أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشا الطيار - رغم الدمار ... الحياة تستمر














المزيد.....

رغم الدمار ... الحياة تستمر


رشا الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدى مذهولا يدخن السكاير بنهم... ظننت منظر الدم المخلوط بشظايا الزجاج وقطع اللحم الصغيرة المتناثر على رصيف شارع الرواد ..هو الذي اذهله , حينما سئلته عن نجاته من موت محقق...
فجعفر كان يملئ قدح الايس كريم لاحدى زبائن محل الرواد.و الذي استمد شارع تقاطع الرواد اسمه من صيت (موطة الرواد) المعروفة باسمها هذا بين اهالي حي المنصور ,ويعد المتنفس الوحيد لهم ,حيث يقصدونه وقت العصارى لتناول المرطبات في عاصمة يطبق الخوف على صدور سكانها من مصير مجهول.

يعتصر مخيلته فيقول" كانت بعمر ال7سنوات , وشعرها اسود طويل , غريب لم اسمع صوت الانفجار , لكن احسست بعصفة الذي رفعني ومن كان بداخل المحل الى السقف"
السيارة المنفجرة يقال انها كانت نوع جيب شيركي, ركنت جانب رصيف (الرواد) حيث تبعد مسافة 5امتار عنه,

حينما لملم جعفر قواه اثناء الحادث ,كانت اللسنة اللهب تلتهم المحل وتحرق اجساد المواطنين المحتفلين بفوز المنتخب العراقي بمباراته مع كوريا الجنوبية , فابنة ال7سنوات لم تاخذ قدح البوظة من جعفر , فقد احترقت , هو نفسه لم يعرفها من بين الجثث المحترقة "نجوت باعجوبة وذهبت خارج المحل , تعثرت بشعر طويل يلتصق بجثة صغيرة تحترق, لم يخطر ببالي انها الزبونه التي كنت اعد طلبها من الايس كريم ,لقد تفحمت ولم اعرف انها هي, الا من فروة شعرها الطويل "

(مصطفى) الذي كان يفترش الارض يبيع الساعات اليدوية ,وجيرانه في الرصيف (خالد) يبيع النظارات الشمسية تفحما كليهما ,كانا يقربان السيارة المفخخة بمتر واحد وفقا لذاكره جعفر.

راسه ينزف دما , فقد كان يلفه بخرقة ما , لم يطبب جراحه جيدا, لذلك يستمر بالنزيف ,و اغلب الصيدليات اقفلت ابوابها بعد الانفجارمباشرة ,
رغم ذلك يتابع حديثه بغصة , لما حصل امامه , فتاره ينظر لاثارضحايا الحادث بالم يتطاير من عينيه ,وتارة اخرى يتفقد حطام المحل .

قال لي"مات بسام اخويه كنا نشتغل سويا في المحل"

لكنه كان غير مكترث لموت اخيه , يقول" كنا ننقذ الناس من الانفجار,كانت هناك امرأة تجر نفسها على الارض واحشائها خارج بطنها , ركضت داخل المحل فاحضرت غطاءا (بطانية) لالملم اعضائهاداخلها, ما رايت كان افضع علي من موت اخي, فقد مات متاثرا بتطاير شظايا زجاج المحل الذي قطع قصبته الهوائية".

الغريب تقاطع الرواد تتمركز فيه سيارات الشرطة العراقية على مدار اليوم
واثناء الحادث كانت هناك 4سيارات و2تابعة للحرس الوطني, لكن يبدو ان التفجير لم يكن يستهدفها هذه المرة ,

فقد لاحظ جعفر ان رجال الشرطة كانو يلتقطون اجهزة الموبايل وخطوط الهاتف(السيم كارت) التابعه للضحايا ولم يهموا بمساعدتهم او نقلهم للمستشفى,

الخراب ملئ (موطة الرواد) ,وبقى منه بعض ماكنات الايس كريم الضخمة ,على الارجح انها تعطلت ...بسبب الانفجار, فقد كان ضخما جدا قتل قرابة 50 شخص.
لكن جعفر ورفيقه علي يبيتان داخل المحل, خوفا من سرقة ماكنات الايس كريم وباقي الاجهزة , املين تصليحها لتعمل من جديد.

يتساءل علي" لااعرف ماذنبا ليحل بنا هذا الدمار وماذنب الشباب المحتفلين بفوز وطنهم, حتى الفرحة اصبحت محرمة علينا...؟"

ما لفت انتباهي في هذا المكان الذي تفوح منه رائحة الدم والدخان والدمار , بارقة امل رغم كل ماحصل فيه , فاصحاب المحال كانو يلملمون جراح محلاتهم وتنظيفها من اثار الحادث , والناس يسئلونهم ان كانو سيعاودون ترميم محالهم ليعاودو التبضع منهم ثانية.
بل ان بعض المحال التي تبتعد مسافة( 50)مترا من الحادث فتحت ابوابها امام المواطنين ,خاصة محال الازياء والسوبر ماركت, فقد لحقها اضرار بسيطة لاتعدو تهشم زجاج النوافذ وتكسر بعض الرفوف .

فالعراقيون وخاصة البغداديون شعب يتطلع للعيش بسلام , رغم كل ما يحصل في العراق , مايوفيهم الاصرارعلى مواصلة الحياة و كما يقول اصحاب المحال والناس هناك...(الحياة تستمر).

وعدت الى قلب بغداد



#رشا_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاوطن… فالرب ايضا يبحث عنه..!
- نقمة النفط... ولغة التبرير.
- في العراق: براد الطعام يخزن الملابس
- لا اعرف لماذا لدينا حكومة.


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشا الطيار - رغم الدمار ... الحياة تستمر