حزب الشعب الفلسطيني
الخميس 2/10/2003
كم احتجنا ونحتاج لجهود نفسية كبيرة نحن الأمهات لنلملم بعضاً من الهدوء والاستقرار النفسي لدى صغارنا عقب كل طلعة جوية لطيران سلاح الجو الاسرائيلي الاحتلالي الذي كان يقتحم وبكل همجية وعنف سماء بلادنا، سواء أثناء خروج الطلبة من مدارسهم مثلما حصل مع عائلة ابو كويك في الأمعري التي تفحمت الأم وأطفالها في سياراتهم عند عودتهم للمدرسة بعد "اخبارية" كاذبة عن وجود والدهم المطلوب في السيارة التي تقلها الأم يومياً لأخذ الصغار من باب مدرستهم الى باب منزلهم، أو عندما كانت طائرات اف 16 او اف 17 تهوي فوق المنازل الآمنة لدرجة ان الصغار كانوا يقفزون في احضاننا رعباً وقلوبهم الصغيرة تكاد ان تُخلع من أماكنها من شدة الخوف، أكثر ما كنا نستطيع ان نفعله لهم ان نرفع صوت التلفزيون او نقول لهم اغلقوا آذانكم حتى تنقلع هذه الطائرات من سماءنا بعد ان كانت تهوي بقذائفها على سيارةٍ لشاب مطلوب، او على مقرٍ من مقرات الأمن!، او تلقي بحمولتها على منزل من المنازل المأهولة، او على مكتب من مكاتب احدى قيادات شعبنا مثل ابو علي مصطفى.. أماعن صور ومشاهد الجرائم الفظيعة التي كانت تخلفها تلك الطائرات في نابلس او غزة مثلاً بعد عمليات الاغتيال الفاشية فكم كانت ترهبنا وتدمعنا تلك الصور للمجازر على شاشات التلفزيون، التي كانت تخلفها في المباني الآهلة بالسكان مثل حي الدرج في غزة بعد اغتيال الشهيد صلاح شحادة لأطفال ونساء وشيوخ عثر على اشلاءهم تحت الأنقاض!
وبعد، أيها الطيارون: كنا نتساءل بالفعل نحن الأمهات والآباء :
ماذا كنتم تقولون لأبناءكم، لصغاركم، لأمهاتكم، عند عودتكم بعد كل طلعة حربية جوية على بيوتنا وعلى صغارنا، هل كنتم تشعرون بنشوة النصر بعد هدم المنازل على رؤوس الصغار والنساء والشيوخ ! نجزم ب "لا" اذا كان لديكم صحوة ضمير! ومذكرتكم تشهد على دموع صغارنا!!
نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/