أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية..














المزيد.....

نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية..


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 03:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من النصر الواضح والصريح لحزب العدالة والتنمية التركي، إلا أنّ نتيجتها لا تعني بالضرورة أنها ستساعد على تجاوز الأزمة السياسية في تركيا. لأنّ في حال فشل الانتخابات الرئاسية التي (استدعت) تلك الانتخابات، وهو ما يرغب فيه بقوة حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية المتطرف وكذلك الجيش فسيكون من الضروري إجراء انتخابات جديدة في غضون ثلاثة أشهر. وعليه لا يبدو أنّ تلك التربصات لا تستطيع إيقاف مسيرة حزب "العدالة والتنمية" من قبل الأحزاب العلمانية التي لا تجيد سوى الكلام عبر وفرة الإعلام.

-1-
ما أن أعلن عن نتائجها حتى تنفس الأتراك الصعداء، وتحقيق حزب العدالة والتنمية الحاكم، فوزاً كبيراً فيها، حيث حصل الحزب ذو الجذور الإسلامية على أغلبية تكفي لتشكيل حكومة من حزب واحد. الذي حصل على قرابة 50% من الأصوات متقدما على حزب الشعب الجمهوري المؤيد من قبل الجيش، والذي حصل على 20% وحزب الحركة القومية اليميني المتشدد الذي جاء في المركز الثالث بحصوله على 14% من الأصوات فقط. في حين لم تقترب أي أحزاب أخرى من تخطي نسبة 10% الضرورية لدخول البرلمان، عدا فوز عدد من المستقلين الكرد الذين سيكون لهم الوجود الفاعل إن ما كان هناك تناسقاً في عملهم.
وبذلك فإن حزب العدالة والتنمية مرشح لشغل 342 مقعدا في البرلمان المكون من 550 نائبا. وبالتالي فهو يأمل بالحصول على غالبية في البرلمان تمكنه من حسم صراع رئاسة البلاد لصالحه، إما بإيصال مرشحه إلى الرئاسة عبر هذه الغالبية، وإما بتعديل دستوري يسمح بانتخاب الرئيس عبر الاقتراع العام المباشر. وإن رافقته مخاوف داخلية وخارجية تتجاوز المخاوف من أن يتبع اردوغان سياسة ذات توجه إسلامي قوي فحسب، بل سيقوم بتعديل للدستور ومن ثم العمل على تقوية دور الرئاسة التركية في النظام السياسي التركي, مما سيسمح له بفرض الأجندة السياسية والتصورات القيَمية الإسلامية، الذي قد يقوض دور المؤسسات السياسية المؤثرة التي ما زال يسيطر عليها العسكر الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في البلاد، ورغم أنّ منصب رئيس الجمهورية في تركيا يعتبر فخري، باستثناء مهمة المصادقة على القوانين والقيام ببعض التعيينات في السلكين القضائي والإداري، إلا أنه بموجب دستور 1982 بات يتمتع بسلطات خاصة لحماية العلمانية، حتى أنه من حقه اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل استمرارية مؤسسات الجمهورية العلمانية. لهذا ربما سيضطر أردوغان الآن إلى استقطاب حلفاء له من أجل شغل 367 مقعدا وهي النسبة تكفي له الهيمنة عليها من أجل انتخاب رئيس جديد، أو ربما يلجأ إلى البحث عن مرشح مقبول من كل الأطراف كحل وسط.
ورغم هذه الصورة الايجابية للانتخابات التركية، إذ لا يمكن تجاهل قلق الاتحاد الأوروبي بشأن طريق الإصلاح السياسي في تركيا خاصة في مجالات الديمقراطية وحل القضية الكردية. سيما وأنّّ الاتحاد الأوروبي كان قد وافق على فتح مفاوضات العضوية مع تركيا في أكتوبر 2005 لكن موافقة شابتها الحذر المستمر في العديد من دول الاتحاد الأوروبي حول انضمام أكبر دولة إسلامية في الكتلة الأوروبية. لكن حتى في حال حققت المفاوضات تقدما خلال الأشهر المقبلة فإنه من غير المتوقع أن تنضم تركيا للاتحاد الأوروبي قبل عام 2020.

- 2 -
أكبر هزيمة لحزب سياسي (الجيش) في تركيا:
ربما كانت الانتخابات التشريعية الأخيرة في تركية بمثابة الأهم في تاريخ الجمهورية قاطبة، نظراً لأنّها كانت تمس مصير مستقبل البلاد. والتي أتت بعد أربعة أشهر من الأزمة السياسية التي شلت البلاد من جرائها، ونتجت عنها انقسامات حادة بين التوجهات الرئيسة في البلاد، من جهة ومن الأخرى وسعت من دائرة التصدعات السياسية والثقافية في المجتمع التركي إلى درجة العداء لم تشهدها البلاد من قبل، والتي ساهمت وعلى نحو كبير في تعميقها بتداعياتها.
وحتى هزيمة الجيش بأحزابه القومية المتطرفة التي تنضوي تحت لوائه ليس مهماً جدًا. بل المهم هو أن هزيمة الجيش، مع فشل في طرح نفسه عبر مجموعة من الأحزاب الغارقة في قضايا الفساد والعنصرية، ذو جدوى للمجتمع التركي، والتي أدرك بها المجتمع التركي هذه الجزئية بيقين ودراية. وهذه ليست بسبب المشكلة الآديولوجية والهوية كما يبدو للوهلة الأولى، بل بسبب الجغرافيا الاجتماعية في البلاد وبسبب الاخلاقية التي يتعامل بها الجيش معها. وهذا ما اقتنصه حزب العدالة والتنمية بنيل أصوات الناخبين في مناطق كردستان تركيا، حيث لم يميز "أردوغان" بين ما هو تركي وما هو كردي، وتعهده بأنه سيقلل قدر المستطاع دخول الجيش إلى مناطقهم، لأن من الصعب في الإمكان تحويل جزء كبير من المجتمع إلى هامش في ظل توفر بعض وسائل الديمقراطية.
فالجيش وأحزابه القومية مصابان بهذه العنصرية الخبيثة التي تنبع من الغطرسة ومن خوف الآخر. في حين حاول في مقابلة ذلك حزب العدالة والتنمية وبكل هدوء أن يضم أكبر قدر ممكن من السكان المهمشين إلى جانبه. لأن من يريد أن توجد هنا دولة كما يُحب، يجب أن يناضل من اجل انشاء روح عامة مشتركة لجميع مُركبات المجتمع، مهما كان انتمائها، وأن يلفظ منه الاتجاهات العنصرية.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية..