أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مريم حداد - ديمقراطية النفط














المزيد.....


ديمقراطية النفط


مريم حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشأ البشر واستمروا بقانون الاصطفاء الطبيعي، لم يبقى إلا القوي إن كان بمواجهة الطبيعة أو بمواجهة البشر بعضهم، واستمر ذلك عبر مراحل التاريخ. القبائل القوية تغزو الضعيفة، إما تبيدها وتمحي أثرها أو تطويها تحت لوائها بالإكراه، وتطور ذلك لنشوء الأمم والدول. الدولة الأقوى تشن حروباً على الأضعف لبسط سيطرتها عليها ونهب ثرواتها وليس مهماً كم يُقتل من البشر. التاريخ هكذا والقانون مع الأقوى واستمرت البشرية، أُبيدت حضارات ونشأت على أنقاضها حضارات أخرى وصولاً إلى عصرنا الحالي بكل التطور العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي ولم يزل قانون الاصطفاء الطبيعي هو القانون المعمول به. رغم نضال الشعوب عبر القرون من أجل إجادة قانون يتساوى به الإنسان مهما أختلف لونه ودينه ورأيه وكادت أن تظن أنهم وصلوا إلى هذا الهدف مع مطلع القرن العشرين بوجود قوانين ناظمة تبطل هذا القانون، لكن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بشن الحروب في أكثر من مكان بحجة محاربة الإرهاب نتج عنه أن لاقوانين حقوق الإنسان تنفع، ولا قوانين الأمم المتحدة ولا كل قوانين البشرية تمنع جنون الحرب في كوكبنا، حتى باتت صور القتل والدمار من المشاهد المألوفة نتعاطف وحسب، هل لأننا شُوهنا من الداخل؟ أم لأن العين تتعود على ما تراه باستمرار؟ وأسئلة كثيرة تطرح نفسها وقد لانجد إجابة عليها أو قد تكون إجابات مبتورة، مهزومة، خائفة.... الخ.

لكن مايجري في العراق مؤخراً يندى له الجبين ويغرز آلاف الحراب في القلوب، يدمي ويوجع... ملاجئ الأطفال وهم عراة، هياكل عظمية، مقيدون إلى أسرتهم ينتظرون الموت، من المسئول عن هذا؟ القتل الجماعي الذي يحصد العشرات يومياً وأحياناً يتجاوز ذلك ليصل المئات في يوم واحد، حجم الدمار الذي حل، والتشرد والنزوح والمصير المجهول الذي ينتظر هذا البلد... أهذا هو التاريخ الذي سنورثه لأحفادنا؟ مزيداً من الآلام والدمار، مزيداً من الضياع والتفكك. من أوصل العراقيين لهذا الموت، نظام الحكم السابق؟ أم من تآمروا على هذا الشعب وأبادوه بالاتفاق مع الجهات الخارجية وبالتحديد أمريكا. فهل اعتقدوا أنهم يزيلون حكومة استبدادية، ألم يدركوا أن تحالفهم مع الأمريكان لن يقضي على الحكم السابق فقط بل سيجرف كل شيء من حضارة وبشر وبناء وشجر، فهل كانوا يدركوا أن الأمور ستصل بالعراق على هذا الحد من الخراب؟ أعتقد أنهم لو أدركوا ذلك لأعادوا حساباتهم قبل أن يقدموا على فعلتهم هذه. فما حدث أنهم استجاروا من الرمضاء بالنار. هذه هي الديمقراطية التي يبحثون عنها، ديمقراطية القتل والتشرد، هذه هي الحرية المنشودة التي فروا من البلاد لجلها، أهذا هو النعيم والأمن والسلام والحياة الكريمة التي وعدوا العراقيين بها؟ ألم يدركوا أن أمريكا تريد نفط العراق وحسب، وتصريح وزير الدفاع الاسترالي بأنهم لم يذهبوا إلى العراق لولا النفط. إذاً النفط هو الهدف الأول والأخير للاحتلال، بالمقابل الحكومة العراقية تحاول إقرار قانون النفط الجديد.

إذاً هذه هي ديمقراطية أمريكا التي تحالفوا معها وكانوا سنداً وعوناً لها.

فمن المسئول عن هجرة العراقيين من البلد حتى تجاوز الرقم المليوني مهجر حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ومن سيوقف هذا التهجير الذي يعد ثاني أكبر تهجير بعد تهجير الفلسطينيين عام 1948؟

فهل الديمقراطية باتت تعني القتل والدمار وتهجير البشر على جهات مجهولة ومصير مجهول، بحثاً عن مكان أكثر أمناً، أو عن مكان لايقتلون فيه. فعن أية ديمقراطية يتحدثون!!! هل إصدار عدد من الجرائد وإطلاق عدد من الفضائيات هي ماأرادوا؟ مانفع ذلك إن كان الناس إما يقتلوا أو يشردوا أو يموتوا مرضاً، من المسئول عن إفراغ البلد من أهله؟

هل كانت هذه النتائج هي الأسباب التي دعت إلى إسقاط النظام السابق! أم فقط حب الانتقام ومن ثم التفرد بالسلطة التي لن ينالوا منها إلا الفتات أو الهيكل الخارجي.

فأيهما أرحم للعراقيين؟؟؟؟؟.

وإلى الآن ربما لم يزل البعض يراهن على هذه المجزرة، أو هذه التجربة...





#مريم_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثنائي المهزوم


المزيد.....




- فيديو جديد من داخل الطائرة الأذربيجانية يظهر ما حدث لجناحها ...
- -حزب الله- يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على اليمن بمشاركة أ ...
- الكويت: ضبط 1.8 حبة كبتاغون داخل مقاعد وطاولات قهوة
- عدد خطوات المشي المطلوب يوميا لمكافحة الاكتئاب
- -النسر الأصلع- يصبح رسمياً الطائر الوطني للولايات المتحدة بع ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد شنّ غارات على مواقع متفرقة في اليمن
- قفزة في بلاغات الجرائم الإلكترونية بالمغرب.. وخبراء يكشفون ا ...
- دعوات أمريكية لمنع عودة ترامب إلى السلطة والرئيس المنتخب يحذ ...
- بوتين: الأوكرانيون -يعاقبون أوروبا- و-يعضون يدها-
- سحب الجنسية الكويتية من 3700 حالة جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مريم حداد - ديمقراطية النفط