|
أقتراح مبارك عن تصوره للحالة السياسية العراقية ليس كفرا
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أمواج غضب تولتها الرآسات الثلاث في بغداد ليست لها مبرر في نظري ....! أن تصور الرئيس المصري وأن كان لا يصب في مصلحة الاتجاه السياسي لرجال الحكم الحالي في العراق. من العراقيين المؤيدين السير في ظلال السياسة الامريكية...ألا أن ذلك لا يعني أن نسفه الرأي.. ولا نذهب أبعد من مصالحنا في تفسيره. الرئيس المصري .... ليس هو الاول الذي أنتبه الى تزايد النفوذ الايراني في العراق......
قبلــــه ....... الملك عبد الله الحسين الذي صرح بتواجد الهلال من هذا النفوذ ... لينصب بعباءة الطائفية .....
وقبله ...... الامير سعود الفيصل من المملكة العربية السعودية ... حيث تصوراته الى التبيه بنسبة الخط البياني .. للتدخل الايراني في العراق لحد التفظيل بالتعامل بالتومان بدلا من الدينار العراقي .. ولحد أن يطالب رئيس المجلس الاسلامي سماحة السيد عبد العزيز الحكيم بوجوب وضع تعويظات هائلة الى أيران لكونها معتدى عليها من العراق.. وكان المبلغ المقترح مذهلا أذ زاد على بضع مئات من المليارات وبالعملة الامريكية أي الدولار الامريكي ...! وقبل هذا الزعيم .. وذاك القائد .. فأن الشعب العراقي المجهول المصير لاحواله شعر بوتائر أكثر وضوحا من جميع اللذين نبهوا الى وجود هذا التأثير والنفوذ ...! ولم يكن هذا الشعور شعور أرتياح.. عند الكثيرين .. بل وحتى عند الشيعة أنفسهم .. وأقصد الشيعة العرب . وأخصص الشيعة العرب أذ أن العراقيين الشيعة العرب هم أول من رفع كرة الاحتلال سواء أكان من الشرق أو من الشمال.. أو كان من العثمانيين الاسلاميين أو من الانكليز الكفرة . في الثلاثينيات يوم لبى أول من لبى نداءات الشيعة المتدينين أمثال الخالصي والصدر والحكيم رافعين السلاح سلاح المقاومة .. سلاح الثورة .. سلاح من هب من أخواننا الجنوبيين وكانت هناك معارك ضارية مع المحتلين مثل معركة الرارنجية.. وكل اللحم الموقعين مع المواقع الاخرى حين أبلى بني حجيم وهم من عشائر الديوانية ملبين نداء المراجع الشيعية في ذلك الوقت . أينسى العراقيون كيف أن الاحتلال الانكليزي طوق النجف الاشرف وهي المدينة المقدسة وهي عينة القلادة الوطنية التي كانت ولا تزال تحلي جيد العروبة وتدافع عن شرف العروبة وعن المعتقدات العربية الثابتة هي النجف الاشرف التي تظم مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. أنا لا أريد أن أللوم الفرس الصفويين لا أدري لماذا لا يحاولون الانصهار مع الاسلام العربي والعمل على تزاوج القوميتين العربية والفارسية. العراق عربي العروبة وهو الثقل الرئيسي في حركات التحرر العربية كان ولايزال شعبه ينتصر للقضايا العربية أينما كانت في العالم ولما لا ينصهر الاسلام بأختلاف قومياته في بحر مصدر هذا الاسلام هم العرب والقرآن عربيا والرسول عربيا ولغة الجنة عربية ومكة التي يتجه اليها كل مسلم عربية.
ل اشك أن تاريخ الفرس مليء بالتضاددات مع الفتح العربي الاسلامي وكان تاريخهم مع الفتوحات الاسلامية التي لم تستطع جحافل الفرس أن تقف أمامها وبدأها بالقادسية يوم أفزع سعد بن أبي وقاص فيلة الفرس بالخيول العربية وسرعتها في أفزاع الفيلة. الفرس في معركة القادسية أعترفوا بأنتصار العرب ورضوا أن يكونوا غنائم للجيش الفاتح المنتصر. حتى بنات كسرى ونساءه لم يعترضن في حكم الاسلام والدخول فيه كزوجات للقادة العرب والاسلام. مبارك لاشك بأعتباره عربيا أستوعب هذه الحقائق التاريخية وهو من أخلف عبد الناصر الزعيم العربي الذي يدين له العرب بالكثير وللعرب أصلا تجاوب مع عبد الناصر لا يمكن نكرانه وللتاريخ يوم حصل الاعتداء الثلاثي على مصر وكان الحكم في بغداد في ظل الملكية ومدرسة نوري السعيد غير معني بالاهتمام العربي ليصل الى درجة الاحتجاج على هذا العدوان بعكس الشعب العراقي الذي وقف برمته منددا متظاهرا صاخبا بشعاراته مناديا الدعوة لنصرة الشعب المصري والدخول في حرب مع دول العدوان وعلى رأسها أسرائيل. هذه الحالة أضطرت السلطات العراقية أن تقوم بهجمة شرسة على دعاة الاحتجاج على أحتلال مصر ووجود البريطانيين في العراق وهي أحدى ثلاث دول مسؤولة عن هذا الاعتداء بعد أسرائيل وفرنسا. جمعونا نحن المحامين ومعنا الكثير من المثقفين من دورنا ومن غرف هجعنا وخدورنا فأصبحنا أكثر من ثلثمائة معتقل في ليلة واحدة وسفرنا في أتعس واسطة نقل الى أبعد سجن هو سجن نكرة السلمان. وكان بيننا العربي والكوردي والتركماني والمسيحي وبقية الاقليات ولم يكن بيننا في هذا العدد الكبير من يفرق بين معتقل وآخر لا في المذهب ولا في العنصر وأن أواصر تجمعنا هو مناصرتنا لعبد الناصر بجمع الجميع والعراقيين بمن فيهم الكورد والعرب شيعة وسنة وصابئة ومسيحيين لم يكن منا من يجرأ على أعطاء أشارة تنم على تفاوتنا في المذهب أو العنصر كلنا عراقيين وكلنا نملك نخوة عربية نساهم مع المصريين في نضالهم ضد الاستعمار حاملين الدعوة لنصرة هذا الشعب.
أينكر أحدا بأننا كنا جميعا عراقيون ووطنيون وكفا .....! أن هذا الشعور الوطني القومي هو العامل الاساس والسبب في أعتقالنا ووضعنا في باحة هذا السجن الرهيب. أينكر أحدا أننا جميعا يدا واحدة قلبا واحدا ينبض من أجل القضايا الوطنية وما دفاعنا عن مصر وعن قناعة الا أننا نشعر أن العراق قلعة العروبة ويجب أن يكون كذلك دفاعا عن الدول العربية ليقف بشدة ضد طموحات الاستعمار أو الاستغلال الاقتصادي وهذا ما يجب أن نتواصل الآن من أجله . هذا أعتقادي وأعتقادي أن نتواصل في الشحنات الوطنية التي تبعثها قلوب الاحرار وهي تمثل الرأي العام الواقعي وتعكس الشارع العراقي والعربي من يتغافل بأن الشعور الوطني القومي موجود في كل الاوقات وهذا الشعور لا يعرف الحدود فالتاريخ واللغة والدين تجعل هذه الامة بلا حدود رغم أن ذكاء الاستعمار وتوجسه من خطر الوحدة العربية فأقدم في معاهدة سايسبيكو بعد الحرب وقسم الامة العربية ثلاثة عشر دولة. أن الامريكان مؤمنين بهذه النظرية بتأثير من اللوبي الصهيوني فقد جاء بكتاب من هينري كيسنجر وزير خارجية أمريكا بأن من الاحسن لظمان أمن أسرائيل بأن تقسم الدول العربية الى ثلاثة وعشرون دولة وهذا ما يلمسه المتتبعون للاحتلال الامريكي وكيف أنهمك يسعون الى تقسيم العراق الى ثلاث دول كوردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط. أذا من حق أي قائد عربي يملك التجاوب مع الشعور القومي أن يتصور وأن يعلق وأن يبدي رأيه بما يجري في العراق. أذا لماذا نلوم حسني مبارك وهو لا يقصد الشيعة العراقيين ككل أنما قصد الشيعة الذين لهم أنتماء أيراني صفوي ملكوا حق التعبير عن فئة الشيعة العراقية الا أن هناك أكثرية شيعية علوية لا ترضى بهذه الدعوات الفارسية. لماذا نلوم حسني مبارك ونحن نسمع السيد عبد العزيز الحكيم لا يتحاشى نصرته لايران في كل المناسبات بل أعطاهم الحق بالتفاوض عن العراق مع أمريكا مشجعا تزايد النفوذ الايراني في الجنوب لحد وجود التعامل بأوسع أشكاله. ما هذا عن ذاك ومن أقرب الينا أيران الصفوية أم مصر العربية وما قيمة العراق بدون العرب.
يقول البعض عني أن خالد عيسى طه يغرد خارج السرب. أقول نعم أني أن غردت فأني أغرد عن قناعة وبتجرد وبدون أي حافز مذهبي أو طائفي أو طمعا في مال أو منصب. أني أغرد خارج السرب مع قناعتي بأن النفوذ الايراني في العراق قد بلغ ذروته وأن الرآسات الثلاثة لا تستطيع أن تحيد عن هذه الرغبات. أني لا أفهم ردود الفعل التشنجية التي صدرت من الساسة العراقيين بدأ من مقاطعة مؤتمر وزراء الخارجية العرب وأستمرارا بالمطالبة بطرد المصريين الموجودين في العراق ومقاطعة البضائع المصرية وأعلان الحرب على كل ما أسمه مصري ويعود الى شعب حسني مبارك. كما يراد عمله وحصل فعلا تعامل السلطة مع الفلسطينيين لا ذنب لهم الا تهمة حصولهم على حماية صدام حسين ومساعدته للشعب الفلسطيني. أنا أملك المبررات أن أسبح ضد التيار لاعتقادي أن التيار وأن كان جارفا الا أنه لا يستند على المصلحة العراقية والواقع الذي يتراءى لي وأسباب قناعتي هذه مبنية على ما يلي:-
1- هذا هو رأيي وأنا قانع به فيه أسباب أرى أن هناك فائدة في أعلانه وليس فيه أي قصد يضر بأي جهة أو يحرض عليها ولكني أتبع حرية التعبير. 2- أنما جاء على لسان مبارك وما تناقلته وسائل الاعلام لم يكن أكثر من تصريحات مماثلة بدأها الملك عبد الله والامير سعود الفيصل وأكدها سفير أميركا في العراق زلماي زادا بكل وضوح وصراحة. 3- أن العاقل لا يقبل دفع البعض بأن مبارك ساعد الامريكان والاحتلال في ضرب العراق أيام حرب الكويت فمبارك لم يكن الوحيد من فعل من القادة العرب قد فعل فعلته وصداقة الامريكان والتعاون معهم لا يرى فيه البعض عيبا بل ضرورة واضحة عند البعض وخاصة عند كامل الطخم العراقي السياسي بدأ من رئيس الجمهورية الى أصغر موظف في الدولة. هؤلاء وأتباعهم قانعين بأن مجيءهم وبقاءهم متعلق بالولاء الامريكي وكل من لا يؤمن بما يصرحون به يتهم بالارهاب وأقل التهم هو الارهاب ولا هناك كلمة غير الارهاب تلصق بمن يقاوم الاحتلال. 4- لماذا رجال الحكم في العراق يحملون تصريحات مبارك ويضعون جملهم أمام مفردات اذ.. أن .. وقد .. وربما .. ولعل .. وعسى. أذ أن برأيي أن حسني مبارك أراد في تصريحاته أن لا يدع أيران أن تساوم أمريكا على مجالها النووي على حساب مصلحة العراق. ثم أن مبارك كان يقصد أن بعض الشيعة يملكون ولاءا لايران أكثر من ولاءهم للوطن.. فهو يعلم أن هناك مئات الآلاف من العراقيين شردهم نظام صدام وذهبوا الى أيران فارين وعاشوا هناك وأستطاعت أيران أن تكسب الشيعة الذين لهم جذور مع أيران ومعاملهم تختلف عن معاملة الشيعة الآخرين الذين ولاءهم علوي. أن الكثير من العراقيين من الشيعة العرب يرددون وينقلون قصص عن المعاملة التي لقوها خلال السنين التي عاشوها في أيران تزيدهم تمسكا بعراقيتهم والعراق والولاء له بكل الاشكال. أهناك مبرر أن يفقد العراق دعم الدول العربية والعراق يعيش في بحر واسع من الشعوب العربية والعراق يحتاج الى دعم من الثلثمائة مليون عربي لهم وزنهم الدولي والتاريخي. وأي فائدة لنذهب مع القلة التي تؤمن أن ولاءهم لايران هو الطريق الصحيح لبقاء العراق. أذا ذهبنا مع هذا نكون غير واقعيين وغير منسجمين مع مصلحتنا ولا مع أنفسنا ولا حتى في تعاملنا مع بلدنا الذي أشبهه أنا كالوليد لا يتحمل أي أنتكاسة بعد ما أتاه من ظلم نظام صدام حسين وتخريب الاحتلال . أن العراقيين هم بحاجة الآن الى دعم كل الناس الذين يستطيعون تقديم الدعم ولكل شيء ومن أقرب الناس اليهم غير خوالهم وعمامهم وأولاد عمومتهم. أنا مع نفسي مصر على التغريد خارج السرب طالما أني أشعر بأني بهذا التغريد أستطيع أن أعبر بجرأة وبكل ما أعتقده صحيح.
والسلام عليكم.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعض التيار الصدري يعتقد إن رئيس الوزراء أيماماً لا يشور ! (إ
...
-
هي بغداد ممددة على شواطىء دجلة الخير أذ أفترسها الاحتلال
-
المرتزقة ..القتلة المأجورين..دورهم في العراق
-
دولة الرئيس فك ياخه عن الشعب
-
القافلة السياسية في العراق الى أين تسير؟
-
نحن وإسرائيل !!!إرادة الشعوب فوق إرادة الأنظمة ونفوذ النفط
-
عدالة تغرق في لَجَّ غطرسة امريكية -سجن غوانتانامو
-
العراق في حالة ترديه اليوم يحتاج رجال دولة حقيقيين
-
أيام كان للقضاء شرف وهيبة
-
الوضع السياسي العراقي .... حروف نضع عليها نقاط …
-
ادلة الاتهام والاخذ بها في القضايا السياسية
-
إلا ينتهي مسلسل تفجيرات ..... الموت والدمار!
-
حرب الطواحين وسيف دنكشوت
-
بلطجة السياسة
-
هل لنا نحن العراقيون في الخارج أو الداخل وضوح رؤيا ما يحدث..
...
-
شفاعة الحسين اوصلت البعض الى الاضواء
-
لماذا ترجلت امريكا عن حصان احتلال العراق
-
القانون والقانون وحده يمنع الاقتتال
-
أخاك مكره لا بطل
-
الجامعة العربية ...جثة هامدة ... !
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|