أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهش العراقي - الفاتحة على الطائفية















المزيد.....


الفاتحة على الطائفية


دهش العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 05:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك رواية يتداولها الناس مفادها ان فرقة تبشيرية جاءت الى إحدى المدن في جنوب العراق تنشر الدين المسيحي وتعلم الناس مبادئ هذا الدين وتحاول إقناعهم بالدخول به... وبعد دروس عديدة في التبشير بالدين الجديد لاحظوا ان مهمتهم نجحت وان الناس الذين تلقوا الدروس التبشيرية امنوا إيمانا لا رجعة عنه بالدين الجديد وأرادوا أن يتحققوا من نجاح حملتهم هذه لجؤ الى طريقة تعتمد على مفاجئة الناس بحدث ما ويراقبوا ردت الفعل لديهم ومدى تأثرهم بالمبادئ الجديدة.. فقاموا بإطفاء النور ليلا على هؤلاء المسيحيين الجدد بعد ان جمعوهم في مكان مظلم وما ان أعادوا النور حتى صاح الجالسون (اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد).. فرجعوا خائبين منكسرين من حيث أتوا بعد فشل مهمتهم... تذكرني هذه الرواية بجهود الطائفيين الجدد وأسيادهم المحتلين الذين أرادوا زرع ونشر الطائفية والتفرقة بين مكونات هذا الشعب الواحد.. فاخذوا يبشرون الناس بأفكارهم المريضة وحاولوا اقناع الناس ان الشعب العراقي عبارة عن مجموعات مشتته من المكونات الغير متجانسة.. يفرقهم الدين والقومية والطائفية ولا يمكن ان يكون هناك استقرار وهدوء بين هذه المكونات الا عبر تقسيم العراق الى دويلات على أساس طائفي... الجنوب الشيعي والوسط السني مع كردستان العراق في الشمال.. وتهجير بقية المكونات الدينية والقومية الى الخارج. راحوا يعزفون على هذه الأوتار ويحاولوا إقناع الناس بهذه الأفكار من خلال قنواتهم الإعلامية من صحف وفضائيات لا تعد ولا تحصى من كثرة أعدادها التي زودهم بها المحتل وأسيادهم من خارج الحدود تنادي بالطائفية والقومية فلم نعد نسمع كلمة عراق ولم تذكر مدينة او محافظة عراقية الا وتلتها مصطلح طائفي او قومي.. فحين يرد اسم محافظة او مدينة جنوبية أضافوا لها لقب الشيعية وكذلك مع مدن المنطقة الوسطى والغربية من العراق.. قمنا نسمع بالنجف الشيعية والرمادي السنية وزاخو الكردية وكأن العراقيين لا يعرفوا ان سكان النجف هم من المذهب الشيعي وان الانبار من المذهب السني وان زاخو مدينة كردية عراقية وتمادوا حتى اخذوا يطلقون ألقابهم الطائفية على أحياء المدن وخاصة في بغداد فلم نعد نسمع ذكر اسم لحي سكني إلا وأضافوا له لقب ((ذات الأغلبية الشيعية او السنية)) . ومع أبواقهم الإعلامية أطلقوا العنان لميليشياتهم الإجرامية تقتل وتهجر وتعتدي على الناس ليروق لهم الجو ويعيدوا توزيع المدن والإحياء السكنية على أهواءهم الطائفية والدينية المقيتة بعد أن سبقتها إجراءات سياسية من قبل سلطة الاحتلال وبمباركة هذه الأحزاب الطائفية والقومية حيث وزعت المناصب بينهم على أساس طائفي او قومي ..فالرئيس كردي واحد نائبيه شيعي والاخر سني وكذلك رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعي ولديه نواب أكراد وسنه وهذا ينطبق على مجلس البرلمان الذي يرأسه سني ويجلس على الميمنة نائب كردي وعلى الميسرة نائب شيعي.. وينحدر هذا التقسيم الى الوزارات التي تحولت الى وزارات شيعية وأخرى سنية وثالثة كردية وعلى هؤلاء الوزراء العمل بكل جدية وإخلاص من اجل تطهير وزاراتهم من الطوائف الأخرى وبأسرع وقت حتى باتت مقاييس النجاح للوزير تعتمد على جرأته ونجاحه في إتمام عملية التطهير الطائفي لا على الخدمات التي يقدمها لوزارته وللشعب.. واجبروا الناس الذين يريدون العمل بإحدى هذه الوزارات ان يستفسروا عن الوزارة التي يمكن ان تقبلهم حسب انتمائهم الطائفي لا على تخصصهم العلمي . وانطلقت فتاويهم تلاحق الناس وتتهمهم بالكفر والإلحاد إذا هم لم يقدموا على رمي يمين الطلاق على زوجاتهم المختلفة عنهم مذهبيا ووضعوا الحلول لشق هذه العوائل الهجينة وذلك بإلحاق الأطفال الذين يحملون أسماء دينية مع احد الأبوين الذي يتطابق مذهبه مع الاسم.. فالطفل الذي يحمل اسم علي او كاظم يلتحق مع احد الوالدين الذي ينتمي الى المذهب الشيعي وبقية الاطفال الذين يحملون أسماء عمر او سفيان يلتحق مع الاب او الام السنية.. والبقية من الاطفال الذين انعم الله عليهم باسماء لا تحمل طابعا دينيا يكون توزيعهم بالقرعة...........
وعلى مدى كل هذه السنوات العجاف التي تلت سقوط النظام البائد واحتلال الوطن وهم منهمكون في فرض نهجهم الطائفي المقيت على الوطن المنكوب باستخدام كل الطرق من قتل وتهجير وتزايد عدد الضحايا من العراقيين على أيدي عصاباتهم الإجرامية وتهجير الناس داخليا ونزوح ملايين من الشعب الى الخارج... تصوروا وصول مشروعهم الى ما خططوا له وان الناس صارت تتحدث بالانتماء الطائفي وان الحقد والكراهية التي زرعوها بين مكونات المجتمع وصلت إلى مدياتها بين الطوائف الدينية المختلفة وباتوا لا يتقبلون العيش سوية في حي او مدينة كما كانوا سابقا.. بعد هذا النجاح الذي تخيلوه لمشروعهم اخذوا يطرحون مشاريعهم السياسية من قبيل الفدرالية الطائفية ومحاولة تشريع قوانين تكرس لهذا المد المقيت..
جلسوا مبهورين معجبين بهذه الانجازات الكبيرة التي حققوها في شق صف الشعب بهذه الفترة القياسية وتحدثوا عن هذه المنجزات العظيمة التي لا رجعة عنها عند الناس... لكن لم يمهلهم هذا الشعب العريق بفرحتهم ..فما ان تعرض الشعب الى مفاجئة حتى توحدت صيحاتهم تردد (لا وطن الا العراق الواحد)...المفاجئة جاءت بعد فوز العراقية شذى حسون .. خرج العراقيون من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرقه الى غربه يحتفل بهذا الفوز الكبير وهم يرددون عراق ..عراق ..سنة وشيعة هذا البلد ما نبيعه... وهم لا يعرفون من تكون شذى حسون سنية ام شيعية كردية ام عربية.. وقبل هذا الابتهاج صوت لها شباب العراق بالملايين رغم ان هذا التصويت يكلفهم مبالغ مادية هم بحاجة ماسة لها وبدون أي دعاية انتخابية كما فعلوا في انتخاباتهم الصفراء .. خابت أمالهم وتباكوا على فشلهم الكبير وعقدت اجتماعات في واشنطن وبغداد تدرس هذا الفشل.. غيروا خططهم وقوادهم.. شجعوا مليشياتهم الطائفية على المزيد من القتل والتهجير والإجرام بحق الناس وتمادوا بهذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.. وعادوا ليفرحوا بكل هذه الانجازات التي حققوها خلال الفترة التي تلت والوحدة الوطنية التي أطلقتها شذى حسون وزفوا البشرى لسيدهم في البيت الأبيض وبعض دول الجوار وطلبوا منهم فرحين قراءة الفاتحة على جثمان العراق الذي لم يعد له وجود الا على الخرائط القديمة والكتب التاريخية.. ومرة أخرى يخرج لهم هذا الشعب العريق ليلطمهم لطمة قاتلة تنهي مشاريعهم التي جاؤوا من اجلها حين انطلق احد عشر عراقي يتراكض خلف كرة صغيرة ليضعها في مرمى دوله مجاورة شاركت في مراسيم قراءة الفاتحة على العراق... وما ان مزقت تلك الكرة شباك العدو حتى خرج العراقيين شيوخا وأطفالا .. نساء ورجالا سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين ..يزيديين وصابئة.. اكرادا وعرب وتركمان واشوريين.. في داخل العراق وخارجه ..خرجوا بموجات بشرية تتحدى الموت ..تتحدى الإرهاب والقتلة الطائفيين.. تتحدى قرارات منع التجول التي أصدرتها قوات الاحتلال... تتحدى كل العالم الذي اراد ان يقتل هذا الشعب.. خرجت تنادي بالروح بالدم نفديك يا عراق..مزقت كل الرايات السوداء والخضراء والصفراء ورفعت راية واحد تمثل العراق كله .. خرجوا مرتدين ورافعين هذه الراية التي رأوا بها وحدتهم الوطنية رغم حقدهم على النظام الذي صممها... خرجوا يهتفون وبصوت واحد ...عراق.... عراق... عراق.... لا وطن لنا الا العراق الواحد ...فالنقرا الفاتحة على مشروعهم الطائفي .........





#دهش_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الرفيقة سعاد خيري
- افعلها يا ابن موسى وارجع للحزب هيبته


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهش العراقي - الفاتحة على الطائفية