أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..















المزيد.....

في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 608 - 2003 / 10 / 1 - 04:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


30-09-2003

يأتي يوم الطفل العربي وأطفال عالمنا العربي لازالوا عرضة للقتل اليومي ، يقتلون برصاص أمريكا في العراق وبرصاص أمريكا عبر إسرائيل في فلسطين ، ويمارس ضدهم مشروع مخطط  جهنمي ، ليست المذابح بدايته ولا المجازر نهايته، فالقضية ليست قتلهم بقدر ما هي قتل الانتماء فيهم لهذه الأمة وهذه الحضارة وهذه الأرض المباركة.

 فالذي قام بقتل الطفل محمد الدرة الذي كان يحاول الاختباء والاحتماء من رصاصهم خلف جسد والده، هذا المجرم القاتل لا يمكنه أن يكون إنسانا سويا أو عاقلا ، بل حيوانا متوحشا ومفترسا،لا إنسانية فيه ولا ضمير لديه ولا إيمان أو محبة في قلبه الميت أصلا. و هذه الصفات كلها موجودة في جنود الجيش الإسرائيلي، الذين بدأت أعدادا منهم تصحو وتعي مدى دموية أعمالهم الإجرامية، حيث رفضت جماعة منهم الخدمة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ومؤخرا تقدمت مجموعة من الطيارين ،من ضباط سلاح الجو بعريضة تبرر فيها معارضتهم للقيام بعمليات اغتيال وقصف في المناطق المدنية الفلسطينية، حيث تتم عمليات الاغتيال بالقصف الجوي مما يلحق أكبر  الخسائر بالمدنيين الفلسطينيين ومن بينهم الأطفال والنساء والعجزة.

 تعتبر هذه العريضة وتلك المعارضة لكمة قوية توجه لسياسة الإرهاب الإسرائيلي الرسمي التي يقودها شارون ووزير حربه المتهور موفاز. لقد آلمتهم جدا تلك الصحوة المتأخرة للطيارين الصهاينة، فلم يحتمل قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء دان حلتوس تلك المواقف من قبل طياريه، فقال كلاما مثل الكذب ، إذ أنه اعتبر أن جيش إسرائيل هو أكثر جيوش العالم إنسانية وأخلاقية، وفي هذا الصدد جاء على لسانه حرفيا ما يلي " لا أعرف جيشا يتحلى بقيم إنسانية وأخلاقية أكثر من الجيش الإسرائيلي !!!".

 فعلا إلي استحوا ماتوا كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني ، لأن هذا اللواء لا يستحي ولا يخجل ، يكذب كما يتنفس ويقول عن المجرمين أنهم انسانيون أكثر من كل بني البشر ، وأن جيشهم الإرهابي منذ تأسيسه وحتى آخر مذابح الأباتشي في غزة ونابلس، و الذي تشهد له أعماله الإجرامية المصورة والموثقة، أكثر إنسانية وأخلاقية من كل جيوش العالم.

تصوروا مدى الصلف والغرور والدجل والتزوير، الجيش الذي ارتكب سلاحه الجوي عشرات المذابح والمجازر قديما وحديثا، تتم عملية تجميله وتصويره بهذه الطريقة الهوليودية.

 لكن هذا الوهم لن يستمر طويلا لأن المجتمع الإسرائيلي الذي تمت لملمته بشكل دقيق ، غير قادر على الاستمرار في سياسة التزوير ونهج الكذب، فالحقائق تتكشف يوما بعد يوم، وتأتي النتائج من داخل الكيان الإسرائيلي الذي يعري نفسه بنفسه، ففي استطلاع جديد للرأي أجرته شركة الاستشارة الاستراتيجية الأمريكية "مالمان"لصالح منظمة شتيل الإسرائيلية حول نظرة قراء الصحف الرئيسية الثلاث ( هآرتس ، يديعوت احرنوت ومعاريف ) إلى سياسة استخدام القوة ضد الفلسطينيين وما يرافق عمليات الاغتيال من خرق لحقوق الإنسان الفلسطيني ومقتل المدنيين الأبرياء.

وجاءت النتيجة أن 35 % من المستطلعين الإسرائيليين يتقبل مقتل الأطفال الفلسطينيين، و58 % يتحفظون مع العلم أن هذه النسبة تعلو وترتفع عندما يكون السؤال عن مقتل الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين، فتصبح 72%. يعني في الختام أن واحد من كل أربعة إسرائيليين يتقبل قتل أطفال فلسطين.

وبمناسبة مرور ثلاث سنوات على انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية نشرت منظمة التضامن الدولي لحقوق الإنسان تقريرا يحمل معطيات جديدة عن حصاد الانتفاضة خلال تلك السنوات الثلاث، فقد بلغ عدد شهداء الانتفاضة الفلسطينية 2633 شهيدا منهم 582 طفلا تبلغ أعمارهم أقل من 18 عاما. وقد قتلوا بوسائل وأشكال مختلفة، ولم تعيرهم السياسة العنصرية الإسرائيلية أي اهتمام يذكر، لأنهم ليسوا من الإسرائيليين بل من العرب الفلسطينيين.

يعني هناك تفرقة كذلك بين الأطفال، إن مات الطفل الفلسطيني لا يوجد مشكلة وإن مات الطفل اليهودي تكون هناك مليون مشكلة، كأن هذا الطفل من زيت والطفل الآخر من سمنة. وكأن الله فرق بين هذا وذاك، أن الله خلقهم أطفالاً متشابهون بكل شيء تقريبا ، لم يولدوا اعداءً لكن العداوة بينهم صنعها شارون وموفاز وحلتوس وأمثالهم من مجرمي الحرب الإسرائيليين.

يجيء يوم الطفل العربي هذا العام وحالنا العربية ليست على خير ما يرام ، حالنا عصية على الحل ، وصعبة ومعقدة وتزداد مشقة كلما تلفتنا حولنا فوجدنا أنفسنا ضحايا للخريطة التي رسمتها اللجان العالمية، فخريطة أمريكا تريدنا عبيدا في خدمتها وخريطة الرباعية تريدنا أن نسلم إسرائيل كل ما لدينا من حقوق وأن نقبل بالاحتلال والاستعمار والاستيطان وأن نرحب بالاغتيال والتصفيات والتجريف والعزل خلف الجدار.

في هكذا وضع  وهكذا أجواء وأحوال مزرية يجيء يوم أطفال العرب ، ولا يحمل لهم هذا اليوم أي أمل بحياة أفضل في ظل عائلة كاملة مكتملة بوجود الأب والأم والأخ والأخت، فالكثيرون منهم يقبعون في السجون والمعتقلات أو يرقدون تحت التراب بسبب زمن الحرب والحراب، وبسبب أمريكا وإسرائيل والسياسة العنصرية التي تمارس ضد العرب في العراق وفلسطين، وفي الوطن العربي الكبير الذي أصبح محتلا بطرق مختلفة ليس أقلها طرق الاحتيال السياسي وهيئات الحكم ألاختلاسي،وليس أكثرها وضوحا احتلال العراق على عيون العالم كله ، ومن ثم وصف مقاومة الشعب العراقي بالإرهاب،وليس أقدمها مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي الذي يعيث في فلسطين فسادا ودمارا وإرهابا، فالمقاومة حق مقدس وشرعي وواجب على كل إنسان يتعرض للظلم والاستبداد وتتعرض بلاده للاحتلال والاعتداء والغزو الخارجي.

 وأطفال بلادنا لم تلدهن أمهاتهم مقاتلين أو مقاومين ، بل فرضت عليهم الحياة في زمن المقاومة بسبب الاحتلال والإرهاب القادم من وراء البحار.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..