أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!














المزيد.....


وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


كم مرة ستباع أيها الوطن، ومن الذي يشتريك بعد اليوم! تساؤل كبير يخطر في بال الكثيرين، كلمات قالها الشاعر الفلسطيني الأصيل بألم وهمّ وحزن قبل عشرات السنين، ورددناها كثيراً في الكتب والمدارس، طربنا لسماعها، تباهينا حينئذ بأننا الأصحاب الفعليين للقضية فقط، وسط المؤامرات الخارجية التي كانت تحاك علينا، وهذه المرة نرددها ولكن بواقع جديد وبمعنى مختلف تماماً، نرددها بألم وحسرة، عتاب وخوف من المستقبل. يباع الوطن الجريح اليوم من أناس دخلوا معترك الحياة السياسية، وهم على قرار وقناعة واضحة بأن بيعك محلل ومشروع، استغلوا كل شيء بمسميات وشعارات كثيرة، قتلوا ونكلوا لم يفرقوا بين العدو والمواطن، بين الإسرائيلي والشريف. نطلب منك العفو والعذر أيها الوطن، إننا نعيش واقعاً مريراً يلمً بالجميع. الوطن الجريح أضحى إثنين بجناحين تقطعت أوصاله، وبات مطلوب من الجميع أن يلتزموا الصمت وسط غياب تام للقانون. أبناء غزة يصرخون ألماً، أمام الكابوس ، أو أنه الحلم المؤرق الذي لم ينته بعد. والضفة جريحة حزينة على ما حلّ، ولكن الصمت والخوف من العدوى التي ألمت بغزة ما زالت في الأذهان.
وسط هذه الأجواء نستمع إلى صرخات يومية، من أبناء الوطن الشرفاء، أولئك الذين يتعرضون للقمع: الشيوخ، النساء، الأطفال،... الذين باتوا في حيرة من أمرهم، فهذه المواطنة أم علي، ترفع صوتها عالياً في الشارع مخاطبة المارة، أو ربما تتحدث إلى نفسها بصوت عال وتخاطب أبناء شعبها،" إلى متى نباع ونشترى، على مر السنين الماضية قلنا إن هؤلاء الذين يعيشون خارج فلسطين يبيعون، وهذه المرة من الذي يبيع، نحن، هل وضعنا قضيتنا على المزاد العلني، ونبيع لمن يدفع أكثر من الأموال"، هذه المواطنة رفضت الحياة خارجاً، وعادت في أقرب فرصة أتيحت لها لأرض الوطن، تاركة خلفها كل شيء، قدمت عام 1995 إلى أرض غزة لتقبّل التراب الفلسطيني قائلة "عدنا يا فلسطين، ويا زوجي العزيز يا من قتلت في هذه الأرض الطاهرة لتدافع عن أحرارها". جاءت إليك أيها الوطن لتعيش حرة، لتعلّم أبناءها حب الوطن وتزرع فيهم حب التضحية، وما أروع كلماتها حين تقول لهم، "هذه فلسطين التي تعلمتم تاريخها ورسمتم حدودها على الخريطة الجغرافية، وتغذيتم من لبنها، هذه فلسطين التي دفع والدكم ورفاقه دماءهم وأرواحهم دون أن يفكروا حتى في أطفالهم ومن سيجلب لهم الرزق". إنها الآن تعيش في أرض غزة وهي تعاني وتصرخ في وجه أبنائها مرة أخرى بلهجة مختلفة" ليس من أجل ذلك عدنا! ومن الأفضل أن نغادر، هذا الوطن ليس لنا".
إن الأحداث الأخيرة والاقتتال والقلق والخوف كانت كابوساً مريعاً عليها وعلى الجميع، خاصة وأنها رأت كما رأى الجميع الجيران والأقارب يقتلون بعضهم بعضاً من أجل مصالح حزبية ضيقة، وهي الآن تناشد مثل غيرها من الشريفات اللواتي يخاطبن أبناء الوطن بالابتعاد عما يجري من أحداث مخجلة، فدماء الشهداء وأناتهم كلها خوف مما هو قادم. فهل ضاعت القضية، التي حملناها بأيدينا عن أجداد عاهدناهم المضي قدماً خلفهم، لا بيعهم لأصحاب مصالح رخيصة بالية طالما حاولوا قديما ولم ينجحوا، وكانت لهم الأيدي الشريفة بالمرصاد، ونحن الآن لا رسالة واضحة لدينا لأبنائنا غير سياسة القتل والتنكيل، لا قضية معنا، ماذا سيحملون عنا غير مجرد مصالح حزبية ضيقة تعيسة بريء منها الشعب والمواطن الشريف.
يباع الوطن ويشترى وتصر أطراف خارجية على كسر شوكة هذا الشعب وكسر هيبته، ونقول لهؤلاء، ماذا تستفيدون، ولمصلحة من، هل أصبحتم واجهة الصهيونية العالمية في المنطقة، أم أن المنافسة على السلطات قد عمت الأبصار وأصبحت لا ترى إلا مصالح حزبية لا غير؟
بكل حزن وأسف يصرخ الشهداء،وذوي الضمائر الحية، وينظر الأسرى بشغف لقضيتهم وهم يتوهون في هذا العالم فهم أسرى احتلال وفي الوقت نفسه إخوانهم يشيحون بوجوههم عنهم، يقتتلون، بالرصاص والكلام، يبتعدون عن الطريق الذي رسمه وقدره عليهم ولهم الشرفاء، فمن لهؤلاء؟ ومن للأطفال الذي سيحملون في أيديهم قضية مفرغة من جوهرها! من ومن للقضية!!! ويبقى الوطن يباع ويشترى!!!



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك
- أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة
- الوطن الجريح سيحاسبكم
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!