|
يومَ هوى حصان الدكتور محمد حبش
بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استضاف البرنامج الحواري كلام الناس الذي يديره الإعلامي اللبناني القدير السيد/ مارسيل غانم في تلفزيون ال بي سي اللبناني الخميس الماضي 19 تموز/ يوليو ثلاثةً من المحاورين المعروفين إعلامياً كضيوفٍ دائمين على القنوات الفضائية، وهم (الدكاترة) محمد حبش من سورية، نهاد المشنوق من لبنان وجمال خاشقجي من السعودية، وكان موضوع الحلقة: زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية وتداعيات تلك الزيارة. وككل الحلقات الحوارية والمُعاكسِة مرّ النقاش مابين البارد والساخن على الطريقة العروبية، وكان مفيداً في عمومه رغم تباين وجهات النظر فيه وتباعدها مابين الأطراف الثلاثة فضلاً عن المُحاوِر الذي كان يستفز المشاركين بطريقته للحصول على أكبر قدر من التعليق والتعقيب بما يثري موضوع حلقته. وكان من الممكن اعتبار الحلقة رغم تميّزها كغيرها من الحلقات السابقة في كلام الناس لولا كبوات حصان الشيخ الدكتور محمد حبش -رغم أناقته وتأنقه- بكلامٍ لايليق بمقامه ولا بجلسائه ومستمعيه على فضائية يسمعها ويشاهدها الكثير من خلق الله في أرضه الواسعة، والتي أوقعته في المحظور لمثل هذه الحوارات، ولو أنه تدارك ماكان باعتذارٍ لطيف إلى الحضور والمستمعين لمسح بسحره ماكان وانتهى الأمر من أصله، ولكن يصعب عادةً على الكثير من المحاورين السوريين الاعتذار عموماً لأسباب ليس هذا موضعها، ومن ثم لم يكن هنالك اعتذار، فتطورت القضية بشكل يمكن معه القول يقيناً وتحقيقاً بأن فضيلة الشيخ فات بالحيط ولعل القادم أعظم. وعلى طريقتنا في تحليل أمورنا ومصائبنا، فإننا نعتبرها عموماً قادمةً من الطرف الآخر ديناً أو فكراً أو رأياً أو جغرافية، ونستحضر نظرية المؤامرة المحيطة بنا من كل جانب، ونذهب إلى أقصى الأرض في التحليل والبحث، والمشكلة في الغالب يكون أساسها عندنا ونحن صانعوها. ولعل شاهدنا فيما كان أثناء الحوار الهادئ والعقلاني، عندما سأل السيد/غانم وبكل هدوء الدكتور/ حبش: لماذا لا تفتح أميركا حواراً مع سوريا..؟ فانفعل مدير مركز الدراسات الإسلامية وعضو مجلس الشعب السوري وخرج عن (طوره) وكبا حصانه فقال: إذا كانت أمريكا لاتريد الحوار مع سورية (بالحفض أو بحفض..). ومن هنا تكلم من تكلم من السوريين إياهم فخصوا كل الأطراف بأوصاف وألقاب على الأقل لاعلاقة لها بالبحث والحوار، ونقاش الأفكار. فقالوا عن فضائية ال بي سي: المحطة الملغومة والمتآمرة، ووصفوا معدّ البرنامج بالصحفي المصيبة والقواتي الحاقد، وقالوا عن الدكتور/ المشنوق: المستقبلي الأحقد، وقالوا عن الخاشقجي: صحفي سعودي متأمرك مدرَّب أكثر من اللازم. ووصفوا الدكتور/ حبش بالبساطة أمام هؤلاء الدواهي والأرطبونات، وعذروه فيما كان وشدّوا على يديه. في حين أن عدداً غير قليلٍ يمثل أيضاً شريحةً أخرى من السوريين أثارتهم الغيرة والحمية ليقولوا: بأن الدكتور حبش وأمثاله ليسوا أهلاً للدفاع عن الموقف السوري فضلاً عن ظهوره المتكرر والدائم على الفضائيات مع غيره من أمثال الدكتورعماد الشعيبي. فتنظيراتهم ولغتهم الخشبية مُخجلة، وليست صالحة للدفاع عن الموقف السوري الصامد والممانع، والأخطر في كلام هؤلاء مطالبتهم للجهات المعنية بمنعه من الظهور على الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى رغم أنه يعبر عن رأي شخصي وليس ناطقاً رسـمياً. وامتد الخلاف في وجهات النظر وتبادل السهام اتهاماً وتشكيكاً بكلام يليق ولايليق لاسيما في أمر التعليقات (واللي مايشتريش يتفرّج)، وذلك على أشهر مواقع الشبكة العنكبوتية من موقع إيلاف وشام برس وسيريا لايف. من وجهة نظر خاصة، فإن كبوة المقرئ والشيخ محمد حبش كانت القشة التي قصمت ظهر بعير حاسديه وخصومه الممتلئة منه غيظاً وحنقاً لأسباب وأسباب ليس هذا موضعها، ولتظهر الأمور وكأنها (ليست قصة رمانه بل قصة قلوب ملآنه)، فاستغلوها فرصةً (جاءت والله جابها) للانقضاض عليه، ولايهمنا هنا من هي أو هو الذي أطلق إشارة البدء. ويبدو أنهم سيحققون شيئاً كبيراً في هجمتهم هذه على الدكتور حبش على الأقل في إقصائه عن ساحة الفضائيات والتصريحات والسجالات في الدفاع الدائم عن النظام الحاكم، وأن نصرهم عليه سيكون محققاً لاسيما إذا ماأصابه الإحباط مما كان، كما حصل مع وزير الداخلية السابق غازي كنعان. وهذا ليس بمستغرب – وقد حدث - لاسيما عندما يضطرب المرء، وتحترق بعض (فيوزاته) ، أو إذا علمنا أيضاً وهو الأهم أن الدكتور/ حبش في برنامجه المشار إليه سقط سقطة كبيرة جداً، هي أكبر من كلمته (بحفض..)، ولم يرد ذكرها البتة في كل ماكُتب في هذه القضية فضلاً عما كان في السجالات، وكأنهم لم يسمعوها أو أريد لهم ألايسمعوها أو يكتبوها أو حتى الحديث عنها، ليصبح الأمر بمجمله مريباً. خلال البرنامج المشار إليه، وبينما كانوا يتكلمون عن قتلة الحريري أصاب الحال السيد/ حبش وعقب قائلاً وبانفعال شديد: يلعن اللي قتله، ثم بعد قليل أعاد الكلام ثانية: يلعن أبو اللي قتله، يلعن أبو أبوه. تعقيب الدكتور حبش ولعنته للقاتل وأبيه وأبي أبيه أمر أكبر من كبيرة، وأشد (وأدق رقبة) مما قال في أمريكا، وسيتأكد ذلك قريباً. وهو كلام لاشك فيه مافيه من عدم اللباقة واللياقة وسوءالأدب العام الذي يستوجب المساءلة والتوضيح أيضاً، فضلاً عن أن هكذا كلام لايصح ولايجوز من الناحية الشرعية والقانونية، وليس من حق أحد أن يشتم أحداً كائناً من كان بأبيه وأبي أبيه حتى لو كان مجرماً عن حق وحقيقة. أما الأخطر في قالة حبش، فهو جرأته في الشتيمة التي يمكن أن تصيب ولو من قبيل الاحتمال جهاتٍ عليا وعليّة في سورية، هي أساساً متهمة سياسياً ابتداءً وليس قضائياً بجريمة مقتل الحريري مما قيل بعضاً منه في كلام الناس. وقد يحصل أو يفاجأ الناس مع ظهور نتائج التحقيقات باتهام بعضهم متورطين بشكل ما في الجريمة ولو من دون علم قيادتهم. ومن ثم يكون الشيخ الكريم قد شتم عليها وسبّ سلفاً، وفي هذا حرج له ولهم بالغ قد يكون مدعاةً لإصابته بإحباط. ولئن كانت غلطة الشاطر بألف، فهي هنا سقطة الدكتور حبش ووقعته الأليمة. فهو إما أن يواجه الإقصاء عن كل شيء اسمه إعلام وفضائيات كما حصل مع طيب الذكر الدكتور يحيى العريضي مدير المركز الإعلامي السوري السابق في لندن يوم شارك في ندوة على فضائية الجزيرة عن بعد مع الأستاذ/ علي البيانوني مسؤول جماعة الإخوان المسلمين السوريين المعارضة في مارس/ آذار 2006، وبدا العريضي فيها محاوراً مهذباً لبقاً يختار كلماته بعنايةٍ كعادته، مما استدعى غضب رافضي أسلوبه، فاستدعي على عجل وأعيد إلى دمشق، وهذا أدنى ماسوف يواجهه المستر/ حبش في اعتقادنا، أو أنه لسوف يصاب بالإحباط على طريقة الوزير السابق كنعان وأخيه من بعده، وتلك قضية يتوقف عندها الكلام. ومهما قيل في كبوة أحصنة مدير مركز الدراسات الإسلامية الدكتور/ حبش على هواء الفضائية اللبنانية نقداً وتصويباً أو حسداً وغيرةً، معه أو ضده، فإنها لاشك لسوف تترك أثراً بليغاً على كل من يتكلم ويتنطح للدفاع عن النظام السوري ومواقفه أصالةً أو نيابة. ولكن أن ينجو الدكتور/ حبش من آثارها فهو أمر مشكوك فيه ومتروك لأيام قادمات، لأن وقعته ظالمة إلا إذا كانت أحصنته من العيار الثقيل والثقيل جداً فلسوف ينجو ولكن بشق النفس، وبعد أن يتأكد له مجدداً: لسانك حصانك، إن صنته صانك. وأما إذا كان غير (هيك) فياألطاف الله..!!
#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 2/3
-
هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3
-
النظام السوري بين مدينه حماة ومخيم نهر البارد
-
النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟
-
تغيير ولكن بطريقةٍ غير متخلفة
-
توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية
-
حِبَال النظام السوري قصيرة
-
الحاضر والمستقبل والنظام السوري
-
عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
-
هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
-
إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
-
بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
-
ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
-
الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
-
النظام السوري والمُعْتَقَلات
-
ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
-
النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
-
النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
-
- بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
-
النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|