أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظام البديل!















المزيد.....

سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظام البديل!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 06:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حرص بشار أسد في بداية ولايته الأولى على تجديد قيادات الأجهزة الأمنية والجيش بالشكل الذي يضمن ولائها المطلق له, ومعظمها من العائلة أو المقربين لها, من اللذين تراكمت لديهم ثروات هائلة من نهب الثروة الوطنية وشبكات الفساد , وتجنب الصدام مع الجهاز السياسي والإقتصادي البيروقراطي الضخم الذي يطبعه الفساد والتخلف الذي تركه له والده , أي أبقى هيكل النظام القديم لكن دون سلطة حقيقية وعمد إلى تأسيس نظام بديل من المقربين إليه أشبه بشبكة شخصية له يجمعها الولاء والنهم الشديد للفساد والنهب تحت لافتة الإصلاح الإقتصادي الذي تبناه والذي عبر عنه " اقتصاد السوق الإجتماعي " مخدراً الوضع الداخلي ومتجاوزاً كل الأزمات الأساسية التي يعاني منها النظام ككل , والذي انعكس على مستوى الشعب معاناةً وفقراً وبطالةً وفساداً سرطانياً في بنية الدول والمجتمع .

وسعى بشار أسد إلى تكوين هذا النظام البديل بتوسيع الحلقة الداخلية الشخصية الخاصة به في أجهزة الدولة عبر مجموعة غير رسمية من المستشارين والأكاديميين اللذين يشكلون إدارة مطبخ القرار الإقتصادي لبشار أسد واستخدم هذه الشبكة على نشر فهمه ومقاربته للإصلاح الإقتصادي ,وأيضاً استخدم هذه الشبكة لتحقيق التوازن في نفوذ الحرس القديم وتأمين مصدر جديد له في صناعة القرار السياسي , ومثلت تلك الشبكة غير الرسمية مايسمى مجموعة المستشارين الثمانية عشرة,وهي من الأكاديميين ورجال الأعمال , ومهمتها تقديم الدراسات والنصائح لبشار أسد حول المسائل الإقتصادية وإعادة هيكلة الإصلاح الإقتصادي باتجاه السوق , والكثير من أعضاء هذه المجموعة عملوا في الخارج ولهم علاقات بمركز الأعمال السوري الأوروبي الذي يرعاه الإتحاد الأوروبي على خلفية مبادرة السلام بين سورية وإسرائيل في مدريد ويهدف إلى إدماج سورية في منطقة التجارة الحرة الأوروبية - المتوسطية مع حلول عام 2010, وخلصت هذا المجموعة إلى تقديم نصائح لبشار أسد حول إجراءات الإصلاح الإقتصادي والخصخصة والحاجة إلى بنوك خاصة وفتح باب المنافسة وكل مايتطلبه اقتصاد السوق , ( ومنهم الدكتور عارف دليلة الذي أعاده بشار أسد إلى السجن نتيجة نقده للفساد وتقديم رؤية حقيقية للإصلاح الإقتصادي) .

ولكن رغبة بشار أسد المواربة التي بدأها بالإصلاح الإقتصادي عبر تلك المجموعة الفنية والتي يتمتع بعضها بتطلعات إصلاحية اصطدمت بواقع النظام السياسي القائم وتحللت فيه وباتت جزءاً من فساده , إذ لم يدرك بشار أسد أن الأزمة في سورية لايحلها ترقيع إقتصادي يتجاهل الواقع ويقفز إلى تبني صيغ ومفاهيم عصرية لهيكل إقتصادي قديم ومنهار,إذ لاتوجد الأرضية السياسية والإقتصادية والإدارية الضرورية لتبني منهج " إقتصاد السوق الإجتماعي "ولا الآلية التي يتم بواسطتها تطبيق ذلك ,ولا الكادر الفني الذي يتحمل وينفذ ذلك , ولا الفضاء السياسي التعددي الحرالذي سوف يكون الحاضنة لنمو هذا المفهوم الحديث , عمليا ً وهذا معروف للبسطاء والخبراء : أن سورية دولة يحكمها نظام شمولي مركزي في كل شيء ,نظام شاخ سياسيا ً واقتصاديا ً وإداريا ً, واستشرى الفساد في نسيج الدولة والمجتمع بشكل مخيف ,وبالتالي فإن تبني هذا المفهوم العصري يعني : إما رغبة ً حالمة ًلبعض المخلصين ,و إما قصورا ًفكريا ً وسياسيا ًعن فهم واقع سورية اليوم ,وإما تجاهلا ً للأزمة ورغبة ً بتشويه الحقائق ,وتغليفا ً جميلا ًوحديثا ً لبنية مهترئة و قديمة , إنه خلطاً للحابل بالنابل,وخلط الإقتصاد بالسياسة بالوهم بآمال الفقراء , وإشارة متعددة الألوان لتضليل الجميع.

لأن هذا المفهوم الحديث وباختصارشديد ,يتم تطبيقه في دول متطورة ومستقرة سياسيا ًوإقتصاديا ودستوريا ًوإنسانيا ً أولا ً,ويتطلب حداً أدنى سليما ً من البنية التحتية العامة التي تمكن من تطبيقه على أرض الواقع ثانيا ً, ومرتبط بقدرة الدولة المادية على التحكم المرن بالإقتصاد وتوجيهه بالإتجاه الذي يحقق النمو الإقتصادي ويمنع الإحتكارثالثا ً ,ويحتاج إلى بناء ديموقراطي يضمن المراقبة والمحاسبة حفاظا ًعلى تحقيق العدالة الإجتماعية ومبدأ"الرفاه للجميع " وليس الرفاه للقلة والظلم والشقاء للجميع رابعا ً , وأن تكون الدولة قادرة إقتصاديا ًعلى تبني قانون الضمان الإجتماعي الشامل (حماية الطفل ,الأمومة , الصحة ,البطالة , الشيخوخة )الذي يحفظ وبشكل حقيقي الكرامة الإنسانية للفرد وفي كل الظروف خامسا وأخيراًً.

ورجوعا ً إلى واقع سورية وواقع النظام المركزي الشمولي ونظام بشار أسد البديل هذا , الذي تحول إلى سفراء وأبواق إعلامية ووسطاء "سلام " لبشار أسد على المستوى الدولي , نرى بوضوح شديد أن الوضع الإقتصادي الحالي وبعد سبع سنوات من الإصلاح والتصليح والترقيع قد وصل حافة الإنهيار , الإنهيار الذي يمثله سرقة القطاع العام وخدمات الدولة وتجييرها لخدمة مافيا النظام الإقتصادية الفاسدة والمرتبطة ببشار أسد شخصياً والمالكة لكل مفاصل الإقتصاد الوطني , والتي تتحكم بلقمة المواطن وعمله وحريته بشكل مهين , وأبرز نتائجها هو التدهور الخطير في الحالة المعاشية وغلاء الأسعار وضعف الرواتب ( معدل دخل الفرد تقريباً 1100 سنوياً) وفقدان الحاجات والخدمات الأساسية ( بنية تحتية , صحة ,ماء , كهرباء ) ,وطغيان المحسوبية وانعدام مبدأ تكافؤ الفرص, باختصار الإقتصاد السوري كما حياة المواطن السوري محتكرين من قبل العائلة الحاكمة وأصدقائها الفاسدين ,وهم عملياً الذين يتحكمون بالإقتصاد الوطني والقطاع العام والخاص والتجارة الداخلية والخارجية ,وبمحصلته العامة أنتج الفقر والبطالة والفساد والفوضى الإقتصادية الإجتماعية التي تضرب أطنابها في البلاد طولاً وعرضاً.

خلاصة القول : إن تبني مفهوم إقتصادي حديث لبنية إقتصادية منهارة أساسها نهب ثروة الوطن وإذلال المواطن في ظل نظام فردي تصادر الحرية وتقمع الكلمة والرأي الآخر , وتغلق نوافذ الحرية والإتصال مع العالم المعاصر, ويقصى رموز وأدوات الإصلاح الفعليين , وتحتكر وسائل الإعلام ,وتحجب الحقيقة عن الشعب , هو كلام لفظي شكلي جميل, لكن لامعنى له في واقع الشعب البائس الذي يعمل في الليل والنهار راكضاً وراء لقمة الخبز الشريفة ,لأن الأساس الضروري لتطبيقه , وهو وجود القانون وحكم المؤسسات والكادر النزيه وفضاء ديموقراطي وحرية المنافسة وإعلام حر وآلية للمراقبة والمحاسبة تضبط عملية تطبيق هذا المفهوم ...هذا الأساس مفقود , وسيبقى مفقود , مادام القانون والعدل والمساواة والحرية والديموقراطية نهجٌ مفقود , ومادام " النظام البديل " فردي والطغيان والتضليل والفساد حاضرٌ وموجود , ومادام الصوت والكادرالوطني الصادق الكفوء محاصرٌ ومطرود .....سيبقى المواطن السوري رهن الطيش والإرتجال والوعود....!. يتبع



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.
- مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.
- الخامس من حزيران 1967, مفرخة الهزائم !
- النظام السوري من صناعة الفوضى إلى إنتاج المحكمة
- ماالقصة؟! كلهم يعزفون عالى وتر -القاعدة-! 2
- ماهي القصة؟! كلهم يعزفون على وتر -القاعدة-!(1)
- النظام السوري والإستفتاء المضحك المبكي !
- النظام السوري والحريق الكبير (2)!
- النظام السوري والحريق الكبير..(1)


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظام البديل!