أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة














المزيد.....

الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 12:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


-1-
لاشك أن مراجعة الملفات التي يحتوي عليها أرشيفنا الأيديولوجي أمر واجب دوما , سواء بعد انتصار أم انكسار أم في سيرورة الحياة نفسها. ومراجعة هذه الملفات ونفض الغبار عنها لكي نعيد اكتشاف فعلها فينا أمر يتيح لنا دوما الحوار مع الحياة . كمثقف يحترف الفكر وإنتاج المعنى هو عنيف بالضرورة عندما لايجد مكانا لاحترافه ولا يجد متسعا من الحرية كما لايجد دخلا ماليا يقيه شر الارتزاق. وهذا اللغو ليس مجانيا في بلدنا الحبيب سورية.
لهذا لن نعمم حالتنا السورية التي نريد تفعيل وصفها, بل سنكتفي بأنفسنا علنا نحاور أوراحا جففها الطغيان . ونخفف من إحساس بالذنب خلفته غفلتنا عن التاريخ. ليس كل منتج للمعنى هو معيار للصح أو الخطأ , أو معيارا للصدق أو الكذب من برانية قوله بل هو معيار لكل هذا لأنه هو كذلك : أمام نفسه ومن جوانية قوله . نحن لا ننتج معنى فيزيائيا ولا رياضيا ولا بيولوجيا نحن ننتج معنى لا يمكن له أن يكون شموليا وننتجه لمنافسة معان متواجدة فينا وبنا وحولنا تؤثر علينا ونؤثر فيها . معيار العلم ديكتاتوريا في معناه: كأن تقول الأرض تدور حول الشمس إنه لايقبل شريكا في حقيقته »العلمية« ولا يتعايش أبدا مع معنى آخر لقول آخر !بينما القول المسيحية هي الحل أو الإسلام هو الحل أو الشيوعية هي الحل فإننا في هذه الحالة نستند على عوامل برانية من خارج حياتنا لها سمة القداسة وفعل الرؤيا وعلو الله وبذا نجفف تاريخية الراهن من منبعها الأصيل والذي هو نبض اليومي وتفاصيل العيش وتباين الرؤى والمصالح وهذا لايتم من دون معنى عنيف فالدولة متعارف عليها أنها تحتكر العنف لأنها تحت هذا البرقع هي معيار تصنف فيه من يستحق أو لا يستحق ممارسة العنف ضده »دولة القانون« .
لهذا هناك مجتمع مدني يواجه أي خلل في تطبيق هذا المعيار عبر المجتمع السياسي بذلك تصبح الدولة »كيانا« رغم ضرورته المستحيلة لكنه ليس شموليا ضرورته للاجتماع البشري في هذه المرحلة من التاريخ تنبع من استحالة شموليته بذاته و في عدم قدرته أيضا على أن يكون مقدسا . لهذا يمكننا القول الدولة ضحية عندنا لعبادة السلطة . وعبادة السلطة تستلزم اخضاع الدولة أيضا بكل مدلولاتها وبكل الحاجة إليها من أجل قداسة السلطة من هنا من أحد تلك المقدمات ينتج العنف ويغزو اللغة قبل الأجساد . عندها نصبح أمام ( دولة السلطة ) الحالة السورية نموذجا .
يتلاقى الآن في هذا اللغو منتجو المعنى من السلطة والمعارضة »الحفاظ على الدولة« والتي هي في سوريانا هي »دولة السلطة« كما اتضح أن الدولة العراقية كانت »دولة صدام« لهذا أصبحت الآن دولة قوات التحالف ودولة الائتلافات »المشخصنة« السياسية في السلطة والإرهاب المتقومن والمقاومة المترهبة في المعارضة من دون ذكر الأسماء النكتة أن كل هؤلاء بات لديهم ¯ متوزعين حق الدولة ¯ الحق في ممارسة العنف وإعادة توزيع ثروة المجتمع ولكن على من? وضد من ?.
غياب الحرية هو المولد الرئيسي لثقافة العنف التي تتسرب خلسة إلى ملفاتنا الأيديولوجية وحتى تغيب الحرية يجب أن يكون هنالك طرف ما له مصلحة ويمتلك القوة الكافية لتغييب الحرية من المجتمع السوري وبالأخص عند منتجي المعنى فيصبح دعاة الليبرالية أكثر عنفا بالمعنى الرمزي من دعاة الإسلام هو الحل أحيانا أو من دعاة الديمقراطية الوطنية أحيانا أخرى من هذا الطرف? هل هي ¯ حزورة سورية ¯ أم لغز عربي ?
¯2¯
نضحك عندما نسمع عبارة ( نبذ العنف ) وكأننا نملك القدرة على ممارسته وننبذه, وكلما كثر الحديث عن نبذ العنف في الحالة السورية وجدنا أن نابذي العنف يشرحون جثث بعضهم لغويا لأن هذا ما يستطيعونه في هذه المرحلة ! السلطة عندنا في سورية أيضا »تنبذ العنف« وتزدريه في أحيان كثيرة وأحيانا تريده لكي تجدد قدرتها على بثه من جديد لهذا هي تربي كل ثقافة تدعو للعنف.
تربيهم في بقاع المنطقة أليس عندما كنت أنافق السلطة ¯ نتيجة للخوف من السجن ومن التعذيب ¯ أمارس العنف بحق المعنى والمجتمع وبحق نفسي لا أريد التحدث عن غيري ومازالت أحيانا ترتجف الحروف بين أصابعي فأجد نفسي أصب جام غضبي على معنى لا يستطيع ممارسة العنف ضدي غياب الحرية في سورية هو المدخل لإعادة صياغة موقف نظري وسياسي حول العنف.
لأن الضحية بعد المواطن من غياب الحرية المولد للعنف هو فهم معاصر وتاريخي لضرورة الديمقراطية في سورية حيث تغيب من برنامج السلطة ليس هذا وحسب بل نبقى كمعارضة نضحي بالديمقراطية لكي نعطي فرصة لمن يمنع الديمقراطية لكي يجدد منعه لها بوسائل أخرى ¯ يمكن مراجعة تصريح لناطق باسم واحد من أهم تجمعات المعارضة السورية لأنه بالنسبة لنا مازالت السياسة حربا بوسائل لغوية كما يمكننا العودة لتنظيرات بعض رواد »الدولة الوطنية« وخصوم الليبرالية المتوحشة في تدخلاتها بشؤون المواطنين السوريين يجب أيضا أن تكف هذه الليبرالية المتوحشة عن تدخلاتها الخارجية في شؤوننا نحن السوريين لكي نتفرغ بعدها للمعارضة وللحديث صلة حول العنف بوسائل مابعد حداثية .




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الإسلامي في العالم آخر معاقل السلطات الهجينة 3
- الإرهاب الإسلامي في العالم غزوات لندن الجزء الثاني
- الإسلام السياسي في العالم آخر معاقل السلطة الهجينة غزوات لند ...
- المعارضة السورية بين مشروع السلطة ومشروع الدولة
- زيارة كوسران إلى دمشق نصر إسرائيلي وأزمة 14آذار
- مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 5
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 4
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 3
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 2
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية
- ردا على د. برهان غليون في مقالة سورية والمحكمة الدولية
- الفساد يلغي السياسة في الشرق الأوسط
- النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها
- تعالوا نختلف لنتفق.. لنتحاور..!
- الديمقراطية في سورية ضحية الزيف الأيديولوجي
- مانفع الإسلام العربي بدون المسيحيين العرب وغير العرب
- السلطات الإقليمية تبادل الدم والثروة والإسلام
- أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية
- السؤال الأمريكي في ضوء 5 حزيران


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة