|
محطات من أنفال به هدينان – المحطة الثامنة عشرة
ناظم ختاري
الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 11:04
المحور:
سيرة ذاتية
في غرفة معزولة ضمن هذا المنزل تحدثنا كثيرا بعد أن تناولنا طعاما شهيا ، وأكدت للرفيق ضرورة أن أعود إلى الـ (كه ند) في اليوم التالي وذلك لأن الرفاق هناك ينتظرون بلهفة نجاحنا في إيصال أول مجموعة إلى المحطة السرية وكذلك لغرض تهيأة مجموعة أخرى وإرسالها ، وقلت إنني لن أعود مع هذه المجموعة في المرة التالية إن لم أضطر لذلك ، خشية من السفر المتتالي عبر نقاط التفتيش أوأن يتعرف عليً أحد أفراد الشرطة و يشك بأي شيء يسيء إلى مهمتنا ، فقد كنت أفضل البقاء لتأدية بعض المهام في الـ (كه ند) والجبل وعلى أن تفصل بين زيارة أو مرافقة مجموعة من الأنصار إلى المحطة السرية وأخرى عدة أيام . خلال الليل تحدثنا أنا والرفيق من سنجار عن بعض جوانب المهمة التي كانت تقع على عاتقنا وتعرفت على خطة العبور إلى سورية ولذلك كان لابد أن تستعد المجموعة الثانية للتحرك نحو المحطة السرية حالما أعود إلى المنطقة الـ (كه ند ) ، لأن موعد العبور إلى سوريا وبالاتفاق مع الطرف الآخر أصبح قريبا ، وتحدثت قبل الذهاب إلى النوم مع شباب هذه العائلة فتكونت بيني وبينهم وبين أغلب أفرادها علاقة وثيقة ، وتعرفت كذلك عبر الرفيق على مخبأ جرى إعداده بشكل جيد وذلك لغرض استخدامه في الحالات الطارئة ، كمداهمة قوات الحكومة للمنزل ، تحدثنا في هذه الليلة كثيرا على ضوء المصابيح الكهربائية عن أمور كثيرة كلها كانت تتعلق بكيفية تحقيق المزيد من النجاح في خطتنا هذه ، توضحت لدينا أغلب ما كان ينبغي أن نخطوه في الجولات القادمة ، بقينا نتحدث الى الضياءات الأولى من صبيحة اليوم التالي ، وثم ذهبنا إلى النوم في نفس هذه الغرفة . كان عليً أن أغادر المحطة السرية في وقت محدد من النهار على أن أصل إلى مدينة الموصل وقت الغروب أو ما بعده كي أتجنب صدف اللقاء بأناس من مناطقنا يأتون إلى المدينة للتبضع ، ولذلك بقيت إلى ما بعد منتصفه ، حينها خرجت من البيت بعد مراقبة دقيقة من قبل الشباب لما حول البيت حاملا معي ملفوفا من نايلون كبس الهويات ( صناعة سوريا ) علاوة على رسالة خاصة من رفيق لنا في سوريا أرسلها لأهله ، وضعتها في مكان ما من ملابسي ولكن النايلون بقي في قبضة يدي وهو مغلف بجريدة من الصحف العراقية . ابتعدت من البيت دون أن يلاحظني أحدا من أي بيت خرجت وخصوصا إن الحرارة كانت لما تزل عالية تجبر الناس على التزام منازلهم في مثل هذا الوقت ، توجهت نحو الشارع المبلط ، وقبل الوصول إليه سمعت صوت سيارة قادمة من الخلف فتوقفت وأشرتُ لسائقها بالوقوف ولكنه أمتنع عن ذلك ، واصلتُ السير إلى الشارع وانتظرتُ طويلا حتى جاءت سيارة ماليبو، في الواقع لم أكن أعرف في وقتها إنها سيارة ماليبو ولكنني في وقت أخر رأيت سيارة شبيهة بتلك فسألت صديقا لي عن ماركتها ، أجابني إنها ماليبو . توقفت السيارة كان سائقها رجلا متوسط العمر يلبس بذلة مدنية لونها سماوي ، ويربط في عنقه ربطة لا أتذكر لونها ، كان حليق الوجه ، ضعيف البنية ، لون بشرته يميل إلى الاحمرار ، قلت في نفسي إنه لابد أن يكون ذو شأن على مستوى هذه المنطقة ، أي إنه من المسئولين فيها ، فتح لي زجاج نافذة سيارته قائلا أين هي وجهتك ، أجبته أنا ذاهب إلى الموصل ، فقال ولكنني سأذهب إلى سنجار ، ثم واصل وهو يقول يمكنك إذا كنت ترغب أن تسافر معي إلى نقطة تفتيش أم الشبابيط ومن هناك ستدبر أمرك بسهولة ، حيث حركة السيارات هناك كثيفة بأتجاه الموصل ، قلت معك حق ، فهناك أفضل من أن أنتظر هنا وخصوصا أنا أنتظر منذ وقت طويل ، قال إذن اصعد ، أخذت مكاني في المقعد الأمامي ، رحب بي الرجل وقدم لي سيكارة روثمان من علبة كانت مليئة لأكثر من نصفها ، كنت وقتها أدخن ، أشعلت سيكارتي بمقدحة كانت في جيب قميصي مع علبة سيكائر أحنبية ، بادر بالسؤال قائلا ، أراك غريبا عن هذه المنطقة ..؟ قلت له هذا صحيح ، فقال إذن ما سبب وجودك هنا ..؟ قلت في الحال إن الحكومة أصدرت عفوا عن الهاربين من الخدمة العسكرية كما تعلم ، قال بالطبع ، فقلت وأنا لي أخ هرب من الجيش قبل فترة معينة وبعد ذلك جند نفسه جحشا مع المستشار أحمد إسماعيل مطو ، فسرعان ما ألتفت نحوي وقال ماذا كان شقيقك ..؟ أدركت حالا إنني أخطأت وأسأت استخدام المصطلح الشهير في غير مكانه فعرفت إنني لست في كوردستان أو في مكان آمن أو بين رفاقي ، لذا أسرعت بمعالجة الموقف ، قائلا إن أخي جند نفسه ضمن فرسان أحمد إسماعيل مطو ، إذ كان مخطئأ عندما هرب من الجيش ، ولهذا تجدني أقول له جحش ، ولهذا أيضا جئت لكي أحصل على أوراقه من السيد أحمد وتأييدا منه رغبة منا أن يستفيد أخي من ( مكرمة الريس) ، أبتسم قليلا واستمر في التحدث عن أشياء أخرى لها صلة بمنطقتنا ، كنت أُجيبه عن بعض الأشياء التي أعرفها وأنفي علمي بأشياء أخرى .. حتى جاء الحديث مرة أخرى عن الجحوش ، فكررت ما كنت قائله بشأن قضية الجحش ، وكرر يسألني هو الآخر ما إذا كنت أقول شيئا ما ، فعرجت مضطرا لمسألة أخرى ، حتى نسي صاحبي سؤاله .. ووقتها وجدت أننا نقترب من نقطة التفتيش فقال سأقف هناك وأنت تترجل وتذهب إلى هناك في الطرف الثاني من الشارع ، أشار إلى مكان كان فيه مسافرين اثنين ينتظران السيارات القادمة من سنجار كي يسافرا بواسطتها ربما إلى مدينة الموصل أو تلعفر أو أي مكان آخر . كان عليً أن أتصرف بشكل طبيعي جدا ، ولحسن الحظ إن السيارات القادمة من سنونى والتي تذهب إلى سنجار لم تكن لتفتش ، ولذا وجدت ضرورة استغلال هذه المسألة ، سألت الرجل عن أجرته ، فطلب دينارا واحدا ، ترجلت من السيارة بعد أن أعطيته الدينار ، وبسبب الحركة الكثيفة للسيارات في الموقع لم ينتبه أحدا لي إلا أن انضباطا عسكريا وجدني وأنا أحييه وأطلب منه أن يوقف لي سيارة كي اذهب بواسطتها إلى الموصل ، فقال الانضباط ( أطبك مع الجماعة ) ، حيث كان هنالك رجلان ينتظران خارج حدود التفتيش ، فعرفت إنني تخلصت من إجراءاتها ، ذهبت إلى المكان ووقفت مع الرجلين ، لم ننتظر كثيرا حتى جاءت سيارة تويوتا بيكب ، فطلب الانضباط من سائقها أن يأخذ معه شخصين منا نحن الثلاثة ، لم يمانع السائق الذي كان يرتدي بذلة عسكرية عرفت إنه جندي مكلف يؤدي الخدمة العسكرية . صعد الاثنان في المقعد الأمامي كان أحدهم عسكريا أيضا والثاني مدنيا وأسرعت بالصعود إلى الحوض الخلفي للسيارة ، ناداني الانضباط العسكري قائلا أنتظر كي تأتي أية سيارة أخرى وتذهب معها ، فالليل قادم وهو يحمل معه البرد ، قلت له لا بأس لأنني على عجلة من أمري ، قال ، ( بكيفك ) . تحركت السيارة وشعرت بسعادة لأنني نجوت من أول سيطرة في طريق عودتي ، وكان أمامي نقطتا تفتيش أخريين ، ولكنني كنت أعتقد وعلى حد معرفة العديد من الأصدقاء والرفاق أنهما من نقاط التفتيش الشكلية لا تبالي كثيرا بإجراءات تفتيش المارة ، وهذا ما تأكدت منه عندما كنا ذاهبون في الأمس إلى محطتنا السرية .. كانت السيارة سريعة وتخترق رياحا قوية تعمل ما تشاء بشعري الذي حرصت عليه أن يكون طويلا لكي أبدو في الشكل قريبا إلى المواليد الذي سجلني به النصير كفاح على الهوية التي كنت أستخدمها ، وكان قميصي يرفرف بقوة وكأنها ( الرياح ) كانت تريد انتزاعه مني ، حاولت تجنبها والاختباء وراء قمرة القيادة ولكن دون جدوى ، ربطت شعري بمنديل جيب كان معي في أحد جيوب بنطالي ، وعيناي لم تتوقفا عن التدمع بسبب هذه الرياح فمضطرا اندمجت مع موسيقاها وكيف كانت تولول ويتغير الصوت مع حركة السيارة نفسها والسيارات القادمة من الجهة المعاكسة حتى كادت تأخذني إلى هذه المساحات الشاسعة من تلك السهول المترامية الأطراف التي لا أرى لها نهاية ، تتخللها بين مسافة وأخرى قرى وتجمعات بشرية ...أحيك منها قصصا وأحلاما لم تتحقق ... وبين فترة وأخرى كانت أبواق السيارات تمزق وتقطع خيوط قصصي وأحلامي ... في وقت ما شعرت إن السيارة أصبحت تخفف من سرعتها فرفعت رأسي عندها تراءت أمامي مجموعة من أصحاب البذلات الزيتونية مع عدد من السيارات يطوقون مكانا محددا من الشارع زارعين عليه حواجزا في بدايات مدينة تلعفر ... توقفت سيارتنا في منتصف دائرة تتشكل من هذه المجموعة المسلحة من عناصر الجيش الشعبي كلما وصلت إلى نقطتهم سيارة قادمة من سنجار أو من الموصل ... قامت بتفتيش وثائق الراكبين في قمرة القيادة مع السائق بشكل دقيق ... أنتظرت دوري في هذه العملية الرهيبة .. أعددت خلالها عددا من الأجوبة لأسئلة محتملة ... حاولت أن أكون ذو رباطة جأش ... كانت تلك الدقائق بالنسبة لي امتحانا عسيرا وتهديدا خطيرا... شعرت إنها امتدت وقتا طويلا ... وضعت رؤوس أصابعي في جيب قميصي أتلمس خلالها هويتي التي أحملها والتي تعد المستمسك الوحيد لإثبات شخصيتي ... كنت أقول في دواخلي هل إنها قادرة على إنقاذي من هذه الدائرة المشكلة من أفراد الجيش الشعبي .. وهل أخذ النصير كفاح مثل هذا الأمر في الحسبان عندما صنع أختامه بما لا يترك المجال للشك فيها ...؟؟ كنت واثقا من أنه عمل المستحيل وكان دقيقا في عمله ونتيجة تلك الدقة كان الاطمئنان يدخل قلبي عندما حملت لأول مرة هوية قام بإصدارها ، ورغم ذلك كان الأمل يتضاءل عندما كنت أجدهم منهمكين بدقة في تفتيش زملائي في قمرة القيادة ... كنت أقول ربما سأرتبك أمام أسئلتهم ودقتهم في فحص الهوية حتى يكتشفوا في النهاية إنها ليست لي ، ولكن قبل أن تصل الأمور إلى سيناريو اكتشاف أمري وما بعده رأيت وفي لحظة ما ودون أن يكون ذلك في الحسبان إنهم يسمحون للسيارة بالمرور دون إعارة أي اهتمام بمن كان راكبا في الحوض الخلفي لسيارة البيكب ، وكأنني كنت غير موجود ، فلم يقترب أحدا من هؤلاء أفراد الجيش الشعبي إلى ناحيتي ولا كلف نفسه بالنظر إلى ما في الحوض وهذا ما أسعدني كثيرا ... ولكنني رغم فرحي الكبير حاولت عدم نسيان أجوبتي لأسئلة محتملة في أية نقطة تفتيش قادمة ، ثابتة كانت أم متحركة . في خضم معركة الأسئلة ، التي لم تدعني أن أشعر بالوقت ، وجدت مرة أخرى وعلى شاكلة المرة السابقة إن سيارتنا تقف بين حلقة أخرى من عناصر الجيش الشعبي ، تكرر المشهد بكل تفاصيله ... من حيث تدقيق الوثائق الشخصية للركاب في قمرة القيادة دون أن يلتفت على وجودي أحدا في حوض السيارة...غادرت سيارتنا نقطة التفتيش المتحركة ... فتنفست الصعداء وتيقنت إنني سأدخل الموصل دون عراقيل لأن ما تبقى من الطريق عليه نقاط تفتيش شكلية ، وهذا ما حصل فعلا فبعد أن بدأت خيوط الظلام تفترش الأرض كانت السيارة دخلت إلى بدايات مدينة الموصل بعد أن اجتازت نقطة التفتيش الأخيرة وعندها طرقت بيدي على قمرة السيارة فتوقف السائق ودفعت له أجرته . وفي الحال أوقفت سيارة تاكسي لكي أواصل بها ما تبقى من مشواري إلى كراج الشمال وهناك بالقرب من الكراج دخلت إلى مطعم يقابله لكي أفي بوعدي ، فقد كنت واعدا رفاقي أن أجلب لهم كبابا من المدينة إن بقيت طليقا واستطعت العودة إليهم ثانية ، فطلبت من عامل المطعم أن يجهز لي وجبة من الكباب كي أتناولها أنا ، زائدا 14 وجبة أخرى لأخذها معي ، فلما فرغت من تناول وجبتي كانت حصة الرفاق جاهزة ، عندها دفعت 15 دينارا ثمنا لهذه الوجبة التي ينتظرها الرفاق ، حملتها ودخلت الكراج كان الوقت مناسبا أن أتحرك من المدينة باتجاه رفاقي ، وجدت عددا قليلا من السيارات وأصحابها ، لم يكن هناك من يعرفني أو أعرفه أنا ، فسألت مجموعة كانت تتحدث لهجة دهوك وضواحيها إن كان هناك بينهم من يريد أن يأخذني إلى دهوك ، انتظر الجميع دون أن أتلقى جوابا سريعا ، ولكنه في الأخير قال أحدهم كم تريد أن تدفع ..؟ قلت له وكم تريد أن تحصل عليه ..؟ قال 20 دينارا .. قلت إنه مبلغ كبير .. فقال ولكنه الليل والوقت متأخرا .. فقلت له سأدفع لك 15 دينارا ..في الحال تدخل ثالث وقال ادفع له 17 دينار ، فوافقنا نحن الاثنان تقدم الرجل أمامي وأشار إلى سيارة لاندكروز وقال تفضل سنتحرك على الفور . رأيت الموصل ليلا بعد أن تحركت السيارة .. رأيت مصابيح شوارعها تتراقص وأضواء السيارات فيها تخترق ما يقابلها في هذا الليل وأصوات أبواقها لا تنقطع أبدا ، فهناك من كان يحي زميلا له أو أحد معارفه وهناك من كان يطلق بوقا عنيفا يعلو صداه فضاءات المدينة يطلب عبره فسح الطريق له لكي يضغط على دواسة البنزين وينطلق بسرعة وكان هناك من يشتم الأخرين وكأن الشتيمة كانت تقال بلسان فصيح ولذلك كان يتلقى مثيلها أو ربما أعنف مقابلها ... وكان هناك من يزمر من غير معنى سوى إنه يقود سيارة ويسير في الشارع كل ذلك كان يحدث عبر الأصوات الصادرة من هذه الأبواق فلغة كهذه يعرفها سواق بلادنا أكثر من غيرهم . حسدت أشياءا من ليل الموصل وعبر شوارعها وتمنيت أن يتكرر ذلك في كل قرية ومدينة من وطننا وتمنيت أشياءا أخرى غير الفوضى التي تعج بها حركة المرور في المدينة رغم اندماجي معها باعتبارها جانبا من الحياة في مدننا . تجاوزنا نقطتا التفتيش التي تقع أحداها في نهاية المدينة وعلى الشارع الدولي المؤدي إلى دهوك والثانية بالقرب من قرية فلفيل ، وبعد عدة كيلومترات من هناك قلت للسائق وجهتي هي قرية حتارة وليست دهوك ، فقال ولكنك تعرف إن الطريق إلى هناك وعر ، قلت له هذا يكون دائما في الشتاء أما في الصيف فلا توجد أمطار تدمر الطريق ولذلك سنصل إلى القرية بكل سهولة ، بعد الذي والتي ، أقتنع أن يوصلني إلى القرية مقابل زيادة أجرته من 17 دينارا إلى 20 دينار ، تحدث السائق عن معارف له من القرية وهم زملاء له في سلك الأفواج الخفيفة ، أكدت له معرفتي بهؤلاء ولكنني قلت إنني لم أنخرط في هذا الجهاز لأنني لازلت طالبا . طلبت منه أن يتوقف في ميدان القرية وعندها شكرته كثيرا بعد أن دعوته وكتقليد يتبعه الأهالي لتناول شايا أو طعاما ، فلما رفض دخلت سريعا بين أزقة القرية حتى وصلت بيتا لتسليمهم أمانة ما ، ولما عرف كبير العائلة بأنني قادم من الموصل قال والله أنتم أجنة وإن الحكومة لا تستطيع إنهاء وجودكم من العراق مهما تمتعت بإمكانيات استخبارية وأمنية .. وقال من يتصور إنكم بعد ترككم للجبل سيكون لكم مأوى ..؟؟ وها أراكم تدخلون الموصل وكأن شيئا لم يحدث ...!! تناولت هناك قدحا من الشاي وأكدت للرجل بأنني على عجلة من أمري ، فقال الرجل لا أريد أن اسأل ، ولكنني مضطرا الآن أن أسال بسبب قلقي عليكم ، أين ستذهب..؟ وماذا ستفعلون ..؟؟ قلت سترانا بين فترة وأخرى وعندما سنختفي ستسمع أخبارنا ، وسنكون في مأمن في الأيام القريبة القادمة ، قال أرجو ذلك .!! أسرعت للوصول إلى الرفاق في مخبأ الـ ( كه ند ) ، فبلغته في ما يقارب الساعة الثانية عشرة ليلا وجدت إن الرفاق على أهبة الاستعداد لمغادرته ، ولكنهم فرحوا كثيرا عندما وجدوني بينهم بعد إعطاءهم كلمة السر ، وسرعان ما انهالت عليً أسئلتهم ، ولكنني امتنعت عن الإجابة عليها سوى إنني قلت إن كل شيء يسير وفق الخطة ، والآن تعالوا لتناول وجبة الكباب التي وعدتكم بها . انزويت بعد الطعام مع الرفيق توفيق وأبو داوود لكي أتحدث عن نتائج سفرتي تلك ، فظهرت علامات الارتياح عليهما ، ولكن الرفيق توفيق عكر مزاجي بعد أن أبلغني بقرار اللجنة المحلية كي أعود إلى سنجار مع مجموعة أخرى من الرفاق والعودة مرة أخرى إلى الـ (كه ند ) وعندها سأقوم بتأدية مهام أخرى أما مهمة مرافقة الرفاق إلى سنجار سيتولاها رفيق آخر بعد عودتي منها ، إذ عندها ستكون الأمور أكثر وضوحا ومستلزمات السفر ستكون أكثر جاهزية ، وافقت على تنفيذ هذا القرار بعد أن شعرت إن الرفاق بحاجة إلى موقف ايجابي مني حول المسألة وبعد أن أبديت العديد من التحفظات والملاحظات عليه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - أقدم أشد اعتذاري لأخوتي بسبب قصة الجحش ، حيث استخدمت هذه الرواية للتضليل ليس إلا ، وقد كانوا دائما عونا لي أو رفاقا حقيقيين ومشاركين في تنفيذ مهماتي طيلة فترة البيشمه ركايتي التي امتدت لأكثر من عقد ونيف ، إذ لعبوا دورا متميزا في هذه الفترة الحرجة مع بقية أفراد تنظيم قرية حتارة الشجعان .
#ناظم_ختاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقتل دعاء الهزة الأعنف .. وقتل الأبرياء يعد الحلقة الثانية ف
...
-
محطات من انفال به هدينان – المحطة السابعة عشرة
-
المجتمع الأيزيدي يتعرض إلى مخطط خطير: ماهي مسؤولية الحكومة ا
...
-
ما بعد أحداث شيخان ...لايجوز الإبقاء على ما قبلها ...حلول ..
...
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة السادسة عشرة
-
محطات من انفال به هدينان - المحطة الخامسة عشرة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الرابعة عشرة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الثالثة عشرة
-
محطات من أنفال به دينان - المحطة الثانية عشرة
-
ماذا عن الميليشيات ..! أليست إرهابية ..؟
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الحادية عشرة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة العاشرة
-
أبا فؤاد يوارى الثرى
-
المحطة التاسعة - محطات من أنفال به هدينان
-
الممنوع الجديد في العراق الجديد ..!!
-
!..حربكم قذرة .. الوطن يحترق بنيرانها .. أنتم تتحملون مسؤولي
...
-
محطات من أنفال به هدينان- المحطة الثامنة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة السابعة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة السادسة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الخامسة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|