أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق سلوم - وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية















المزيد.....

وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:21
المحور: سيرة ذاتية
    


اعلنت المخرجة السويدية ايفا بيرغمان ليلة التاسع والعشرين من تموز 2007 عن وفاة والدها ..شاعر السينما العالمية المخرج انغريد بيرغمان عن 89 عاما ، ويشكل غياب هذا المخرج البارع خسارة حقيقية لواحد من شخصيات العمل الثقافي والسينما ممن تخطو حدودهم الوطنية ، السويد نحو مواقع دولية مميزة لما اتسمت به اعماله السينمائية التي بلغت 40 فيلما واعماله المسرحية المائة واعماله التلفزيونية العديدة برؤية سينمائية حديثة جاوزت قواعد العمل الفني ..مثلما جاوزت انماط كتابة السيناريوهات التي انكب على كتابتها بنفسه كأعمال ادبية وسينمائية لها طابعها المميز ..وقد فاز بيرغمان منذ وقت مبكر عام 1960 بأول اوسكار للمخرجين الشباب يومذاك .
---------------------
سيرة ووقفات
----------------------
ولد انجمار بيرغمان عام 1918 في اوبسالا وتعلم فيها ثم درس السينما والمسرح في ستوكهولم ومارس العمل الفني منذ عام 1944 كما كتب اول السيناريوهات وانتجها عام 1953 وعمل مديرا للتصوير حتى بدا انتاجه الفعلي مخرجا وكاتبا للسيناريو منذ اواسط الخمسينات .
له علاقات فنية واسعة و زيجات عديدة واولاد وبنات من اكثر من اربع زيجات .. وتعرف ابنته ايفا بيرغمان اليوم كمخرجة سويدية بارزة هي اخت من اربعة اولاد من زواجه من الين بيرغمان ..وكان زواجه من انغريد بيرغمان الممثلة الشهيرة حدثا فنيا وتاريخيا ايضا .. ويحظى المخرج الراحل بمكانة فنية وطنية ودولية اهّلته لتسلم العديد من الأوسمة الرمزية من فرنسا والمانيا وامريكا والسويد كما حازت افلامه والممثلين الذين عملو بمعيته مثل الممثلتين ليف اولمان وانغريد بيرغمان وغيرهما على جوائز عديدة . كانت اولى افلامه مطاردة عام 1953وآخرها كان تروليزا عام 2000 وآخر اعماله التلفازية انتج عام 2003وبين هذه وتلك تقع ابرز اعماله السينمائية ذات الطابع الشعري المتداخلة مع انساق سيكولوجية واجتماعية . كما تشكل اعماله تميّزا في صناعة الفيلم والتصوير وبناء الكادر والحوار والمونتاج
اخرج بيرغمان افلاما بلغت اربعين فيلما حسب احصائيات الصحافة الفنية مثل : المطاردة ..اول افلامه و صراخ وهمسات و ووجها لوجه .. والتوت البري ..وبيرسونا ..وايفا وفاني والكسندر وسوناتا الخريف..و أسرار امرأة وساعة الذئب و الختم السابع واللمسة ومونيكا في الصيف .. وافلام اخرى حظيت بالدراسة والبحث كأعمال بارزة هي وقفات فنية ذات خصوصية في مجال العمل السينمائي .. على المستوى الدراسي فضلا عن قيمتها الفنية والجوائز والتقييمات التي حصلت عليها تلك الأعمال .
-------------------
سينما بيرجمان
----------------------
كان انغمار بيرغمان معبّا بموقف نفسي وهو يواجه سطوة السلطة الأبوية ..وسلطة المجتمع الريفي المحافظ ..كما كان يتامل مقدار ماتتحمله الذات من لوعات وتواجه من مصائر وكأن اقتسام الأسى هو صورة العالم ..وصورة الحياة بالنسبة اليه . ان السلطة الدينية بالنسبة له هي اشكالية لأسئلة متعددة ليس في معالجته لطقوس الكنيسة بل لسلطتها السيكولوجية خلال ممارسة شخوصه ادوارهم في النص والحياة ..والسينما في آن واحد . انه يرى في تراتبية السلطة ( منذ سلطة العائلة وربوبية الجد والجدة ورسولية الأب ) هي تراتبية اشكالية مربكة تستدعي قراءة ابعادها السيكولوجية في ظلمات الذات ..ذواتنا الملتاعة ..على حد تعبيره وقد جعل الكثير من شخصياته النسوية اكثر تعبيرا عن هذه المقولة معتبرا ان المرأة كانت ..وماتزال هدفا للتسلط ..والصراع .
كان يعتبر ان اتجاهات العنف في السينما العالمية هي اتجاهات شكلية تستدرج المشاهد الى قرار غبي وغير واع .. فيما يرى انغمار بيرغمان ان البصيرة التي ينبغي ان يتمتع بها المخرج – هو – هي بصيرة فلسفية شعرية كاشفة تمنح المشاهد سلطة اتخاذ قرارات فريد لحياة ملونة ..ومفاجئة دائما ..انها هنا سلطة غير مزورة بل هي سلطة الأنسان بوجدانه وارهاصاته واسئلته باحثا عن لحظة الحرية في موقف او عاطفة ..او لحظة تأمل واكتشاف دهشة الأشياء وبساطتها ..ولعل افلامه.. مونيكا في الصيف .. اسرار امرأة .., اللمسة ..والمطاردة ,,وآخر افلامه تروليزا عام 2000 هي نماذج مفسرة لقدرته على صياغة الشعر عبر الكاميرا والحوار الفلسفي المدهش والصنعة المتقنة للتصوير وتداخل السؤال الفلسفي بألأسئلة الروحية العديدة لشخصياته التي هي انعكاس لشخصيات الواقع كما يراه هو . ان كتابة بيرغمان لسيناريوهات افلامه هي اول هواجسه بازاء منفاه الأخير ..السينما كما يقول .
ويكرس انغمار برجمان العمل السينمائي للتعبير عن دواخل ذاتية مليئة بالرؤى هي دواخل شخصيات تعاني العزلة مرة والحرمان ..والصمت مرة اخرى .. هل كان بيرغمان فرويديا .. ربما سيكون الرد بألايجاب لو تفحصنا عنصر الجسد كيف يشتغل داخل اللوحة التي يمثلها الكادر ..السينمائي الذي طالما اشتغل عليه بتعب مر لكي ينجز اسقاطاته اكثر مما ينتج شكله الفني المعروض .. بوسائل السينما .
انه باحث في منعرجات النفس ، كاشف انثروبولوجي في بحثه الدائب حول الأنسان ، مدقق في عبارة النص متردد في اكمال مبنى النص الفيلمي حتى يعيد ويقارن ويلغي ويعيد لكي يصل الى افق فيلمه .. عبر الصورة المثقلة بالشفافية ..والحوار الممض الذي يحمل شحنة السؤال دائما ....
ومثلما ترك مخرجو الواقعية الأيطالية ..والموجة الفرنسية الجديدة ..وسينما تحت الأرض وغيرهم من اصحاب الأتجاهات السينمائية المهمة ارثهم الفني الباهر .. فان اعمال بيرغمان تظل موحية ومعبرة عن صفاتها الفنية الخاصة ..في شعرية السينما ..وفلسفة النص ..وتعبيرات الحوار عن اشكاليات نفسية واجتماعية عميقة .. فضلا عن الشكل الفني الخاص لسينما بيرغمان .
وفي صباح الثلاثين من تموز 2007 .. اجتمع بضعة اصدقاء وافراد العائلة من زيجاته المتعدد في ستوديو اولغا في استوكهولم ليسجلوا كلماتهم في دفتر صغير قرب صورة انغمار بيرغمان الوحيدة .. ووردة وحيدة في اناء .. وقلم وحيد .. وتلك هي لحظة الأظلام الأخيرة في نهاية سيرة ثرية لرجل من نمط خاص بين المخرجين السينمائيين عموما .






#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخرة الحكمة : مندايا الرحيل .. مندايا الأياب
- اعادة لمقولة الغياب
- مندايا سفر الخروج
- عيون عميه ....
- مندايا ..ملكا نورا
- مندايا
- غونتر غراس في ليلة الصعود
- بداية أخرى للحزن.. والنفي
- احوال البلدان ..وأحوال..بغدان
- موالات .. لبلاد جريحة
- غابة لكلام الأشجار والحجر
- انا ماكتبت احزاني بعد
- الغروب الأخير على شفق المدينة
- انتظر الحافلة
- رحلة السلمون العراقي
- سيدة الرعاة - الى .. هلالة رافع
- أمرأة لزجاج النافذه
- كلية بنّاي ..الأخيرة
- ماذا ستكتب الساعة
- تمثال على ناصية الوعر


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق سلوم - وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية