|
السياسيون و الارهابيون يدمرون العراق؟ و الرياضة و الغناء تجمع العراقيين ؟
بافي رامان
الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فوز المنتخب العراقي على المنتخب السعودي في كأس امم اسيا و لاول مرة تتوج بطلا للقارة الاسيوية ، فوزا للشعب العراقي بجميع شعوبه و دخل الفرح و البهجة الى قلوب العراقيين ، و خرج جميع ابناء العراق الى الشوارع للاحتفال بهذا الفوز و خلط اليد الشيعي مع السني ليدل ليس هناك فرق بين الطوائف و المذاهب و كذلك الغناء و الطرب يجمع العراقيين رغم ان بعض السياسيين و علماء الدين يحاولون زرع الفتنة الطائفية و المذهبية بين العراقيين و باعاز من بعض الدول الاقليمية و العربية للوصول الى حرب اهلية تدمر العراق كبلد و ابناء ؟ لا يمر يوم و الا نشاهد او نرى او نسمع او نقرأ نبأ عن التفجيرات في العراق سواء كانت بسيارات المفخخة او تفجير ارهابي نفسه وسط جماهير بائسة تجول لتلقي لقمة العيش لاولاده الجياع في البيوت و يحملون كرتون او اي شيء لياخذون بعض الهواء بسبب قطع التيار الكهربائي في اكثر المدن و القرى العراقية ، بسبب تدمير البنى التحيتة من قبل الارهابيين ، و بسبب عدم توفر الوقود البترولية لتشغيل المولدات الكهربائية رغم ان العراق من اكبر دول العالم في انتاج النفط ؟ اذن : لماذا الارهاب ؟ و من المستفيد منه ؟ و من يقف وراءه ؟ و ما هي اسبابه و اشكاله ؟ ارتبط ظهور الارهاب بظهور المجتمع الطبقي ، اي عندما انقسم المجتمع الى طبقتين رئيسيتين طبقة تملك السلطة و كل وسائل الانتاج ، و طبقة محرومة من كل شيء و مضطهدة و مستغلة و مجبرة على بيع قوة عملها من اجل العيش و البقاء ، و قد ظهر الارهاب السياسي و الاقتصادي و العسكري ، بظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، و ان الحروب غير العادلة نابعة من طبيعة المجتمع الطبقي ، اي من اساسه الاقتصادي – الاجتماعي . و ان الازمة العراقية بدأت منذوا سقوط النظام الفاشي بسبب الكثير من الاخطاء التي ارتكبت في حينها ، بسبب تفكيك المؤسسات العسكرية و الامنية و تفكيك الدولة من اصغر مؤسسة الى اكبرها ، و انتشال السلاح و التكنولوجية العراقية السابقة من قبل ابناء الشعب العراقي الذي عان الكثير من الظلم و الاضطهاد على ايدي النظام الفاشي الديكتاتوري ، والشعب العراقي خلال العقود الماضية تربى و تثقف بثقافة المشوهة من خلال افكار البعث العفلقي الصدامي ، و ان هذه الثقافة هي في الاساس ثقافة الارهاب المنظم و الفوضوي و ثقافة الثأر و الاستعلاء ؟ على الرغم ان سقوط النظام كان قرار دولي صحيح و كان لا بد من تخلص الشعب العراقي من هذا النظام الفاشي الديكتاتوري .و كما هو معلوم فان التكنولوجيا و العولمة بيد الجهلاء كارثة ، و انما في يد العلماء نعمة و اغلب شعوب الشرق الاوسطية جهلاء على الرغم من تعلمهم لانهم تربوا في ظل الانظمة الاستبدادية و الشمولية و القوا و اتقنوا الثقافة المشوهة للحفاظ على كرسيهم السلطوي ؟ و ان العصابات الاجرامية المنظمة التي برزت على السطح منذ بداية تحرير العراق من الديكتاتورية ، و التي يتعاظم دورها في عملية التدمير المبرمج للدولة و المجتمع مستغلة حالة الانفلات الامني الشامل ، حيث تمارس نشاطها اليومي في خطف و قتل المواطنين من دون رادع او رقيب ، و ان قوات الجيش و الشرطة العراقية التي تم انشاؤها خلال الفترة الماضية من تشكيل الحكومة العراقية بعد سقوط بغداد ، و احلال الجيش السابق من قبل قوات متعددة الجنسيات و كانت من اكبر القرارات الخاطىء ، فان هذه التشكيلات الجديدة اضعف بكثير من ان تقوم بدور فاعل و مؤثر في حفظ الامن و النظام لاسباب عديدة و كثيرة و لكن الاخطر في كل ذلك اختراق هذه التشكيلات سواء كانت الجيش او الشرطة من قبل ميليشيات طائفية او من قبل مجموعات ارهابية و اجرامية بدءا من اعلى المستويات القيادية فيها نزولا الى عناصرها الميدانية ، و هذه التشكيلات المخترقة امنيا و سياسيا لا يعنيها مصلحة الوطن و المواطنين او امن الشعب العراقي او حرمة دمه ، لان المصالح الطائفية الضيقة و مصالح الدول التي تدعم هذه الميليشيات هي التي تتحكم في سلوكيات هذا الجزء من عناصر القوات المسلحة في استباحة دماء المواطنين او اعتقالهم العشوائي او اختطافهم او ارهابهم و تهجيرهم القسري . عراق دموي تختلط فيه الاشلاء ، تفجيرات يذهب ضحيتها العشرات و لا تترك مدينة سواء في الشمال او الجنوب فضلا عن وسط العراق الا و قد نالها نصيب من هذه الاعمال الدموية الارهابية التي لا ترحم الكبير و الصغير و النساء و الاطفال ، اغتيالات و سيارات مفخخة تخلف قتلى من جميع الطوائف و الاعراق ، اساتذة و اكاديميين ، اطباء و علماء الدين ، رجال الشرطة ، و القضاة ، مسؤولين في البرلمان و الحكومة ، ابرياء و عمال ، لا عبيين و متفرجيين ، مشجعين و مسروريين ، و الاطراف المتحاربة و المتصارعة لايبدو انها تملك افقا سياسيا للحل ، لان الكثيرين الذين شاركوا في العملية السياسية يتعطشون لعهد النظام السابق بسبب خسارتهم لكثير من امتيازاتهم السلطوية ، لذلك هم سياسيين في النهار و تحت قبة البرلمان و الحكومة و مع الارهابيين او هم ارهابيين في الليل ، و هذا ما اكد عليه مرارا و تكرارا رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني و اكثر السياسيين و قادة الاكراد ، لذلك فان هؤلاء تصر الى الوصول الى اقصى درجات القوة للحسم الامور ، و من خلال هذه الصراعات فان القوى الاقليمية و الدولية جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتها و اجندتها السياسية لانه بعد تحرير العراق من الديكتاتورية كانت لها تداعيات كثيرة على المنطقة و خاصة على دول الجوار ، و اختلطت الاوراق عند الانظمة الشمولية و الاستبدادية ، و حتى لدى الشارع العراقي و خاصة هؤلاء الانتهازيين و الوصوليين و الصداميين البعثيين و علماء الدين الذين كانوا ينادون صباحا مساء ا بحياة صدام و زمرته و انه رب الاعلى من خلال منابر الجوامع مقابل امتيازات كثيرة او نتيجة تخاذل هؤلاء مع الاعمال الارهابية التي مارسها هذا النظام الفاشي ضد الشعب العراقي ، لذلك كل طرف من هؤلاء الاطراف سواء الداخلية او الخارجية حسب مصالحها و اجندتها السياسية و حولوا العراق ساحة لتصفية الحسابات ؟ فامثال صالح المطلك و هئية علماء المسلمين يستقون بالانظمة العربية الاستبدادية لان هذه الانظمة كانوا داعمين للنظام صدام حسين ؟ لان الانظمة العربية تدعي حرصها على مصالح الشعب العراقي و لكن في الحقيقة هؤلاء يخافون على مصالحهم لانهم عندما دعموا الامريكان في تحرير الكويت طالبوا بالبقاء على نظام صدام حسين و ذلك عندما قام الشعب العراقي بالانتفاضة الشعبية الكبرى و الذي استطاع خلالها من تحرير الجنوب و كوردستان من سيطرة الحكم الفاشي في العراق ، كانت الانظمة تتخوف من تبؤ الشيعة و الاكراد الحكم في بغداد و اخذ دورهم الطبيعي في المشاركة السياسية في ادارة الحكم في العراق و زوال انفراد الاقلية السنية العربية بالاستغلال و الاستئثار بالسلطة التي تحكم البلاد بالنار و الحديد ، و من هنا نرى ان الانظمة العربية اياديها ملطخة بدماء العراقيين و انها شريكة صدام حسين في مجازر المقابر الجماعية و عمليات الانفال و ابادة سكان حلبجة بالسلاح الكيماوي المحرمة دوليا ، و ان الذين يبكون على وحدة و عروبة العراق انما في الحقيقة يبكون على مصالحهم و يخافون من فقدان سلطاتهم و امتيازاتهم و تحكمهم بثروات شعوبهم لا حزنا على العراقيين او خوفا على العراق . و بعد تحرير العراق ، وقفت الانظمة العربية الاستبدادية موقفا معاديا للنظام العراقي الاتحادي الفيدرالي ، و بدأت في محاولات يائسة لاجهاض هذه التجربة الديمقراطية الفتية في المنطقة ، باستنفار سموم اعلامها العروبي الاسلاموي ، و بتقديم دعمها للارهابيين البعثيين و التكفيريين و الزرقاويين و الاسلامويين السلفيين ماديا و معنويا لمنع قيام عراق ديمقراطي فيدرالي قد تكون نواة لتشع منها الى الدول المجاورة و جميع الانظمة الاستبدادية و الشمولية في المنطقة . بعض شيعية العرب و التامر على العراق ؟ ======================= ان جميع الاعمال المشينة التي ترتكب في جنوب العراق من خطف و سلب و قتل على الهوية و محاكمات صورية خارجة عن قانون الدولة امام محاكمهم غير الشرعية ، ان جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر يتحمل مسؤولية الهجوم على المساجد و المراقد المقدسة في كثير من المدن العراقية و خاصة في مدينة البصرة و ان عناصر هذا الجيش يشكلون رأس المأساة في الجنوب و في مدينة بغداد و خاصة في مدينة الصدر و يعدون انفسهم للاستيلاء على الجنوب بعد خروج القوات المتعددة الجنسيات بسبب توغلهم و تغلغلهم في الاجهزة الامنية بنسب كبيرة و ينفذون جرائمهم باسمها . و في تطور خطير للعنف الطائفي في البصرة قتل الكثيريين من اهل السنة اغلبهم مهندسين من قبل عناصر تكفيرية في جيش المهدي ، حيث داهم مقر عملهم في (( شركة الفيحاء للبناء الجاهز )) وسط البصرة من قبل مسلحين قاموا بالاختطاف و القتل . و كل هذه الاعمال الارهابية من قبل هذه الميليشيات ترتكب بدعم مباشر من قبل النظام الملالي في ايران . و خاصة استغلال ما عانى منها شعب الجنوب و الشمال خلال العقود الماضية و الطويلة و مرارة ما عانوا منه على يد نظام صدام القمعي مما جعلهم قنابل موقوتة تنفجر ضد هذا النظام خلال تحرير العراق و الان يحاول و تمكن النظام الملالي استغلال بعض الاطراف السياسية في السلطة لمصالحها التوسعية الفارسية . وخاصة في الجنوب من خلال دعم ميليشيات جيش المهدي . اهل سنة العرب و تدمير العراق ؟ ================== ان اهل السنة و من خلال تعميق جذور المركزية السلطوية في فئتهم ، و كذلك لغة الاستعلاء و العنجهية التي سيطرت على خطابهم السياسي منذ الانقلاب العسكري البعثي على الحكم و استلاء الديكتاتوري صدام على الحكم ، وجدوا انفسهم احق فئة في حكم العراق و نظروا الى باقي فئات الشعب العراقي نظرة دونية و تعاملوا مع الشعب الكردي نظرة مواطن من الدرجة العاشرة ، لذلك بعد تحرير العراق من الديكتاتورية ، فان الطرح السني العربي كان يهدف الى جذب الارهابيين و التكفيريين و الزرقاويين و الصداميين البعثيين و خاصة من خلال بعض التنظيمات السياسية التي شاركت او تشارك في العملية السياسية ، و كذلك بعض التنظيمات التي لم تشارك في العملية السياسية و اعلنت حالة الحرب دون ان تظهر عن هويتها السياسية و الفكرية و كذلك عن طريق بعض علماء الدين و المتمثلة في هئية علماء المسلمين و امينها العام حارث الضاري ، فان خطاب هؤلاء انطلق من جذب عاطفة البسطاء عندما دعوا الى عراق واحد موحد مندمج في اطاره التاريخي و دعوا الى مركزية الحكم . و هؤلاء استباحوا الدم الكردي و الشيعي العربي لان مركزية الحكم خرج من ايديهم و كانوا يمارسون الظلم و الاضطهاد من خلال بعض الرموز القمعية و هم يكسبون الامتيازات لان الانتهازية دخلت في عروق اغلبهم ؟ ففي الموصل و حسب فتاويهم الدم الكردي مباح حسب فتاوي من امراء و ملالي الجوامع ، و لايهم ان كان هذا الكردي من المتعاونين مع الامريكيين – حسب روايتهم لجذب البسطاء – او عاملا بسيطا ، يكفي انه كردي كي يحلل دمه ، و كذلك حللوا الدم الشيعي ؟ و كل ذلك باعاز من الانظمة العربية الاستبدادية . و من السذاجة الاعتقاد ان حفنة من المجرمين و الذين يقال على انهم يعدون باصابع اليد او حتى 5000 ارهابي اتوا من خارج الحدود . يستطيعون وضع و ممارسة و تطبيق استراتيجية يتحدون فيها الامريكيين و قوات المتعددة الجنسيات او الشيعة في الجنوب و الوسط و الكورد في الشمال ، لان ادارة عملية معقدة كهذه تحتاج الى تاييد و ارضية مناسبة لخوض هذا الصراع و العمليات العسكرية و السيطرة على العديد من المدن في المراحل السابقة ، و اعلان دولة الاسلام الوهمية ؟ لان الحركة الميدانية في المدن ذات الاغلبية السنية تعكس حقيقة الوضع في تلك المدن . الحقيقة على مرارتها تقول ان الارهابيين يتمتعون بتاييد واضح من قبل فئة معينة داخل تلك المدن و حتى من قبل بعض التنظيمات السياسية في السلطة و خاصة بعض العناصر في جبهة التوافق العراقية ، و كذلك رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي صالح المطلك ، و هؤلاء يؤمنون لهم مقومات الاستمرار في التخريب و لا اعتقد ان نفي هذه الحقيقة سياعد في القضاء على الارهاب و القتل ، بل على الحكومة العراقية و السياسيين العراقيين التعامل مع الارهاب على هذا الاساس و محاولة سحب التاييد الجماهيري للارهابيين في تلك المدن اولا و بعدها يمكنهم القضاء على الارهاب . الشعب الكردي و التلاحم العراقي : ================= ان الشعب الكردي في كردستان يحاول ان يكون الجسر لكل العراقيين على الرغم ما عان هذا الشعب من الظلم و الاضطهاد و المقابر الجماعية و استخدام الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضدهم ، و خلال العقود الماضية ، و على الرغم من تمتع هذا الشعب بحكم شبه مستقل منذ عام 1991 بعد الانتفاضة الكردية ضد النظام الفاشي العراقي البائد ، و لكن بعد تحرير بغداد من الديكتاتورية بادر القيادات الكردية ان تكون ارتباطهم مع العراقيين و ذهبوا الى بغداد لتثبيت عراقيتهم و ان تحل القضية الكردية من خلال الدستور و القانون ، و حاولوا ان يكونوا الجسر لتقارب وجهات النظر العراقية سواء كانت الشيعية العربية او السنية العربية ، و تعاملوا مع القضية العراقية و الكردية من خلال الدستور و الانتخابات الحرة ، و ذهبت القيادات الكردية الى بغداد بعد التحرير على الرغم من الوضع الامني غير المستقر هناك ، و الوضع الامني المستقر الى حد ما في كردستان و مدوا كل يدا العون و المساعدة للاشقاء العرب هناك ، من خلال السياسة و الاقتصاد و التعليم ، على الرغم من محاولة تشويه صورة الكرد من قبل جميع الانظمة الاستبدادية و خاصة العربية . و لكن كل اصحاب الضمير يعلمون جيدا ان كل القيادات الكردية يعملون لمصلحة العراق اكثر من الجميع و ما الدعوات المتكررة للسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان و السيد جلال الطالباني رئيس العراق الفيدرالي لتشكيل حكومة عراقية تمثل الوحدة الوطنية تشارك فيها كافة الاطراف بما فيها القوى المعترضة على نتائج الانتخابات ، و السعي لعدم استبعاد اي طرف سياسي حتى الذين حملوا السلاح دون ان تلطخ ايديهم بدماء العراقيين من اجل اشراك الجميع في حكومة وحدة وطنية تتحمل المسؤولية المشتركة لاعادة بناء العراق هو احد الآليات التي يمكن استخدامها . و كذلك فان القيادات الكردية طرحوا آليات اخرى و منها ان تقوم القوائم المعترضة على النتائج بتشكيل جبهة معارضة قوية و فاعلة مهما صغر حجمها ، و تمتنع عن دخول الحكومة ، ربما كانت هذه الآلية افضل و مفيدة اذا التزمت بقواعد اللعبة الديمقراطية و احترمت رأي الاكثرية و اصبحت معارضة حقيقية و بناءة هدفها كشف عن كل الفساد و التلاعب و التأكد من ادارة الدولة بطريقة حديثة و متطورة و حضارية . و ان اغلب الاجتماعات التي حصلت و تحصل في كردستان لتقارب وجهات نظر الفرقاء السياسيين لتوحيد العراق و ليس لتمزيقه . في اطار عراق ديمقراطي فيدرالي اتحادي تؤمن حقوق جميع الشعوب و القوميات و المذاهب دون اقصاء اي طرف لحساب طرف آخر كما كان يحصل في العقود الماضية من الفاشية و العنصرية ، ان الذي يدرس الخارطة السياسية في العراق و يحكم ضميره سيجد ان القيادات الكردية هم السند الوحيد لانقاذ العراق من الحرب الاهلية المحتملة بسبب جهود باقي الفرقاء السياسيين في العراق . على الرغم ان الشعب الكردي اتهم بمئة اتهام و اتهام و خاصة من قبل الانظمة العربية الشمولية و الاستبدادية و اتهامهم باسرائيل الثانية في المنطقة على الرغم ان الشعب الكردي يعيش على ارضه التاريخية قبل ولادة الدول العربية بمئات الاعوام ، و ان اغلب الانظمة العربية لها علاقات سياسية و دبلوماسية مع دولة اسرائيل و ترفرف العلم الاسرائيلي على العواصم العربية ، وباقي الانظمة العربية التي لم تفتح سفارة اسرائيل في عواصمها لها علاقات غير مباشرة و تعمل على توطيد العلاقات بطرق غير شرعية كما تعمل النظام السوري ؟ الانظمة العربية و تفتيت العراق ؟ ================== خوف الانظمة العربية الاستبدادية على مصالحهم السلطوية بعد تحرير العراق من الديكتاتورية ، و خوفهم ان تكون العراق الشرارة الاولى للديمقراطية في المنطقة و تلتهب باقي الانظمة الشمولية و ذهولهم بما يحصل جعل منهم ان يتخبطون كثيرا في المراحل الاولى من التحرير و لكن بعد الاخطاء الكثيرة التي ارتكبت من قبل الامريكان حولوا ساحة العراق الى ساحة للارهابيين العرب من كافة الدول العربية باسم الاسلام و الجهاد لتخريب البنى التحتية في العراق و العمل على توتر الاوضاع الامنية و اشعال الفتنة الطائفية ، لان هذه الانظمة كانوا على علم ان النظام البائد كان قد هئية مثل هذه الظروف خلال العقود الماضية بسبب اضطهاد بعض الشرائح العراقية و اعطاء الامتيازات لشرائح اخرى ، فعملت هذه الانظمة الى ارسال اكبر هدية للعراقيين و هم الارهابيين ، من خلال تدريبهم على السيارات المفخخة و العبوات الناسفة كما كانت تحصل و مازالت في سوريا من قبل المخابرات السورية و في اغلب المحافظات و بدعم من اغلب الانظمة العربية الاستبدادية و من ثم ارسالهم الى العراق لقتل الابرياء و العلماء و القتل على الهوية ، او تفجير المراقد المقدسة لاشعال الفتنة الطائفية بين المذاهب و القوميات العراقية ؟ ايران و الاطماع الفارسية ؟ =============== ان تصدير الثورة الاسلامية بالنسبة لنظام الملالي في ايران كانت الهدف الرئيسي منذ استلاء الخميني على الحكم و خاصة الى دول الجوار ، فقد قال الخميني في كلمة ألقاها في 21/ 3 / 1980 (( يجب ان نبذل قصارى جهدنا لتصدير ثورتنا الى الدول الاخرى في العالم و نترك فكرة ابقاء الثورة ضمن حدودنا )) ان مهمة علماء الدين هي اعادة رسالة الاسلام و هذا يتحقق من خلال التحريض على الثورة في الجزيرة العربية و العراق و بلاد الشام و افريقيا و دول العالم الاخرى ، اما صادق روحاني فقد طالب من البحرين احترام القواعد الاسلامية و الا فانه سيواصل مطالبته بالبحرين ؟ و اخيرا ذكر ابراهيم يزدي (( بأن الخميني يؤيد روحاني في حركته لتصدير الثورة الى الدول المجاورة )) مع التأكيد ان الخليج العربي هو الخليج الفارسي و كل الجزر الموجود فيه فارسي ؟ و بعد تحرير العراق من الفاشية و الديكتاتورية و تردي الاوضاع الامنية ، وضعت النظام الايراني قدمها في الاراضي العراقية من خلال بعض التنظيمات و الميليشيات و خاصة جيش المهدي كما عمل في لبنان من خلال حزب الله ، و اهداف النظام الملالي في العراق ، هي : 1 – ان العراق بوابة مهمة لتحقيق الحلم الفارسي باقامة امبراطورية شيعية في العالم الاسلامي و لتكون البوابة الاولى لتصدير ثورتها الوهمية ؟ 2 – مخزون نفطي هام يضاف للثروة النفطية الايرانية لتصبح الحصيلة ثروة هائلة في ايدي الايرانيين . 3 – عمق استراتيجي طبيعي لايران ، و خط دفاع اول ضد اجتياحها او احتوائها و محاولة تغيير نظامها ، لانه على مدى التاريخ كان العراق البوابة الرئيسية للحملات العسكرية التي اجتاحت ايران (( بلاد الفرس )) . 4 – ورقة سياسية في سوق المساومات على الساحة الدولية ، فايران لها مشروعها النووي الطموح ، و لها مشروعها الامبراطوري و لن تتخلى عنهما بسهولة ، لذلك تسعى ايران بكل قوة لامتلاك اوراق على الساحة الدولية مثلما تعمل في العراق و لبنان و فلسطين لكي تقايض بها استمرارها في هذين المشروعين و من خلال مخططات الايرانية في العراق تحركت القيادات الايرانية على محورين : المحور الاول : احتواء شيعة العراق . و المحور الثاني : التعامل مع الشيطان الاكبر . و من خلال المحور الاول انطلق النشاط الايراني على الساحة العراقية و خاصة الشيعية من خلال احتواء القيادات و التيارات الشيعية المتنافسة ، و كذلك تسلل المخابرات الايرانية الى العراق . و تشير التقارير الى ان جهاز مخابرات فيلق القدس الايراني ، و مخابرات الحرس الثوري يقومان بالدور الاخطر على صعيد اجهزة الاستخبارات داخل العراق ، و كذلك ضمن المخطط الايراني شراء رجال دين اغلبهم شيعة و اقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنويا للترويج و الدفاع عن ايران ، و تجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي ، و احيانا عبر المنابر ، و كذلك عبر وسائل الاعلام المنتشرة في اغلب دول العالم من خلال شراء اغلب القنوات الفضائية بالبترودولار ، و في المعلومات الاستخباراتية ان ايران استأجرت و اشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت و الشقق في مختلف انحاء العراق ليسكن فيها رجال الاستخبارات الايرانية و فيلق القدس ، و كذلك تدفق الافراد و الاموال الى العراق من خلال ايران و يشير حجم المساعدات النقدية الايرانية المدفوعة الى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات و المجموعات الاخرى خلال الاشهر الاخيرة الماضية تجاوز 80 مليون دولار الى جانب تدريب رجاله و خاصة في الاونة الاخيرة من قبل خبراء من حزب الله اللبنانية و بدعم مباشر من النظام الملالي في ايران . انقاذ العراق ؟ ======= ان الازمة العراقية هي ازمة كل مواطن عراقي يعيش على ارض الوطن او خارجه هربا من الفلتان الامني و الارهاب و القتل على الهوية ، و الصورة المائلة و المعوجة للوضع الداخلي العراقي ، و عجز الحكومة عن معالجة الكثير من ملفات الحاسمة و الحساسة ، و سيادة مشاعر الازمة و التوتر و تصاعد الاعمال الارهابية و محاولة دخول البلد في حالة شبيهة و قريبة من الحرب الطائفية و الاهلية ، كلها عوامل قد خلقت ازمات نفسية و سياسية مستعصية في ظل صراعات طائفية و حزبية و تكتلات سياسية زادتها تعتيما و قتاما استمرار العمليات الارهابية التخريبية ، و تصاعد الاغتيال و التصفيات الجسدية التي اتخذت طابعا شموليا و هي تحصد يوميا رؤوس الكثير من الزعامات او الكفاءات العلمية او الادارية و السياسية في حرب ارهابية معلنة يبدو انه من يقف وراءها تنظيمات امنية استخباراتية محترفة لاساليب القتل و الخطف و الاغتيال و تتصرف بمرونة و فعالية و تكتيكات احترافية بل و تختار الزمان و المكان المناسب لتنفيذ عملياتها ووفق اسلوب محترف و ارهابي تقني . و رغم كل هذا الانفلات الامني والفوضى المنظم و العشوائي من قبل الارهابيين و التكفيريين و السلفيين و الصداميين و بدعم مباشر و غير مباشر من قبل الانظمة العربية الاستبدادية الشمولية و كذلك بعض دول الجوار و كل حسب اجندته السياسية و تصفية الحسابات اما مع الامريكان او لاطماع توسعية في المنطقة ، او عدم وجود عراق ديمقراطي فيدرالي اتحادي قد تكون الشرارة الاولى تلهب الانظمة الاستبدادية كافة في المنطقة ؟ و رغم كل هذه الاوضاع استقبل ملايين العراقيين في الداخل و الخارج بترحاب كبير اعلان المفوضية العليا للاتنخابات ، من اجل اشراكهم في العملية الانتخابية و لاول مرة منذ عقود طويلة لاجراء انتخابات حرة و نزيهة ، و لم تقتصر اهمية هذا القرار بالنسبة لكل عراقي اضطر للعيش في خارج البلاد رغما عنه في المساهمة في الانتخابات و انما ايضا فيما يعكسه من اعتزاز الوطن بابنائه الذين عاشوا خارجه مرغمين و ليس باختيارهم ، و ما يقربه من تعلق هؤلاء الابناء بوطنهم و تمسكهم بعراقيتهم متحدين ضد النظام الهمجي السابق الذي حملهم على ترك وطنهم و سعى الى الغاء مواطنيتهم . اما الذين في الداخل فتحدوا الارهاب و حملوا ارواحهم على اكتافهم و صوتوا للممثليين لهم ليمثلهم في البرلمان ، و ليحققوا لهم العيش الحر و الكريم من خلال دستور جديد تراعي حقوق جميع المواطنيين و تؤمن حق القوميات و الطوائف و المذاهب دون اقصاء اي طرف على حساب طرف آخر ، من خلال الدستور الجديد ، و ان التجربة الفيدرالية في كردستان العراق خير دليل على العيش الحر و الاتحاد بين الشعوب العراقية ، من خلال استقرار امني و تطور اقتصادي و علمي متطور نسبيا مقارنة مع باقي اجزاء العراق . اذا من خلال الانتخابات و افراح الشعب العراقي بفوز منتخبها الوطني و كذلك الطرب و الغناء ، يدل ان الشعب العراقي موحد و لا فرق بين السنة و الشيعة و الكل يريد عراق ديمقراطي اتحادي فيدرالي آمن ؟ اما السياسيين و كما قلنا يفككون العراق و يدمرون البنى التحتية اما بسبب حساباتهم الضيقة او خدمة لبعض الانظمة الاقليمية و الدولية ؟ اذا فانقاذ العراق يبدأ اولا من العراق و من ثم قد يكون للدول الاقليمية و الدولية دور في الانقاذ ؟
#بافي_رامان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب
-
تركيا بين كماشة الجيش و العلمانية المزيفة
-
الحكم بعد المداولة
-
الارهاب................... و الانظمة الاستبدادية؟
-
هل الوطن اولا؟ ام الكرسي؟ في ظل مخططات النظام السوري الاستبد
...
-
اخاف على وطني من العدو الداخلي؟
-
النظام السوري بين الشعارات الغوغائية و الممارسات العملية
-
تركيا بين احلام العثمانيين من خلال الجيش و ما يسمون انفسهم ب
...
-
الطبقة العاملة تحتفل بعيدها في ظل الارهاب المنظم؟
-
يوم الصحافة الكردية تصادف يوم تزيف الانتخابات السورية
-
لعبة الانتخابات في الدول التي تتقاسم كردستان
-
عامودة مدينة المظلومين و الهاربين من الظلم؟
-
مسرحية الانتخابات النيابية في سوريا ؟
-
دوروسائل الاعلام على الراي العام ؟ 2
-
يوم الاول من نيسان يوم الضحك على الذقون و مقدس عند النظام ال
...
-
دور وسائل الاعلام على الرأي العام ؟(1
-
استراتيجية النظام السوري الاستبدادي في الحياة؟
-
المرأة بين حجاب السلفيين ؟ و الاتجار بافلام الخلاعية؟
-
تلاحم الحركة الكردية في سوريا ضرورة تاريخية؟ ام مجرد فنتازيا
...
-
الارهاب الفكري وتراث البعث السوري
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|