أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الجندي - الإدارة الأمريكية والسعودية















المزيد.....

الإدارة الأمريكية والسعودية


محمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 611 - 2003 / 10 / 4 - 06:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

علاقة الإدارة الأمريكية بالسعودية بدأت بالثلاثينات من القرن الماضي حين التقى الرئيس الأمريكي السابق روزفلت بمؤسس المملكة السعودية عبد العزيز آل سعود.
حصلت الإدارة الأمريكية على البترول السعودي منذ ذلك الحين، تنقيباً واستثماراً، وتسويقاً. وترعرعت المملكة الفقيرة بالعائدات البترولية شيئاً فشيئاً. كانت كلفة برميل البترول السعودي، ولاتزال، هي الأرخص في العالم.
 
الموارد البترولية كانت شحيحة على الأطراف العربية رغم غزارة البترول، ورغم ضخامة الاحتياطي البترولي العربي. وقفزت هذه الموارد قفزة كبيرة لصالح الاحتكارات البترولية الأمريكية بعد حرب 1973 العربية ـ الإسرائيلية لصالح الاحتكارات البترولية الأمريكية، لأن موارد هذه الدولة قفزت إلى سبعة أضعاف موارد البلدان المنتجة.
ونعمت المملكة بزيادة الموارد، وخصوصاً على الصعد الفردية لأن الأمراء والشيوخ صارت لهم أرصدة في البنوك الأمريكية بوجه خاص،وأيضاً على صعيد البلد حيث تحسنت أكثر فأكثر الخدمات (الصحية، التعليم، السكن، إلخ)، وهجوم الاستهلاك على المنتجات الحديثة (السيارات، الأدوات المنزلية والمكتبية المتطور، إلخ) والمؤسسات الإعلامية الكبيرة للإعلام المرئي والمسموع.
كما نعمت الاحتكارات الدولية أيضاً، حيث أصبحت منطقة الخليج ساحة تصريف ضخمة لمختلف المنتجات، ومن الجملة المنتجات العسكرية، وبقرة حلوب لمختلف التعهدات المجحفة بشكل مضاعف، بسبب رشوات الأمراء والشيوخ من جهة، وإجحاف الاتفاقات بالأصل من جهة أخرى.
ونعمت البنوك الدولية، حيث ملئت بالأرصدة السائلة، التي تعتبر ميتة، ميتة لأن سحبها يخضع لقيود عديدة قديمة ومستجدة، ولأن البنوك تتصرف بها، وكأنها ملك لها، ولأن التضخم النقدي المتصاعد عمودياً يذيب القيم الشرائية المختزنة فيها.
ونعمت الإدارة الأمريكية أيضاً لأن الأرصدة المتوفرة والتي تتوفر مع استمرار إنتاج البترول هي احتياطي لها من أجل تنفيذ مخططاتها الدولية والإقليمية، ففي أيام الاتحاد السوفييتي دعم هذا الاحتياطي مختلف الرجعيات الإفريقية في الكونغو وأنغولا وغيرها،  ودعم الكونتراس، أي المرتزقة المحاربة ضد نظام نيكاراغوا السابق في أمريكا اللاتينية، ودعم الأصوليات في المنطقة العربية من المغرب وحتى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعم بوجه خاص دعماً قوياً بمليارات الدولارات لما سمي بـ «الجهاد» الأفغاني ضد النظام التقدمي في أفغانستان، وأدى ذلك كما نعلم إلى تدمير هذا البلد الفقير المدمر بالأصل.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي دعم الاحتياطي المذكور الأصوليات في جمهوريات أسيا الوسطى، وفي المناطق الروسية ذات الحكم الذاتي (الشيشان، داغستان، إلخ). وكان قد دعمها من قبل وساهم ذلك في انهيار الاتحاد السوفييتي، ودعم النزاعات الطائفية والعنصرية في جمهوريات يوغسلافيا، وساعد ذلك في تنفيذ مخططات الإدارة الأمريكية في تمزيق يوغسلافيا
ودعمت الإدارة الأمريكية بالاحتياطي المذكور مختلف التشكيلات الأصولية في الولايات المتحدة وفي أوروبا، لكي تكون مصدر تحريك في بلدانها عند اللزوم، وخصوصاً في البلدان ذات الأنظمة غير المرغوب فيها.
واستخدمت الإدارة الأمريكية الاحتياطي المذكور من أجل إقامة قواعد مجانية في الخليج، ومن الجملة في السعودية وليست القواعد مجانية فقط، وإنما يتم الإنفاق عليها من الأموال البترولية.
ومولت الإدارة الأمريكية حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران بالأموال البترولية، ودفعت بلدان الخليج جزءاً هاماً من فواتير حرب الخليج الثانية ضد العراق.
وكانت الإدارة السعودية في كل ذلك سباقة، على حساب بترولها، وعلى حساب مصالح شعبها، وعلى حساب سيادتها في بلدها.
وبعد كل هذا تأتي الإدارة الأمريكية اليوم، وتتهم السعودية اشكالاً وألواناً، تتهمها باللاديمقراطية، ولكن النظام السعودي ليس جديداً على الإدارة الأمريكية، فهل رأت اليوم فقط أن النظام أوتوقراطي، تقليدي يضطهد المرأة، ويقوم بممارسات القرون الوسطى، بالجلد وبالإعدام بالسيف، عدا انتهاك الحقوق البسيطة للإنسان، مثل انتهاك حرية الإنسان الشخصية حتى في بيته؟ وتتهمها بالاشتراك في النشاطات الأصولية الإسلامية .
طبعاً، اشتركت الإدارة السعودية حتى أدنها بالنشاطات الأصولية من الفلبين، ومروراً بنيجيريا، وكوسوفو والبوسنة وحتى الولايات المتحدة، ولكن كان ذلك دوماً بدفع من الإدارة الأمريكية، وبمباركة منها، من هو ابن لادن؟ ألم تصنعه الإدارة الأمريكية؟
والآن، عندما تتجه قطاعات أصولية ضد الولايات المتحدة بشكل أو بآخر، تكون المسؤولة هي السعودية؟
إن الإدارة الأمريكية تعرف أكثر من أي أحد، أن الإدارة السعودية بريئة براءة تامة من أي نأمة عداء للإمبريالية الأمريكية، وتعرف أكثر من أي أحد، أنها مدينة للإدارة السعودية بأمور لا حصر لها. لقد كانت أداة هامة في انحسار المد التقدمي العربي في ستينات القرن الماضي، وفي إعطاء دفع كبير وأساسي في المد الرجعي في المنطقة العربية بعد حرب حزيران 1967.
أيضاً، لولا الإدارة السعودية ما كان بالإمكان تجنيد الأصولية الأفغانية والعربية ضد أفغانستان ولا ضد الجزائر، ولا ضد مصر ولاضد يوغسلافيا، إلخ.
هل انتهى دور الإدارة السعودية وتريد الإدارة الأمريكية التخلص منها؟ ولحساب من؟
الإدارة الأمريكية كانت تريد من غزو العراق البداية لإعادة الاستعمار القديم، حيث تسيطر هي وإسرائيل مباشرة في المنطقة دون أي شراكة أخرى, ولايهم الإدارة الأمريكية في هذه الحالة رد الجميل للإدارة السعودية، يمكن أن تحول المملكة إلى نوع من الإدارة الذاتية، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة العربية، أو في الشرق الأوسط.
لكن العراق ما زال حتى الآن غير قابل للابتلاع، رغم احتلاله وكذلك الأمر بالنسبة للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وربما تحسب الإدارة الأمريكية أن شعوب المنطقة تستعد لنفس المواجهة آجلاً أو عاجلاً، وهذا يكلف الإدارة الأمريكية الكثير اقتصادياً وداخلياً ودولياً.
ورغم ذلك فإن الإدارة الأمريكية لن تتخلى غالباً عن مخططاتها، ولكن تجربة العراق تجعلها تغير أسلوبها، فبدلا ًمن الاحتلال المباشر تجعل إدارات بلدان المنطقة تساعدها على الاحتلال، وهذا ما يحدث منذ زمن بعيد، ولكن ستزداد الوتيرة.و في هذه الإطار يدخل التهديد ضد السعودية.
■ محمد الجندي

 

قاسيون



#محمد_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راشيل كوري
- الباب المفتوح الإرهاب الجيد والإرهاب السيء


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الجندي - الإدارة الأمريكية والسعودية