عندما بفشل السياسيون ..تتعلق امالنا بالمستطيل الاخضر

شبعاد جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 11:04
المحور: عالم الرياضة
    

عندما يفشل الساسة كل هذا الفشل الذريع نتحول بقلوبنا وامالنا الى المستطيل الاخضر ونبتهل الى الله ان يتعلم الساسة الدرس ويستنبطوا العبر..ليتعرفوا على الاقل كيف تمكنت هذه الاستيكة "كما يسميها البعض " ان تزرع البسمة على تلك الوجوه التي تغضنت من الحزن والهم.

الجماهير هي نفسها الجماهير التي خرجت بجموع حاملة الفرح والامال العريضات في اعادة الحياة الى كل ركن تهدم من اركان العراق بعد وعود بان تكون كل مدين دبي وكل محافظة بانكوك وكل شارع هو الريفيرا وكل بيت شانزليزيه..فمارسنا الديمقراطية التي جاءت بهم ..فكان لهم اكثر مما ارادوا وحلموا وكان لنا الحسرة والندم وضياع الامنيات لا بل ضياع وطن وضياع ثروة شعب على ايادي ليست امينة على ثروات الشعب فحق لهذا الشعب ان يقول قولتهم فيه وكان خروجه الثاني غير عابئا بسيارات الحقد التي تفجرت حقدا لفرح قلوب ارادوا لها الحزن الى ماشاء لهم الحقد ان يزرعوه.


بكى الحارس وذرف دموعا "وأبكانا والله " وهو يتمنى ان يعطي للعراق وللعراقيين أكثر من هذا الفوز.. كل هذا لاننا نحن الشعب حملناه وزملاؤه مسؤولية نزع الحزن من قلوبنا ولو للحظات ففعلها وصحبه بنجاح "استحق عليه حبنا وتقديرنا" عندما رأى قلوبنا متعلقة بهم لزرع خيوط امل تعيد الينا بعض البهجة في حياة لاتشبه الحياة...بكى نور الذي نوّر قلوبنا وهو يدافع عن عراقه ومرماه دفاع المستميت فهلا تعلمتم ايها الوزراء وهل وعيتم الدرس الكبير الذي رايتموه بالتفاف الشعب حول فريق الكرة بعد ان نفض يديه من فريق السياسة.


ينقصنا ايها السادة ان يتعلم الساسة اللاعبين روح الفريق الواحد ..ينقصنا ان تكون الاحزاب والكتل السياسية ظهيرا قويا يساند ويرفد بالمتميزين وقت الحاجة فقد تطول اللعبة وربما نحتاج الى وقت اضافي نحتاج معها الى التبديل والتعزيز وقد يخطأ احد اللاعبين وتشهر بوجهه البطاقة الحمراء من قبل الحكم ومالحكم هنا الا الشعب عندما يشعر بفساد احد الوزراء او عدم كفائته فيستحق عندها التنبيه والطرد لان وجوده لايخدم الفريق ولايحقق اهدافه..ان الاستحواذ على المنصب من قبل حزب او كتله ما وترك الكفوءين بالضبط كالاستحواذ على الكرة يكون مصيره الفشل في تسديد ضربة ناجحة في اغلب الاحيان وهذا بالضبط ماتفعلونه في فريق المحاصصة الذي انتم به تعملون.


ولاادري كيف لاتشعر الكتلة او الحزب بالحرج وهي ترى ان وزيرها الذي رشحته مكللا بعار الفساد او عدم الكفاءة او حتى متهما بابشع الجرائم ..ولاادري كيف لايتعلمون ان يعتذروا للشعب الذي اعطاهم الثقة لانهم اساءوا اختيار "لاعبيهم"..ولاادري كيف يصرون على استمراره وهم يعرفون تماما انهم انما يضرون بسمعتهم اولا كاحزاب لن تحوز على الثقة في "المباريات" القادمة ولن يساندها الجمهور وحزب لايسانده الشعب كيف له ان يتأهل!..الا اذا كانوا يقصدون افشال العملية السياسية من اصلها او" كانوا يتعمدون الخسارة لصالح الفريق الخصم لصفقة ما او حتى خيانة"...ا


لقد تحمل المدرب الايراني كل المسؤولية عن فشل فريقه وخروجه خاسرا ..فهل تعلّم احد وزراءنا ان يتحمل المسؤولية عن الاخطاء الجسيمة التي ترتكب بحق هذا الشعب المظلوم..وهل اعتذر احدهم للشعب المظلوم الذي ب"مظلوميته" وصلتم الى ماوصلتم اليه..ا

حصل احتكاك لبرهة وخلاف في الراي ربما بين اثنين من اللاعبين ولكنهم ولوعّيهم باهمية الساحة التي عليها يقفون سارعوا الى فض الخلاف من اجل الهدف الاكبر الذي اليه كلهم يسعون .. أدعو العزيزين هوار ملا محمد ويونس محمود الى اعطاء دروس في كيفية ضبط النفس وتصفية الخلافات هناك في المنطقة الخضراء لعلهم "يستفادون".

وهناك الكثير الكثير من الحكم والمآثر تستطيعون استنباطها لو جلستم لانفسكم وتعلمتم من الفريق الكروي كيف يلعبون

هل عرفتم ايها السادة"الساسة" لماذا تحول الشعب العراقي بهذا الكم الهائل لمؤازرة الرياضة !..انه فشلكم الذريع في السياسة ونجاحهم الباهر في تحمل مسؤولية ادخال البسمة في قلوب زرعتم فيها الالم حتى اينعت حزنا واخضوضرت احباطا

فالفريق العراقي الكروي كان هدفه العراق فنجح
والفريق السياسي لايعرف له هدف واهدافه في كل الاحوال متجهة خارج الحدود ومن الطبيعي ان لاتكون الجهات االخارجية لها نفس الهدف الذي ينشده العراق ..ففشلتم

الفريق العراقي الكروي لعب روح جماعية ولم ينفرد احدهم باللعب تحكمهم خطة المدرب التي كانت لهم دستورا وكل يجتهد ويتميز من اجل التألق والنجاح
الفريق السياسي العراقي بجملة عراقية بسيط"واحد يجر طول وواحد يجر عرض ووالدستور ماهو الا كلمات قشمتم بيها الشعب" .. ففشلتم


قبلة لعينيك نور صيري
قبلة لعينيك يونس محمود
قبلة لعينيك هوار ملا محمد
قبلة لعيونكم كلكم من باسم الى كرار الى كل الاسماء اللامعة من لاعبين واحتياط ومدربين
قبلة لعيونكم من كل الامهات العراقيات فلقد اسعدتم قلوبنا


ورسالة الى من قبلوا التكليف ان يكثروا من مشاهدة كرة القدم ويستنبطوا العبر وبالذات ابطالنا الاشاوس ..الذين نثروا الفرح علينا فاحتويناهم بقلوبنا

#شبعاد_جبار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات