أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهش العراقي - الى الرفيقة سعاد خيري














المزيد.....

الى الرفيقة سعاد خيري


دهش العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم أكن احلم يوما أني سأقف أمامك او أتحدث معك ..لم اكن احلم ان يأتي يوم وتكتبي لي كلمات قصيرة توافقيني الرأي في أطروحاتي.... سعاد خيري في مخيلتي وأنا شاب هي تلك المرأة العملاقة التي لا تشبه بقية النساء في ثقافتها ونضالها وصمودها الأسطوري ... عندما يرد اسم سعاد خيري في جريدة او كتاب كان قلبي يرتجف رهبةً وهيبةً واحتراما... اول مرة اقرأ للرفيقة سعاد سلسلتها في الثقافة الجديدة عن تاريخ الحركة الوطنية في منتصف سبعينيات القرن الماضي وصادف إني قرأت حلقة تتحدث عن إضراب عمال النفط في (....)وكيف استقبلهم أهالي مدينتي وآزروهم وقدموا لهم العون والحماية ونضم قسم من ابناها الى تلك المسيرة المتجهة الى بغداد ..كنت أول مرة أقراء اسم مدينتي مكتوب في مجلة.. كان ذلك شيء كبير بالنسبة إلى شاب يعشق مدينته حد الجنون ويكن الاحترام كل الاحترام لكاتبة المقال.. أتذكر إنني وبتصرفاتي الشبه صبيانية ومراهقتي السياسية حملت ذلك العدد من مجلة الثقافة الجديدة أطوف به على زملائي ((وأعدائي السياسيين)) آنذاك واقرأ لهم ما كتبته العملاقة سعاد خيري عن مدينتي وأبناءها وقد قادني هذا التصرف الى السجن بعد اعتقالي من قبل رجال الأمن ووضعي تحت المراقبة وملاحقة الأجهزة الأمنية منذ ذلك الوقت الى سقوط النظام البائد..
وتمر الأيام العجاف يوما بعد يوم وعاما بعد أخر وأنا أتابع أخبار الرفيقة سعاد وزوجها الرفيق الخالد زكي خيري وبقية الرفاق الكبار الذين رسمنا لهم صورا في مخيلتنا تصورهم اؤلاءك الإبطال الأشداء في النضال والكفاح والوعي السياسي والثقافة العالية وهم كذلك من أمثال الرفاق عزيز محمد وعامر عبد الله وكاظم حبيب وصفاء الحافظ وعبد الرزاق الصافي وغيرهم كثير ممن كانوا في قيادة الحزب أيام الجبهة الوطنية.. كنت أتابع إخبارهم وكتاباتهم رغم الظروف الإرهابية التي كان يفرضها النظام الدكتاتوري. وتدور الأيام ليذهب ذلك النظام الى مزبلة التاريخ ويعود الحزب ورفاق الحزب الى بغداد الحبيبة.. قرأت في نشرات الأخبار بعد أيام من سقوط النظام عن توزيع جريدة طريق الشعب في بغداد فقررت السفر رغم ان اجواء المعارك والقتال لم تنتهي بعد..رغم المخاطر وصور الحزن التي تصلنا قررت الذهاب الى بغداد لأرى نزيف وأوجاع دار السلام ولقاء الرفاق وجلب جريدة الحزب وأدبياته التي غابت عنا سنين طوال.. وفعلا سافرت في اليوم التالي مع صديق نبحث عن الرفاق والجريدة وقلوبنا تعتصر حزنا وألما على ما حل بالعاصمة من خراب ودمار نلعن الاحتلال والنظام السابق الذي سلم العراق لأسياده بتصرفاته الرعناء.. عيوننا وسط دموع الحزن تبحث عن الرفاق وهي تدور من شارع الى شارع ومن عمارة الى أخرى طول النهار دون العثور عليهم لكن و في اللحظة الأخيرة وجدناهم في إحدى بنايات شارع ابو نؤاس بعد ان يئسنا وقررنا العوده... ترجلنا من السيارة وأخذنا نركض نحو البناية مصافحين الرفاق ومباركين عودتهم الى مكانهم الصحيح.. الى بغداد الحبيبة واخذ اعداد من طريق الشعب والثقافة الجديدة وبعض الكراسات الحزبية والفرح يغمرنا وسط الحزن والتعب والخوف كأطفال مراهقين رغم بلوغ العمر ما يقارب الخمسين... ونستمر بالزيارات لمقر الحزب وتقع الصدفة التي لم أكن أتوقع حدوثها حين دخلت امرأة تجاوزت الثمانبن من العمر ..وجهها يطفح نور وحيوية.. سلمت على الموجودين وإنا من ضمنهم ..صافحتها وتمنيت تقبيلها كما فعل احد الرفاق... وعندما سالت عنها قيل لي إنها الرفيقة سعاد خيري... خفق قلبي عند سماع الاسم وعيوني تحدق بها.. أحس بالدم يحتقن في وجهي خجلا وكأني أقابل احد معلمينا في الابتدائية حين كنا نهرب عند مقابلتهم في أي مكان خارج المدرسة... لم ارفع عيني عن الرفيقة سعاد طيلة تواجدها معنا في مقر الحزب أراقب حركة يديها وشفتيها وهي تتكلم بهدوء وثقة... لم اصدق نفسي اني اجلس جنب تلك المراة التي سمعت وقرات لها وعنها الكثير منذ اكثر من ثلاثين عاما... ولأول مرة وأقولها بصراحة حمدت الاحتلال على هذه النعمة التي لو لاه لما قابلت تلك الإنسانة والمناضلة العملاقة .ستبقين أيتها الرفيقة والمناضلة والإنسانة رمزا للنضال والصمود رغم كل عواتي هذا الزمن الأغبر.. وسنتقابل مرة أخرى في بغداد بعد ان تعود الشمس تشرق عليها .. سنتقابل في بغداد بعد ان تنبذ هؤلاء الأوغاد وأسيادهم المحتلين ..بعد ان ينزاح عن صدرها هذا الحمل الثقيل من دعاة الوطنية والدين بعد ان تزيح شراذم محبي القتل وأحذية جنود المحتل





#دهش_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افعلها يا ابن موسى وارجع للحزب هيبته


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهش العراقي - الى الرفيقة سعاد خيري