خليل زينل 13/12/2002م
في إطار سعي المنبر الديمقراطي التقدمي نحو إحياء تراث الحركة الوطنية النضالي و بهدف تجديد ذكرى الشهيدين الشاعر سعيد العويناتي والمناضل محمد غلوم بوجيري أقام المنبر حفل تأبينه الثالث بعد تأبين الحجي عيسى سلمان في يوليو/ تموز و الدكتور هاشم العلوي في سبتمبر /أيلول من العام الجاري و ذلك بقاعة نقابة الأطباء البحرينية بالمنامة .
بدأ حفل التأبين في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس الموافق 12/12/2002م بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الحركة الوطنية عامةً و الشهيدين محمد غلوم بوجيري و سعيد العويناتي و اللذين أستشهدا على التوالي في 2/12/1976م و 12/12/1976م ..
أستهل نائب رئيس المنبر الديمقراطي التقدمي الأستاذ محمد حسين نصر الله كلمته بتحية اكبار واجلال لشهداء الحركة الوطنية والذين هم نموذج للتضحية من اجل الانسان والوطن وهي احدى الطرق التى تؤدي الى تحقيق اهدافنا الوطنية وتطورنا الاجتماعي داعياً الجميع نحو الوحدة الوطنية ...
ثم قرأت الشاعرة إيمان أسيري مقططفات من شعر الشهيد العويناتي من ديوانه الوحيد (( إليك أيها الوطن .. إليكِ أيتها الحبيبة )) و الصادر عن مؤسسة دار الغد في أغسطس / آب 1976م أي قبل أستشهاده بأربعة أشهر فقط ليختفي عن الحياة و يختفي ديوانه عن التداول الرسمي في السوق و لكن أشعاره بقيت في أفئدة الجماهير وذاكرتها ..
سعيد العويناتي من جبهة التحرير و محمد غلوم من الجبهة الشعبية يتوهجان و يتحدان في الطريق إلى المهرجان :
" و تهتُ إليكِ بلادي ..
و تهتُ إليكِ
و ذبتُ أغرد فيكِ بلادي
التي عانقت من دماها دماءَ الزهورْ
دمُ يرتدي ثوب ثأرٍ قديمٍ
سينبت خبزاً
وينبتُ حقلاً من الوردِ للشعبِ للطفلة الواعدة " . (مارس 1974 م )
و ها هي البحرين الجديدة تعيش حقلاً من الورود بفضل نضال هذا الشعب و من أجل الطفلة الواعدة .. الديمقراطية .
ثم ألقى السيد / يوسف غلوم بوجيري كلمة مؤثرة نيابة عن أسرة الشهيد محمد غلوم داعياً جمعيتي العمل الوطني و المنبر التقدمي إلى تنظيم الإحتفاء بالشهيدين بشكل موحد في السنوات القادمة حيث أن سياط الجلاد لم تميز أو تفرق بينهما حينما واجها الموت وقوفاً ..
كذلك ألقى السيد / عبدالجبار العويناتي كلمة أسرة الشهيد سعيد العويناتي ليسرد لنا خصال و هموم و تطلعات وآمال الشهيد :
" أيها النخلُ الخرافِيُّ أسْتفق
قد غدونا غُرباءْ
و غدا البحُر شقاءْ
و غدا العالم ُ في أعيننا محض التقاءْ
أنتَ يا نخل بلادي
ها همُ الآن نسوكْ
و غدا عالمهم محضَ خرافةْ
و بيوتاً من حجر
فلذا عاثت أيادي الغُرباءْ
أنت يا نخلَ بلادي
غداً الساعُة تأتي
حينها تلعنُهم كلُ عصافير البلادْ
و طيورُ البحر و الأسماك و الظل و ليل الذكريات ..
(( من قصيدة انتهاء عصر النخيل ))
ثم تحدثت الكاتبة و الروائية فوزية رشيد وصباح العود و الدكتور حسن مدن و العائد للتو من رحلة المنفى الطويلة (27 عاماً ) عن ذكرياتهم و انطباعاتهم و علاقاتهم مع العويناتي الشهيد / المناضل / الشاعر و الكاتب .
ثم ألقى الشاعر عبد الصمد الليث قصيدة ذات نسق عراقي بعنوان سعيد البلاد كذلك غنى عبد الواحد البحراني موال عراقي للشاعر الليث بعنوان اغنية ، ثم قدم العريف وعلى لسان الشهيد العويناتي باقات وردً و حبً للعزيز دوماً أحمد الذوادي متمنياً له و لجميع مناضلي شعبنا الصحة و العافية :
" إليكَ سلامي مشفوعاً بملايين القبلاتِ
وأزهاراً من قبلي لكَ في هذا الوطنِ
القابعِ في داخلكَ المتعبْ ..
يا فارسنا بالأمسْ
و يا فارسنا اليومْ
و يا ورداً نحفظهُ للمستقبلِ
خذنا في ساعاتِ الحزنِ الأبدية أطفالاً تتراشقُ بالقبلات الخضراء ."
كذلك تحدث خليل زينل عن ما تحفظه ذاكرة عمر المراهقة حين أستوقفه الشاعر الشهيد ذات يوم شتوي من أيام ديسمبر 1976م ليسأله عن أخوانه .. ليسأله عن شقيقه السجين ، و شقيقه الآخر الطريد و عن حال و أوضاع العائلة ليطلب منه الشهيد الرسائل الشهرية و القادمة من المعتقل لكي ينقل نبض المعتقلين و حياة السجن والاعتقال بشكل شعري أو أدبي إلى شعبنا الأبي و لكن يبدو أن الشهادة كانت أسرع في التوهج و الضياء فعذراً له و للحضور .
سعيد العويناتي و منمنمات عراقية :
من أرض الخلود أنبعث ، و من أرض الحضارات انتشر .. أرض دلمون و أوال تكاتب و تتواصل إشعاعاً حضارياً مع أحفاد و أبناء الحضارة البابلية و السومرية .. أرض الجزر المتشحة بالنخيل و الدانات تعانق أرض الرافدين بما تحمل في جوفها من مياه و دماء .. جزر البحرين القرمطية ترفع الرايات خفاقة لتستنير بهدى ثورة الزنج / العبيد منذ أن قطف الحجاج الرؤس و الألسنة عجزاً عن قطع العقول و الأفكار ..
" سرنا ، كتبنا على وجنةِ العُشب
و الماءِ و الشجرِ الأبيضِ اللونِ
ذى الرعشةِ الراعفةْ
( وطنُ حرُ ... و شعبُ سعيد )
هتفنا جميعاً ، من الفجر جئنا جمعياً
صحونا ، كتبنا على البحر أنُشودة "
من قصيدة الطريق إلى المهرجان
الفنان سلمان زيمان شارك بأغنية عراقية الكلمات واللحن ، بحرينية الأداء طالباً من الجميع المساعدة في التعرف على كاتب هذه القصيدة و التي نُشرت في الصفحة الأولى من طريق الشعب في ديسمبر 76 حينما كان يدرس في العراق في تلك الفترة : " دمع الدفاتر حبر أو مرن إطيوفك
أو صبر المنابر شعر من تشتهي أيشوفك ؟
يا العابر الظلمة الجبين ، الجبين إهلال
بالسيف كفك فتح مستقبل العمال
موال غناك النفط ، موال
و أنتشر صوتك على سيف الرمل شلال "
سعدي يوسف يشاركنا الفرحة دمعاً :
سليل الهامة الإبداعية و ضليع اللغة الشعرية أبى إلا أن يشاركنا الفرحةُ دمعاً حيث بعث الشاعر الكبير سعدي يوسف و من منفاه الأنجليزي بنصً ادبي جميل ( نص الكلمات والاشعار مرفق في طيه ) .
أخيراً .. " جدد اللعنة يا شعب و أرفع الصوت هديراً في السماء ، لم تمت ذكراك آذارنا و لكن أينعت في الصبح وردة "..
بحرين التغير .. بحرين الشبيبة تتكحل بصوت جعفر حسن
من جبال كوردستان و خليج عدن حل طير السعد ليسعد الجماهير الحاشدة في القاعة وردهاتها .. عرفه شعب البحرين من خلال أغانيه الجميلة و المعبرة منذ سبعينات القرن الماضي .. ردد شعب البحرين أغانيه في الفترة السوداء فترة قانون أمن الدولة و محكمته السيئة الصيت .. عرفه الطلبة البحرينيون في العراق و خاصة في بغداد ، غنى " هربزي كرد و عرب رمز النضال " غنى للتآخي بين الشعبين الشقيقين العراقي و الإيراني (( قبليني للمرة الأخيرة )) غنى للشعب الفلسطيني و انتفاضته الباسلة (( و احنا نغني بكل مكان أغاني الشعب و ثواره و أصغر طفلة في فلسطين شالت بالكف حجارة )) .. غنى لشعوب آسيا و فيتنام .. غنى لشعوب أفريقيا و أنجولا .. غنى لشعوب أمريكا اللاتينية و شيلي غنى للأنسانية و الأطفال و للحب و العيون و غنى للفلح و العمال .. و غنى للمرأة للشبيبة للأطفال ، بمصاحبة الفنان وسام الرماح و عازف الإيقاع عمار صالح القادم من عدن و بمشاركة فرقة الشبيبة البحرينية حقق الفنان الكبير جعفر حسن حلم حياته حين كحل ناظريه بالبحرين و شعبه ليغني باقة من أغانيه القديمة الجديدة بتصفيق حاد و مشاركة حميمية من الجمهور الكبير :
علموني .. علموني دايماً البحرين حلوة علموني
علموني .. علموني دايماً البحرين جنة علموني .
غنى الأغنية الأثيرة لشعب البحرين و الذي ظل الجمهور يرددها طوالاً و مراراً :
عمي يا بو شاكوش خذني خذني وياك خذني ويا العمال حلوة عيشة هناك .
حظيت اغنية الشبيبة بأقبال و مشاركة الشبيبة البحرينية الحار :
في كل العالم عندي حبيبة هي الشبيبة أحببتها .
وكذلك اغنية : واليمشي بدربنا شي يشوف يا بوعلي
و أحنا دربنا معروف يا بو علي لو موت لو سعادة ..
أغنية العمارة عمرت القلوب و زادت ثقة الجمهور بالمستقبل الوضاء :
جينا نصبحكم بالخير ... يا العمارة العمارة
جينا نمسيكم بالخير ... يا العمارة العمارة
هذه الأغنية و التي غناها لأول مرة في الذكرى الخامسة لمعاودة صدور طريق الشعب في تموز 1977م في نادي الإعلام في بغداد ..
هيلا يا صياد يا بو السفينة .. شراعك مع الريح سلم علينا ..
أهل فلسطين أهل البشائر كان لهم نصيبهم من التضامن .
أختتم المهرجان بأغنية علموني مرة ثانية حسب طلب الجمهور وهى من كلمات المناضل الكبير و الشخصية الوطنية أحمد الشملان ..