|
الاعلام الانقلابى بين التزوير ... والحقيقة !!!
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 08:50
المحور:
القضية الفلسطينية
يبدو أن البعض يفهم الإعلام .. ردح.... تضليل .. خداع .. تزوير للحقيقة .. بهدف التأثير على الرأي العام ، والغلابا ، والمساكين، وأبناء السبيل ، والمحتاجين ... بالإكراه ، وبأية وسيلة .. فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. ويظن البعض كلما كان النباح أعلى .. يصدقه الناس .. الكذب حبله قصير .. وإذا استطعتم أن تضللوا بعض الناس بعض الوقت .. فأنكم لن تضللوا كل الناس طوال الوقت .. الإعلام ، واى أعلام سواء أكان إعلاما جماهيريا صحافة ، إذاعة ، تليفزيون .. أو إعلاما خاصا.. يروج أفكارا لحزب سياسي أو حركة وطنية أو دينية ، أو يسوق منتجا لشركة أو مصنع ، أو يقدم خدمة للمواطنين ، فعلاقته الأولى مع الجماهير صاحبة المصلحة في تلقى الفكرة أو السلعة أو الخدمة .. هذا الإعلام له قواعد وأصول وسمات مهنية .. لا بد أن يكون صادقا وموضوعيا أولا في نقله للإخبار والحوادث والوقائع ، وفى تحليله لظواهر الطبيعة والمجتمع والتفكير البشرى ، وعندما يخرج عن مساره الحقيقي الاعلامى ، ولا يلتزم بأخلاقيات المهنة الإعلامية ، فأنه يتحول إلى بوق دعائي واعلانى ، تنتفى عنه حينئذ الصفة الإعلامية . وتجربتنا الإعلامية الفلسطينية لها جذور عميقة في الأرض ، وتاريخ مشرف ، وروادها الأوائل يستحقون التقدير ، فالصحافة الفلسطينية لعبت دورا تحريضيا ومقاوما ضد الانتداب البريطاني ، و الحركة الصهيونية ، والرجعية الفلسطينية والعربية وكانت مدافعة عن الحق الفلسطيني ، والحركة الوطنية الفلسطينية ، وعن الجماهير المسحوقة من عمال وفلاحين ، وأسست لحركة إعلامية ناضجة ، أتسمت بالمصداقية والموضوعية دون تهويش للخبر ، بعيدا عن الردح والتضليل وتزوير الوقائع والإحداث ، ومارست دورا تنويريا ، وما صحيفة الاتحاد الحيفاوية إلا نموذجا ساطعا لصحافة ملتزمة ، تفاعلت مع الأحداث وحللتها ، نبعت من الأرض والوطن ، التي بدأت بالصدور عام 1944 سنة النصر الساحق على النازية الألمانية ، وحاكت قضايا الناس ، وتبنت عبر صفحاتها همومهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية والثقافية ، واستطاعت أن تعبئ الجماهير ، وان تفضح وتتصدى لسياسات الانتداب البريطاني الاحتلالية ، وللهجرة الصهيونية و الحركة الصهيونية والاحتلال الاسرائيلى ، في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، ولا زال صوتها الممزوج بتراب الوطن ، وبتراث شعبنا المجيد ، يلتف حولها الجماهير العربية ، توحدها وتزودها بالرؤية العلمية والشجاعة في مواجهة المحتلين، وقوى الجهل والظلام والتخلف .... لكل مهنة أخلاقيات ..والإعلام كذلك حقائق ، ومعلومات صحيحة ، تحليل وتنبؤ بالمستقبل ، وتوحيد الجهود والانتظام ، بما يخدم الجماهير وقضاياها الوطنية والطبقية .. وكشف التلاعب في مصير الناس ، سواء سياسيا أو إداريا أو ماليا ,... ملاحقة العابثين بالوطن ، ومصاصي دماء الشعب ، والكسب غير المشروع ، وفضح سوء الحكم ، فما الصحافة إلا عين الشعب على المسئولين تنتقدهم وتضعهم تحت مراقبتها ، وتصوب أعمالهم حتى تكون في خدمة الجماهير ، إنها السلطة الرابعة ، بعد السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية ..ويبدو أن البعض لا يريد إلا أن يبقى صوته وحده في الميدان ، ويحلو له كتابة وتزوير ما يريد. .. و بعد الانقلاب العسكري على الوطن ،لا يسمع لصوت احد أن يعلو .. غياب لصحافة حقيقية .. ومنافسة شريفة ، الكلمة تصارع الكلمة ، والرأي يجادله رأيا .. نعيش في زنزانة القهر ، تعتيم اعلامى ، لا كلمة ، لا صوت ،لا صورة لما يجرى على أرضك يا غزة المجروحة ، توقفت الصورة والكلمة ،وتعطل الخبر .. وتجمد التحليل ..وكأننا نعيش في صحراء التيه .. إلا من بعض الصحف اليومية التي تزحف ألينا بطيئة لتصلنا مع آذان الظهر ، بعد أن تكون الوقائع قد جف حبرها على الأرض ترصدها الجماهير في الذاكرة ، وتدونها عقول الناس .. لم يبق سوى المواقع الالكترونية ، ليجد المواطنون أنفسهم متسللين إليها ربما أيضا خفية ..وقد تتعطل بسبب قطع التيار الكهربائي عمدا ، دون موعد أو إنذار.... صحيفة السلطان هي من تحمل تصريح المرور ، والتجوال في ساحات غزة ، عبر أطفال وصبية لا تزيد أعمارهم عن العشر سنوات يضحكون على زمن فيه الأبناء يصرفون على الآباء !!! أكلك العث يا غزة .ولم يعد يسمع صوتك لا حبيب ولا عدو.. أصبحت نسيا منسيا.. هكذا هم يريدون .. هنا في غزة بالتأكيد ..وربما أيضا هناك في رام الله حيث هذا الإهمال المتعمد ... إذاعاتك الخاصة جرى السطو عليها ، والاستيلاء على كافة الأجهزة والمعدات . وفرمان الحاكم .. ممنوع أن يسمع أحد غير صوته . وحده من يملك الحقيقة . لا علمانية. لا ديمقراطية...لا شراكة حقيقية .. هو الملك .. وأنتم الرعاع .. عليكم السمع والطاعة .. وإلا فالفلكة الدموية هي من نصيب من يعصى الملك والخليفة والأمير .. الإذاعات مدمرة ، ومنهوبة،.. لاحس ولا خبر .. متى تعودين يا إذاعات الوطن من المنفى القسرى من غزة إلى غزة ، رغم بؤسك ، وفقدانك المهنية والإعلام الحقيقي ، ورغم هذا فأنت مطاردة كالمطاردين في غزة والضفة الغربية .. لا إذاعة الحرية .. ولا إذاعة الشباب .. ولا إذاعة صوت الشعب .. ولا إذاعة فلسطين.. فلقد صدر الحكم بالإعدام ، وبكتم الصوت.. من يسمع صوتك يا شعب .. لا أحد.. من يوصل لك الحقيقة لا أحد ، فأنت يا شعب متهم وضحية .. ممنوع عليك إلا أن تسمع ما يريده . وأن تقرا ما يرغب ، وأن ترى ما يرى .، ثم يتكلمون عن الأمن وحرية الصحافة والتعبير ، واحترام الرأي الآخر . القدس أنت يا مدينة السلام ... يا عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة . يا قلب الوطن . ..فاسمك لم يعد يحتمله البعض .، ربما يودون أن تكون غزة عاصمة إمارة غزة الإسلامية !!! حتى صحيفتك تعرضت للاعتقال والحجز... الحياة الجديدة .. وكل يوم هو يوم جديد ، يحمل البشرى السعيدة للخلاص من التتار الجدد ، وتقول الجدة : عندما تحلم أنك مت فقد كتبت لك حياة جديدة .. حياة خالية من الاحتلال والقهر والظلم ، .. وتتوالى الأيام السوداء في تاريخ الوطن والشعب ، وتفرض وقائع جديدة على أرضك يا غزة ، والأيام تلحقها الأيام ، فقد لحقك الضيم والجور ، فالانتصارات ( الهزائم ) التي تحققت في الأيام الماضية ملطخة بالدماء لا زالت تنزف حتى اللحظة .. فأنت لست بأحسن حال من القدس والحياة الجديدة ، وحدكم الاعتقال اليومي ، وكما يقولون الموت مع الصحف رحمة !!! وأما فضائيتك يا فلسطين ، فالغياب القسرى ، ومنع التجوال والصوت هو قرار من الجلاد ، أنتصر الجلاد ، وهو من يكتب التاريخ لوحده ، يكتبه كما يشاء، ماذا تبقى لكم .. فإعلامكم لوحده يسرح ويمرح ، ويلعب لوحده في ملعب الاغتصاب ، لا منافسة إعلامية ، لا صوت سواكم .. وإعلامكم دعائي لا يستند للصدق ، وإخطبوطكم يلف على عنق الوطن ، إيديولوجية التخريب .. وتعظيم الذات .. كأنكم ملائكة الكون .. تبررون الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي ترأستموها ، وتحرضون الجمهور على المرجعيات الشرعية ، تتحدثون عبر الفضائيات والإذاعات والصحف عن حوار بلا شروط ، افليس انقلابكم ، وعدم تراجعكم عن نتائجه هو أحد هذه الشروط المسبقة ؟؟؟ إن استخدام الايدولوجيا الدينية كوسيلة تحريضية ، وتعبئة حاقدة ، وتنتقون ما تريدون ، وتفسرونه على مقاسكم لن ينجح ، ولن تنجح بعض الفضائيات المأجورة التي تمارس دور العراب الاعلامى عبر جزيرتها على شاطئ بحر العرب ، وتفرخ الأكاذيب ، وتخصص كل الوقت لإبراز مفاتنكم ، وعضلاتكم ، فقد خبرها شعبنا بالاسم والرسم والصورة ، وشعبنا يستطيع أن يبر القمح من الزوان ، ارفعوا أياديكم عن صحافتنا ، وإذاعاتنا ، وفضائيتنا فلسطين ، فحق المواطنون في تلقى المعلومات مقدس ، وأساس المعرفة والحياة ، وتوقفوا عن الملاحقة ، والتعدي على حقوق وحياة الصحافيين والإعلاميين ، مهما كانت اتجاهاتهم وآرائهم ، فحرية الصحافة والتعبير والرأي ، هي الأساس في إعلام حقيقي وصادق .، ولتصرخ بأعلى صوتك يا ناجى العلى ، لا لكاتم الصوت . [email protected] طلعت الصفدى
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا نساء الوطن ... اين كتائبكن المسلحة ؟؟؟
-
واحد زائد اكبر من مئة !!!
-
غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى
-
غزة تسبح بدمها بين أنياب... الخطوة الاضطرارية !!!
-
لن نغفر .. ولن ننسى.. همجيتكم ؟؟؟
-
أنا مين... وهم مين
-
خطط بوشارون .. ونفذ البعض !!!
-
رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى
-
معبر رفح وشوق الأهل ... الفتوى وتجارة السجائر
-
أيها الفاسدون والانقلابيون... عليكم أولا الاعتذار لشعبكم !!!
-
غزة تتعرى بكفن الفوضى ... والاهمال
-
من الرحيل القسرى ... إلى الموت في الوطن !!!!!
-
ألهاكم التكاثر... فأضعتم بوصلة الوطن .... !!!!
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|