نزال وطني اكبر واخطر يخوضه شعبنا باسوده عمال النفط ضد قوات الاحتلال وادواتها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

اذهل شعبنا البشرية على مدى عدة ايام ليس فقط بقدرة اسوده اعضاء الفريق الرياضي العراقي على الانتصار رغم كل ما يعانيه مع شعبه من كوارث تهد الجبال الرواسي بل وبقدرة شعبه على اجتراح ارقى واعظم اشكال الفرح الذي يطهر النفس البشرية من كل ما علق بها من ادران الفرقة والتمييز ويفجر فيها كل مكامن الحب والتأخي بين البشر ويستنفر كل الطاقات لتحقيق المزيد من الانتصارات وصولا الى تحرير الوطن والمساهمة في تحرير البشرية. وكشف هذا الفرح العارم الذي جسدته الجاليات العراقية في جميع انحاء العالم حقيقة الشعب العراقي الذي حاولت قوات الاحتلال تصويره بالشعب المتخلف الذي تمزقه الخلافات الطائفية والعنصرية والوحشية المفرطة في اساليب القتل ، بانه شعب بالغ التحضر وزاخر بالعواطف الانسانية قادر على تحويل الطاقة المتفجرة لحزن وألم وكبت عقود لم تشهد البشرية مثيلا لوتيرته وشدته واستمراره، الى فرح عارم يستطيع ان يغمر عموم البشرية ويعزز ثقتها بقدرتها على اجتياز جميع المحن والانتصار على اعدائها.
ارعبت انطلاقة شعبنا هذه قوات الاحتلال وحاولت تحطيمها قبل استكمال البطولة بضرب المحتفلين بالنصر الذي حققه اللاعبين العراقيين على كوريا الجنوبية بالتفجيرات الارهابية التي قتلت العشرات من الشبيبة التي انتصر شعورها بالفرح على الم الموت كما حصن الفرح مئات الالاف منهم من الخوف او التردد امام خطر الموت. فلم تجد بدا من الرضوخ امام هذا الجبروت الانساني الذي لم يسبق له مثيل. كما اضطرت معظم ادواتها على التراجع فلم تجرؤ الحكومة على فرض تاجيل البرلمان عطلته وما يعنيه من تأجيل اقرار قانون النفط في البرلمان الشرط الرئيس الذي وضعه بوش لاستمرارها بالحكم. وتأجيل النصر الذي صعد بوش وقوات احتلاله كل اسلحتهم الفتاكة من اجل التعجيل في تحقيقه لاقناع الكونغريس الامريكي بجائزة الحرب والاحتلال وكل التضحيات والخسائر: الهيمنة على ثاني احتياطي للنفط في العالم. ووجد اعضاء البرلمان بعطلة البرلمان وسيلتهم في التهرب من مواجهة الشعب من جهة والاسياد من جهة اخرى ولو الى حين. حيث يأمل الوطنيون منهم بتصاعد مقاومة الشعب العراقي للاحتلال ولقوانينه وفي مقدمتها قانون النفط ويامل الاتباع منهم بهبوط زخم الشعور الوطني الجارف مع الوقت وامكانية تمرير القانون والاحتفاظ بالكرسي وما يدره من مكاسب وامتيازات.
وانفرد الشهرستاني باعتباره وزير النفط ، بتجاهل الحدث الذي هز العالم واستمر بتصعيد معركته من اجل ترويض جميع القوى المناهضة لقانون النفط ولاسيما عمال النفط لانهم القوة الفعالة ليس فقط على منع اقراره بل والى تمزيقه حتى اذا اقر. فلم يكتف بتهديد عمال النفط في البصرة بعد ان فشل في تضليلهم واغرائهم، بل واصدر قرارا بتجميد الاتحاد العام لنقابات عمال النفط واعتباره غير شرعي، ولا يملك اية صفة في الجدل الدائر حول قانون النفط. وحضر التعامل معه!! واضاف لا توجد نقابات قانونية في العراق !! ومنع مساهمتهم في اللجان الادارية
رفض رئيس اتحاد نقابات النفط في البصرة حسن جمعة القرار الذي لايختلف عن قرار النظام الدكتاتوري رقم 150 الذي الغى جميع النقابات وحول عمال القطاع العام الى موظفين مؤكدا استعداد العمال لمقاومة هذا القرار ومقاومة اقرار قانون النفط بتنظيم التظاهرات والاضرابات ، معلنا بدء النزال الوطني الكبير بين الشعب العراقي وطليعته الطبقة العاملة وفي مقدمتهم عمال النفط وبين ادوات قوات الاحتلال وقوانينه.
لم يستهن اتحاد النقابات بصعوبة النزال وبقدرات قوات الاحتلال وادواتها في حين عانت الحركة العمالية عموما من الارهاب الدكتاتوري وحرمان من كل اشكال التنظيم بما فيه التنظيم النقابي. وجاء تأسيس الاتحاد كنقابة مهنية بعد الاحتلال ويضم الان 26 الف منتسب. وفاق وعي عماله خبراء ومهندسي النفط في ادراك مخاطر قانون النفط على المصالح الوطنية في ندوتين عقدتا لشرح ابعاد هذا القانون . وخاض عماله اول الاضرابات العمالية في ظل الاحتلال ويستعدون اليوم لخوض اخطر معركة في تاريخ شعبنا المعاصر . كما اخذت الطبقة العاملة العراقية ممثلة باتحادتها النقابية الاستعدادات اللازمة لهذه المعركة فشكلت اربع اتحادات " الجبهة العمالية المناهضة للاحتلال والحرب " بقيادة فالح عبود نائب رئيس المجلس المركزي لاتحاد نقابات النفط في العراق، وعبد الكريم عبد السادة نائب رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق ، وعبد اللة جبار المالكي سكرتير نقابات النفط ، و سكرتير عام نقابة شركة نفط الجنوب. وجاء في بيان اعلان جبهتهم " لقد نسي الشهرستاني انه وزير غير شرعي لان وزارته جاءت نتاج عملية سياسية غير شرعية ، انتجت نظاما يخدم ويحتمي بالاحتلال اما النقابات فهي التي تملك الشرعية التي لم تأت بقانون وانما بدماء وعرق بذله عمالها من اجل الوطن وحقوق الشعب"
انها المعركة الوطنية الكبرى والنزال الاصعب والاشد خطرا والابعد اثرا على مصير شعبنا ووطننا والاشد حاجة لوحدة الشعب واستنفارا لجميع الطاقات التي فجرها نصر اسودنا في ملاعب كرة القدم فالعدو هنا ليس مرمى فريق رياضي صديق او شقيق وانما اشد اعداء البشرية تسلحا ووحشية .
سعاد خيري في 2/8/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات