|
هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
سمير عادل
الحوار المتمدن-العدد: 80 - 2002 / 3 / 4 - 16:58
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
التاريخ يعيد نفسه مرتين،مرة بشكل تراجيدي ومرة اخرى بشكل هزلي" "ماركس –الثامن عشر من برومير
وضعت الحرب الباردة ستارا حديديا لتبرير اقذر الوسائل لتحقيق غايات تضاهي اكثر من وسائل تحقيقها قذارة، في الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.كان يومها تنصب الجنرالات الغارقين في الفاشية وبتمويل ومساعدة وكالات المخابرات المركزية الامريكية بشكل علني وسافر . فبينوشيت على سبيل المثال لا الحصر، او جنرلات تركيا لم يكن لهم يوما ان يحكموا لو حملوا قليلا من المشاعر الانسانية ، ولم يكونوا حتى ان يلفتوا نظرة عابرة لاحد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي . الا ان صدى انتهاء الحرب الباردة ودوي انهيار المعسكر الشرقي ،دمر الستار الحددي ، واصبح الجنرالات الاقزام في امريكا اللاتينية يبحثون عن ملاذ آمن، او في احسن الاحوال مثل بينوشيت عندما يتمارض، خوفا من حكم الانسانية على جرائمه بحقها.هذ الانتهاك الصارخ " الذي كان يرتكب انذاك بحق اختيار البشر لممثيلهم السياسيين ، بنصب اللصوص والمجرمين، كحكام يديرون مصالح الراسمالية الامريكية والغربية رغما على انف الشعوب" اصبح من اللعب الصعبة والخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها بسهولة مثلما كانت في زمن الحرب الباردة، امام اعين البشر، في عصرالعولمة، وثورة الفضائيات والانترنيت.هذا لا ينفي، بأن هناك عشرات الجرائم بحق الانسانية مثل الحصار الاقتصادي على العراق،تمويل دولة اسرائيل الشوفينية في ادامة الظلم القومي على الشعب الفلسطيني،قصف يوغسلافيا،دخول الصومال واخيرا بث الرعب في صفوف المدنيين في افغانستان من خلال القاء الاف الاطنان من القنابل المتطورة واستخدام الاسلحة المتطورة في ابادة البشر ،نقول رغم كل تلك الجرائم الا ان تتويج المجرمين الحافل تاريخهم بصفحات القتل والدمار والدم كبدائل او كحكام على بلدان تعارض سياسة امريكا او لا تبغي الدوران في فلكها،امرا لا يمكن تمريره لا من قبل امريكا ولا من قبل أي من حلفائها السابقين في الاطلسي. لقد حاولت امريكا بحق،ايام سيطرة جماعة الطالبان على كابول في عام 1996 الاعلان بالاعتراف بها ،بيد ان صيحات المنظمات المدافعة عن حقوق الانسات ونداءات المنظمات النسوية واحتجاجات الشخصيات العالمية المرموقة المعروفة بطابعها الانساني، ضد فكر وفلسفة والماهية اللانسانية للطالبان دفعت امريكا في التراجع عن قرارها . لذلك ليس سرا على احد اذا كانت فقط باكستان والسعودية والامارات العربية المتحدة من دون كل بلدان العالم اعترفت بحكومة طالبان في الوقت الذي بقيت حكومة رباني المهزومة، هي التي تحتل مقعد افغانستان من قبل الامم المتحدة .فحيث من المعروف بأن السجل الاجرامي لهذه الدول وخاصة باكستان والسعودية تجاه حقوق الانسان ليس اقل اثارة من سجل جماعة الطالبان وليس اقل عفونة ورجعية منها ،وهذا هو سر التقائهما واعترافهما بهذه الجماعة التي عاشت خارج التاريخ والمخيلة الانسانية.وعليه ،فأن كرزاي اكثر رئيس حكومة اناقة في العالم ،كان بديل الغرب. وليس رباني ولا حكمتيار ولا عبد الرشيد دوستم. لان تاريخ هؤلاء هو تاريخ القتل والنهب والقرصنة . ولان العالم المتمدن غير قادر ان يعيش مع هؤلاء الذين لم يكونوا اقل بأسا في تدمير المجتمع الافغاني من جماعة طالبان واعاقة هذا المجتمع باللحاق بالركب الانساني .
لكن حسين كامل صهر صدام حسين الذي ذبح هو واخوه على يد عمه على حسين المجيد كهدية الطاعة والولاء للنظام الحاكم في بغداد ،لم يقرأ التاريخ ولم يكن عابئا بالمتغيرات الدولية .وظنا منه انه كان يحمل اسرار الاسلحة العراقية وبواطن خفايا الدولة ودهاليز ومخابئ صدام حسين، سيمّكنه ان يكون بديلا مقبولا لامريكا . وبالرغم انه سلم جميع الاسرار الي كان يملكها الى الامم المتحدة والادارة الامريكية الا انه لم يحصل على مكانة مثل عميل محترم كالجلبي او احد اعوانه، ولا على مقام مثل مقام معارض عراقي حسن السيرة والسلوك. حيث لم يدرك ان عصر تنصيب الجنرلات الغارقين في الفاشية بات لا ينفع في تحقيق مصالح امريكا في العالم . ان يأسه وقنوطه وانعدام الافاق امامه، دفعه ان يصدق كذبة العفو الموعود ، التي لم يكن هو نفسه يفي بها تجاه مخالفين ومعارضي النظام الذي تربى في احضانه . ان هتلر لم يكن هتلرا كبيرا لولا احاطته "بهتلرات صغار" اذا جاز لنا التعبير في اللغة ، كما ان بينوشيت لم يكن بينوشيت الذي ارعب البشر لولا تواجد "بينوشات صغار" حوله، يسمعون اوامره وينفذونها بدقة ..الخ وفي حالة صدام حسين فتنطبق نفس معادلة هتلر وبينوشيت وغيرهم من الدكتاتوريات القمعية عليه . وفي خضم تصاعد الحملة الامريكية ضد العراق والتلاسن الاعلامي بين الطرفين الامريكي والعراقي ، يطرح بديلا كاريكتوريا من قبل شخصيات غير نافذة في اروقة المؤسسات الامريكية وعبر عملاء فاشلين مثل الجلبي الذي يزمع عقد مؤتمر في واشنطن الشهر المقبل. حيث سيلتقي بجمع من الضباط العراقيين . هذه الشخصية الكاريكتورية هي نزار الخزرجي بطل عمليات الانفال الذي أباد من الوجود 180 الف انسان كردي ومنفذ عسكري بارع في استخدام السلاح الكيمياوي في مدينة حلبجة حيث أزاح من الوجود 5000 انسان كردي ومهندس ناجح في تدمير الاف القرى الكردية ،هذا القائد الذي حصل على العديد من انواط الشجاعة التي قلدها له صدام حسين بيديه، ووصل الى مركز قائد الفيلق الاول ورئيس اركان الجيش العراقي . هذه الشخصية الكاريكتورية،هو صدام حسين صغير، منشق عن احضان النظام الذي تربى فيه ،وليس عند هذا الحد بل يدعي البراءة، ويقول انا كنت عبد المأمور ،ولكن كم كان عبدا مخلصا ! والذي يضيف طابعا اكثر هزليا على هذه الشخصية هو دفاع جلبي وامثاله عنه ،وكأن الجلبي كان محبوبا وله برنامج انساني للمجتمع العراقي ولم يؤيد الحصار الاقتصادي ولم يؤيد القصف الامركي اليومي على المدنيين الابرياء، وبالتالي سيشفع دفاعه عن الخزرجي لدى المجتمع البشري وخاصة امام العراقيين. ان مأساة هذا الصنف من "المتعارض على غرار المتمارض " هي فقدانها الى رموز يكن المجتمع الدولي والبشري الاحترام لها. لذا فلا استغراب عندما نرى بين الحين والاخر" كنجوم هوليود يحصل كل عام واحد منهم على جوائز اوسكار"صعود نجم حسين كامل ومرة الجلبي واخرى السامرائي ومن ثم الخزرجي وهكذا دواليك مع فارق واحد وهو ان حملة الاوسكار يخلدون اما الشخصيات المتعارضة العراقية فهي تهوي، كسقوط حسين كامل ، ليتشفى به الجميع ويتنفس الصعداء بدلا من الحسرة والالم عليه .ان نفس الادارة الامريكية تدرك ان هذا البديل الكاريكتوري"نزار الخزرجي" ليس افضل من حسين كامل وليس افضل من رباني ودوستم وغيرهم ولا هو اشرف بقليل من بينوشيت ،لكن تستخدمها بالفعل ومن خلال موظفي الدرجة الثالثة في الكونغرس كأداة اعلامية ودعائية ضد نظام صدام حسين .ان نزار الخرجي والجلبي و" محمد باقرالحكيم وخاصة بعد تاريخ 11 ايلول" والشريف حسين علي الذي جاء من كتب التاريخ ووفيق السامرائي..، ليس أي واحد منهم، كرزاي العراق.
#سمير_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شباط 8 عروس المجازر
-
ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
-
مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
-
جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
-
الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال
...
-
-اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
-
رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج
...
-
"العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين
...
-
كردستان العراق والإسلام السياسي
-
لا تقلق .. يا بلير
-
CNN قناة الجزيرة و
-
محنة الأطفال في ظل البعث
-
صدام حسين والمرأة العراقية
-
بين هولوكوست والأدب
-
المنطق الوحشي والنفاق السياسي
-
الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
-
مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
-
مفارقات عنصرية
-
ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|