أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - إدوارد سعــــيد














المزيد.....

إدوارد سعــــيد


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 610 - 2003 / 10 / 3 - 04:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
مع أن العالم العربي قد فقد خلال عقد ونيف كوكبة عريضة من القمم الفكرية والسياسية والثقافية التي يصعب تعويضها إلا أنه يظل رحيل المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد يعد بمثابة خسارة كبيرة ذات طبيعة خاصة لا تعوض في وقت أشد ما يحتاج إليه شعبه الفلسطيني بوجه خاص وأمته العربية بوجه عام.

ولعل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش خير من عبر بدقة عن معنى هذه الخسارة الفاجعة في رثائه للراحل "لم ينجب التاريخ الثقافي الفلسطيني عبقرية تضاهي إدوارد المتعدد المتفرد، ومن الآن وحتى إشعار آخر بعيد، سيكون له الدور الريادي الأول في نقل اسم بلاده الأصلية.. من المستوى الدارج إلى الوعي الثقافي العالمي". بهذا المعنى يمكننا أن نورد أهم المزايا والخصوصيات التي يتفرد بها الراحل والتي تكسب خسارته دلالات خاصة: أولا: انه يعد من القلة من المفكرين السياسيين الذين بلغوا ووصلوا إلى العالمية في التنظير السياسي والإبداع الفكري من موقع التخصص الأكاديمي المغاير ألا وهو "الأدب المقارن" في حين عجز عشرات المثقفين العرب ممن يعدون أنفسهم مفكرين عن الوصول إلى هذا المستوى رغم انهماكهم الدؤوب في العمل السياسي المباشر أو في التخصص الأكاديمي السياسي أو الفلسفي. هذا إلى جانب نبوغه في حقل الإبداع الموسيقي. ثانيا: انه يكاد يكون المفكر الفلسطيني الوحيد إن لم يكن هو كذلك حقا الذي أنجبه شعبه الفلسطيني للدفاع عن قضيته بلغة سياسية يفهمها العالم، أي بفكر إنساني ديمقراطي عالمي رحب يفرض احترامه وتفهمه على المجتمع الدولي من مختلف الأوساط والجهات الثقافية والعلمية والأكاديمية، مثلما فرض احترامه على مختلف التيارات والقوى السياسية العربية دون استثناء. ولم يكن هذا الاحترام والمكانة الفكرية المتألقة التي تمتع بها إلا لأنه انتهج المصداقية في الدفاع عن قضية شعبه من منظور ديمقراطي ليبرالي إنساني عالمي متجرد من الازدواجية والكيل بمكيالين، فهو لم يتوان عن توجيه النقد اللاذع للممارسات الدكتاتورية داخل الأنظمة وداخل الحركات والتيارات السياسية العربية على السواء. وكان أفضل من عرّى وانتقد الاستبداد والفساد في السلطة الفلسطينية بمنتهى الصراحة وعلى نحو مكثف متواصل في الوقت الذي أحجم فيه العديد من المثقفين العرب والفلسطينيين عن خوض هذه المعركة بحجة التفرغ للهجمة الوحشية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، كما انتقد باقتدار وبحجج سياسية رصينة وواقعية اتفاق أوسلو.

ثالثا: إن أهمية صوت وأعمال المفكر إدوارد سعيد تأتي من موقع وجوده وإقامته في الدولة العظمى - الولايات المتحدة - التي تبشر بالقيم الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان في حين اتسمت سياساتها تجاه قضية شعبه على الدوام بما ينقض هذا التبشير بمواقفها الداعمة بلا حدود للنظام الأصولي العنصري في إسرائيل منذ إنشائها عام 1948 بالاغتصاب والقوة على أرض فلسطين وتشريد شعبها الأصلي. وهو بهذا من أفضل من عرّى وقوّض أسس وممارسات السياسة الأمريكية الرسمية في الخارج كما في الداخل المنافية للشعارات التي تنادي بها دون أن يغفل الطابع الديمقراطي للنظام الأمريكي حتى رغم التناقضات التي تتخلله ويموج بها. رابعا: رغم المسافة الشاسعة التي تفصله عن وطنه فلسطين من موقع إقامته بأمريكا إلا أن كتاباته في التعبير عن عذابات ومحن شعبه تميزت بشفافية مرهفة وحساسية وطنية - إنسانية عالية قلما نجد مثلها حتى لدى العديد من السياسيين والمثقفين العرب داخل العالم العربي بل حتى داخل فلسطين المحتلة. وبعد، فما أحوج النخبة السياسية والثقافية العربية وعلى الأخص الفلسطينية إلى نماذج من طراز الفقيد إدوارد سعيد دون الوقوع في شرك الازدواجية والانفصام في الشخصية في الحرب على الإرهاب والاستبداد معا في آن واحد أيا تكن الجهة التي تتبناهما ولو كانت من داخل صفوف شعبه!

 



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - إدوارد سعــــيد