بثت القناة الفضائية " العربية " في نشرة أخبارها الاقتصادية قبل قليل (على الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت غرب أوروبا ) خبرا مفاده أن الإدارة الأمريكية أصدرت أمرا بسحب أربعة وستين مليون دولار أمريكي من أرصدة العراق المالية المجمدة وصرفها لذوي اثنين من قتلى تفجير البرجين في واشنطن في 11 أيلول/ سبتمبر قبل عامين .
وجاء القرار تنفيذا لحكم أصدرته إحدى المحاكم الأمريكية لصالح ذوي الضحايا الذين رفعوا قضية طالبوا فيها بدفع تعويضات من أموال العراق المجمدة استنادا إلى تأكيدات إدارة بوش بوجود علاقات بين منظمة "القاعدة " الوهابية و نظام حكم صدام حسين المخلوع .
تأتي هذه الجريمة القذرة ، لسلب أموال الشعب العراقي المجمدة ، في وقت يتضور في أطفال العراق جوعا ،ومرضاه ألما ، بسب نقص الموارد المالية .في وقت يعيش شعب العراق ظروفا جحيمية بسبب تدمير البنية التحتية والتخريب المنهجي الذي يقوم به الاحتلال وبعض عصابات النظام المنهار .
إنها عملية سطو أمريكي مسلح علني وتحت أنظار العالم " المتحضر" والمؤسسات الدولية .
ترى ماذا سيقول لنا السادة والسيدات في مجلس "بريمر" وهل سيسكتون عن هذه الجريمة كما سكتوا عن جرائم أخرى غيرها ؟
هل سيبادر محترفو جمع التواقيع على "الصاعدة والنازلة" لإصدار بيان استنكار وجمع التواقيع عليه ؟ ماذا سيقول لنا أصدقاء "حزب التحرير الأمريكي" والمروجين لبقاء الأمريكان في العراق وتشييد القواعد العسكرية لهم ؟
أربعة وستون مليون دولار من أموال العراق المجمدة تسرق علنا، وبحجة تافهة فندتها التصريحات المتوالية لأعمدة الإدارة الأمريكية ذاتها والتي نفت أية صلة أو علاقة بين نظام المقابر الجماعية في بلادنا وبين منظمة ابن لادن .
لماذا لم تصرف هذه الملايين من خيرات العراق لذوي القتلى والمعدومين في مقابر البعث الجماعية ؟
سؤال حارق موجه تحديدا لمن نعتقد بأنهم مازالوا "شخصيات نظيفة " في مجلس الحكم الانتقالي ونعترف بأنهم قلة .. ولابد لهذا السؤال من جواب واضح فالشعب العراقي يرى ويسمع ويسجل وينتظر ..