|
مواعيد عرقوب
ايمان صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الى العصابات التي استولت على مقاعد الحكم بعد الاحتلال... وأوهموا البسطاء بأنهم سيحققون كل الاحلام والآمال..... فكانوا ولا زالوا كابوسا يجثم على صدورنا كثقل الجبال...
وعدونا بحكومة وحدة وطنية... لكنهم تقاسموها حسب المحاصصة الطائفية... غربانٌ جاءت على ظهر الدبابات الامريكية...
وعدونا بالشفافية... فوجدنا انفسنا امام طلاسم سياسية...
وعدونا برجال من سلالة الحضارة السومرية... فحكمونا احفاد الزرادشتية... وحَمَلة الجنسيات الاجنبية... وهم بالكاد يجيدون اللهجة العراقية... واستبعدوا من تحّمل أكلَ أعلاف البطاقة التموينية... وهمّشوا من ذاق عذاب السجون البعثية...
وعدونا بالاعتدال والتكنوقراطية... فغصنا في بحور الصراعات المذهبية... وبُلينا بحكام ٍٍ يرتبطون بالاحزاب القمعية... ويحملون معهم الشهادات الفخرية...
وعدونا بالسياسة العلمانية... فوجدنا رجال الدين يتسللون الى المراكز القيادية... ورموز الحكومة تستشير المرجعية... حتى استذكرنا عهد قيصر والسلطة الراسبوتينية...
وعدونا بالخير والاصلاح والرفاهية... فاستوردوا لنا شرا ودمارا وكراهية....
وعدونا بتوزيع الثروات النفطية... فامتلأت كروشهم بالسبائك الذهبية... وتضخمت أرصدتهم في البنوك السويسرية... وازداد فقر الرعيّة...
وعدونا باجتثاث البعث والصداميّة... فوجدنا انفسنا امام من هم اسوأ من النازيّة...
وعدونا ان السلاح لن يكون الا في ايدي المؤسسات الامنية... فوجدنا اكثره في قبضة الارهابية... وما اسهل الحصول على رشاشة في وطني بل حتى على رؤوس نووية...
وعدونا بالسيادة الوطنية... فتلبدت سماؤنا بطائرات القوات المتعددة الجنسية...
وعدونا يتوفير الخدمات واعادة الطاقة الكهربائية... فعدنا الى زمن الشموع والليالي الرومانسية... وبتنا نتوسل قطرة الماء كي تنزل من الحنفية... وفي الشتاء تغوص شوارعنا في بحيرات تذكرنا بمدينة البندقية...
وعدونا بتحسين الخدمات الصحية... وبدأت حملة تصفية الكوادر الطبية... وخلتْ المستشفيات من الادوية البشرية بل حتى البيطرية...
وعدونا ببيئة نظيفة نقية... فأصبح استنشاق البارود مسألة طبيعية... وبات غاز الكلور من احدث وسائل الابادة الجماعية...
وعدونا بالحفاظ على التراث والمراقد الدينية... ففجروا العسكريّين والحضرة القادرية...
وعدونا أن يعيش الجميع بسلام مع اختلاف الديانات السماوية... فنحن نعيش منذ قرون كلوحة فسيفسائية... فبدأت حملات قمع ضد المسيحية والصابئية والازيدية... ويا ويلهم ان لم يعتنقوا الديانة المحمدية...
وعدونا بالحرية الشخصية.... وهذا ما نصت عليه المادة الدستورية...ٍ ففجروا أماكن بيع المشروبات الكحولية...
وعدونا بالأمان والقضاء على الانفجارات اليومية... فتركونا تحت سلاح الميليشيات الارهابية وعمليات التهجير القسرية... ولم نرى من الدولة غير الاستنكار والمؤتمرات الصحفية...
وعدونا بالقضاء على الزمر الارهابية... فوجدنا انفسنا نخاف بطش الكتلة الصدرية...
وعدونا بالحد من العنف والتصفيات الجسدية... فقُتل عمراً وعلياً بسبب الهوية... واغتيل جسر الصرافية...
وعدونا بخطة امن ٍ وطنية... فأصبحت السيطرات الوهمية افضل طريقة لاصطياد الضحية... وازدادت الجثث المجهولة الهوية... واختبأت الحكومة خلف الجدران الكونكريتية...
وعدونا بحل ميليشيات الاحزاب البربرية... فوجدنا نفوذها أقوى حتى من قرارات رئاسة الجمهورية... وبتنا نفزع لعمليات خطف جماعية...
وعدونا بالسيطرة على الحدود العراقية... فأضحت مزاراً وقبلة ً للعناصر الارهابية... ومن كل جنس وهوية...
وعدونا أن يجعلوا العراق رمزا للديمقراطية... فهجره شعبه فرارا من العنف والمنيّة الاجبارية... وبقي الملعب حكرا و مرتعاً للذئاب والواوية... وعدونا بتغيير الحقائب الوزارية... فأستبدلوها بمجموعة جديدة من الحرامية... وعدونا بحياة وردية... فوجدنا انفسنا نغوص في السوداوية والدموية...
وعدونا بالكرامة لاننا حَمَلة هذه الجنسية... لكن جواز سفرنا بات لا يُدخلنا حتى الى مملكة البدو الاردنية... ألم تعلم بذلك الوزارة الزيبارية ؟؟... أمْ أنَ حكامنا لا يأبهون لنا لأنهم يدخلون لاي بلد بجوازات حمراء دبلوماسية...
وعدونا بتخفيض والغاء الديون العراقية... لكننا وجدنا انفسنا ندفع الثمن برفع اسعار المشتقات النفطية...
وعدونا بالاهتمام بالعِلم ْ والاجيال الفتيّة... فبيعت الاسئلة الوزارية... وقُتلوا الاساتذة الجامعية...
وعدونا بالنهوض بالثقافة العراقية... فصار شارع المتنبي يبكي هول التفجيرات الانتحارية... واختلطت الاشلاء مع بقايا القرطاسية...
وعدونا بالحفاظ على المتاحف والآثار البابلية... فوجدناها تباع في المزادات الغربية...
وعدونا باحترام المرأة العراقية... فقتلت لانها لم ترتدي الحجاب والعباءة الاسلامية... وكيف لها أن تكشف عن خصلات شعرها وهي عورة من اكبر عورات البشرية... ووجدناها تجبر على ارتداء زي الفارسية.... لتصل الى المقاعد البرلمانية...
وعدونا بالنهوض بالاقتصاد وبناء البنية التحتية... فوجدنا ان هناك عاطلون وجائعون كما في القارة الافريقية... وكأن العراق لم يكن ارضا تعوم على بحر من الثروات الطبيعية...
وعدونا بحل مشاكلنا وهمومنا اليومية... وفوجئنا بمجلس النواب وهو في عطلة صيفية... وكأنهم تلاميذ يستريحون حتى موعد السنة الدراسية... ونسوا المسؤولية...
وعدونا بالصبر والانتظار... فأذاقونا المرار...
اننا نعيش مسرحية هزلية....
* مثل عربي يقال لمن أخلف وعده بغداد 24 تموز 2007
#ايمان_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|