أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سحر حويجة - حرية الرأي و التعبير















المزيد.....

حرية الرأي و التعبير


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


الغاية القصوى من كفاح الإنسانية هي امتلاك الحرية بما تعنيه الحرية من قدرة الإنسان على تحقيق الذات البشرية ، عبر سيطرة البشر على حاضرهم ومستقبلهم وعلى ما يدور حولهم في الطبيعة والحياة، الحرية تعني كسر القيود التي تكبل العقل واللسان والسلوك من أجل الحياة، والتطور إلى الأمام ، ضد قوى الظلام ، التي تقيد البشر بقوة في أسفل القاع، مشدودين حول من يعيش في العلا، عميان وطرشان، عاجزين.
أساس الحضارة الحديثة كانت مجموعة الحريات التي أعتقت البشرية من ظلام القرون الوسطى، وقيودها المانعة لممارسة الناس حرياتهم، ساد العلم والعقل، والقانون الذي لا يفرق في الحقوق بين حاكم ومحكوم، تحت ضربات الناس وحلمهم بمجتمع آخر، تم كسر القيود، التي فصلت المجتمع الحديث عن المجتمع القديم ، لولا حرية التعبير، والاحتجاج ، والتظاهر ، لولا النقد للموروث والقائم لا بل إزاحته ، لما كان العصر الحديث ، حق التعبير تم انتزاعه بالقوة في سياق بناء مجتمع جديد، في مواجهة أنواع التخلف والقيود، أخذ المجتمع ينمو ويبني عمارته، وحرية الرأي و التعبير ترافق كل بناء جديد.
اختلطت الحرية بالفوضى في لحظة تاريخية ما، ولكن قدرة البشر في السيطرة على تاريخهم وتوجيهه وضمان الأفضل، استطاعوا تقنين جوانب من الحرية ليس وفق منظور مصالح سلطة أو فئة خاصة، بل وفق الصالح العام بما يخدم جميع أفراد المجتمع ، في سبيل صون حرية الأفراد والجماعات المختلفة، حتى لا يتم الانتقاص من حرية الأفراد، فكان إن قيدت القوانين المعاصرة، حرية التعبير التي يقصد منها الإساءة، لما فيها افتئات على الحرية نفسها، مثلاً تم منع الإساءة للأديان ، كونها تمس المشاعر وتحرك العصبيات والغرائز، ضماناً لحرية المعتقد، الذي يعود إلى قائمة الحريات الشخصية كان معيار التقييد للحرية عدم الإضرار والإساءة للغير ، وعدم التعدي على حرية الآخرين.
أما بما يخص النشاط العام، الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فحرية الرأي غير مقيدة إلا بالأمانة والدقة في نقل المعلومة ، لأنها جزء من رقابة المجتمع على السلطات المختلفة، تقوم الصحافة بوصفها سلطة رابعة بدور أساسي في النقد والرقابة إضافة لدورها في نقل وتبادل المعلومات ، وصيانة حريتها ، وتسهيل هذا الدور وضمانة الوصول للمعلومة. تساهم الشفافية التي تسود في المجتمع المعاصر بدور كبير لما تقدمه من معطيات وأدلة تساعد على تحقيق الرقابة وفعاليتها ، ويكون للنقد دوره البناء. الشفافية ضرورة لممارسة حرية الرأي والتعبير.
حرية الرأي والتعبير، حق من حقوق الإنسان المكفول بالأعراف والمواثيق الدولية مثل ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، وحق تكفله الدساتير الحديثة، والقوانين القائمة في بلد ما: حق الرأي والتعبير وحرية الصحافة ، وقضايا لصيقة بها مثل حرية الاعتقاد، إنشاء أحزاب، حق الاجتماع، والتظاهر.
المجتمعات العربية الأوضاع فيها مختلفة وتختلف من دولة إلى أخرى، أرى أنه من المناسب، استخدام حرية الرأي و التعبير مقياس أساسي للدرجة التي وصلت إليها كل دولة، في سلم التحول الديمقراطي، بل مقاساً للشكل الديمقراطي الخاص التي تتبعه هذه الدول ، من حيث المبدأ لا مجال لوجود ديمقراطية ، من دون حرية التعبير، من جهة نجد إن حرية التعبير مذكورة بأغلب الدساتير العربية، لكنها حبر على ورق، تلغيها القوانين الاستثنائية مثل قوانين الطوارئ، ورقابة السلطة التنفيذية، وسيطرتها على وسائل الإعلام، الإعلام الموجود في أغلبه إعلام سلطة ، بل يعبر عن المصالح الخاصة للأنظمة أو الفئات المتنفذة، حرية التعبير الممنوعة تنتهك بالاعتقال والتوقيف والمحاصرة .
لكن رغم أنف الأنظمة العربية الاستبدادية، وجدت بعض أشكال حرية التعبير منافذ لها، عبر الصحافة الإلكترونية، والإعلام الفضائي، لكن الرقابة تمتد لها بقوة عبر استخدام وسيلة حجب المواقع الإلكترونية، أو من خلال توقيف كتاب يكتبون عبر الشبكة الإلكترونية، أو بسبب لقاء تم عبر فضائية، حالات من لجم حرية التعبير وتقييدها.
تسيطر المؤسسات الدينية التقليدية على السياسة في الدولة العربية، سواء في مغازلة الأنظمة لها حتى لو كانت تدعي العلمانية، أو من خلال قوة المد الأصولي، في الحالتين يتم الحد من حرية الرأي حتى في الدول التي تتمتع بهامش ديمقراطي، حتى إنه يوجد ما يسمى رقابة شعبية ضد حرية الرأي ، الذي بدوره يحد من الحريات الشخصية الأخرى. مازالت التقاليد والعادات والمد الأصولي يدعم الاستبداد في تقييده لحرية التعبير، مثل سياسة التكفير القائمة في بعض الدول، أو التشهير والإساءة لبعض الكتاب في دول أخرى. يعود السبب الأساسي في ذلك إلى انتماء الكثير من المثقفين إلى هذه الفئة من المجتمع.
يساهم العنف السائد في بعض الدول العربية من التقليل من أهمية حرية التعبير وإضعافه حتى لو لم يوجد ما يعيقه قانوناً ، لصعوبة رقابة الاعلام، للسلطات المختلفة، بسبب تعطيل العمل في المؤسسات الاقتصادية ، وبسبب الخوف الذي يسيطر على رجل الإعلام أثناء القيام بدوره، خاصة ما يتعرض له الصحفيين من الضغوط و التهديد والقتل، إضافة إلى صعوبة كل أشكال الاجتماع والتظاهر في هذه الظروف. لذلك كثيراً، ما ينتشر الفساد في الدول التي يدور بها العنف، وتضعف مظاهر الاحتجاج والتظاهر، وحرية التعبير المختلفة. مما يعطي السمات الاستبدادية للقوى المسيطرة والنافذة.
حرية الرأي و التعبير قوة محركة أساسية في اتجاه التغيير ، يعطي الديمقراطية معناها القائم على حق الاختلاف، وحق الاختيار . تعمد الأنظمة التي تعرقل التحول الديمقراطي، إلى تقييد حرية الرأي والتعبير ، لتصل في بعض الدول إلى منع أي تعبير حر ومستقل. لأن الأنظمة تعتبر أن حرية الرأي ، هو معول يتم بواسطته تقويض أسس ودعائم الاستبداد، و الدكتاتورية ، وتقوم ادعاءات الأنظمة إن أشكال الحرية هذه مهددة للوطن، على أساس أن النظام هو الوطن، نجد التهم تلاحق كل من يعبر بحرية تتجاوز الخطوط المرسومة، عندما يمتلك الناس القدرة على التعبير ، ويقولون رأيهم، يكون حاجز الخوف الذي بنته الأنظمة عبر عقود قد انكسر .






#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث مؤثرة لكن من المستفيد؟
- دور المرأة في المجتمع بعد الحرب
- المرأة تحت سلطة الدكتاتور في رواية غبار الطلع
- فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟
- ظاهر ة العنوسة و البحث عن حلول
- الناشط في حقوق الإنسان
- الطريق إلى السعادة الزوجية
- تعطيل دور الشباب العربي وأهمية تفعيله
- أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سحر حويجة - حرية الرأي و التعبير