أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - شباط 8 عروس المجازر














المزيد.....

شباط 8 عروس المجازر


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 80 - 2002 / 3 / 4 - 16:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




سميت "بعروس الثورات"، تلك المجزرة الوحشية بحق الشيوعيين في 8 شباط 1963 في العراق والتي نظمها القوميين والبعثيين ورجال الدين "الشيعة والسنة" في العراق وبأدارة وتخطيط وكالات المخابرات المركزية الامريكية.

وأنا شخصيا لا اعترض على تسمية "عروس الثورات" فهي بحق كانت ثورة الوحوش والكواسر ليس ضد الشيوعيين فحسب بل ضد الانسانية التي ناضلت عبر اجيالها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة من اجل عالم افضل . فليس سرا اذن ان تغير وتبدل قوانين الاحوال الشخصية بعد تلك المجزرة ،التي كانت تنص على المساواة في قانون الميراث بين الرجل والمراة وحق الزواج دون تدخل الدين والمجتمع بعد 14 تموز 1958.

عشية تلك المجزرة اطلقت الفتاوى الاسلامية للتمهيد بابادة الشيوعيين، فكانت اول فتوى لمحسن الحكيم رئيس المرجعية الشيعية: " لا يجوز الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي فأن ذلك كفر والحاد" ،وباركها عدد من علماء الدين مثل محمود الشاهرودي وابو قاسم الخوئي ومرتضى ال ياسين وعبد الله الشيرازي ومهدي حسين الشيرازي وعبد الهادي الحسيني الشيرازي. وفي صبيحة 8 شباط يوم المجزرة اصدر بيان "رقم 13" المشؤوم الذي ينص على أبادة الشيوعيين من قبل السلطة العسكرية القومية التي دبرت الانقلاب وتبعها ذلك فتوى عالم الدين السني عبد الغني الراوي "اقتلوهم حيثما تجدونهم" في الوقت الذي فتح العالم الديني الشيعي الاخر محمد مهدي الخالصي بيته في مدينة الكاظمية في بغداد ليحوله الى مقبرة للشيوعيين .

هل هي مصادفة ، ام عدم دراية ،ام تخطيط ذو مغزى سياسي، عندما تنظم ما تسمى باللجنة الثقافية في "المركز الاسلامي " بالذات ،ندوة عن "مجزرة شباط 1963" في مدينة تورنتو ويشارك فيها شخصيات ذات ميول قومية واسلامية . السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تقام ندوة عن مجزرة ذبح فيها الاف الشيوعيين والعلمانيين والتحرريين في العراق في مركز اسلامي؟ لماذا لم تنظم في قاعة عادية ؟ هل اراد المنظمون في الندوة ان يفهموا الجالية العراقية بأن 8 شباط اخرى تنتظر الاحرار والشرفاء والشيوعيين في العراق ام هي محاولة للتكفير عن ذنوب رفاقهم الذين ارتكبوا تلك الجرائم بحق الانسانية في العراق !

ما زال مسلسل 8 شباط كما يقول الكاتب والصحفي "ابراهيم الحريري" مستمرا في العراق ، وما زالت الادارة الامريكية كما كانت في عام 1963،بعد ان طحنت عظام العراقيين جوعا وامتهنت كرامتهم عوزا وقتلت اطفالهم مرضا، تعمل من اجل اطاحة صدام حسين، احد حلفائها القدامى ايام الحرب الباردة واحد فرسان مجزرة 8 شباط، مع فارق وحيد، وهو ان صدام حسين الذي تحالف مع الاسلاميين بالامس ومع عملاء المخابرات المركزية الامريكية، اصبح هو بديل وحامل راية التيارين معا، الاسلامي والقومي، سواء من خلال حملته "الايمانية" او من خلال رفع شعاره المفضل تحرير "فلسطين" ومحاربته "الصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية". وكما كانت ثورة الكواسر في 8 شباط تجمع الحثالة واللصوص والمجرمين في ظل الادارة الامريكية وال(CIA)،تجمع نفس الادارة اليوم عين المشبوهين ولكن بأسماء مختلفة مثل الجلبي والشريف بن حسين ونزار الخزرجي ووفيق السامرائي وبتغييب صدام حسين الذي تحول الى المعسكر الاخر.

ان 8 شباط هي تجربة مرة ومليئة بالعبرللانسانية في العراق . ان تجربة 8 شباط تكشف عن معنى واحد تدركها جميع القوى السياسية مثل الاسلاميين والقوميين بدائل امريكا بالامس واليوم معا : فهي لم تكن لها ان تجرب حظوظها في المجتمع العراقي لو لا استخدامها الحديد والنار ضد جماهير العراق .اخيرا ان 8 شباط علمت جماهير العراق بأن تلك القوى كانت دائما معادية لابسط الاماني التي تنشدها. لذلك ان العراق ليس افغانستان وان مجرمي الحروب والابادة الانسانية والعنصريين ليس لهم مكان في مجتمع لا بد ان تشرق عليه شمس الحرية والمساواة.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - شباط 8 عروس المجازر