أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - الإصلاح الديني بين العقل والضمير














المزيد.....

الإصلاح الديني بين العقل والضمير


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك تعبير عامي دارج في سوريا ( مْشفَّطْ ) يستعمل لوصف الشخص الخالي من أي وجدان او ضمير ولا يتورع عن أي سلوك مناف للأخلاق والقيم اذا كان في ذلك مصلحة له ’
المأساة أن هذا الصنف من الناس سواء كان لصا او فاسدا او مرتش ... الخ . يفكر تفكيرا عقلانيا محسوبا للوصول الى أهدافه ’ في حين نجد حولنا أناس ضمائرهم حية وصادقين ومستقيمين في أعمالهم ,وسلوكهم الاجتماعي يفيض حبا بالآخرين , ولكنهم يؤمنون بكل ما هو غيبي وخرافي وأسطوري ولا يجيدون استعمال عقلهم .
ترى هل هناك تناسب عكسي بين العقل والضمير في حياة الأفراد !!!
سؤال يحتاج الى بحوث وإحصائيات ودراسات نفسية يختص بها علم النفس الفردي .
إن العلاقة بين العقل والضمير تخضع لمؤثرات عدة منها تربية الفرد وبيئته الاسروية وهندسته الوراثية الفردية .
اما اذا انتقلنا الى العلاقة بين العقل والضمير في حياة الأمم فيصبح الأمر اعقد بكثير . في هذا المجال يمكن لأي باحث فلسفي او سياسي او اجتماعي ان يلحظ بوضوح العلاقة العكسية بين العقل والضمير في البلدان ذات التاريخ الاستبدادي , الاستبداد يحطم العقل , وحراسه يريدون قطيعا بشريا تسهل قيادته مثل القطيع الحيواني , أي يعتمد على الغريزة أكثر من العقل, والغرائز البشرية تعمل بآلية مختلفة عن الغرائز الحيوانية , فالانسان كائن اجتماعي وفطرته ايجابية تجاه إخوته , وكل ذلك يفعل فعله تحت نير الاستبداد ليبدو التناقض واضحا في هذه الدول بين العقل والضمير ,
وحتى تصبح العلاقة طردية بينهما, ويتطوران باتجاه واحد , يلزم لذلك شرط ثالث بمثابة الرافعة وهو الحرية, ففي مناخ الحرية وحده يستعمل العقل بالشكل الايجابي ويعود فيعكس نفسه ايجابيا ايضا على الضمير .
والحرية إشكال كبير في التاريخ , كون الفلاسفة منذ القدم ربطوا بينها وبين المُلكية , وقد انقسموا الى فريقين
- فريق رأى بالملكية الخاصة سبب كل الشرور الاجتماعية , ولا حرية حقيقية للجنس البشري مع الملكية الخاصة , وبالتالي هم من دعاة الثورة للقضاء على الملكية الخاصة وما ترتب عليها من انقسام في المجتمع جعل فئة قليلة تملك وتحكم وبيدها مفاتيح الثروة والسلطة .
- فريق آخر رأى ان الملكية الخاصة نقلت الجنس البشري من البداوة الى أول سلم الحضارة , والشعب يحقق اصلاحا عميقا بوساطة التطور , على عكس الثورة التي لاتقضي على الاضطهاد ة بل تخلق أوهاما جديدة , وروح التطور ومحركه هو الحرية .
مازل الصراع على أشده بين المدرستين , ولكن على ما اعتقد , السمة العامة لحضارة البشرية الحالية وما أفرزت من تكنولوجيا وأدوات تدمير تجعل من روح عصرنا روح الاصلاح التدريجي عبر الحرية , وهي وحدها تعطينا الشرط اللازم لربط الحرية بالمساواة التي يحلم بها أصحاب الفريق الأول .
انا شخصيا كنت من اكبر المتحمسين للقضاء على الملكية الخاصة عبر الثورة , ودفعت ثمنا باهظا من عمري بين مطاردة وسجن نتيجة هذه الأوهام ,وما زلت بنفس الحماس السابق ولكن هذه المرة للاصلاح وليس للثورة , وهو ما قادني الى هذه السلسلة من المقالات التي بدأتها بمقال – هواجس حول الاصلاح الديني وضرورته الحالية في بلادي –
لايخفى على احد كيف يلعب الآن دعاة العنف على مشاعر وضمائر جماهيرنا المسلمة التي تتمسك بتعاليم دينها في اللحظة الراهنة لألف سبب وسبب (على سبيل المثل لاالحصر ما تمنحه تلك التعاليم من طمأنينة وسكينة لمعتنقيها في زمن الخوف والقمع المطبق عليها من قبل سلطاتها )
ولايخفى على احد دور تك السلطات في وضع الحواجز بوجه أي تنوير لهذه الجماهير , واعتقد ان أي احصائية ستشير بوضوح الى تعلق الغالبية من جماهيرنا بالمعجزات والأساطير والخرافات وتفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية على أساسها , وليس على اساس العقل . وذلك نتيجة طبيعية لممارسات تلك السلطات التي تصرف المليارات على مدارس تحفيظ القرآن , وتلاحق كل مصلح ديني يحاول الاجتهاد في الدين , ان لم ينسق معها حتى تأتي نتيجة الاجتهاد بما يخدمها سياسيا .
اذن الاصلاح الديني يجب ان يعتمد على العقل ليتقدم فيأخذ دوره الى جانب القيم والاخلاق الايجابية في كافة الأديان ’ ولكن قبل ان نبدأ بمشروعنا يجب ان نميز بين نوعين من العقليين في مجتمعاتنا .
النوع الأول هم العقليون الذين يفسرون ظواهر الكون والمجتمع والطبيعة وفق قوانين محددة ’ أي انهم يرون ان الانسان صنع الله وليس العكس . ولا وجود لعالم ما ورائي بعد الموت ولا انفصال للروح عن الجسد , وهؤلاء يشكلون العمود الفقري في بلادي للعلمانيين الذين ينكرون أي دور ايجابي للدين ويرفضون رفضا قاطعا قيام أحزاب او حركات سياسية على أساس ديني , وهم بهذا السلوك يقفون حجر عثرة بوعي او بدون وعي ضد التقدم الاجتماعي , فالعقل لم يكن دائما لمصلحة التقدم مهما اقترن بمحاولة الوصول الى الحقيقة العلمية . يجب ان يترافق ذلك بالبحث عن السعادة للإنسان الذي يمر طريقه في كثير من الأحيان عبر االعاطفة والأحاسيس وبالتعبير العامي عبر القلب
النوع الثاني , هم العقليون الذين يرون ان هناك مهندسا وراء هذا التنظيم الدقيق للكون هو لله
وهم موجودون داخل كل دين وكل طائفة ’ وبالتالي دعوتهم للعقل تمر عبر منهجهم الديني .
هذا ماسنقف عنده بالتفصيل في طرح أفكارنا عن الاصلاح الديني داخل الاسلام , ولكن قبل ذلك بقي علينا مقالة واحدة نمر بسرعة فيها على الاصلاح الديني داخل المسيحية في اوروبا
لنستأنس بتلك التجربة الكبيرة في تاريخ الإنسانية
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق ما له وما عليه
- النفاق السياسي والأصولية ومأساة الشعب الفلسطيني
- النفاق السياسي والأصولية
- المسيحية والشيوعية
- الاسلام والبلشفية
- امسح واربح
- هواجس حول الإصلاح الديني وضرورته الحالية في بلادي
- حضارة الاستهلاك وأثرها في الصحوة الدينية الحالية
- الجرح العراقي والملح الأمريكي
- الصيام الأكبر
- من أجل يسار لبرالي عربي جديد
- اللبرالية والوضع الراهن في سوريا
- اللبرالية في التاريخ السوري - خالد العظم نموذجٌ
- اللبرالية في التاريخ السوري - الكواكبي رائداً
- اللبرالية والعلمانية
- اللبرالية وعلاقتها بالديمقراطية
- اللبرالية ومسيرة التطور الاجتماعي
- نجيب محفوظ في ذمة التاريخ
- عماد شيحا في روايته الثانية - غبار الطلع -
- شرق أوسط جديد بفوضاه !!


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - الإصلاح الديني بين العقل والضمير