أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد ديمال - تغير المناخ والإحتباس الحراري مصدرتهديد للأمن والإستقرار الدوليين














المزيد.....

تغير المناخ والإحتباس الحراري مصدرتهديد للأمن والإستقرار الدوليين


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:26
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في سياق تأثير التغيرات المناخية على الأمن والإستقرار الدوليين،عمد مجلس الأمن
إلى عقد جلسة خاصة، بمبادرة من بريطانيا، وتم عقد هذا الإجتماع بعد تقرير صدر
عن أحد أكبر المراكز المتخصصة في الدراسات المناخية، وقف هذا التقرير على حقائق
عدة ، مفادها أن ظاهرة الإحتباس الحراري هي تهديد محدق بالأمن العالمي،
بالإضافة إلى احتمالات أخرى كبيرة تطرحها الظاهرة،أول مظاهرها" زعزعة
الإستقرار، وتفاقم التهديدات، في مناطق متفرقة من العالم".وهو تقرير أبان أن
الاهتمام بالمناخ أضحى العنوان البارز في جل الدراسات المهتمة بعلاقة الإنسان
بالطبيعة، بل كان مرسم ندوات مختلفة ناقشت كمحاور لها تبعات التغيرات المناخية
على الأمن القومي للدول ، وبمقابله السلام العالمي.
أزمة دارفور تعتبر مثالا حيا على مدى تأثير التغيرات المناخية على الأمن ، ومدى
ما تشكله من تهديد حقيقي على الإستقرار والسلام الدوليين ، فرغم تعمد الإعلام
الغربي على السقوط في تعويم متعمد يجانب الحقيقة، ويخندق هذا الصراع
في بؤرة توتر عرقي يتحدد في تصنيف عنصري يقحم القبائل العربية في سيرورة
الصراع، في مواجهة القبائل ذات الأصول الإفريقية ، لكن الحقيقة ، حسب مراقبين ،
أن جوهر الصراع يتجاوز هذا التوصيف، الذي يصفونه بغير الدقيق ، والبعيد عن
التشخيص الموضوعي.
فاستحضار المعطى المناخي ، هو التعبير الصحيح ، فالصراع يتفاقم ، والمنازعات
تستفحل، كلما حدثت تغيرات مناخية تأخذ منحى سلبيا في كل لحظة وحين ، وبمقاييس
تتجاوز تحكم البشر، لكن إفرازاتها تمتلئ تهديدا للكينونة الإنسانية بشكل عام ،
وتحديدا في رقعة جغرافية معينة ، ولو بتحديد زمني، خاصة عندما يتعلق الأمر
بالبرمجة الناجزة ميدانيا للحد من المخلفات البيئية المنفرزة عبر استعمال
التقانة الحديثة ، غالبا ما تتسم بكونها ناسفة للوجود البشري، كمقذوفات
المصانع، أو غيرها من أدوات الإستعمال الفتاكة ، أو كنفايات – المطارح النووية
بخاصة - ، والتي غالبا ما تختار الدول الفقيرة هدفا لها لدفنها.
وإذا كان إقليم دارفور يتسم بنظام مناخي خاص مختلف على الغالب عن باقي مناطق
السودان ، حيث يتسيد فيه فصل مطير يمتد ما بين شهري يونيو إلى غاية سبتمبر ،
ميزته الأساس على مدار شهور السنة المتبقية هو الجفاف واليباس ، فإن الخيط
الناظم فيه هو استدماج الزراعة كأكثر الأنشطة الإقتصادية حيوية لسكان الإقليم ،
حيث يتشكل منها نمط العيش ، مضافا إليها الرعي الموسمي، فهم يربطون كل ذلك
بإمرة دورة المطر ، ويؤكدون أن ازدواجية النظام المعيشي هاته بين(الزراعة/
والرعي)، لطالما ساهمت في نشوب نزاعات على مر التاريخ بين المزارعين والرعاة من
البدو الر حل، لكنها كانت تعرف حلا بإعمال التحكيم الذي كان يمارسه شيوخ
القبائل.إلا أن هذا النظام الإجتماعي ( الموسوم بالتقليدي)،أصيب بنكسة ،إنطلاقا
من منتصف الثمانينات جراء الإنتشار المكثف لظاهرة الجفاف ، وما أنتجته من
انعكاسات سلبية على السكان من مجاعة ، وتفجر نزاعات مسلحة جراء المنافسة
الشديدة حول مصادر المياه.
وهكذا تطور الصراع ، إلى أن وصل إلى مستواه الحالي بفعل هذا الإضطراب السنوي ،
وتفاقم ندرة الأمطار .
هكذا ساهمت التغيرات المناخية ، وظاهرة الإحتباس الحراري – حسب خبراء المناخ -
في أحد أكبر المآسي الإنسانية "أزمة دارفور"، وهي فقط انعكاس وصفي لأمثلة أخرى
مشابهة في مختلف مناطق العالم، كما هو الأمر في بعض دول آسيا الوسطى.
إعصار غونو الذي ضرب السواحل العمانية لا يخرج عن هذا الوصف، أي ارتباطه بظاهرة
الإحتباس الحراري ، وارتفاع سخونة الأرض، فتضخم منسوب مياه البحار ، يعود في
أساسه إلى تسرب الأشعة ما فوق البنفسجية عبر اختراقها لثقب الأوزون، وإذابة
جليد المحيط المتجمد، وهذا التفصيل يخضع- بحسب علماء المناخ- لمقاييس علمية
دقيقة تدرس هذا التوسع المائي عبر الإرتباط بالمد الحراري، بحسب التوزيع
الجغرافي، رغم أن كثيرا من الشكوك تضيف،- بمزيد من الترجيح-،أن حرارة الأرض
سترتفع إلى أكثر من الحقبة الصناعية بمعدل 8على10 من مستوى السخونة، بمقياس حمى
الجسم تماما،إذا أصيب بحمى ، فهذا يعني أن الجسم فيه حرارة ثابتة ، ولكنها تمتد
بفعل تأثير الحمى، وهو ما يؤكد أن درجة الحرارة سترتفع إلى مستويات عالية ، هي
تثبيت لتأكيدات مردها زيادة هذه السخونة بمعدل 6 درجات مئوية. ويقول العلماء
بأن الأرض لم تشهد مثل هاته الحرارة منذ ملايين السنين، وهي أشبه إلى حد ما
بحقبة انقراض الديناصورات ، والتي كانت نسبة ارتفاع درجات حرارة الأرض سببا
فيها، ونحن ندخل – بحسب هؤلاء العلماء- في فترة الإنقراض الرابعة بفعل نشاطات
الإنسان ، وهم يعزون أسباب الإرتفاع إلى التأثيرات الطبيعية ، ثم إلى التغيرات
المسببة لها من طرف الإنسان ، من خلال نشاطاته الصناعية بالأساس، فمثلا احتراق
الوقود الأحفوري يعطي ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يسبب في نقص الأكسجين ، مما
يؤدي إلى اختناق الجو، وبالتالي بروز ظاهرة الإحتباس الحراري، وما تفرزه من
مؤثرات جانبية خطيرة كالفيضانات والأعاصير كتراكم من خلال القطائع .
من هنا تصبح التغيرات المناخية أكبر تهديد عرفته المجتمعات البشرية ، لما تخلفه
من ضحايا ، قد تعصف بالوجود الإنساني على سطح هذا الكوكب ..



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول سؤال العلمانية: الفصل بين الدولة والدين ضرورة ديموقراطية ...
- التعصب سلوك متطرف يقصي العقل ويغيب الحوار الهادئ
- هل يجب حجب بعض مواقع الإنترنيت بسبب الجرائم الجنسية؟
- .-في تحليل السلوك الإرهابي: - العنف الفردي بين الدين والعلم
- بعد سنة من انتهاء الحرب على لبنان: حزب الله ربح لأنه لم يخسر ...
- بعد سنة من انتهاء الحرب على لبنان: حزب الله ربح لأنه لم يخسر ...
- بعد مرور ستين عاما على قرار التقسيم،وسيطرة حماس على غزة:ثلاث ...
- بعد مرور ستين عاما على قرار التقسيم وسيطرة حماس على غزة:ثلاث ...
- بعد ستين عاما على قرار التقسيم،وسيطرة حماس على غزة:ثلاث كيان ...
- العالم العربي يحقق تقدما في الأمية
- رؤى العدل والإحسان : من الإخفاق في الواقع إلى التعلق بالغيب
- التنسيق الإستخباراتي الأردني/الامريكي:بين طرح العمالة،واستحض ...
- القاضي الفرنسي بوريل: فضيحة دولة،أم جريمة ضباط جيش مارق؟
- أمريكا تريد عزل سوريا رغم ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما
- أنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي بأوروبا الشرقية: هل هي ب ...
- الحركات الإحتجاجية رد فعل رفضي لتوزيع غير عادل للثروة
- روائح الفساد تزكم الأنوف بالمغرب
- سوق أربعاء الغرب:خلفيات محاولة انتحارمراقب البلدية.
- ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- سوق أربعاء الغرب: من وراء إقبار مهرجان المدينة؟.


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد ديمال - تغير المناخ والإحتباس الحراري مصدرتهديد للأمن والإستقرار الدوليين