|
كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:28
المحور:
القضية الكردية
( 2 – 3 ) مغالطات تضيف تحديات جديدة : لاعيب في الاختلاف والاجتهاد ولاخوف على أمة تتصارع الأفكار في هياكلها الاجتماعية وطبقاتها وفئاتها وأطيافها وتياراتها الفلسفية والسياسية فهي دليل تقدم وعافية ولكن الخطر المحدق ينبع من استبدال الصراع المنطقي والمنافسة السلمية كأسلوب حضاري انساني متبع في سياق التطور البشري منذ اكتساب الوعي والمعرفة بوسائل غير سوية خارج أطروقائع التاريخ المكتوب منه والشفوي الغالب وبعيدا عن الموضوعية باتخاذ فنون التزوير والتضليل قاعدة وحيدة ليس من أجل نصرة قضية أو احقاق حق أو رفع مظلمة أو دحر عدو أو هزم خصم وطني وقومي بل في سبيل – ويا للكارثة – خدمة مصالح الشخص الفلاني أو التيار الفلاني . نهج الاستمرار في الخطأ وعدم الاستجابة للحقائق والوقائع والمهام والتشبث بالأسماء والمسميات والأطر والمجموعات والعلاقات دفع القسم الأكبر الامعان في التهرب من الاستحقاقات الى سلوك الدروب الملتوية واللجوء الى أوراق زائفة وتقمص بطولات فارغة لاتستند الى أي دليل بما فيها من محاذير وأضرار وتاليا مضاعفة ولاء الطاعة للسلطة المستبدة حسب معادلة القوي والضعيف أو المجرد حتى من - أوراق التوت - في حالتنا الكردية . وهنا أرى أننا أمام مخاطر تحديات جديدة : أولا - حاجتنا الماسة الى لجنة من المؤرخين والمثقفين الوطنيين للحفاظ على تاريخ حركتنا الوطنية أمام محاولات تزويره اسما ونشوءا ومراحل وأحداث وأدوار أفراد وتطور . ثانيا – التصدي لمن يحاول استبعاد أسماء من قائمة المؤسسين الأوائل كائنا من كان ومن أي اتجاه سياسي كان أومنح أدوار وهمية لمن لايستحقها . ثالثا - هناك من يعتبر سهوا ميلاد الحركة الكردية بقيام أول حزب قبل نصف قرن والأصح أن الحركة القومية سبقت ذلك بعقود بأشكال شتى لامجال هنا الآن لسرد تجلياتها الثقافية وارهاصاتها العصبوية وتنظيماتها الفئوية المبعثرة في مناطق الجزيرة وجبل الأكراد وكوباني ومدن حلب ودمشق واصطفافاتها الاجتماعية كما أن هناك خلاف أيضا حول يوم ميلاد أول حزب كردي فقد كان الراحلان عثمان صبري وشيخ محمد عيسى ينفيان بشكل قاطع وجود يوم بعينه لاعلان الحزب ويعتقدان أن التأسيس شاهد اجتماعات ومحطات عديدة بين أشهر حزيران وتموز وآب من العام 1957 في حين نرى البعض يصر على شهر حزيران دون أي دليل أو برهان . رابعا – من الواجب تخطئة وادانة من يحاول المس بحقيقة اسم الحزب أول نشوئه وتبديله من الحزب الديموقراطي الكردستاني الى الحزب الديموقراطي الكردي لأسباب فكرية وسياسية واستخدام ذلك لصالح نهج معين . خامسا – يجب عدم السماح لمصادرة تاريخ الحزب والحركة على مبدأ نفي الآخر وشخصنة تراثهما والتفرد بملكيته الوحيدة المطلقة دون شائبة أو خطأ أو انحراف أو اخفاق في الماضي والحاضر وبصورة تعسفية والاحتفاء به وكأنه سلعة خاصة وليست جزء من تاريخ الشعب . سادسا - هناك من يرسم العلاقات القومية لحركتنا منذ نصف قرن وحتى الآن بصورة مبسطة ويؤرخها استنادا الى حادث عابر هنا أو مثال مختلق هناك دون عناء الالتفات الى تعقيداتها ومضامينها السياسية وتعرجاتها وثغراتها والمخفي منها وتأثيرات الأنظمة الغاصبة على توجهاتها وجوانبها الايجابية ويؤرخ لها انطلاقا من الذات وفي سبيل مصالح الذات الراهنة . سابعا – يجب وقف من يعبث بحقائق الأحداث عند حده وأن يدلي العارفون بشهاداتهم دون تحيز حول كافة الأمور المثارة مثل موضوع رفيقنا الشهيد الطيب الذكر – لطيف شاكر – في قرية – اللطيفية – الذي كانت هيئتنا الحزبية في قرية جمعاية التي تبعد عنها عدة كيلومترات باشراف الراحل سيد ملا رمضان مسؤولة عن تنظيمه مع رفيق دربه – اوسكي زاخراني – وهو حي يرزق وكذلك عن بناء خلايا تنظيمية في تلك المنطقة برمتها من القامشلي وحتى – تل معروف – و – شورا عمري - وعقد الاجتماعات المتواصلة في اللطيفية و – سيكركا – بفرعيه و – جرنك - و – خالد كلو – وكنا ثلاثة في الهيئة القيادية نتبادل الاشراف على خلايا المنطقة وفرقها وقد آلمني جدا ظهور بعض الحركات المصطنعة مؤخرا من جانب قيادة اليمين باختلاق وفبركة روايات مبالغة فيها تعوزها الصدقية واستغلال دم الشهيد الذي واكبنا مصابه الجلل منذ اللحظة الأولى لاستشهاده جراء لغم تركي على الحدود والى حين انتهاء مراسم الدفن والتعازي ولم نشاهد أحدا من هؤلاء – النشامى - الذين استذكروه بعد عقود . ( لنا عودة قريبة الى هذا الموضوع ) . ثامنا - تحويل الهزائم الى انتصارات والمهزوم الى بطل ! ( يبدو أنه أصبح موديلا رائجا في المنطقة ) والمأزوم الى موزع – النياشين – على رعيته عبر الكرنفالات المقامة بدعم فوقي مقر وواضح وليس بقوة واسناد ومشاركة أمواج بشرية من الجماهير الكردية فمن المفارقات الغريبة أن يقتصر الظهورالكاريكاتوري على مسرح الاحتفاء بالذكرى الخمسين لميلاد أول حزب كردي على من لم يكن ملتزما ب- منهاجه - السياسي ونظامه الداخلي ووفيا لاسمه ورسالته الكفاحية وصادقا حتى مع يوم ميلاده في يوم من الأيام ! هل احتفلوا بانجازاتهم العظيمة في تأمين حقوق الشعب الكردي ( عفوا الأقلية الكردية ) ؟ أم أنهم رقصوا طرباعلى أشلاء الحزب الذي شاركوا في تمزيقه عبر أساليبهم الخاصة من أربعة عقود ؟ نعم يحق لهم الاحتفال ورفع الرأس شامخا ازاء معاناة الكرد وارتداد معظم قيادات المجموعات الحزبية التي فاقت العشرين ولا يهم من يحتج أو ينسحب أو يستنكف أو ينتقد بل الأهم أن يكون – الزعيم – بخير لاننا نعيش فعلا عصر انحطاط يتراءى لنا الحزب في صورة فرد كما هو حال النظام المتقمص شخص الدكتاتور أو العكس . تاسعا - انتصارا للحقيقة يجب ايقاف ذلك القفز المتعمد حتى من جانب بعض المخلفات الشللية المنسلخة تباعا عن حزب آب التاريخي ( البارتي اليساري والاتحاد الشعبي ) على أحداثيات ودور وقيم وبرنامج وتأثيركونفرانس آب الذي انعقد في قرية جمعاية قريتي التي ترعرعرت فيها وكانت منطقة الجزيرة التي بقيت محافظة على – جيوب – تنظيمية رغم الأزمة وبخلاف المناطق الأخرى الأكثر حراكا في تلك المرحلة مرشحة للتصدي لمهام التجديد والتحول الى ساحة الكونفرانس المركزية اعدادا وتنظيما بمشاركة ممثلين لبعض المناطق الأخرى وخاصة قطاع الطلبة ذلك البعض الذي يسعى بين الحين والآخر بتجاهل احداثيات كونفرانس آب وآلياته وفي الوقت الذي لا ألوم هذا البعض كثيرا لسبب بسيط وهو عدم معاصرته لأحداث تلك المرحلة وانعدام دوره ومشاركته في نيل ذلك الشرف العظيم وأعني صنع تاريخ أهم مرحلة في تاريخ حركتنا ولكنني أطالب ذلك البعض بصدق بعدم قلب الحقائق أو اخضاع تاريخ تلك المرحلة للرغبات الذاتية والمشاعر الانتقامية وخاصة في مسألتين الأولى : ربط متعمد لحدث كونفرانس آب تحضيرا واعدادا وانجازا بصورة انتقائية خاطئة بالراحل الكبير عثمان صبري في حين كان في جميع مراحل هذا الحدث بعيدا بل وسجينا ولم يكن على علم بما حضر من جانب مجموعة ناشطة استطاعت أن تتحسس بآمال ومطامح الأغلبية الحزبية والوطنية وتضع أيديها على الجرح وكانت طليعتها المقدامة بحدود خمسة أشخاص جلهم لم يكونوا على معرفة شخصية بالراحل ( أغلبهم مازال على قيد الحياة ) ومجموعة أخرى أوسع كانت تختزن كل الصفات الصادقة الممزوجة بالخبرة النضالية الحريصة على سلامة الحركة تتجاوز ثلاثين شخصا بقليل حضروا الكونفرانس وهذا لا ينفي طبعا التقارب الفكري بيننا واعتبارنا – آبو - وبكل محبة رمزا لمسيرتنا النضالية في احدى مراحلها الهامة الأمر الوحيد الذي حصل قبل الكونفرانس بعام هو مفاتحة كاتب هذه السطورالسادة : آبو أوصمان وعبدالله ملا علي ورشيد حمو بموضوع أزمة الحزب بشكل عام وبعبارات حذرة بسبب وجود الشرطة خلال زيارتين متتاليتين لهم ( لم تتعد دقائق معدودة ) في سجن القلعة بحلب عام 1964 وبعد نجاح الكونفراس تم الاتصال بالراحل من قبل كاتب هذه السطوروعضو آخر في القيادة أيضا وعرض عليه استلام القيادة المرحلية كسكرتير للحزب وتم ذلك ومن ثم انتقلنا جميعا موحدين الى مرحلة المواجهة مع النظام بخصوص حقوق الشعب الكردي ومخطط الحزام العربي في أجواء الصراع بين اتجاهين فكريين سياسيين مختلفين في الساحة الكردية وليس التقاتل والتصارع بين أفراد وزعامات . أما الثانية اجترار البعض الآخر من هذه المجموعات وبين الحين والآخر وعندما تضيق به السبل شعارات ومنطلقات كونفرانس الخامس من آب التي رفعت قبل أربعة عقود دون الاشارة الى المصدر والمنشأ بل واعتبارها انجازا واكتشافا لنظرية جديدة على طريق الابداع والاصلاح والتغيير غير المستندة الى أي أساس . عاشرا - محاولة تشويه سمعة العمل التنظيمي الجاد والمفيد لاعادة بناء الحركة الكردية والحركة الوطنية في آن واحد خاصة بربط الحزب الأول بناء وتاريخا ومتابعة بتيارات اليمين الأكثر عداء لما هو تنظيم وعمل سري ونضال من أجل حقوق الشعب الكردي القومية وما عرف عن قياداتها من تهرب دائم نحو الخارج القومي كوسيلة لاعفاء نفسها من وظائف الداخل وتوجيه الأنظار الى غير محلها بناء على حقيقة توجهاتها الانتهازية اضافة الى رغبة السلطة الشوفينية وتكتيكاتها بخصوص الملف الكردي . حادي عشر – كان واضحا ان الذكرى الخمسين شهدت محاولات لاستثمار تيارات معينة لدقة وخطورة المرحلة الراهنة التي تشهد ركودا في عملية التجديد قد يكون الهدوء ما قبل العاصفة لتجنب تبعاتها وذيولها المحرجة مستغلة فراغ الساحة وغياب المبادرات والمشاريع الناهضة ووقوف السلطة بالمرصاد لكل من يعارض ويطالب بالاعتقالات والملاحقات .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية ( 1 – 3 )
-
خطاب القسم كرديا
-
الجميع في سورية امام الامتحان
-
تركيا القومية - الاسلامية ضد التحرر القومي
-
عتاب من موقع الصداقة
-
أيها الاسرائيلييون : صدقوا سعادة السفير
-
- الاسلام السياسي - الى أين ؟
-
هل سيغلب - طبع - النظام التركي منطق - التطبع - ؟
-
محكمة - نورنبيرغ - شرق أوسطية
-
في الذكرى الثانية لاستشهاد الخزنوي : لا تقتلوا الشيخ مرتين:
-
هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة
-
الى أنور البني ...... ضمير سورية الجديدة
-
موقع الكرد في الانتخابات السورية
-
اتفاقية - حلب - والتصعيد التركي
-
بيلوزي : رحلة في الظلام
-
قراءة في تحولات السياسة الامريكية
-
تحية وفاء للشيوعيين العراقيين
-
هل ستكون قمة الانفتاح الأولى على الكرد
-
بارزاني يمدد جسور الصداقة مع العرب
-
لمن نتوجه في ذكرى - هبة - آذار المجيدة ؟
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|