انجاح العام الدراسي الجديد مسؤولية المجتمع بأسره

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 612 - 2003 / 10 / 5 - 01:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

على طريق الشعب

انجاح العام الدراسي الجديد مسؤولية المجتمع بأسره

 

بدأ العام الدراسي وتوجه الملايين من التلاميذ والطلبة الى معاهد العلم على مختلف درجاتها ومستوياتها، مؤكدين بذلك عزمهم وعزم ذويهم والوطن بأسره، على أن يستعيد الوطن عافيته. وهل ثمة أكثر دليلا على العافية من ان تمتليء الشوارع ومعاهد العلم بأبنائنا وبناتنا يتأبطون كتبهم ودفاترهم، يرسمون من خلال أوراقها مستقبلهم ومستقبل الوطن?

ولقد عبر الطلاب والأسرة التعليمية عن هذا الاصرار وعن هذا التشبث بمستقبلهم ومستقبل الوطن عندما أصرّوا على مواصلة العام الدراسي الفائت وعلى انهائه، رغم كل المعوقات، فسجلوا بذلك، اسرة تعليمية وطلابا، دليل آخر على النضج العلمي والوطني.

وبقدر مايثير بدء العام الدراسي من أمل ومن فرح في نفوس الذين تعز عليهم مصائر فلذات أكبادنا ومصائر الوطن، فان ذلك، أي بدء العام الدراسي، يثير التوجس والقلق، بل الحقد، لدى كل اولئك، الذين راهنوا، ومايزالون، على نسف المسيرة، رغم كل مايتخللها من صعوبات، نحو الحياة الطبيعية.

لقد عملوا، ومايزالون، على اشاعة الهلع، ونسف الاستقرار، ماوسعهم، ولم يدخروا وسعا في ترويج الشائعات عن"أحداث" سترافق بدء العام الدراسي. ولاعجب أن يؤدي ذلك الى احجام بعض أولياء أمور الطلبة عن ارسال ابنائهم وبناتهم الى معاهد العلم.

لكن استجابة الأكثرية الساحقة، أولياء طلاب، وطلاب، وأعضاء اسرة تعليمية لجرس المدرسة، انما يعكس الفرحة، والرغبة والأمل في أن تظل أجراس العلم تقرع لبناء الوطن.

لقد سجل بدء العام الدراسي، بشكل عام، نجاحا لامراء فيه، لكن ذلك ينبغي أن لايمنعنا من تشخيص العوامل التي نراها ضرورية لاستئناف هذه المسيرة ولتوطيدها.

ويأتي في المقدمة شل الأيدي العابثة التي ستستهدف، بالحتم، المؤسسات التعليمية، وبكل مايتاح لها من وسائل، وتوفير أمن هذه المؤسسات.

واذا كنا تطرقنا الى موضوعة توفير الأمن بمختلف جوانبها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أكثر من مرة، فان توفير الأمن للمؤسسات التعليمية، يتطلب، بالاضافة، تدابير ينبغي ان تعكف على دراستها وتوفيرها الأسرة التعليمية والطلبة، والأجهزة الأمنيةالمختصة، والاستفادة من طاقاتها، جميعا، بهذا الصدد.

وغني عن القول ان توفير أجواء من التعاون الايجابي بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين الأسرة التعليمية، يتطلب استبعاد كل ما من شأنه اشاعة التوتر.

لقد انتبه مجلس الحكم الى ذلك حين دعا الى استبعاد اقامة مراكز أو مكاتب للأحزاب السياسية وللحركات الدينية داخل معاهد العلم وخصوصا الجامعات. وغني عن القول ان ذلك لايعني، بحال، حرمان الطلبة من ممارسة النشاط السياسي والانتماء الى المنظمات السياسية. لكن الجامعات تبقى الميدان الآساس لنشاط المنظمات الطلابية، المهنية.

ويتطلب انجاح العام الدراسي، أيضا، الاستفادة من الطاقات التي حرمت منها معاهد العلم، ونعني بذلك المفصولين والذين اضطروا الى ترك اعمالهم لاسباب سياسية.

واذا كان جرى الاتفاق على تصفية نفوذ "البعث" في مؤسسات الدولة، فان للمؤسسات التعليمية وضعا خاصا.

لقد حرص النظام البائد في مسعى منه لكسب"المستقبل"، أي، بشكل خاص الشبيبة والطلبة، وعمل بكل الوسائل، وبالتهديد والوعيد، وبكل وسائل القسر، بما في ذلك الحرمان من الرزق أو من اكمال الدراسة، سعى الى تبعيث المؤسسات التعليمية وزجها في نشاطات لاتنسجم وأهداف العلم و أخلاقه.

ويتطلب التعامل مع هذا الوضع، مرونة وحذرا شديدين، لئلا يؤدي الجمود في تفسير القرارات الصادرة مؤخرا الى انزال الضرر بالعملية التربوية والاجحاف في التعامل مع اناس تعرضوا للضغط والعسف.

ان تشكيل لجان للتظلم يلجأ اليها أولئك الذين يعتقدون ان اجراءات "اجتثاث البعث" ومؤسساته قد طالتهم بغير حق، يمكن ان يساهم في اشاعة اجواء من الاطمئنان داخل المؤسسات التعليمية.

وفي وقت تجري فيه محاولات اطلاق الخصخصة من دون ضوابط، لتشمل مؤسسات العلم أيضا، فان للطلبة وأولياء أمورهم والأسرة التعليمية مصلحة مشتركة، في المحافظة على مجانية التعليم من جهة، ومكافأة أعضاء الأسرة التعليمية، بقدر الدور العلمي والاجتماعي الذي يمثلونه، وضمان تقاعد وشيخوخة مجزيين بعيدا عن العوز والقلق.

ان انجاح العام الدراسي ليس مهمة الطلبة وذويهم والاسرة التعليمية، فحسب، بل هو مهمة الأحزاب والمنظمات والهيئات التي تنخرط في عملية اعادة بناء الوطن.

انه مهمة المجتمع بأسره.

 

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات