|
اقتحام الأمم المتحدة في حرب تحرير العراق السبب والتوقيت
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- لو كانت الامم المتحدة محايدة مائة بالمائة ولم تخضع للنقود الانكَلوامريكي لقلنا هذا الاقتحام مقبول. - ولكن (وللاسف) يغلب على قراراتها الكيل بمكيالين سيما في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي. ويقف وراء ذلك قوة الدولار ونفوذ الدولار والتهديد بالامتناع عن تقديم مساهمة الولايات المتحدة المالية..! تعامل امريكا وعجرفة ممثلها الدائم فيها غير مستحب ولا مقبول من الدول ذات المصلحة وهي عضواً .. هذا يجعل محبي العراق ودعاة السلام متحفظون على مثل هذا القرار وقبول قدوم قواتها لتاخذ بزمام الامور من الامريكان وحلفائها الفاشلين تماماً باعتراف قادة الحزب الديمقراطي وممثليهم في مجلس الشيوخ وغيرهم كثيرون من اصحاب الرأي والنفوذ الامريكي والعالمي. العراقيون بعد تجربة الاحتلال وطغيان الفرس العجم ونسله ومن يصلهم الطعام الدسم والتومان الممزوج بالدعاء اصبح العراقي العربي شيعي وسني نعم اصبح حساساً في موضوع وجود أي اجنبي وكيف وذبح من شهدائه ستمائة الف شهيد بيد جند الاحتلال والمرتزقة والمليشيات الكافرة.. وان كان هذا كثير عند بعضهم ولكن عندي وعند كل الشعب فداء للعراق. اصبح اطفال العراق مرعوبين لدرجة انهم يتخيلون الحبل وكانه حية !! قبل سنتين نشرت لي جريدة الزمان مقالاً شرح الجانب القانوني من وجوب تمسك العراق باتفاقية جنيف الرابعة وان مصلحة العراق امام الجثث والدماء وسكوت الاحتلال وتجنب واجبه وفق هذه الاتفاقية.. وعن مسؤوليته الكاملة في توفير الامن للعراقيين بل انهم اصبحوا يشجعون بعض المليشيات بتوجيه ضربات وحشية لتفزيع اهل السنة من مناطق سكناهم وقد قامت المليشيات وجيش المهدي بكل شئ يؤذي النسيج العراقي وقد نجحوا بتهجير سبعة ملايين .. منهم اربعة توزعوا على دول الجوار ومصر وتركيا مهجرين داخل العراق معظمهم في شمال العراق رغم كل ضوابط الاقامة التي يتبناها حزب الوطني الديمقراطي الكوردستاني ودعوت في مقالي هذا ان طلب تدخل الامم المتحدة فيه نفع للعراق ..ولقد نشر هذا المقال على موقعه http://www.kitlawform.com وتلقيت ردود كثيرة ومنها قاسية تتهمني بان اضع العراق تحت احتلال دولي بدل الاحتلال الامريكي وبهذا لا يمكن خروجهم بل وسيذوب العراق مستقبلاً من على الخارطة كدولة. اليوم وبعد سنتين اجد نفسي لازلت اميل على تدخل الامم المتحدة بالقرار السياسي العراقي وذلك للاسباب التالية: اولاً : لا جدوى بالمطلق من جدية الحكومة الحالية بالحوار الحضاري فهي تعتقد انها اقوى مركزا بالدعم الايراني من ان تستجيب الى حوار عقلاني حقيقي مع الهاشمي ولماذا يقبلون به حتى لو اخذ الرئيس الطالباني وكل المعتدلين وضع ثقلهم للتفاوض مع الدكتور طارق الهاشمي وهي مطاليب عادلة ونقيضها الظروف وتبررها شدة الخسارة البشرية وفقدان الحرية والعدالة ونهر الدماء الجاري لهذه الفئتين مع استمرار توزيع الجثث. ايعقل ان الحكومة لا تشارك الشعب ان اطلاق سراح المعتقلين الذي مضى عليهم مدة طويلة دون تحقيق ..!! ولا تقبل الحوار بشأنهم ايعقل ان الحكومة لا تشعر بخطر الطائفية والمحاصصة التي هي ام الكبائر وزارعة الفرقة وتسيس الدين .. بحيث انها تتنكر لوعدها بتعديل الدستور وترفع كل المواد التي كرست هذه الحالة الكارثية سواء طائفية او محاصصة. ايعقل ان الحكومة والقائمة التي اسند اليها بتشكيل حكومتها وبقائها باكثرية برلمانية وعهد موفق من ساسة الميدان الاكراد ان خطر المليشيات يهدد كل العراق وكل الطوائف بما فيهم اتباع آلـ البيت من اصل ايراني. ثم ماقيمة جميع هذه المليشيات امام جيش حديث مجهز كاملاً يؤمن بقائد لا يتاثر الا بمصلحة الوطن العليا وبعيد عن الطائفية والولاء لدول الجوار. وان الواقع ان خرخشة السلاح وازيز الدبابات على حدود العراق الشمالية تضع كل العراقيين بخوف رهيب من ذهاب الشمال بكماله الى تركيا ولسوف يقضمون الارض والثروة مع البشمركة ثم ترجع للقتال (بحرب عصابات) جديدة .هذه حقائق لا يمكن ان اصدق ان القيادة السياسية الحالية لا تعرف واقعا ولا تقدر خطورة وجود المليشيات.. كيف لدولة مجاورة ان تحترم سيادة دولة مكونة من مليشيات وهم بمثابة حكومة داخل حكومة وهل ايعقل... حكومة تحترم نفسها وتريد الغير ان يحترمها وهي عاجزة عن ايصال الماء والكهرباء الى شعبها مما اضطر اهل الجنوب على الخروج بمظاهرات حاشدةولا زالوا يتظاهرون في الجنوب .. ماذا جرى لهم .. هل تصل شهوة الحكم لدرجة ان تصبح اذانهم من طين وعجين..!!حتى اصبحوا قوم صم بكم لا يفقهون ولا يكترثون. نحن المعتدلين نشعر بان علينا ان نقارن مابين ماهو الان على الساحة وغزارة الدماء وشدة القتل بالناس والضرر بهم وبين ماقد يحصل عند مجئ قوات الامم المتحدة ذوي القبعات الخضراء. بكل صراحة اقول عند المعتدلين وانا منهم سيأتون الى العراق كسيارات مطافئ تريد ان تطفئ نيران متعددة :- أ- نيران الطائفية والمحاصصة. ب- نيران صلاحيات 120الف جندي امريكي بالقتل العشوائي وعزل المدن والمحلات وباجندة اسرائيلية فكرت انها كانت ناجحة في الضفة والقطاع .. ولكن هيهات .. لا في العراق ولا في غيره اذ ان الشعوب قد تقهر وقد تغفو ولكنها لا تموت ..وكل الدول الان خرجت من احتلال بعضها لبعضها والان اصبحوا دول متحالفة ذات اقتصاد اوربي متعاون وقوانين متشابهة وعملة واحدة .. هذا هو التطور العالمي ويجب ان يكون بكل المعمورة ولا يقتصر على جزء كما اني اعتقد انه يجب ان يشمل المنطقة العربية والوسطى: ان القرار القادم الذي ستصدره الامم المتحدة والذي سيخضع له العراق سيكون قراراً جماعياً بمثل شرعية دولية تجل ان اتهمت بانها ذات الحرية الشخصية بالاقدام عن تطبيق اتفاقيات لا يمكن اتهامها ستعمل بغير مبادئها للحرية والاستقرار والالتزام باتفاقيات جنيف والعهد الدولي ومعاهدة لاهاي وكل الاتفاقيات التي تحرص على الحفاظ على الحدود الادنى لحقوق الانسان والشعوب. ان هذا القرار سيضعف نفوذ امريكا (الطائشة) كثيرا ويصعب عليها ان توزع شرها على العراق بشكل فوضوي وتستمر بالكذب والخداع وايجاد اسماء لخططها مثل الشتاء الحار ويد العقرب وكلها كذب وكلها فاشلة اما مقاومة العراقيين الوطنية وهي باقية وسوف تستمر وتتوسع على مر الزمن .. فعلينا ان نكون واقعيين وان مجئ قوات الامم المتحدة.. سيقلب الاوضاع تماما فلا مكان للطائفية ولا لأي شئ يشابهها وسيرجع قوة القانون على الاقل الى ماكان عليه سابقا ويبعد عنه أي ولاء لغير العدالة وستحل المليشيات لان قوانين الامم المتحدة لا تقر بوجود سلاح غير سلاح السلطة وسلاح القوات الدولية .. هذا طبعا املنا بالله وبزيادة وحدة المقاومة الوطنية وزيادة تلاحم الشعب والحفاظ على نسيجه الطبيعي لا فرق بين شيعي وسني وكردي واي من الاقليات .. يعملون جميعا على ابعاد النفوذ الايراني . غدا سنرى كيف حال كتل سياسية هي مستفيدة من مصائب العراق وذهاب الشهداء بالمئات يومياً وسيجن جنونهم ضد مجئ قوات الامم لا حبا بالعراق بل حفاظاً على مصالحهم وابقاء النفوذ الايراني وبقاء مصالحه. ولا مستعان للعراق سوى الباري عزوجل وقوة الشعب ورفضه لحالة الفوضى الحالية
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقف الاحتلال مندهشاً فارغ الطعم!! من رفض العراق للطائفية..!!
-
الدكاكين السياسية في لندن...ونتائجها...
-
العواطف المبطنة ذات أهداف متعددة
-
أيمكن لبرلمان العراق تشريع قانونا يحرم فيها الطائفية!!!
-
قدرة حكومة المالكي العسكرية للتفرد في مسؤولية الامن
-
أمراء الحرب بالعراق .....الطائفية لهم الغذاء والوسيلة
-
طارق الهاشمي كرة سلة.. يتناوب على تداوله يدي الحكيم والمالكي
...
-
أقتراح مبارك عن تصوره للحالة السياسية العراقية ليس كفرا
-
بعض التيار الصدري يعتقد إن رئيس الوزراء أيماماً لا يشور ! (إ
...
-
هي بغداد ممددة على شواطىء دجلة الخير أذ أفترسها الاحتلال
-
المرتزقة ..القتلة المأجورين..دورهم في العراق
-
دولة الرئيس فك ياخه عن الشعب
-
القافلة السياسية في العراق الى أين تسير؟
-
نحن وإسرائيل !!!إرادة الشعوب فوق إرادة الأنظمة ونفوذ النفط
-
عدالة تغرق في لَجَّ غطرسة امريكية -سجن غوانتانامو
-
العراق في حالة ترديه اليوم يحتاج رجال دولة حقيقيين
-
أيام كان للقضاء شرف وهيبة
-
الوضع السياسي العراقي .... حروف نضع عليها نقاط …
-
ادلة الاتهام والاخذ بها في القضايا السياسية
-
إلا ينتهي مسلسل تفجيرات ..... الموت والدمار!
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|