ترتبط "أعياد" البعث ارتباطاً وثيقاً بمآسي الشعب العراقي، هذه "الأعياد" الممتدة من اليوم المشؤوم لتأسيس البعث وحتى كارثة "أم المعارك". وقد جاء قرار مجلس الحكم الإنتقالي بإبطال العُطل الرسمية التي ابتدعها البعثيون مُنسجماً مع المشاعر الحقيقية للشعب العراقي أزاء "بعث الجريمة" وأزلامه الجهلة قتلة الشعب وسارقي حريته. "أعياد" البعث إنّما هي محطات في وضع العراق وشعبه على طريق الإنقراض، هذا الطريق الذي من أجله ومن أجله فقط تأسّس "حزب بعث الجريمة".. هذا الطريق الذي تمّ قطعه، بهمة العراقيين ونُصرة قوى الحرية والديموقراطية في العالم، على مُختطّيه المجرمين.. نتمنّى لمن لا زالوا يقبعون تحت عذابات سلطة "بعث الجريمة" خارج العراق، نتمنّى لهم "مجلس حكم انتقالي" يقتصّ لهم من هذا الحزب العار!
مرّت الدولة العراقية منذ تأسيسها بمرحلتين أساسيتين من حيث شكل وأسلوب الحكم وقد اكتسبت الدولة خلال هاتين المرحلتين عَلَمَين، مَلَكي ومن ثمّ جُمهوري. وعندما "بُعِثت الجريمة" في 8 شباط الأسود 1963 فليس فقط تمّ اغتيال طموحات العراقيين وخيرة أبناءهم وإنّما حتى العَلَم العراقي.. بحركةٍ مسرحية مفضوحة بين بعثيْ العراق وسوريا بادّعاء إقامة "وحدة ما يغلبها غلاّب" مع نظام عبدالناصر سارع إنقلابيو 8 شباط الأسود وحتى قبل ولادة المحروسة "وحدة" إلى تبديل علم الجمهورية العراقية بعلم بعثي هزيل من ثلاثة ألوان، أسود وأبيض وأحمر مع ثلاث نجمات ترمز الى البعثيْن وعبدالناصر.. بعدها جاء "عورة الكائنات" صدام ليُتاجر باسم الله ويضعه على العلم الذي فرضه بعثه عَلمَاً للعراق. أليس هذه هي الحقيقة سيداتي وسادتي في مجلس الحكم الإنتقالي؟ الدولة العراقية بدون عَلم أو بعلم مُزوّر منذ 1963، لا أعتقدُ أنّ إعادة عَلَم الجمهورية العراقية كرمز للعراق والعراقيين يُكلّف أموالاً طائلة ولا جُهوداً كبيرة ثمّ إنّ هذا الأمر يقتضيه الحرص والإعتزاز برمز الدولة العراقية وصيانة حرمتها التي انتهكها البعث منذ 1963. أعيدوا عَلَم الجمهورية العراقية أو ارسمو طموحات العراقيين في السلام والحرية على عَلَمٍ جديد.
عدنان فارس
5 -10- 2003