أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بافي رامان - خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب















المزيد.....


خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب


بافي رامان

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ادى الرئيس بشار الاسد صباح يوم الثلاثاء 17/7/2007 ، القسم الدستوري لولاية كما سموها دستورية جديدة مدتها سبع سنوات ، في مستهل جلسة استثنائية دعا اليها محمود الابرش رئيس مجلس الشعب المعين من قبل الاجهزة الامنية ؟ و بعد دخوله الى قاعة مجلس الشعب و سمع الهتافات من المصفقيين و الانتهازيين الذين تم تعينهم قبل الانتخابات بمدة ، و كل الشعب السوري كانوا يعرفون اسم البرلمانيين لان الاجهزة الامنية تقوم بدراسة متانية و عميقة لاختيار اشخاص اكثر ولائا لعائلة الاسد و اكثر انتهازي و يعمل كل شي حسب ما يملي عليه المخابرات السورية ، و ان مجلس الشعب من اكبر مراكز الاتجار بالشعب السوري بشكل عام ، فقال الرئيس الاسد في بداية خطابه ، ان عهدي لكم ان ابقى و اظل عند خيار المواطنيين و الشعب ، (( و كأن الشعب لا يعلم اساليبهم القمعية و التسلطية )) و ان احمل المسؤولية الكبرى و ان أفي الشعب حبه و تأييده من اجل تحقيق تطلعاته . و ان أبادله بالارتقاء في تلك المكانة التي حملني انا و كانت مظاهر المحبة بمناسبة الاستفتاء التي تجلت في سورية ؟ و يمكن نسي او تناس انه لا يوجد مرشح اخر للرئاسة ؟ او ان الاجهزة الامنية هددوا كل شخص لا يحضر المسيرات و المظاهرات التي قامت بهذه المناسبة بالطرد و الفصل من العمل ؟ و من خلال خطابه استعرض منجزاته في الولاية الاولى ، ووعد انه سيعمل من اجل تطوير بعض القوانيين و الاصلاحات في عديد من المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و القضائية ، و نوه الى العمل على (( اصدار قانون للاحزاب السياسية يعزز المشاركة السياسية و تشكيل مجلس الشورى بما يسهم في العملية الديمقراطية ، كما نعمل على اصدار قانون الادارة المحلية باتجاه اللامركزية لمشاركة المجتمع في اتخاذ القرار و يضمن فاعليتها . كما نعمل على ايجاد حل موضوعي لاحصاء 1962 – فيما يخص الاكراد – الذي حالت بعض الظروف دون اصداره ، و لكن يجب ان يكون حلا شاملا لهذا الموضوع ، و ان تكون اتفقنا انه القانون النهائي الوطني ، و اي محاولة بعده لآثارة الموضوع هي محاولة لهز الاستقرار الوطني . و لفت الى مقترح من وزارة الاعلام حول تعديل قانون الاعلام الحالي ، متابعا ، و لدينا شكاوي من الاعلاميين و غيرهم حول عدم رضاهم عن قانون الاعلام )) هذه بعض النقاط التي وردت في خطاب هذا الشبل من ذاك الاسد ؟
هل نستبشر خيرا نحن الشعب الكردي في سوريا عندما تكلم الرئيس عن وجود الاكراد في سوريا لاول مرة ؟ و لكن على ما يبدو ان السلطة الاستبدادية القمعية تعتبر فقط حل القضية الكردية في سوريا من خلال اعادة الجنسية الى المواطنيين الذين تم انتزاع الجنسية منهم عنوتا و تعسفا منذ اكثر من اربعة عقود ، على الرغم ان القانون الدولي و السوري يعطي الحق لكل شخص مقيم في سوريا اكثر من خمس سنوات حق الجنسية ؟ و ان الكلاب و الحيوانات في اوروبا لهم الهوية ؟ و لكن فان هذا النظام يستمر بذهنيتهم و عقليتهم القمعية و الاستبدادية التسلطية التي لا تعرف سوى لغة الامحاء و القتل و عدم الاعتراف بالآخر و حتى اقصاءه ، و ترى ان الشعب الكردي مجرد قطيع من الحيوانات المستوحشة و التي ينبغي القضاء عليها بعد ان يتم الاستفادة من ثرواتها و اراضيها و نفطها ، و حتى وصل الامر بدولة المخابرات و زبانيتهم التخلص من الشعوب المجاورة سواء كانت العراقية او اللبنانية او حتى الفلسطينية و التي اخذت من قضيتهم قميص عثمان للضغط على الشعب السوري بشكل عام و حركاتهم من ابسط الحقوق الانسانية ، لان في تخلص هذه الشعوب من العبودية و الديكتاتورية من خلال اشعاع نور الديمقراطية في هذه البلدان ستكون كارثية على النظام الاستبدادي . على الرغم ان تعداد الشعب الكردي في كردستان سوريا المحتل و المغتصب من قبل الحكام التي استولت على النظام في سوريا منذ اتفاقية سايكس – بيكو ، التي الحقت قسم من كردستان بالدولة السورية ، حوالي ثلاث ملايين نسمة حاليا ، اي انهم يشكلون تقريبا حوالي 17 0/0 من عدد سكان سوريا بشكل عام ( و لكن فان جميع الاحصائيات السكانية للشعب الكردي و حتى القوميات الاخرى و الاديان و المذاهب في دول الشرق الاوسط الاسلامية و العربية هي احصائيات تخمينية نظرا لعدم سماح الحكومات الديكتاتورية و العنصرية و الفاشية و الاستبدادية و الشمولية الدراسات )) ، و الاسم الرسمي و حسب دستور الانظمة الاستبدادية المتعاقبة على الحكم منذ الاستقلال و حتى الآن هو (( الجمهورية العربية السورية )) ، و ان اطلاق مثل هذه التسمية العنصرية على سوريا يراد منها الغاء الشعوب و القوميات الاخرى غير العربية المتعايشة في هذا البلد من كورد و ارمن و اشوريين و كلدانيين و الفينقيين و السريانيين ، و النظر الى هؤلاء من منطلق قومجي عنصري على اساس انهم جزء من القومية العربية ، على الرغم ان كل الدراسات التاريخية و من خلال آثار التاريخية تثبت ان سوريا لم تكن عربية و ان العرب الاصليين كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و امارة الحجاز و اليمن ، وان القومية العربية استفادت من الفتوحات الاسلامية ، وركبوا موجة الاسلام لتوسيع الامبراطورية العربية ، و هؤلاء استفادوا من ثقافة هؤلاء الشعوب من خلال توسيع فتوحات الاسلامية و يتناسى العروبيون و الشعوبيون ان الشعب الكردي و القوميات الاخرى مثل الاشوريين و السريانيين و الارمن الذين يعتنقون المسيحية تعيش على ارضها منذ بداية التاريخ الانساني و كل الدراسات التاريخية و الآثرية في جميع المناطق السورية تثبت ان هؤلاء الشعوب كانوا موجوديين على هذه الاراضي قبل مجيء الفتوحات الاسلامية ؟
و يمضي النظام الاستبدادي الحاكم قدما في استمكال وظيفة اسلافه القمعيين في رسم سياسة التمييز و العنصرية و ذلك بتهديد ما تبقى من اواصر و خيوط التي تربط مصائر العرب و الكرد و باقي مكونات الشعب السوري بعضها ببعض و جر البلاد و العباد الى دوامة الصراعات العنصرية و الطائفية و المذهبية و ذلك بعد التورط في الفتن الطائفية في الداخل و الجوار لاشغال المواطنيين في امور جانبية على حساب القضايا المصيرية من الديمقراطية و التغييرات الاصلاحية ؟ و ذلك عندما اصدرت توجيهات من القيادة القطرية لحزب البعث الى مديرية الزراعة و الاصلاح الزراعي باستثناف توزيع اراضي مزارع الدولة في ديريك (( المالكية المعربة )) على فلاحين عرب مستقدمين من الشدادة و بموجب ذلك صدر قرار الوزارة المذكورة رقم ( 1682 ) بتاريخ 3/2/2007 ، بهذا الخصوص و في 15/6/2007 ، ابرمت الوزارة عقودا مع 151 اسرة عربية من الشدادة لاستيطانها في قرى خراب رشك ، كري رش ، قديريك ، قزي رجب ، كركى ميرو التابعة لمنطقة ديريك ، كما تجري الاستعدادات لاستقدام ثمانمائة اسرة عربية اخرى الى منطقة سري كانية (( راس العين )) في المستقبل القريب . ففور استلاء حزب البعث بقيادة الجنرال حافظ الاسد على الحكم بدأ بالتصفيات في صفوف رفاقه البعثيين و حتى غير البعثيين الذين كانوا لهم دور في انجاح انقلابه الدموي على رقاب الشعب السوري من ناصريين ووحدويين و اشتراكيين ، و بعد ذلك بدأ هؤلاء الانقلابيين بالتصفيات لاسباب طائفية في صفوف سلطته القمعية ، فاستبعدت او صفيت العناصر غير العلوية او حتى فقط من الطائفة ، و من ثم حولوا سورية بكل ما فيها من بشر و خيرات و امكانيات و طاقات و افكار الى غابة مسجلة باسم حزب البعث العربي من خلال المادة الثامنة للدستور التي تنص على ان هذا الحزب قائد للدولة و المجتمع و من خلال الاحتكام الى قانون الطوارىء و الاحكام العرفية المعمولة بهما منذ اكثر من اربعين عاما . و لاسباب عنصرية و شوفينية و من خلال افكار محمد طلب هلال الفاشيستي لجوءوا الى سحب الجنسية السورية من المواطنيين الاكراد في محافظة الحسكة من خلال الاحصاء الاستثنائي و طبقوا قوانيين استثنائية جائرة بحق الشعب الكردي من الحزام العربي العنصري من خلال مصادرة اراضي الاكراد و توزيعها الى سكان العرب جلبوا من محافظتي حلب و الرقة و اسكانهم بشكل مستوطنات عربية في المناطق الكردية لتغيير ملامح الجيو سياسية لهذه المناطق و فصل كردستان سوريا عن كردستان تركيا على شريط الحدودي بعمق 10 كيلو متر . و ان يوم 24 حزيران ذكرى سيئة الصيت في تاريخ الشعب الكردي في سوريا بسبب تطبيق الحزام العربي ، و كانت علامة بارزة في تاريخ الظلم و الاستبداد و الاضطهاد الشوفيني العربي ضد الشعب الكردي . على الرغم انه منذ قيام الدولة السورية في القرن الماضي و من خلال اتفاقيات الدولية و ضم جزء من كردستان الى الاراضي السورية ، كان الشعب الكردي ضحية الايديولوجيات و السياسات العروبية الفاشية و العنصرية المتسلطة على رقاب الشعب السوري بشكل عام ، و التي توجت بالانقلاب العسكري الدموي المشؤوم الذي اوصل حزب البعث الى السلطة في العام 1963 ، فقد وجد هذا الحزب الدموي الانقلابي في الشعب السوري بشكل عام و الكردي بشكل خاص ضالته المنشودة لممارسة افكاره و طروحاته العنصرية على ارض الواقع عبر اضطهاد الشعب الكردي و انكار وجوه القومي و قمعه و نفي وجوده و تصور الشعب الكردي على اساس الطابور الخامس لقوى الاستعمار و الرجعية و الامبريالية ، و غير ذلك من اتهامات و ترهات يزين و يزخر بها القاموس البعثي ، و بذلك تم التعامل مع القضية الكردية العادلة وفق مقاربة امنية استخباراتية بحتة .و ان النظام السوري الاستبدادي يمارس الازدواجية في التعامل مع مواطنيها ، فهؤلاء الاستبدادييين يستنكرون ما يقوم به الاسرائيل من هدر لحقوق الشعب الفلسطيني و ينددون به كعمل غير انساني على الرغم اننا مع حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، بينما الشعب الكردي في سورية الذي ينوف تعداد سكانه على ثلاث ملايين نسمة محرم من ابسط الحقوق القومية و الديمقراطية ، على الرغم ان هذا الشعب يناضل من اجل رفع الظلم القومي و الاضطهاد السياسي منذ اكثر من نصف القرن ، و من اجل الاعتراف الدستوري بوجوه القومي كثاني قومية في البلاد ، الا انه بالمقابل مارست و تمارس السلطات السورية سياسة عنصرية شوفينية منذ تشكيل الدولة السورية ، و لم تعر أية اهتمام لمطالب الشعب الكردي و لا الى اساليب نضاله الديمقراطي السلمي ، لا بل اشتد وتيرة تلك السياسة القائمة على نفي و انكار الوجود الكردي كشعب ، من قمع و ارهاب و ظلم و اضطهاد من قبل جميع الحكومات و السلطات المتعاقبة على سدت الحكم في البلاد . حيث تمثلت هذه السياسات الارهابية في تطبيق المشاريع العنصرية و الشوفينية اللانسانية من الاحصاء و الحزام ، ناهيك عن تنفيذ سياسة التعريب التي لم تتوقف يوما في عقول العنصريين و الشوفينيين حتى طال جميع نواحي الحياة في المجتمع الكردي من تغيير اسماء المدن و القرى و البلدات و المحلات من كردية الى عربية ، اضافة الى منع تسجيل الولادات الجديدة باسماء كردية الا بموافقة امنية استخباراتية ، و كذلك الحظر على اللغة و الثقافة الكرديين و ملاحقة النشطاء السياسيين و زجهم في غياهب السجون . و ان الحملة و الممارسات التعريبية الجديدة ايضا من قبل النظام الاستخباراتي السوري للمناطق الكردية ، تعتبر جزء من سياسة استخباراتية امنية منظمة ، تهدف لاثارة الضغائن و الاحقاد و العداوات بين الشعب الكردي و العربي ، من اجل تفتيت المجتمع السوري و تمزيقه ، بعد ان افلح هذا النظام الى حد ما ، في اتباع سياسة خارجية هدامة في كل من العراق و لبنان و فلسطين ، و الآن يتوجه نحو الداخل السوري بعد افرغ المجتمع السوري من كل القيم الاخلاقية و الثقافية ، و كل ذلك من اجل الحفاظ على الكرسي في قصر المهاجرين .
و كذلك من الاعمال الهدامة للمجتمع السوري التي قامت بها النظام الاستبدادي الاسدي ، قام بشن حملات العداء ضد التيارات الاسلامية من خلال حرب ابادة و اعدام عشرات الالاف من منتسبي و انصار و مؤيدي هذا التيار ، و سن قانون يحكم بالاعدام على كل منتسب الى جماعة الاخوان المسلمين حسب المادة 49 من الدستور . و تم اتباع سياسة الاستبداد و القمع و التعذيب بحق الاحرار و الوطنيين و الديمقراطيين و اصحاب الرأي ، و اغلب اصحاب الرأي معتقليين سياسيين في السجون و الزنزانات الاستخباراتية السورية . و بالمقابل حولوا سوريا الى مسرح للنظام الملالي في ايران من خلال ربط مصير سوريا بالاستراتيجية الفارسية – النووية – الايرانية في المنطقة ، و بذلك فان الايرانيين يصولون و يجولون حسب اهوائهم و مخططاتهم في المنطقة ، و يزرعون اسباب الفتنة الطائفية في البلد و يشترون ذمم الناس و خاصة الشباب من خلال استغلال اوضاعهم المعيشية الفقيرة نتيجة سياسات النظام القائم على السلب و النهب و الافقار المتعمد و بذلك تشييع المجتمع السوري من خلال الحسينيات و الحوزات العلمية ، فضلا عن تجنيس عشرات الآلاف من الايرانيين الفرس بالجنسية السورية في مسعى خطير الى تغيير التركيبة السكانية . و هذا ما اثبته الزيارة الثانية لاحمدي نجادي الى دمشق بعد خطاب القسم لرئيس الوريث و غير الشرعي بيومين ؟ و كانت هدف الزيارة اثبات ذلك الاستراتيجية في ظروف اقليمية و دولية بالغة الدقة و الاحساس و التعقيد و الفوضى ، و تناولت المحادثات الاوضاع في المنطقة و في المقدمة منها لبنان و فلسطين و ذلك من خلال اجتماع الارهابي نجادي مع كل من حسن نصرالله و خالد مشعل في دمشق ليثبت للعالم انه لا حل لاوضاع لبنان و فلسطين الا بموافقة النظام الملالي في ايران . و لاشك ان كلا الطرفين دمشق و طهران اعطيا الانطباع باهمية العلاقات الاستراتيجية بين النظامين و ليس البلدين ؟
ان النظام الاستبدادي المخابراتي السوري بدل اللجوء الى ايجاد سبل لحل مشاكله العديدة على الصعيد الداخلي من الفساد و الرشاوي و النهب و السلب و القمع و الظلم و الاضطهاد و زج اصحاب الرأي في غياهب السجون و الزنزانات من العرب و الكرد و باقي القوميات الاخرى ، قال الرئيس من خلال خطاب القسم ان اي طلب لهؤلاء الاحرار انما لزعزعة الوضع في سوريا ؟ و كأن اي مس بالسلطة و المطالبة بالديمقراطية انما هي انهاء البلاد ، لان الوطن و الوطنية في مفهومهم هي الحفاظ على هذه السلطة ؟ و بدل انقاذ عنقه من مقصلة (( المحكمة الدولية )) من خلال تقوية جبهته الداخلية من خلال فتح حوارات جدية و بناءة بين السلطة و ممثلي الشعب الحقيقيين من اجل اجراء التغييرات و الاصلاحات نحو الديمقراطية الحقيقية و الاعتراف بحق الاخريين في هذا الوطن و الاعتراف بحق الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد و يعيش على ارضه التاريخية و الاقرار بحقه في تقرير مصيره من خلال دستور جديد يصاغ من قبل ممثلي الشعب الحقيقيين من خلال اجراء انتخابات حرة و نزيهة ، و ليس من قبل المصفقيين و الانتهازيين و الهياكل داخل ما يسمى بالمجلس الشعب ؟ و كل ذلك من اجل مواجهة التحديات الخارجية و تطوير المجتمع السوري نحو الديمقراطية و العيش الحر للمواطنيين و كذلك لتضميد الجراح الناجمة عن الحوادث التي حصلت في الثمانيات من القرن الماضي و كذلك الجراح التي نجمت عن الانتفاضة الكردية في عام 2004 ، و لكن بدل ذلك يزيد هذا النظام من قبضته الحديدية على رقاب الشعوب السورية من الفساد و الرشاوي و اطلاق ايدي المخابرات في طمس الصوت الحر ، و اعتقال واختطاف كل شخص لا يروق لهذا النظام ، و هذا واضح من خلال كلمات بشار الاسد عندما قال ان القضية الكردية هي مجرد اعادة الجنسية لبعض المواطنيين الذين انتزع منهم ظلما و تعسفا ، و بعد ذلك اي مطالبة للشعب الكردي بحقهم في العيش الحر و حقهم في حقوقهم القومية و الديمقراطية انما لزعزعة الوضع الامني في البلاد ، و كأن مشكلة الاكراد في سوريا فقط في اعادة الجنسية ؟ و بذلك اعطى اجهزته الاستخباراتية الضوء الاخضر من خلال وزارة الزراعة و الاصلاح الزراعي لتنفيذ المرحلة الجديدة من تطبيق (( الحزام العربي )) و ذلك من خلال انشاء مستوطنات عربية جديدة تضاف الى المستوطنات القديمة التي تفوق تعدادها اكثر من 40 مستوطنة في المناطق الكردية لعزل الكرد السوريين عن باقي اجزاء كردستان الشمالية و الشرقية ، على الرغم ان اصحاب المنطقة الحقيقين من الكرد يعانون من الفقر و الجوع و الحرمان و عدم التوظيف من القدم و لا يقل معاناتهم عن باقي الشعب السوري ، و لكن بعد الانتفاضة الكردية حرموا شباب و بنات الكرد من جميع الحقوق في التوظيف في وظائف الدولة بشكل متعمد عقوبة على مطالبتهم برفع الظلم عنهم ؟ على الرغم ان المناطق الكردية من اغنى مناطق السورية بالثروات البترولية و الزراعية و الحيوانية و حتى الثروات التاريخية و الطاقة البشرية .
ان الايحاءات الايجابية التي اطلقها ما عرف بخطاب القسم للرئيس الوريث و غير الشرعي و من ثم تحسس السوريين هوامش لحرية التعبير و الرأي الآخر (( التي افتقدها الشعب بشكل تام لعقود طويلة )) لم تكن و لن تكون الا توظيفا واعيا و مقصودا لشرعية الوعود ، و هو قال بنفس : ان الشعب يقول اني اوعد و لكن لا انفذ ؟ و كذلك وعد في ولايته الاولى بذلك و لكن مصير ربيع دمشق مازال الملاحقات الامنية و الاستمرار في اعتقال الاخريين في زنزانات استخباراته و خير دليل على ذلك وجود العالم و الدكتور الاقتصادي عارف دليلة في غياب السجون مجرد انهم طالبوا بحرية الرأي ، و كذلك في هذه الاونة فان سوريا تشهد تراجعا واضحا في حرية التعبير و في حرية استخدام الانترنيت على الرغم ان الرئيس الحالي بشار الاسد كان رئيس هيئة المعلوماتية في سوريا قبل استلائه على السلطة بطرق غير شرعية و بقي متمسكا بهذا الزمام ، و لكن فان هذا النظام راى في الانترنيت منبر حر لكشف ممارساته القمعية و العنصرية و الفاشية و الشوفينية لاصحاب الرأي . فقد استمر في حجب المواقع و التضيق على المستخدمين فقد تم حجب العديد من المواقع القديمة و الجديدة من صحف و مواقع اخبارية و ثقافية و دينية (( اسلامية )) . كل ذلك من اجل استغلال هذه الوعود لترسيخ وجود السلطة الجديدة العائلية و على قاعدتها القديمة من الفساد و السلب و النهب و الظلم و الاضطهاد و القمع و الترهيب و الترغيب .
يقف المرء محتارا و مذهلا امام المشهد السوري المتمثل بالطريق الذي اختاره النظام الحاكم لنفسه بتوجيه دفة السفينة و البلاد التي تحمل على متنها كل مقدرات الشعب السوري ووطنه المهدد بالانفجار بأية لحظة بسبب الالغام الخطيرة التي تسير عليها هذه السفينة التي يقودها ربان متهور ؟ في السابق و خلال المرحلة السابقة فان النظام السوري كان يمتلك العديد من الاوراق مكنته من فرض نفسه و ان يكون لاعبا اقليميا و دوليا مهما يحسب له الحساب ، فلقد استطاع الرئيس حافظ الاسد عبر سنوات حكمه الثلاثين الفائته توظيف و استثمار هذه الاوراق جيدا و بمهارة فائقة ، ساعده في ذلك ظروف اقليمية و دولية مواتية من خلال التوازنات الدولية و ظروف الحرب الباردة و التحالف الاستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي ، و لكن ورث الاسد الابن تلك الاوراق في ظل ظروف و مناخ دولي مختلف و متغير عما ساد فترة الاسد الاب ، فهل استطاع بشار الاسد اللعب على تلك الاوراق ام لعبت به ؟ هل استطاع استثمارها بنفس مهارة ابيه في ظل التغيرات الداخلية و الاقليمية و الدولية المليئة بالالغام و المتفجرات ؟ و لكن يبدو ان هدف النظام السوري في سوريا و المنطقة و العالم هو الحفاظ على طاقمه الديكتاتوري الاستبدادي و يمكن ان يعمل اي شيء او يتنازل ان اي قيم اخلاقية و قد يتنازل عن هضبة الجولان لاسرائيل كما تنازل عن لواء اسكندرون لتركيا مجرد يخدم مصلحته القمعية و يحافظ على مكاسبه التسلطية من النهب و السلب و امتلاك البلد باهله . و اعتبار سوريا مجرد مملكة لهم و لزمرتهم القمعية و كل من يبدي الرأي او يطالب بحقه في الحياة و العيش فهو عدوهم الاول و التهمة جاهزة (( خطر على امن الدولة )) لان الدولة في مفهومهم هي السلطو القمعية و الوطن هو الحفاظ على اجهزتهم الامنية ، لان ثقافة الاسد الارهابي تكمن من خلال السلطة الاستبدادية و هو رب الاعلى و قائد للدولة و المجتمع الى الابد ؟





#بافي_رامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا بين كماشة الجيش و العلمانية المزيفة
- الحكم بعد المداولة
- الارهاب................... و الانظمة الاستبدادية؟
- هل الوطن اولا؟ ام الكرسي؟ في ظل مخططات النظام السوري الاستبد ...
- اخاف على وطني من العدو الداخلي؟
- النظام السوري بين الشعارات الغوغائية و الممارسات العملية
- تركيا بين احلام العثمانيين من خلال الجيش و ما يسمون انفسهم ب ...
- الطبقة العاملة تحتفل بعيدها في ظل الارهاب المنظم؟
- يوم الصحافة الكردية تصادف يوم تزيف الانتخابات السورية
- لعبة الانتخابات في الدول التي تتقاسم كردستان
- عامودة مدينة المظلومين و الهاربين من الظلم؟
- مسرحية الانتخابات النيابية في سوريا ؟
- دوروسائل الاعلام على الراي العام ؟ 2
- يوم الاول من نيسان يوم الضحك على الذقون و مقدس عند النظام ال ...
- دور وسائل الاعلام على الرأي العام ؟(1
- استراتيجية النظام السوري الاستبدادي في الحياة؟
- المرأة بين حجاب السلفيين ؟ و الاتجار بافلام الخلاعية؟
- تلاحم الحركة الكردية في سوريا ضرورة تاريخية؟ ام مجرد فنتازيا ...
- الارهاب الفكري وتراث البعث السوري
- الانتخابات القادمة في ظل النظام السوري الاستبدادي


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بافي رامان - خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب