أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - قوات البيش مركة















المزيد.....

قوات البيش مركة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 609 - 2003 / 10 / 2 - 04:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قوات ( البيش مركة )


         كلمة ( البيش مركة ) معروفة في  جميع مناطق العراق ، ويعرفها الناس كونها تعني المقاتل الكردي  المسلح الذي يقاتل السلطات الظالمة  في سبيل إقرار  حقوق الأكراد في العراق  ،  الأكراد الذين تعاقبت السلطات الملكية والجمهورية على غمط حقوقهم والتنكر لشراكتهم الحقيقية  للعراق  وحرمانهم من التمتع بالعديد من حقوق المواطنة العراقية التي أوردها القانون الأساس أو الدساتير المؤقتة التي تعاقبت والتي كانت مجرد حبر على ورق  .
     وبقي أهل العراق بكل قومياتهم  يحملون في ذاكرتهم العبقة كل التقدير والأجلال والأحترام لقوات البيش مركة الأكراد ، وبالرغم من زج أخوتنا في القتال ضدهم بحكم تطوعهم أو خدمتهم الأجبارية  في صنوف الجيش العراقي قسراً ، الا أن العلاقة الأزلية بين العرب والأكراد والتركمان والأقليات الأخرى  في هذا الوطن الجميل بقيت صلبة لا تتأثر بقرارات السلطات ، ولايضعفها الزمن ولازعزعتها  الأنقلابات .
     وتعرض العديد من أبناء العراق من العرب والتركمان  والقوميات الأخرى  الى السجن والتشريد والمطاردة  والفصل والأضطهاد  أزاء مواقفهم الوطنية في نصرة  الشعب الكردي وتحقيق أمانيه القومية المشروعة  ، كما أنضم العديد من العرب والتركمان وبقية القوميات من أهل العراق  الى جانب صفوف المقاتلين الأكراد للدفاع عملياً  عن قضيتهم العادلة .
     وبقيت قوات البيش مركة متلازمة عملياً في  القتال المسلح ومجابهة طغيان الحكومات القمعية التي تعاقبت على حكم العراق تتصدى لجيش نظامي قوي ومتسلح بأخطر أنواع الأسلحة التقليدية ، هذه الحكومات التي لم تستوعب أن تؤمن حقيقة  بحقوق الأنسان ، ولابحق الكرد الحقيقي كشركاء في هذا الوطن .
    وقدمت هذه القوات قوافل من الشهداء الكرد ، أضافة الى العديد من القصص التي تصل لمستوى البطولة الأسطورية  والخيال في التصدي والثبات والقتال أمام جيش نظامي متكامل و متمكن من النواحي التسليحية والتدريبية والعلمية القتالية مما يستوجب أن يقوم المختصين بكتابة التاريخ  توثيقها وكتابتها كجزء من سفر العراق النضالي  ، وأمام الأمكانيات البسيطة التي كانت الثورة الكردية تقاتل بها هذا الجيش وهذه القوة الغاشمة ، وأمام حجم التخريب والدمار الذي  كانت   تتعرض له القرى والمزارع والطبيعة الساحرة  الكردية ، الا أن أسم البيش مركة بقي متألقاً ونابضاً بالحيوية والحضور في ساحة كردستان العراق .
وبقيت قوات البيش مركة تقض مضاجع الأنقلابييين والسلطات الشوفينية والعقول الظلامية المنغلقة التي لاتستوعب أن يكون للغير حقوق واحلام  ، مثلما كانت هذه القوات  والمناطق التي تسيطر عليها الملاذ الذي يحمي العراقي أي كان فكره أو مبادئه  من بطش السلطات البوليسية القمعية التي تعاقبت على العراق  .
وتلازمت القوات الكردية المسلحة ( البيش مركة ) مع التنظيمات السياسية الكردية أذ لم تكن خارج  هذه التنظيمات ، ولهذا بقيت صفة الثورة الكردية متلازمة مع هذه القوات ، في حين أنشأت السلطات العراقية الشوفينية قوة عسكرية من الأكراد ، أستطاعت ترويضهم لحسابها من  الذين قبلوا بخنوع أن يعملوا تحت آمرة هذه السلطات الظالمة ضد شعبهم الكردي المناضل  لأسباب شتى فأسماهم الناس ( بجحوش السلطة ) ، وهي كلمة لها دلالة كبيرة وذات معنى يوصل الى الدرك الأسفل من السخرية  في العراق .
وبقي المواطن العراقي ينظر بعين التقدير والأحترام  لهذه القوات التي تحملت كل هذا الزمن العراقي المرير وتصدت لكل هذه القوة الغاشمة  ، وكل هذه الرحلة المضنية حتى تحقق ليس فقط السلام في كردستان ، وليس فقط الديمقراطية للعراق ، وأنما أرست دعائم  تحقيق الفيدرالية للأكراد والحكم المدني  والتعددي  الدستوري الديمقراطي المقبل  لهذا الوطن المعطاء الذي تخلص من أقسى الأنظمة الشمولية والدكتاتورية والشوفينية في المنطقة  .
وهانحن نتابع مسيرة هذه الجحافل الكردية التي أعطت من أعمارها وأرواحها ومالها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة ، وهانحن نتابع ماحققته هذه القوات بعرقها وتأريخها  ودمها ودمار قراها وتشرد عوائلها ، نتطلع الى مساهمة أوسع منها في بناء أسس العراق الجديد .
وسيذكر التاريخ الوطني في العراق ماقدمته  هذه القوات من أعمال خالدة وصفحات جليلة في تاريخ  الكفاح  الوطني المسلح ، أضافة الى العديد من المآثر العراقية التي تعكس مدى التلاحم والأنصهار  العراقي الواحد بين  القوات الكردية  وبين الناس المدنيين عرباً أو أكراداً وتركمان  .
ويسجل الطموح الكردي المشروع في المطالبة القانونية في أختيار نموذج الفيدرالية كأسلوب للحكم ضمن الوطن الواحد ، يجسد هذا الأختيار الحق الشرعي لجزء شقيق وفاعل من أجزاء الشعب العراقي وحلاً جذرياً يضع نهاية لكل الأساليب والحلول التي أثبتت عدم جدواها وفاعليتها في العراق  ، لزاما على المنصفين والمتابعين لحركة الزمن في العراق أن يتعاطفوا ويعملوا من أجل أرساء ركائز هذه الفيدرالية ،  والتي ستزيد العراق قوة وثباتاً وليس ضعفاً كما يتصور البعض  .
هذه الفيدرالية التي أختارها البرلمان الكردي بالأجماع وقررها وسيتبعها قرار من شعب العراق بأجمعه من خلال النص الدستوري ،  لاينتظر فيها شعب العراق  أن يستند على تصريح لوزير عربي أو لجامعة عربية أو جمعية شوفينية وتحت شتى الحجج الواهية والأعذار  ولاحتى أمريكا برمتها تستطيع أن تنتزع حق العراقيين في منح الكرد اللصيق الأبدي لشعب العراق حقهم المشروع في الحكم الفيدرالي .
هذه الفيدرالية التي ضحى لها اهل العراق قبل ان يضحي في سبيلها العرب من العراقيين أصبحت مطلباً عراقياً وطنياً ، وليس مطلباً كردياً ، ولطالما أشتركنا نحن العرب والأكراد والتركمان والقوميات الأخرى  في التضحية ، ولطالما توحدنا فلن يوقف توحدنا رغبة طرف آخر مادمنا أخترنا الطريق الصحيح لحياة شعبنا ووحدة وطننا الجميل .
 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاح وحقوق الأكراد
- القاضي مدحت المحمود أسم جدير بمهمة كبيرة
- متى نبدأ ببناء العراق ؟
- القضاء العراقي والمحاكم الخاصة
- أكراد العراق أرضية للشراكة الدائمة
- شهداء العراق تعالوا
- خيمة صفوان لم تزل تنشر ظلالها على العراق
- ولادة عراقية بعد زمن مرير
- الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله
- الوثائق العراقية الدامغة
- سماحة حجة الإسلام والمرجع الأعلى للمسلمين آية الله السيد الس ...
- أعداد مسودة الدستور
- الضمير الغافي في زمن صدام ؟
- احتمالات
- رحيل المناضل والمثقف العراقي باسم الصفار في استراليا
- رداً على الكاتبة أمل الشرقي
- رسالة الى عضوة مجلس الحكم الأنتقالي الدكتورة رجاء الخزاعي
- حرب الصحاف
- من سيمثل العراق ؟
- رسالة أخيرة من مواطن عراقي الى الخائب صدام حسين


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - قوات البيش مركة