيان يستحق الوجود والحضور وانما لاثر هذه الممارسة( الحوار) التربوي على القوى التي تطرح نفسها بديلا شاملا عن هذا الحزب ونظامه. فاجتثاث هذا الحزب وفكره واثار ممارساته يتم بالضبط في نقض تام لكل ممارساته ومنها واهمها هي المنع والمصادرة. وباتاحة الفرصة لهذا التيار لقول ماعنده سيسهم في فضح وتهافت منطقه ويشهر افلاسه( فخطابه لايقنع دجاجة) بالاضافة الى ان الحوار يتيح للاطروحة البديلة حيزا من اختبار الجدارة والصقل والتطوير. ونقض هذا الفكر هو ايضا مدخل لدحض الفكر القومي والعنصري والطائفي الموجود في ثنيات الخطاب الوطني البديل لانهما من خميرة مشتركة، كما ان حجج من قبيل انه منعنا وان الصحف والمنابر العربية والعروبية صادرت راينا ومنعتنا من اعلان حضورنا هي حجج منفعلة وعاطفية وتقع في مطب خطيئة تمهيد الطريق لتكرار الممارسة القمعية، المشبع بها اصلا المزاج العام، الفردي والجماعي، والتي ستنغرس وتكون لها ركائز عميقة ومتجذرة في بنيتنا النفسية والعقلية الجمعيتين. والواقع الحالي ومايشهده من ارباكات لدى الكثيرين، افرادا وقوى سياسية، يمثل انعكاسا وامتدادا لذهنية التحريم والقمع والمصادرة التي مورست بشكل واسع وبشع طيلة فترات الحكم البعثي الفاشي. ثم ان هذه الدعوات ، وان تغلفت او اتسمت بدوافع الحرص، تكرس عقلية الثار والرد على الاخر باساليبه وبهذا تكون من غير ان تدري تدافع عنه وتشرعن ممارساته.  واذا كان هذا الطرح حاليا وفي تلك الظروف يحمل مبرراته فانه ان تكرس، كاسلوب او طريقة لمعالجة الخلافات، سيطول اراء وقوى اخرى لاتمت بصلة للنظام والبعث ولخطابهما، لان منطلقه المبدئي ثابت وهو قائم على منع المختلف لممارسة حضوره كوسيلة للقضاء عليه والغاء شرعية وجوده. ونحن نشهد فعلا في الكثير من الممارسات لدى التيار الوطني المعارض للنظام الفاشي الان نوعا من التحفظ والميل الى مصادرة الراي الاخر، فما ان يطرح راي مختلف ومخالف حتى تنطلق دعوات لمنعه والتضييق عليه بحجة تجاوزه على المقدسات والرموز والقيم( ولامقدس، بتصوري، غير النقد) وهذه الرموز والقيم طبعا متحركة ورجراجة وليس لها قيمة او شكل محدد فهي تتلون حسب منطلق وسعة او ضيق افق الطرف المعني. وما حرب المواقع الالكترونية الاخيرة ،التي مانزال نشهد فصولها والمثارة من شخص راغب بالشهرة ( و قد حصل عليها) الا شكل من اشكال ممارسة القمع وتسييد الرأي الواحد.  وياخذ المقدس هذا اشكالا متعددة، فمرة يكون الدين او بعض تعاليمه ومرة اخرى المجتمع وقيمه
او الجزء المرعب منه( قضية حرية المراة) ومرة عراقة حزب وجماهيريته ومرة رموز ثقافية او سياسية الخ. وبينما تنطلق الاصوات في زعيق  احتجاجي ازاء هذا الراي او ذاك  لا نسمع اي احتجاج ضد المدائح الرخيصة والفارغة، المكرسة( بكسر الراء) لقيم بالية، لهذا الطرف او الشخص او ذاك. وحتى لايأول الكلام على غير محمله فانا اميز هنا بين الاساءة والنقد. وعموما يشترط بالطرح الناقد ان يكون موضوعيا في دوافعه وجادا في منطلقاته ويعتمد اسلوبا هادئا يراعي ادب الحوار ولا ان يتحول الى تقصيات في السير الشخصية والعائلية والبحث عن جريمة ودسيسة وتشمم روائح الحسد والغيرة في كل مايقال، بالاضافة طبعا الى الشخصنة البغيضة. كما ينبغي ان تكون الاساءة مرفوضة بذاتها وليس لانها مست هذا الطرف او ذاك الشخص.
اننا في اقامتنا حوارا مع اي مختلف عنا نمارس نوع حيوي من المران على روحية التقبل للاخر- عقدتنا المستعصية-  بدون خوف او عقد وفي ذات الوقت نطور من اطروحتنا البديلة ومن ذواتنا. ففي النقاش  والحوار فقط يحقق المرء والمجتمع تطوره ورقيه. في الحوار وحده نستطيع ان نقارب بين خطونا المشترك وان نحقق مساعي التوحد او خلق مجتمع متجانس يقوم على احترام مكوناته واحترام الحقيقة التي هي ملكية شاملة ولدى الجميع شيء منها. 

السويد
5-10-2003



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسالة الكردية الفدرالية والديمقراطية وحق تقرير المصير
- جريمة قتل في شارع عام - قصة مقتل اولوف بالمة
- عالم صدام حسين بين حضور التاريخ وغياب المؤلف مدى شاسع من الذ ...
- غياب المنهج وسطحية المعايير رد على الدكتور احمد البغدادي
- علاقات العراق بمحيطه ضرورية ومشروطة
- في تشريح المقاومة العراقية
- المثقفون لعراقيون تشوش الرؤية في تقييم التجربة الذاتية
- راي في فتوى هدر دماء البعثيين
- الاحزاب السياسية العراقية ودورها في بناء مستقبل العراق
- اعتذار صريح للشعب الكردي
- تحكيم القراء في شتائم علاء اللامي
- التيار الاسلامي المتشدد ورؤية الواقع المشوشة
- حول تسمية النظام البعثي والموقف منه
- تعليق على مالموقع( الطريق) من فكر في الامتناع عن النشر
- معركة بشتاشان بين غدر الطالباني وصمت الحزب الشيوعي
- احمدالكبيسي وملء الفراغ الطائفي
- خمائر الحرية
- اسئلةالغزو والاحتلال والافق المسدود
- لمروجي الحل الامريكي مع التحيات
- توسيع الدائرة - ضرورات موقف ام نوايا خاصة؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - الاجتثاث بالحوار