حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 08:51
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
في الكلياتِ الجامعيةِ يُعينُ رؤساءُ الأقسامِ من بين أقدمِ ثلاثة أساتذة بالقسمِ، وهم بذلك الطرفُ الوحيدُ الذي يشغلُ منصبَه خارجَ إطارِ السلطةِ التقديريةِ الواسعةِ التي يُنصِبُ بها أهلُ السلطةِ عمداءَ الكلياتِ ووكلاءها. هذه الاستقلاليةُ التي يتمتعُ بها رئيسُ القسمِ قد لا تكون غالباً علي هوي عميدِ الكليةِ ومن يسيرُ في إسارِه من الوكلاءِ، وهنا تبدأ "الكومبينات" لتطفيش رئيسِ القسمِ الذي يحترمُ نفسَه ومنصبَه وقرارَه. مناوراتٌ لتخطيه، تجاوزُه في اعتمادِ أوراقٍ أوجبَ القانونُ توقيعَه عليها أولاً، تمريرُ أوراقِ ترقياتِ المسنودين من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ دون الرجوعِ إليه فيما يخصُ أنشطتِهم بالقسمِ، التغاضي عن تكاسلِ أو مخالفاتِ بعضِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والمعيدين والموظفين بالقسمِ، حصرُه ولو بإبعادِ عدةِ التليفونِ عن مكتبِه بحجةِ إجراءاتِ الشراءِ مع اتساعِها لبنودِ التهاني بكلِ أشكالِها.
أولوياتُ القياداتِ المعينةِ من عمداءِ ووكلاءِ كلياتٍ تقومُ علي الرضاءِ السامي لمن عينَهم، بإخفاءِ السلبياتِ أولاً، الأمورُ لابد وأن تسيرَ وفقاً للمبدأ الأزلي "كله تمام"، بعكسِ المنطقِ والواقعِ. من مصلحتِهم إذن التغاضي عن الشركاتِ التي يعملُ بها بعض أعضاء هيئات التدريس معظم الوقتِ علي حسابِ العملِ الجامعي، ليس في حسبانِهم متابعةُ ومحاسبةُ من ينتدبُ لساعاتٍ طوالٍ خارجَ كليتِه بالمخالفةِ للقانونِ، لا يهمُهم إدعاءُ الجودةِ في كلياتِهم وهي مفتقرةٌ لكلِ مقوماتِ وجودِها، لا يعنيهم تكريسُ احترامِ الطلابِ للسلوكياتٍ طالما لم يعلو لهم صوتٌ.
ماذا يفعلُ رؤساءُ الأقسامِ إذن في جوٍ مسمومٍ، لا احترامَ فيه لقانونٍ ولا لتسلسلٍ وظيفي؟ إذا كانت الكلياتُ مسرحاً لانتهاكِه هل يرجي أمل في مستقبلٍ؟ أين القدوةُ للأجيالِ الأحدثِ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ مع هذه الدروسِ المجانيةِ في عدمِ احترامِ النهجِ الوظيفي الواجبِ؟
رؤساءُ أقسامٍ معينون، وضعٌ عجيبٌ في حالٍ نشازٍ تعيشُه الكلياتُ الجامعيةُ، ولا عزاءَ لمن فقدَ كلَ أملٍ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟