أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل يختلف هذا المفتي عن الشيخ عن عمر محمد بشيء؟














المزيد.....

هل يختلف هذا المفتي عن الشيخ عن عمر محمد بشيء؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصدر المدعو "ميثاق البطاط" لا كثر الله من أمثاله !" فتوى قرقوشية "لا أنعم الله علينا بأمثالها !" تحت عنوان "رسالة شرعية في المحرمات" أضعها تحت تصرف جميع قراء العربية من النساء والرجال كما وصلتني من أحد الأصدقاء مع صورته المحزنة ليمعنوا النظر فيها ولتقرأ منهم مرات ومرات ليدركوا ألي أي مستنقع يريد هؤلاء الناس دفعنا إليه ودفننا فيه.

ماذا يريد هذا الرجل؟ باختصار يريد وضع المرأة في قبر مظلم ورهيب منذ الآن , إنه يريد دفن كل النساء المسلمات في مثل هذا القبر ولا يكتفي بنسائه وبناته وأخواته وقريباته , وإذا أمكن كل نساء العالم.
والسؤال: ماذا في رسالة المحرمات من اجتهادات؟
إن هذا البطاط , وباختصار شديد , يريد الوصول إلى عدة مسائل جوهرية:
1. إنه يريد سلب حرية الإنسان ومصادرة حقه في التصرف كما يشاء ويريد.
2. إنه يريد منع حضور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة ودفنها تحت عباءة لا تبدو من خلالها حتى حركة جسمها لأنها تثير أحاسيس من يصدر مثل هذه الفتوى وتحرك غرائزه الدنيئة.
3. إنه يريد أن يسلب المرأة حتى تلك الحقوق الضئيلة جداً التي منحها الإسلام للمرأة ويدفع بالعالم الإسلامي إلى مستنقع العزلة عن العالم وعزلة حقيقية بين المرأة والرجل بشكل خاص , رغم ما وضع من محرمات على الرجل أيضاً.
4. وهو يتهم جميع أهل الكتب بالكفر حين يمنع استخدام العطور المستوردة من بلاد الكفر أو استخدام طعام معين للأطفال.
5. وهو يؤكد على المرأة أن تغسل ملابسها الداخلية , وكان المرأة المسلمة قذرة إلى هذا الحد بحيث لا تغسل ملابسها الداخلية , وعليه فهو يدعوها إلى فعل ذلك. ويبدو أن تجربته بائسة في هذا المجال.
6. وقائمة المحرمات تزداد وتزداد لتصل إلى منع الزواج في الفنادق أو تصوير الزواج ...الخ.
إن هذا الرجل قادم إلينا من كوكب أخر لم يعرف بعد الحضارة الإنسانية , إنه قادم من كوكب أرضي مظلم يريد أن يسحبنا معه إليه , إنه تجاوز القرون الوسطى الأوروبية بمراحل كثيرة , إنه بؤس وفائقة أمثال هؤلاء الظلاميين! إنه تجلي لبعض أوجه ما يجري في الجارة إيران وما يطمحون إلى نشره في العالم الإسلامي والعالم كله إن صار أمر العالم بأيديهم والعياذ بالله!!
والسؤال المشروع هو : هل يمكن أن يتصور أي إنسان عاقل وقادر على التفكير السوي , أن رجلاً من المؤسسة الدينية , شيعية كانت أم سنية , يصدر مثل هذه الفتوى , يمكن أن يكون كامل العقل أم أنه ناقص العقل وعاجز عن التفكير ومصاب بمرض نفسي ويعاني من "نساء فوبيا". فهو لا يخشى جسم المرأة فقط , بل يخشى حتى حركتها تحت العباءة لأنها تهيج فيه , وليس في غيره , كل "الغرائز الدنيئة" عند البشر. هل يمكن أن نتصور رجلاً يحترم المرأة ثم يفرض عليها مثل هذه الالتزامات حتى في البيت! أن ما يعيشه العراقيون في ظل قوى الإسلام السياسي من هذا النوع كارثة بحد ذاتها دع عنك بقية السياسات الطائفية التي تمارس هناك.
لا أدري أن كان يعرف هؤلاء الناس الذين يمنحون ألقاب آية الله وغيرها من الألقاب الدينية الشيعية , ماذا يعني وجود مثل هؤلاء الرجال على الإسلام على الصعيد العالمي؟
إن الرجل الذي أصدر هذه الفتوى مريض بكل معنى الكلمة ويستوجب إرساله إلى إحدى المصحات العقلية والنفسية للمعالجة ولا يترك حتى في بيته لكي لا ينشر مثل هذه الخزعبلات والأحكام القرقوشية بين الناس. وهو لا يختلف في شيء عن ذلك المفتي السعودي الذي حرَّم تقديم الورود إلى المرضى في المستشفى عند زيارتهم , أو ذاك الذي يمنع وضع الطماطة بجوار الخيار في محلات باعة الخضرة لأنهما أنثى وذكر , وهو محرم. وإذا كان الأمر هكذا في الخضر والفواكه , فكيف هو الحال مع البشر! ألا يحق للمسلمات والمسلمين أن يرفعوا أصواته ويقولوا : "أللهم سترك من هذا الرجل ومن أمثاله ممن يصدرون لنا مثل هذه الفتاوى غير الإنسانية!!".
والسؤال العادل أيضاً هو : هل أصبح الناس في البصرة أو في جنوب العراق بهذا الجنون بحيث يقبلون ويتقبلون مثل هذا الفتوى المجنونة؟ هل أصبحت البصرة الفيحاء ساحة لكل الضالين الذين يصدرون مثل هذه الفتاوي؟ هل هذا هو مصير فيدرالية الجنوب التي يريدون إقامتها ويحكم فيها مثل هؤلاء البشر الفاقد لكل حس بطبيعة الإنسان وحرية الإنسان وحقوق الإنسان؟
استصرخ ضمائر جميع الناس في العالم :
• وأدعو جميع العراقيين إلى الاحتجاج ورفع صوت المطالبة بوضع حد لمثل هذه الممارسات التي لا تعني إصدار فتاوى فحسب , بل تجنيد أتباعهم لفرض ذلك على البشر , كما يجري اليوم في البصرة. ومثال الرجل الذي قتل بائع الثلج في أحد دكاكين البصرة معروفة لأهل البصرة , فهم الذين نقلوا جثمانه وواروه التراب بعد أن قتله ذلك المتعصب والمتخلف والمجرم الذي قال له أن النبي محمد كان لا يستخدم الثلج فلا يجوز بيعه , فلما اعترض بائع الثلج بقوله : النبي محمد لم يركب الـ BMW أخرج مسدسه وأرداه قتيلا في الحال.
• وأدعو الحكومة العراقية التي تتحدث عن تطبيق القانون أن توقف هذا الإرهاب الفكري والسياسي الذي يمارسه هذا البطاط ومن لف له ومن هم من أمثاله.
• أدعو رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء , لا أدعو مجلس النواب لأنه في العطلة ومعطل أصلاً لا يمكن مطالبته بشيء , أن تطالب بسحب هذه الفتوى أو "رسالة شرعية بالمحرمات" ومنع تداولها إذ أنها تدعو إلى التمييز بين المرأة والرجل وتدعو إلى فقدان الإنسان لحريته الشخصية.
وأخيراً وليس آخراً :
أدعو جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم , أدعو جميع منظمات المجتمع المدني , أدعو الأمم المتحدة والجامعة العربية , أدعو المعاهد والكليات والجامعات في العالم , أدعو كل الناس الخيرين في هذا العالم , أن يحتجوا على هذا الرجل الذي أصدر مثل هذه الفتوى السيئة الصيت , أدعوهم جميعاً للتوقيع على بيان يطالب بمحاكمة من يصدر مثل هذه الفتاوى المجنونة والفاقدة لروح البشرية وحضارتها والداعية إلى الظلم ضد المرأة والرجل والداعية إلى سيادة الظلام والاستبداد الديني المتخلف في العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من جديد حول فيدرالية جنوب العراق ؟
- هل يمكن إنقاذ الحكومة العراقية الراهنة من السقوط؟
- الدكتور برهان غليون واتهاماته الباطلة للقوى الوطنية العراقية ...
- جنون السياسة أم سياسة مجنونة تمارس في العراق ؟
- عبد الحليم خدام والمعارضة السورية!
- هل عمت الفرحة بين الأوساط الطائفية السياسية بفوز المنتخب الع ...
- سوريا والإمعان في القمع والطغيان والاستعداد للحرب!
- في الذكرى السنوية لرحيل الجواهري الكبير - خواطر متناثرة
- هل من ملامح جديدة في الوضع السياسي العراقي؟
- المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم يدخل الفرحة إلى قلوب الشعب ...
- من شوه ولا يزال يشوه صورة المسلمين في العالم ؟ - الحلقة الأو ...
- !لننحني خاشعين أمام ضحايا حلبجة
- !الفاشيون من المسلمين يفجرون مفخخات أخرى في كركوك
- لا نملك في العراق سوى طريقين, فأين يقف مقتدى الصدر منهما ؟
- هل من سبيل إلى تغيير التصور بامتلاك الحقيقة المطلقة لدى بعض ...
- هل مليشيات جيش المهدي تنظيم إرهابي؟
- أحذروا ميليشيات جيش المهدي فإنها -القاعدة- الشيعية
- عندما كنت وزيراً للدكتور عبد الأمير العبود الحلقة الرابعة
- قراءة في كتاب عندما كنت وزيراً للدكتور عبد الأمير العبود الح ...
- ما ستكشف عنه الأيام في العراق أمر وأخطر مما جرى حتى الآن


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل يختلف هذا المفتي عن الشيخ عن عمر محمد بشيء؟