أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد جحجيح - احياء الذات















المزيد.....

احياء الذات


حميد جحجيح

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 06:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حسين ازغير تلميذ في الصف الخامس الابتدئي للمرة الثانية طفل منطوي صامت ومتمرد وجميع من في المدرسة من معلمين لا يعيرون له اي اهتمام لانه تلميذ كسول .ولكن في احد الامتحانات الشهرية لمادة قواعد اللغة العربية تفاجئه معلم المادةحينما كان يصحح اوراق التلاميذ فاذا بورقة حسين ازغير وقد تحصل على درجة كاملة.
في اليوم التالي وزع معلم اللغة العربية الاوراق واذا بالصف يصعق ايضا حينما اعلن المعلم درجة التلميذ حسين ازغير فمن غير المتوقع ان يحصل مثل هكذا تلميذ على درجة كاملة كانت صدمة مفرحة بعدها واحتراما لهذا الجهد والنتيجةطلب المعلم من الصف ان يقف ويصفق له واعتبر ان ذلك اليوم هو يوم ولادة حسين ازغير اقام الصف فية احتفال واحضر المعلم شمعة وضعها على كيكة عيد الميلاد وكان احتفالا جميل بعد ذلك تحولت حياة هذا التلميذ بشكل كبير من تلميذ كسول غير مرغوب فيه الى تلميذ نشيط ومجتهد وصاحب شخصية مميزة وكل هذا التغير كان بسبب احتفال بسيط واهتمام ومتابعه هذا الامر دفعني للتسائل عن امكانية التغير او البناء او حتى تحفيز شخصية نائمة او مهمشة .
البحث عن الذات واكتشاف ملامحها واركان الشخصية يبدا بعد مرحله اليقظه التي ينتبه فيها الشخص الى مفرداتة وتفاصيل سلوكه وتعامله مع الحياة والمجتمع . اما عملية بناء وتاسيس الاشارات والرموز الذهنيه والعقلية والنفسية للذات فتكون محطتها الاولى ، هي مجموعة المؤسسات التي تعمل على جعل الطفل كائن ملائم لطبيعه الجماعة ومنها الاسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل .فكان اهتمام معلم لغة عربية للصف الخامس الابتدائي في مدرسة التوحيد الابتدائية في بغداد منطقة حي ميثم التمار / الشماعية سابقا وهو حديث العهد بالتعليم اشتغل بالوظيفة بعد سقوط النظام البائد ليس لدي الخبرة الكافية ولكنه ابدا محاولة لبناء وتقويم شخصية اطفالنا عن طريق ابراز الذات لكونها تفصيل مخفي لا يجرو احد على اظهارة خوفا من انكشاف العيوب التي هي محط سخط واستياء الاخرين . فكلنا يعرف ان الاسرة ليس بالاطلاق ولكن تحديدا في المناطق الشعبية الفقيرة تعمل جاهدة على اهمال رغبات وميول ومواهب الاطفال وتحاول استنساخ اجيال تكون صور مرضي عنها في عين العائله والعشير واهل الحي رغم ان ما تعطية للطفل من عادات وقيم لا تكون بالضرورة ملائمة للواقع وقد تكون فيها خطورة كبير على الاطفال وفي بعض الاحيان تخلق منهم اشخاص خطرين على انفسهم وعلى المجتمع وتمارس المدرسة كذلك نفس الدور الذي تمارسة الاسرة ، لكون المدرسة مجموعة من الافراد غير متجانسين في الثقافة والتوجة الفكري فالاسرة تحمل في اطارها المرجعي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والاعراف والاعتقادات التي تعمل على طبعها في ذهن الابناء وغرز شخصية العائله بشكل تام وقد تختلف المدرسة في كونها اسرة اخرى لكنها متشعبة لان افرادها يحملون في جعبهم قيم وعادات مختلفة ومتفاوته والاخطر من ذلك ان افراد المدرسه يمارسون ابشع انواع القمع في غرز المعلومات وتعليم الاطفال معارف فرديه وشخصيه .ان المشكله الحقيقية تكمن في عملية القمع التي تمارسها المدرسة على الاطفال فحرص المدرسة على تحقيق نظام الضبط والانضباط داخل المدرسة او الصف يتم او يعبر عنه باستخدام اسلوب العقوبة المفرطة من قبل المعلمين وعدم وجود لغة مشتركة بين الاطفال والمدرسة فالدور الذي تمارسة المدرسه من خلال كادرها في شكلة الخارجي عملية تربوية اما في الحقيقة فهي عملية صراع بين( المدرسة /المعلم ) من جهة و(التلميذ/ الاسرة من جهة اخرى ) هذا الصرع يبدو واضحا حينما تعطى النصائح للمعلم الجديد في ان يكون حازما من اول يوم لهو في الصف ويحاول باكبر قدر ممكن ان يسطر على التلاميذ ويبسط شخصيته عليهم كذلك التلاميذ يفهمون حقيقة هذا الصراع فيحاولون ابراز شكل التمرد وعدم الانصياع للمعلم محاولة منهم لبسط شخصيه الصف على المعلم .
هذا الصرع يتكرر على مدار السنة الدراسية وعلى حد علمي ينتشر في اغلب مدارس البلد والسبب في ذلك هو الثقافة والعقلية الاجتماعية التي تحكم معظم الكادر التربوي وايضا ضعف المؤسسة التربوية من حيث عدم استخدامها الاساليب التربوية الحديثة وتطوير امكانيات المعلمين في التعامل الانساني البناء وصنع جيل قادر على تحديد هويته من خلال الاختيار والقدرة على تبني المفاهيم والقيم التي تتناسب مع ذهنية ذلك الجيل وليس استنساخ افراد يحملون نفس افكار وثقافة المعلم او المدسة او حتى المؤسسة التربويه . هذا الصراع اشاهده يوميا في مدرستي حيث الممارسات اللانسانيه تجاة الاطفال ، اذ تستخدام العقوبة المبالغ فيها ، ومازلت العصى هي الدليل على وجود صراع الغابة في المدرسة فقد كانت محاولت ذلك المعلم في عدم حمل العصى غير مجدي ولم تترك عند الاخر اي معنى او بالعكس قد ترى من قبل الاخر نوع من انواع الضعف .ومن اجل ان يجد مخرجا من اطار القمع الذي يمارس على الاطفالعمل على فكرة احياء الذات وهي محاول بسيطة لقلب موازين الصراع من خلال تحييد سلطة المعلم وابراز سلطة التلميذ ومحاولة توظيف تلك السلطه واعطاء الدور الحقيقي في البحث واكتشاف المعلومه الى التلميذ . كما ان اعطاء التلميذ الحرية الكاملة في التعبير عن افكارة والاراه حتى وان كانت معيبة ولا تتلائمة مع المتعارف عليه والدارج .
لقد كان موضوع التعبير الحر عن الافكار وهموم الاطفال مهمة صعبة جدا والبسب في ذلك هو طبيعة التنشئة الاجتماعية التي تدفع بالفرد الى عدم البوح والمكاشفة وابدء الرأي فالاسرة تعتبر ان تحدث الطفل واعتراضة نوع من سؤء الادب حيث لا يمكن للصغير التكلم امام الكبير والتدخل يعد شكل من اشكال السفاهة الغير مرغوب فيها من قبل المجتمع. الصعوبه كانت في كسر حاجز الصمت ودفع االاطفال لافراغ بواطنهم بشكل حقيقي وبدون تكلف الفكرة تركزت على مجموعه من المواضيع في درس الانشاء كانت عبارة عن تكاليف في كتابة مواضيع تخص الاطفال انفسهم منها موضوع( تحدث عن نفسك بصراحه /وتحدث عن اهلك /.تحدث عن اخطائك/ .ماذا تحب وماذا تكرة /.اشياء تحبها ولم تحصل عليها) .كانت كل تلك المواضيع تفتح في ذوات الاطفال مساحة اكبر من التعبير الصريح والصادق تدريجيا ومحاولة لتحطيم مسافة الخجل والخوف من العقوبة وهناك الكثير من العينات التي كتبها التلاميذ بخط ايديهم كما انها تعد اعترافات خطيرة فليس من السهل ان يكشف احد التلميذعن سؤء تصرفاته مع اهلة والجيران واهل الحي ويحاول تصحييح تلك الاخطاء والاعتذار. تلك مهمة ليس سهلة على الطفل .المهم ان نتائج تلك العترافات وما تلاها من تصحيح في السلوك كانت نتائج جيدة ولقد استخدمت تللك العينات في احد البحوث عن تنشئة الاطفال في المناطق المزدحمة بالسكان من قبل مؤسسة مدارك للبحوث والدراسات .
تلاميذ الصف الخامس الابتدائي في مدرسة التوحيد ليسوا كلهم بمستوى دراسي متفوق ولكنهم جميعا اصحاب رأي مستقل وشخصية ولا يتركون شي يمر او حدث دون ان يسالوا لماذ ( ليش ) اعتقد ان هذة المحاولة خطوة بسيطة لوضع اساليب تربوية اكثر انسانية لا تعتمد طريقة التلقين فقط وانما تؤكد على ابراز دور وشخصية الطفل في فهم ما يحيط بة ومنحة القدرة على الاختيار والتعبير عن رأية بحرية كاملة .



#حميد_جحجيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابر


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد جحجيح - احياء الذات