( في هامش استراتيجية الاتحاد الاختياري للرئيس مسعود البارزاني)
الاستفتاء, هو آلية و مظهر عصري و ديموقراطي, حيث يبدي المواطنون أخر قرارهم الصريح و المباشر حول القضايا المصيرية. في كوردستان اليوم , نتيجة للضر وف المستجدة و مجمل التحولات التي تتالى في الوطن و في المنطقة, و بعد تجربة التحرير الكلي و جو رحب في كل المجالات و تأثر حياة المجتمع , و خاصة في المجتمع الكوردستاني, نجد اليوم ان جميع الفئات و ممثلي شعبنا يناقشون و بحرية تامة, مسالة مستجدة, إلا وهي الاستفتاء العام.
الاستفتاء الشعبي , كشعار, ليس بأمر جديد و طارى , فحزب استقلال كوردستان منذ عام 1993 رفعه كشعاره ( 1) كذلك الحزب الشيوعي العمالي الكوردستانى , يناضل منذ سنين و يعمل من اجله, و اصدر صحيفة خاصة بذلك الاسم ( 2) و لكن كل تاريخ و مسئوليته لا يقل من قيمة و أهمية ذلك الاقتراح الجديد, لان ذلك الاقتراح حسب قناعتي, هو حركة تبث الحياة في كيان المثقفين و تجذذ انتماءهم الكوردستاني , حيث توقظهم و تنشطهم بعد سنوات من الانزواء و الصمت.
انه منذ شهور, في نطاق كوردستان و في خارجه, فالعمل و الندوات و الاجتماعات مستمرة, وزعت عدة منشورات و بيانات , واشتركت عدة قنوات إعلامية في مجرياتها لكن المباحثات كانت حتى ألان كانت باللغة الكردية, في حين كان الأجدى آن ترافقها لغة أخرى, وبالأخص اللغة العربية لنشر كل تلك تخص هذه القضية و البيانات من اجلها, وذلك لان الجهات و القوى العراقية السياسية العراقية آلتي نود آن نعلمها بهدف شعبنا, لا يتكلمون – مع الآسف – و لا يفهمون لغتنا الكردية . لذا يستوجب اعلام قوى المعارضة ( الجزء العربي – عر بستان – العراقي) و نعرفهم بكل نقا شاتنا و مقترحاتنا و قلقنا ز ليعلموا بان الكورد في جنوب كوردستان , الذين بنظرهم هم أكراد الشمال ( أهلنا في الشمال) و اليوم, اثر تحرير العراق العراق و زوال النظام الدكتاتوري , ليس بمقدورهم بأية وسيلة أن يقبلوا نظاما شمولي مرة ثانية, إن جيل الجديد لكورد جنوب كوردستان, لا يرضون بدولة في العراق مطلقا , أن كانت تنوي سلب تلك الحرية و الاستقلالية التين ما فتئتا خلال( 12) عامآ تتجذران و تغدوان ثقافة لعموم كوردستان.
إن اقتراح الاستفتاء العام من قبل مجموعة من المثقفين و مفكري كوردستان, مذ تنالوه بالحث و الاستقراء, له هدف صريح و معلوم , في وقت حساس و مضطرب للعراق و المنطقة. و اثر حلول مناخ الحرية و انتشار النبا المفرح لتعاون القوات المتحالفة و الأمريكية مع القوات الكردية , انتابت جموع كوردستان موجة من الثقة بالنفس و شعور طاغ بالمسرة . فاليوم , في ظل الدول العظمى في العالم و في اشمخ قمم كوردستان , و أمام الكاميرات و القنوات الفضائية العالمية , يرفرف علم كوردستان بجنب علم أمريكا, حيث يحتفل ( بيَشمركة ) كوردستان دون خوف او وجل من دول الجوار و انفعالاتها و ردود أفعالها.
إننا نشعر من خضم الحوادث و المستقبل بالجرأة و الثقة بالنفس , و لاسيما اقتراح (الاستفتاء) و الرجوع إلى الشعب. إنها تجربة ديموقراطية جديدة و ممارسة للاختيار, في ظل الحرية السائدة, حيث تناقش فانية من قبل نخبة المختارة مختارة من كوردستان.
بالإمكان إثارة سؤال مهم: مثلا , لم تبذل كل تلك الطاقات و الجهود من اجل تجربة و إجراء الاستفتاء العام حول مصير كوردستان ؟ في حين و منذ البدء, إن كل الجهات تعرف و تثق بان الاستفتاء يتمخض عن نتيجة أو هدف ؟ لاشك إن أي كوردي و في أية بقعة من المعمورة, في الداخل ام في الخارج, يطالب بالاستقلال ليرسم تقرير مصيره بنفه في كيان دولة مستقلة.
و عوضا عن ذلك يمكن لنا, كل القوى و الفئات و الجهات السياسية و الثقافية في كوردستان, ضمن حدود كوردستان او خارجها أن نعمل بشكل واقعي و بمسؤولية حيال الظروف المستجد حاليا في كوردستان. نعمل من اجل توحيد دوائر ( حكومة إقليم كوردستان), وبأسرع ما هو ممكن تنبثق ( كابينة وزارية ) وحكومة موحدة من جديد , يشارك فيها كل التيارات السياسية الكردية.
إن الأحداث تتسارع في المنطقة لذا يستوجب على الكورد أن يكونوا انشط و ذا همة عالية من اجل تنظيم شؤونهم و وضعهم , فاليوم هناك مخاوف متعددة كالتطاول العسكري لدول الجوار على المنطقة و تدخلاتهم العلنية و السرية في شؤون العراق و خاصة كوردستان. لذا ينبغي مجابهتهم بشكل موحد, علينا أن نكون نحن الكورد أصحاب ( أجندة كوردستانية ) - برنامج كوردستانية – و مواقف ثابتة , و أصحاب نهج و خطاب سياسيين, ولآجل تأسيس ذلك الخطاب و انبثاق تلك (الاجندة ), يكون فيه لشريحة المثقفين و الكتاب و المعنيين دور بارز و كبير, من الممكن أن يكونوا بمثابة الخميرة لتلك التجربة كما يسجلوا لهم دورا نضاليا.
يظهر إن تأثير الاقتراح ( للاستفتاء العام ) يكون له بين المثقفين دور مميز و إيجابي و الذي يختص بالتحاور الداخلي و العلاقات بين الكتاب و المثقفين جميعا, و كذلك ضمن علاقاتهم كشريحة مستقلة بالسلطة وبالذات بعد الحوادث المريرة في كوردستان و أيام الحروب الداخلي بعد انتفاضة عام 1991, و إزاء انقسام هاتين الفئتين , فالمقترحات المقدمة تبث الطاقة و العزيمة في نفوس المثقفين كيما يتقاربا للمضي في إنجاز العمل المشترك .
فالبديل أراه في كوردستان حين يعمل كل الفئات السياسية و بضمنها القوتان الأساسيتان و جميع الأحزاب الموالية لهما, و بمعنى آخر, جبهة كوردستانية جديدة و باشتراك المباشر و المتحمس النشيط لشريحة المثقفين و أكاديمي مختلف المناحي سوية لتأسيس ( اجندة كوردستانية مشتركة ) للعمل و تنفيذ المهام التالية:
1- ( تشكيل حكومة اضطرارية وقتية- حكومة إقليم كوردستان ):
في حال ظهور المآزق الخاصة و الأوضاع المتردية في كل دول العالم, يلجئون الى تشكيل حكومة وقتية لمجابهة الأخطار المحدقة و إملاء الفراغ الإداري و السياسي, إن تلك الإجراءات في تشكيل حكومة وقتية تسمى : ( The Crise Government / Le Government Du Crise )
فمن اجل العمل و المجابهة مع اية فئة سياسية عراقية, لاشك إن تلك الحكومة تكون موقت, وحالما تتواجد الظروف المناسبة لانتخابات جديدة في كوردستان, حينذاك و على مهل و بطريقة ديمقراطية و علمية, وفي ظرف ملائم, تشكل حكومة جديدة, لكن في ظروف كوردستان الآني , ينبغي اللجوء إلى حكومة موقتا لمواجهة الجهات العربية في بغداد و كذلك الدول المتحالفة و الصديقة و المؤيدة لقضيتنا العادلة في الخارج .
2- تتضافر الجهود منذ مدة لدمج الإدارتين في كوردستان, فالدوائر و السياسيون و المثقفون , أمام سبل الأعلام العربي الخطير , في داخل العراق و في خارجه, من الممكن كبداية و سبق لل(القنوات الاعلامية ) ان يصار الى ذلك الدمج على أن يكون من مهام ( وزارتي الثقافة و الأعلام الكوردستانتين ) , بالتعاون مع الجهات السياسية الكوردستانية الأخرى, آن تباشر بكم هائل للأعلام الكوردستاني , فأننا جميعا نعلم, ما للأعلام من دور كبير و كم هو ضروري و ذو اثر بالغ لقضية شعبنا الكوردستاني و في هذه الأيام بالذات . ألان, و في البدء ( معركة الدستور) ولاجل التهيئة للخطط و البرامج لشعب كوردستان الجنوبي حيال مستقبل العراق المصيري و علاقاتنا مع بقية شعوب العراق, حين نكون معا في نظام فدرالي أو كونفدرالي ينبغي من ان نعمل على أسس راسخة و متينة, والتي لها علاقة بمسالة الأعلام, اقترح تأسيس هيئة مشتركة لجبهة كوردستانية إعلامية , لكي يكون( دائرة الأعلام الكوردستاني ) فالبلاد العربية و أنصار وحدة ارض العرب و بالتئازر مع كافة القنوات و المنشورات العربية, و انهم في كفاح مستديم لطمس الحقائق و تشويه ماسي و آلام شعبنا الكوردستاني. لذا أرى في انبثاق دائرة إعلامية كوردستانية حتمية تاريخية و قومية.
3- أن تخصيص الخبراء و مجموعة علمية و مدركة لتخطيط حدود كوردستان الجنوبي بشكل واضح و صريح , وكذلك , إجراء( الإحصاء العام ) على الفور يشمل كل كوردستان العراقي, و كذلك , تسجيل المعلومات و نتائجها من قبل ( المجلس الحكم العراقي ) و كذلك من قبل الدوائر و الجهات الأجنبية التي تعمل ألان في كوردستان, مثلا : مكاتب و ممثليه الأمم المتحدة , و المنظمات الإنسانية , و تنشر كوثائق من قبل جميع مؤسسات الإعلامية الكوردستانية .
آن تخطيط حدود جغرافية كوردستان الجنوبي, بضمنها كل المناطق المعربة و التي اقتطعها النظام الدكتاتوري و ضمها قسريا و بدون حق الى المدن العربية , ينبغي أن يطبق على أسرع ما يكون. فالظروف هذه الأيام ومواتية و سانحة لتخطيط حدود كوردستان العراق و بالأحرى حيث ناقشه القائد مصطفى البارزاني الخالد و القيادة السياسية الكردية آنذاك في اتفاقية آذار عام 1970 , لكن حكومة العراقية تملصت من ذلك و في عام 1974 رسمت حدود ( منطقة الحكم الذاتي ) من جانب واحد. ( 3 )
إن تداول بحث و اقتراح ( الاستفتاء العام ) , لا تكون له أهمية و جدوى أن لم يقوم الأكراد برسم حدود وطنهم, فرسم الحدود هذا و تحديد الأرض , له أهمية استراتيجية قصوى.
أن عملية ( تعداد السكان العام ) بالغ الأهمية لاعداد إحصاءات للتعداد السكاني لمنطقة كوردستان العراقي اليوم . فالحكومة الموحدة التي تشكل في نطاق ذلك الحدود بوسعها أن تكتسب الشرعية كسلطة منتخبة , و ذلك بمعاونة التحالف الدولي و المنظمات التابعة للأمم المتحدة إضافة الى الدول التي تود أن يكون لها دور في إعادة بناء الوطن, وذلك حسب منهج مدروس و متأن كيما ينجزوا تلكم الأعمال و الخدمات التي لم يقم الحكم الدكتاتوري بها مطلقا.
ففي ظروف إسقاط النظام في بغداد ,شاهد جميع الجهات و استمع, كيف آن الأعلام الدول العربية تعامل مع الأزمة العراقية و القضية الكردية و دورها في إسقاط النظام البائد, كيف وبآية وسيلة ناجعة يرونها لنا نحن سكان جنوب كوردستان , كيف وبآي شكل مظلل ينكرون وجودنا كشعب متمايز له أهداف قومية مشروعة وذلك بإطاعة هذه الحقيقة في عتمة الفكر القومي المتعصب الشوفيني , حيث لا يعترفون بحقنا كشعب مختلف له قضيته السياسية , ففي هذه الأيام حيث البدء بتعمير العراق, ينبغي أن تكون لنا شخصية جديدة و موقع متميز فيه, كلما تشهد القنوات الإعلامية العربية , ونلاحظ كيف يشوهون القضية الكردية في العراق , و من اجل ذلك على مؤسسات الأعلام الكوردستاني ان تخطط و تعمل حيالهها وبالأخص , وفي المقدمة أن يتضافر كتابنا بأقلامهم وتآزرهم في كوردستان قاطبة .
علينا أيجاد ( موجة إعلامية كوردستانية مضادة) لمناهضة تلك العقلية و كدفاع قومي و محق للذود عن قضية شعبنا العادلة و لحماية التجربة الكوردستانية, تلك التجربة التي عملت و خدمت الإنسان الكردي ووطنه اكثر من أي حل آخر أو فرصة تاريخية أخرى لشعبنا الكردي.
حيال هذه النقاشات التي تعقد في كوردستان, فان القلق, حقيقة القول آت بلا ريب و إن مصدرها هو الإخلاص و الحس القومي( للكوردايةتى) .
ليكن ما يجري اليوم, نبراسا فواجب كل مواطن كوردي هو : كيف يزود عن كل تلك الحرية و ذلك الاستقلال المتجسمين في كوردستان ؟ وما الذي ينبغي أن نقوم به لكي تتجذر و تعم بشكل كلي ؟ تلك الأسئلة التي تجد إجاباتها قي سن الدستور العراقي فقط لكي يزول قلقنا وتتلاشى مخاوفنا , علينا آن نتهيا لخوض معركة تحيلنا إلى الاستقلال و الطمأنينة , آلا وهي معركة الدستور الذي وصفها الرئيس مسعود البارزاني بكل علمية و دقة تامة, ذلك الدستور الذي يعمل كل القوى و الجهات الكردية و العراقية من اجل إنجازه.
إن ذلك القلق و المخاوف حيال مصير و مستقبل شعبنا, أحس به الرئيس مسعود البارزاني, كأحد أفراد المجتمع, لذا اضهره في إطار استراتيجية جديدة, في الوقت الذي يكون فيه ممثلو القوى الكردية مع باقي القوى العراقية منشغلين لصياغة دستور جديد, اقترح الرئيس البارزاني مبادي و آلية جديدة, ألا وهي مبد : ( الاتحاد الاختياري) ( 4)
وهذا هو الطريق الوحيد الذي يحمي التعايش الهادي السوي بين شعوب العراق المشاركة, أن هذا الموقف و طرح مبادى تنفيذه في وقت جدا حساس و مصيري , يزيل تلك المخاوف التي ما انفك كورد الداخل و خارجه يظهرونها, وحيث يثقون بالقيادة الكردية أنها هذه المرة كمجريات التاريخ, لا تقعد أية اتفاقية ببساطة و صدق نية و التي يرتبط بها مصير الشعب الكردي, تعلم الكورد بان ينظروا الى القضايا المستجدة بشك و ريبة وان لا يصدقوها بسذاجة .
فاليوم, اكثر من أي زمن مضى, يستوجب رص الصفوف والتآزر بين القوى السياسية و الثقافية الكردية وان أقدام ونضال الشريحة الواعية من المجتمع الكوردستاني ضرورية في هذا المضمار من اجل ثورة ثقافية شاملة ومن اجل ( التطهير و التطوير) في كل من النظام و السلطة و المجتمع الكوردستاني. علينا أن نعين حدود وطننا, ونعرف كيفية إحصاءات ؟ ما هي البني التحتية وكم هي ثرواتنا؟ وما بمقدورنا أن نعمل ؟ لكي نهيا أنفسنا لانتخابات برلمانية جديدة ولتأسيس هيئة وزارية لحكومة إقليم كوردستان و لتوحيد جميع الإدارات( المديريات) بصوت واحد و ببرنامج كوردستاني واحد لكي ننظم الى أية قضية عراقية او إقليمية أو دولية في إطار( فدرالي او كونفدرالي) مع دولة العراق المستقبلية, أو أي نوع آخر من الحل.
وفي الختام أن أي قرار من هذا النوع والذي له علاقة وطيدة بمصير الشعب الكردي الجنوبي, يأخذ شرعيته و إقراره فقط من برلمان جديد منتخب كوردستاني.
خسرو بيربال / فنلندا
المصادر:
1- حزب استقلال كوردستان, حزب سياسي كوردستاني مقرهم في مدينة السليمانية ,انظروا إلى منهاجهم الداخلي و منشوراته, ومنذ عام 1993 عبر نضالهم رفع هذا الحزب شعار الاستفتاء العام.
2- الحزب الشيوعي العمالي الكوردستاني , يعمل هذا الحزب ومنذ أعوام يناضل من اجل الاستفتاء العام وله مجلة باسم ( استفتاء ) رئيس تحريرها هم كل من( اسو كمال و خسرو سايه ) , و في مقال بعنوان :لماذا انظم مثقفو القوميون إلى الاستفتاء العام ؟ الموقع الإنترنت (كوردستان نيت )يوم 20/8/2003 , يبحث (اسو كمال ) في تلك المسالة .
3- الكاتب والباحث (فريد اسسرد) , كتب مقالة في مسالة الحدود في الموقع الانترنت : كوردستان نويز ( http://www.kurdstannews.com ) , في سليمانية.
4- الرئيس مسعود البارزاني في احتفالية ( 57) ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني, اتحاد الاختياري كمبدأ و استراتيجية جديدة للأعلام بتاريخ 16/8/2003 .