أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم














المزيد.....

تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 03:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظلت مواقف حزب الله من المسيحيين اللبنانيين غامضة لفترة طويلة في خطابات أمينه العام حسن نصر الله , الذي كرر الإشارة إليهم في خطاباته منذ تحالفه مع الجنرال ميشال عون , أحد الأقطاب المسيحية المنتمية إلى الصف الماروني العتيد.
لم يهدف خطاب نصر الله المتلفز أمام أهالي بعلبك الهرمل إلى تذكيرهم بأيام الحرب مع إسرائيل التي مضى عليها قرابة العام , بقدر ما تركز على نقد الحكومة والطعن بشرعيتها , والأهم تزامنه مع استعداد المسيحيين لخوض غمار معركة الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي , بين مرشح حليفه عون وخصمه الرئيس أمين الجميل , لملء مقعد نجله الراحل بيير الجميل.
العبرة ليست في الانتخابات ونزاهتها , إنما في التشققات التي أصابت طائفة بأكملها مثلت النصف في معادلة توزيع السلطة , بحيث ساهم حزب الله بشكل غير مباشر بتجييش المشاعر لدى شارع خاض الانتخابات بحجة وقف تهميش المسيحيين واستعادة حجمهم الحقيقي , ضد شارع مسيحي اعتبر الانتخابات رسالة وفاء للراحل بيير.
إنّ خطاب نصر الله عن المسيحيين , في هذا الوقت بالذات مطلوب لصالح جهات إقليمية يرتبط بها سياسياً ( سورية) وأيديولوجياً (إيران) بالنسبة لسورية يبدو مُلحاً أكثر من إيران التي لا يبدو لها أية مرامي من وراء خطابه , خصوصاً عندما يتعلق بفئة خارج الوسط الإسلامي في لبنان , مراميها تتجاوز طائفة بعينها لتشمل كل لبنان , كورقة مساومة أو ساحة مواجهة .
يلاحظ أن الحزب تحدث عن المسيحيين هذه المرة أكثر من المسيحيين أنفسهم , وبذلك وفر على حليفه عون عناء الحديث , في وقت حساس لا يحتمل أي زلة لسان , كما أن الكلام على لسان نصر الله أقوى من عون , سواء في التأثير أو الإقناع , عند المسيحي المعروف بإصغائه الجيد لأي كلام يتناول وجوده ودوره , مصدره جهة غير مسيحية .
معظم ردات الفعل على حديث الحزب ظهرت بقوة أثناء انتخابات المتن , لحظة إدلاء الناخبين بأصواتهم للمرشحين , لدرجة أنها أفقدت المسيحيين صوابهم وأظهرتهم أشد انقساماً مما هم عليه إبان الحرب الأهلية .
حاول نصر الله دحض الاتهامات والأقاويل الموجهة لحزبه من جهات مسيحية محسوبة على فريق 14 آذار , تحت عناوين الارتهان للخارج , وشن الحروب بالنيابة عن الآخرين , ودهورة اقتصاد البلد , وطرح المثالثة كأحد الحلول المقترحة للأزمة , بالمقابل برأ حزبه من مسؤولية الإضرار بالقرى والبلدات المسيحية الموجودة في الجنوب اللبناني , ملقياً باللوم على طرفين اثنين هما : إسرائيل وحكومة السنيورة , فالأولى دمرتها , الثانية قصرت في إعادة إعمارها وتجاهلت مطالب أهلها .
فالتوصيف المزدوج للشريك المسيحي , كشريك وطني متحالف معه في لعبة إقليمية تتعدى حدود البلد الصغير , وآخر غير وطني يستحق التخوين , لأنه جزء من الأمن القومي الأميركي الساعي لشطبه سياسياً من المعادلة اللبنانية , تظهر الحزب كمن لا يعرف ما يريد لنفسه , من المرجح لا يريد شيئاً , يريد تنفيذ الأوامر الخارجة عن رغبته وإرادته , فهو أقرب ما يكون في تصرفاته إلى التيار التروتسكي , أحد التيارات المنشقة عن الشيوعية , التي اعتبرته مجرد تيار منحرف عن الخط العام لمبادئها المركزية .
تغريد حزب الله فوق الدولة اللبنانية يشابه كذلك تيار السيندكالية الرافض لوجود الدولة , إلى جانب التروتسكية التي لم تعترف بالاشتراكية , فقط لأنها لا تروق لها , مع ذلك استمرت في المناداة بها , لكن على طريقتها الخاصة , بدوره يحار المرء بمعرفة ما يريده حزب الله , فمرة لا يعترف بالحكومة اللبنانية ويقاطع جلساتها ويحاصر سراياها , وأخرى يعترف بها ضمناً بدعمه لمرشح حليفه في المتن كميل خوري , وإصدار تعليماته إلى المقترعين الشيعة المتواجدين في المتن بالتصويت له بكثافة .
لا يهدف الحزب من جراء ذلك إلى زيادة عدد نواب حليفه في البرلمان , فقط لمجرد منافسة نواب الفريق الآخر , بل لإحداث شرخ عميق في الصف المسيحي الماروني المقبل على انتخابات رئاسية حاسمة الشهر القادم , سيتحدد على إثرها وجهة لبنان ومصيره النهائي , فإمّا السير نحو الفراغ الدستوري المفضي إلى الفوضى , إذا لم تأخذ مطالبه في الحسبان وأولها مطلب تشكيل الحكومة , الذي إن تحقق اتسع الشرخ ليطال الصف السني وهو ما يُحضر له , أو الاتجاه نحو التوافق المؤدي إلى الحل , وهذا يتوقف على سياسة المحور الثنائي الذي يتبع له الحزب , ويقر به لصالحه بأنه الكاسب الأكبر في حالتي المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة أو التسوية الشاملة معها .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية


المزيد.....




- مسيحيو روسيا يحتفلون بعيد الفصح
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- رغم القيود الإسرائيلية... آلاف المسيحيين يحيون طقوس سبت النو ...
- الحرب الصامتة على الوجود المسيحي في القدس
- لجنة شئون الكنائس في فلسطين: سبت النور يتحول لنموذج لانتهاك ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على أحدث الأقمار الصناعية 2 ...
- دعوات لتعزيز التقارب السعودي الإيراني وترسيخ الوحدة الإسلامي ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات لمشاه ...
- تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 بجودة ممتازة على النايل سات ...
- مستني ايه فرحك أبنك حالًا مع أحدث تردد قناة طيور الجنة الجدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم