أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه















المزيد.....

ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد نفخ ٱللّه من روحه فى بشر وحش:
"وَنَفَختُ فِيهِ مِن رُوحى" 72 ص.
فصار ٱلبشر ٱلوحش بما نُفخ فيه من روح ٱللّه ءادمًا ثمّ إنسانًا فأتى له تأييد بروح ٱلقدس:
"وإذ أيَّدتك بروح ٱلقدس تُكلِّم ٱلنَّاس فى ٱلمهد وكهلاً وإذ علَّمتك ٱلكتٰب وٱلحكمة وٱلتورـٰة وٱلإنجيل" 110 ٱلمائدة.
"وَءَاتَينَا عِيسَى ٱبنُ مَريَمَ ٱلبَيِّٰنتِ وأَيَّدنَٰه بِرُوح ٱلقُدُسِ" 253 ٱلبقرة.
وبيّن ٱللّه فى كتابه أنّ ٱلذين يتبعون عيسى سيتفوقون على ٱلذين يكفرون به:
"وجاعِلُ ٱلَّذينَ ٱتَّبَعُوكَ فوقَ ٱلَّذينَ كَفَرُوۤا إلى يومِ ٱلقِيٰمةِ" 55 ءال عمران.
فعيسى هو ٱلمثل على ٱلإنسان ٱلخليفة بأسمآء ٱللّه ٱلحسنى ٱلذى لا يقول للناس أنِّى إلٰه من دون ٱللّه ولا ولد له بل يقول أنا ٱبن إلٰه يعبد ٱللّه ولا يفسق عن أمره وبه يعمل:
"ومآ أرسلنا مِن قَبلِكَ مِن رسولٍ إلا نُوحِىۤ إليهِ أنّهُ لآ إلٰهَ إلاۤ أنا فٱعبُدُونِ(25) وقالوا ٱتَّخّذَ ٱلرَّحمٰنُ ولدًا سُبحٰنَهُ بل عِباد مُّكرَمُونَ(26) لا يَسبِقُونَهُ بٱلقولِ وهُم بِأمرِهِ يَعمَلُونَ(27) يعلمُ ما بينَ أيدِيهِم وما خَلفَهُم ولا يَشفَعُونَ إلا لِمَنِ ٱرتَضَىٰ وهُم مِّن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ(28) ومَن يَقُل مِنهُم إنِّىۤ إلٰه مِّن دونِهِ فَذَٰلِكَ نَجزِيهِ جَهَنَّمَ كّذَٰلكَ نَجزِى ٱلظَّٰلِمِينَ(29)" ٱلأنبيآء.
فٱلرسول إلٰه بعون ٱللّه له فيما يقول. أما مَن يقول منهم أنّه إلٰه من دونه فيظلم نفسه بجهلٍ وبقوله ٱلجاهل يُجزى.
كذلك هو حال غير ٱلرسل من ٱلناس. فعندما يزعم أحدهم بألوهة من دون ٱللّه يكون ظالما لنفسه وجاهلا وظنونا كفرعون:
"وقال فِرعَونُ يَٰۤأيُّها ٱلمَلأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِّن إلَٰهٍ غَيرِى" 38 ٱلقصص.
فهو يستند فيما يزعم ويظنّ على ما يملكه:
"ونادىٰ فِرعَونُ فى قومهِ قال يَٰقومِ أَلَيسَ لِى مُلكُ مِصرَ وهٰذه ٱلأنهَٰرُ تَجرِى مِن تَحتِىۤ أفلا تُبصرونَ" 51 ٱلزخرف.
وهو ما يفعله ٱليوم ملوك وأمراۤء ٱلمسلمين ٱلبخاريين وٱلجعفريين.
أما عيسى فيختلف قوله وهو يقول موكّدًا:
"وقال ٱلمسيح يٰبنىۤ إسرٰۤءيل ٱعبدوا ٱللَّه ربِّى وربَّكم" 72 ٱلمآئدة.
"إِنَّ ٱللَّه ربّى وَرَبُّكُم فٱعبُدُوهُ هذا صِرٰط مُّستَقِيم" 51 ءال عمران.
فهو لا يزعم بألوهة من دون ٱللّه وهو ما يبيّنه جوابه على سؤال ٱللّه له:
"وإذ قالَ ٱللّهُ يَٰعيسى ٱبنَ مَريمَ ءَأنتَ قُلتَ لِلناسِ ٱتخذونِى وأُمِّىَ إِلَٰهَينِ مِن دونِ ٱللّهِ قال سُبحَٰنَكَ مَا يكونُ لىۤ أن أقولَ ما ليسَ لِى بحقٍّ إن كُنتُ قلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تعلَمُ ما فِى نفسِى ولآ أعلمُ ما فِى نفسِكَ إنَّكَ أنتَ عَلَّٰمُ ٱلغُيُوبِ" 116 ٱلمآئدة.
فهو لم يزعم بألوهة من دون ٱللّه ولا بربوبية تستند إلى ملكية من دون ٱللّه. فمن يتبع عيسى ٱلإلٰه ٱلابن يعلو ومَن يتبع فرعون ٱلكافر يفسق وينخفض إلى ٱلأرض:
"فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُم كَانُوا قَومًا فَـٰسِقِينَ" 54 ٱلزخرف.
ومَن ينظر فى مجتمعات ٱلناس يرىۤ أنّ ٱلذين يتبعون عيسى وروح ٱلقدس ٱلذى يؤيده هم ٱلأعلون فى ٱلأرض. وأنّ ٱلذين يكفرون بمَثَلِهِ هم ٱلمنخفضون ٱلذين يفسقون ويطيعون فرعون وزعمه بألوهة من دون ٱللّه.
لقد قامت قيامة بعض ٱلناس مِنَ ٱلذين يزعمون ٱتباع كتاب ٱللّه على ما جآء لى من قول عن ألوهة ٱلإنسان ٱلابن. وجميع ما قدمته من كتاب ٱللّه يبيّن أنّ ٱلقول بٱلابن وبٱلألوهة وبٱلربوبية للإنسان هى قدرات علمية ومعرفية يملكها بما فيه من روح ٱللّه. وهو بتأييد ٱللّه له بماۤ أرسله له من روح قدس يستطيع تنزيله فى نفسه فيجعله قوّة تأييد لما فيه من روح.
أما زعم ٱلبشر بألوهة من دون ذكر لروح ٱللّه فيه فهو كزعم فرعون ٱلذى يستند فى زعمه على ما يملك وما يجرى من تحته من أنهار. لقد زعم بألوهته على ملإ مصر بفعل ملكيته وسلطته عليهم وقد نسىَ نفخ روح ٱللّه فيه فظنّ أنّه إلٰه "من دون ٱللّه".
لقد ثارت ثورة ٱلذى ينادى بٱلثوابت ٱلإيمانية وهو لا يذكر أنّ ٱللّه قال عن نفسه:
"يَسئَله مَن فى ٱلسَّمٰوٰت وٱلأرض كلَّ يومٍ هو فى شَأنٍ" 29 ٱلرّحمٰن.
وقال عن ٱلأشيآء:
"كل شىء هالك إلاّ وجهه" 88 ٱلقصص.
فكيف بٱلمفاهيم؟ ألا يكون لها شأن جديد؟ ألا تهلك كٱلأشيآء؟
فٱلذى ثارت ثورته من أجل ٱلثوابت لا تقرّ نفسه بسنّة ٱلتطور ٱلتى بيّنها قول نوح:
"وقَد خَلَقَكُم أطوارًا" 14 نوح.
وهو يقول بٱلثابت ٱلإيمانىّ وٱللّه يقول أنّ كتابه متشابه:
"ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحَسنَ ٱلحديثِ كتٰبًا مُّتشٰبهًا" 23 ٱلزمر.
فكلمة "متشابه" تظهر أنّ ٱلمعلومة ٱلتى جاۤء بها ٱلبلاغ عن ٱلحق ٱلشيئىّ تشبهه. وتبين أنّ ٱلبلاغ يشبه ٱلحق فى كلّ طور نظرى وعلمىّ يوصل إليه ٱلإنسان ٱلناظر. فٱلكلمة ترمز لما تريده ٱللّغة ٱلفصحى بكلمة "نسبية". فهى تدلنا على حركة فى مفاهيم ٱلناس لا تتوقف ولا تثبت. كما تدلّ علىۤ أن ٱلقول بإيمان ثابت ينقض ٱلتشابه ولا يصدّق به. فدليل كلمة "متشابه" هو فى دليل ٱلفعل "شبه" ٱلذى يدل على ٱلتماثل بين أمرين فى ٱلمظهر. وٱلأمران هما ٱلمعلومة ٱلتى جاۤء بها ٱلبلاغ ٱلعربىّ وكذلك نظر ٱلناظر وٱلحق ٱلشيئىّ.
لقد تشابه لحملة ٱسم مسلم ٱلأولين أنّ ٱلإنسان لا يخلف ولا يتأله لا بعون ٱللّه ولا من دونه. وهذا ما وصل إليه إدراكهم وهم عنه مسئولون. أماۤ أن يكون ما وصل إليه إدراكهم ثابت لنا يمنعنا من تطوير إدراكنا وفهمنا للقول ٱلعربىّ فهو ما تدلّ عليه كلمة "يهود". فهل نثبت ونهود كما يطلب ٱلزاعمون بإيمان ثابت؟
أنا لن أترك نفسى تثبت على مفهوم إيمان ثابت. سوآء ءكان صاحب ٱلمفهوم سلف ميّت أم أنا. وستكون مسئوليتى فيماۤ أدركه وأفهمه من قول عربىّ يخضع لمفهوم ٱلتشابه وٱلأطوار ٱلنظرية وٱلعلمية. فلن يكون لى قول ثابت ولن أطلب من أحد أن يتبع ماۤ أقول. فكلّ نفس بما كسبت رهينة.
وأنا بما وصل إليه نظرى وفهمىۤ أقول أنّ ٱلإنسان بتأييد ٱللّه يكون ٱبنا وربًّا وإلٰها وله خلافة فى جميع أسمآء ٱللّه ٱلحسنى. ولن يكون له أىّ منها من دون طاعة لأمر ٱللّه وحده. فقد أمر ٱللّه عباده بقوله:
"قُـل سيروا فِى ٱلأرضِ فٱنظُرُوا كيفَ بدأَ ٱلخَلقَ ثمَّ ٱللَّه يُنشِئُ ٱلنَّشأَةَ ٱلأخِِرةَ إنَّ ٱللَّه على كل شىءٍ قدير" 20 ٱلعنكبوت.
فَمَن يطيع يعلم ويتطور علمه وإيمانه. ومَن يفسق لا يعلم ويبقى مفهومه عن ٱلإيمان ثابت فيهود إلى سلف موتى ليعلم منهم كيف يؤمن وينسى تكليفه بٱلنظر وهو حىّ.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمَن هو ٱلكتاب؟
- تعقيب وتوكيد
- موقف وتعقيب
- ٱلإنسان خليفة للّه وٱبن له!
- تعقيب على مقال -ٱلحلال وٱلحرام-
- ٱلحلال وٱلحرام
- شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل
- ٱلدِّين وٱلديمقراطية
- ٱلقُرءَان Al Qru-an
- ٱلفساد فى ٱلأرض
- ٱلديمقراطية ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ¤ ...
- ٱلشرع وٱلعلم
- ٱلتشابه
- لمن هو إسلام ٱلمسلمين؟
- أنا مؤمن إذن أنا ديمقراطى!!
- فطرة ٱلكلام وٱلفيزيآء
- ٱلقرءان وعلم ٱلفيزيآء
- تعقيب ثانى على مقال -كلّ شىء عنده بمقدار-
- ٱلكفر مرض لا شفآء منه!
- -كلّ شىء عنده بمقدار-


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه